أهمية الصلاة في حياة المسلم وأثرها على اخلاقه
أثر الصلاة في حياة الفرد
تُحقّق الصلاة الكثير من المنافع في حياة الفرد، وتعود عليه بالخير كلّه، إذا ما أقامها على ضوء ما جاء به كتاب الله وسنّة نبيه عليه الصلاة والسلام، ومن هذه الآثار:
- إدامة صلة العبد بربه وتجديدها، وهذه الصلة تكون قولاً وفعلاً ونيّةً وقصداً، حيث تجتمع في الصلاة العبادات الاعتقادية والقلبية واللفظية والبدنية، فإقامة الصلاة فيها غذاء بذكر الله وطاعته، وتطهير من الخطايا، كالنهر يغتسل به العبد كل يوم خمس مرّات كما وصفها رسول الله.
- إنّ قبلة المؤمن في الصلاة هي رمز لوحدانية الله وتفرّده بالعبادات، كما أنّها دعوة لوحدة عباده من المسلمين، فإذا ما التزم كل مسلم بهذه الغاية، تحقّقت وحدة الأمة في العقيدة والعبادة.
- الصلاة من أسباب استقامة الفرد، فتُصحّ أخلاقه وتُنير القلب والروح، كيف لا وهي مرتبطة بالبر والإخلاص، والشكر والأمن، والرزق والطهارة، وبها يشعر العبد بعظمة الله ومراقبته له، وستره وإحاطته.
أثر الصلاة على أخلاق المؤمن
أثر الصلاة في تهذيب سلوك الفرد :
للصلاة آثار إيجابية على سلوك الفرد العام مع نفسه و مجتمعه، و من بينها :
1- تربي لسان المصلي على قول الخير و الصدق و التأدب مع الناس، قال تعالى : و قولوا للناس حسنا و أقيموا الصلاة
2- تربي الإنسان على فعل الخير و الفضائل، قال تعالى : ” وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ “.سورة الأنبياء الآية73.
3- تربي الإنسان على يقظة الضمير ودوام الاتصال بالله.
4- تربي في النفس الرغبة في التوبة و الإقبال على الصلاح و الاستقامة.
أثر الصلاة في تهذيب سلوك المجتمع :
و من آثارها في سلوك المجتمع أنها :
1- تربي المصلين على احترام الوقت و تقدير قيمته، قال تعالى :” إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا” سورة النساء الآية 103..
2- تربي المصلين على التعارف و تفقد أحوال بعضهم البعض.
3- تربي المصلين على عفة النفس و غض البصر و اجتناب الفواحش و المنكرات، لقوله تعالى : ” وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ” سورة العنكبوت الآية 45.
الصلاة حياة
أن نرى في حياتنا صلاة!
الأمر وما فيه، أنّه علينا أن نستعين بالصلاة، أن نستمد منها القوة لمواجهة هٰذا العالم، لنصمد أمام الحياة!
أن تكون الصلاة جزءًا منا…
فالصلاة، ليست مجرد حركات..
الصلاة كفيلة بأن تداوي جروحنا، أن تنهض بنا وتكون طريقًا لبناء الحضارة المبنية على قيمٍ عظيمة!
تُوجه كل تفاصيل حياتنا، فنرى حياتنا من خلالها!
هي التي تمنحها الطاقة وترفع معاييرها، كما وينعكس أثرها على كل تصرفاتنا وتحركاتنا…
فتكون الحياة مصداقًا لصلاتنا، ففاعليتها لا تنتهي، بل تكون مستمرة، داخلها وخارجها…
وليست تلك الصلاة كما فعلها بعضنا حيث حصر فاعليتها وتأثيرها ولم يجعلها تنعكس في كل وقت من الأوقات، فذاك لم يفعلها كما يجب!
فالصلاة بالنص القرآني، تنهى عن الفحشاء والمنكر!
عن كل منكر، مهما حسبناه صغيرًا.
في الصلاة حب، حياة، طاقة وبناء حضارة!
فوائد الصلاة
خطبة عن أهمية الصلاة في حياة المسلم
أثر ترك الصلاة على الإنسان
آثار ترك الصلاة على الإنسان
قال الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم :{مَاسَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ * قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ }(المدثر:42-43)صدق الله العلي العظيم.
الآيات التي افتتحنا بها الحديث تولي أهمية فائقة إلى الصلاة، التيهي أحد أركان الإسلام، الذي يعتبر تاركه مقترفاً لذنب عظيم من الذنوب الكبيرة، وهذا ما أكدته هذه الآيات في أنّ السبب الرئيسي في دخولهم النار، كونهم تاركين للصلاة،بالإضافة إلى أنّ هناك الكثير من الروايات عن المعصومين عليهم السلام تؤكد على أنّترك الصلاة من جملة الذنوب المنصوص على كونها من الكبائر، فقد رُوي عن الإمام الصادق عليه السلام في تعداده للكبائر قوله ((…وتركالصلاة متعمداً أو شيئاً مما فرض الله عزّ وجل)).
العلاقة بين ترك الصلاة والكفر.
إنّ الروايات الواردة عن النبي صلى الله عليه وآله وأهل بيته عليهم السلام تشير إلى كفر تارك الصلاة، قال النبي صلى الله عليه وآله: (( بين العبد والكفر ترك الصلاة ))، وأيضاً روي عن الإمام الصادق عليه السلام قوله : (( إنّ تارك الصلاة كافر))، وقد أوضح العلماء معنى ترك الصلاة من خلال تصنيفه إلى قسمين :
الأول :ترك الصلاة المستلزم للكفر، وذلك، بأن يكون ترك هل لصلاة في حال كونه منكرًا لوجوبها، فيكون تركها ملازمًا للكفر لأنّ الله تعالى نصّعلى وجوبها في القرآن الكريم في قوله تعالى : {إِنَّالصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًامَّوْقُوتًا}(النساء:103)،فإذاً التارك للصلاة والمنكر لوجوبها يلزم من إنكاره لوجوبها الإنكار للرسالة وبالتالي الإنكار للقرآن والواجبات الشرعية المنصوصة، وهذا يوجب الكفر .
الثاني :ترك الصلاة من دون إنكار لوجوبها، وهذا يُعد ذنباًمن الذنوب الكبيرة، ولكنه لا يستلزم الكفر. فالبعض من الناس يترك الصلاة، وإذا سُئلعن ذلك يقول: إنَّ الصلاة واجبة إلا أنني لا أريد أن أصلي، والبعض منهؤلاء يطرح شبهات، ترتبط بالصلاة، فمثلاً يقول: إنّ الله تعالى غني عن العالمين وليس بحاجة للصلاة التي أصليها. وهذه الشبهة ناشئة من توهم أنّ الله تعالى عندمايوجب علينا الواجبات أو ينهانا عن المحرمات فهو محتاج إلينا وهذه مغالطة وتصورخاطئ، لأنّ الله تعالى غني مطلق، {يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَالْغَنِيُّ الْحَمِيدُ}(فاطر:15) ، وأيضاًالله تبارك وتعالى مستغنٍ بشكل كامل عن عبادة الناس، قال تعالى : {وَإِنتَكْفُرُواْ فَإِنَّ لِلّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَانَ اللّهُ غَنِيًّا حَمِيدًا}(النساء:131) . فاللهتعالى غني مطلق لا يحتاج إلى عبادة العبد ، ولكنَّ العبد لابد أن يسير على وفق نظاميُشرِّعه المولى والخالق والمدبر لهذا الكون والمخلوقات بما يعود عليهم بالنفعوالفائدة، فالحاجة للعبد وليس لله، فعندما يصلي الإنسان لله تعالى فهو يحقق حاجاته الفطرية في التزود من الجانب المعنوي. وقد أثبت العلم الحديث في الدراسات المعمقة – الدراسات النفسية وغيرها – أنَّ الإنسان محتاج و مفطور على العبادة في تركيبته،وهذا يعني أنّ الجانب العبودي جزء لا يتجزأ من تركيبةالإنسان.
آثار ترك الصلاة.
ذكرنا أنّ ترك الصلاة تارة يوجب الكفر وأخرى يكونمعصيةً وذنباً من الذنوب الكبيرة، وإذا كان ترك الصلاة على نحو الإنكار لوجوبهافهذا يوجب الكفر، ولكن إذا كان ترك الصلاة على نحو التهاون واللامبالاة، فلا يوجبالكفر، ويعتبر ذنباً من الذنوب الكبيرة، وبالتالي تترتب عليه مجموعة من الآثار يمكن تقسيمها إلى ثلاثة آثاركما ذكرت الروايات :
الأول : الآثار التي تتعلق بالدين.
إنّ التارك للصلاة نادراً ما يموت على الإسلام، فالله تعالى إذاتدركه بلطفه ورحمته يموت مسلماً، لأنّ في أغلب الأحيان لا يوفق هؤلاء للموت علىالإسلام، ولذا، ورد عن الرسول صلى الله عليه وآله: (( من ترك الصلاة لا يرجو ثوابها ولا يخاف عقابها، فلا أُبالي أن يمت يهودياً أو نصرانياً أو مجوسياً ))، وهذا ينبئ عن سوء عاقبته في خروجه من الدين .
الثاني : الآثار التي تتعلق بالإنسان عند الموت .
إنّ التارك للصلاة حتى إذا مات مسلماً تترتب مجموعة من الآثار عند موته،ذكرتها الروايات، فقد روي عن النبي صلى الله عليهوآلهفي آثار ترك الصلاة على الإنسان عند موته قوله: (( وأما اللواتي تصيبه عند موته : فأولهنّ أنه يموت ذليلاً،والثانية يموت جائعاً والثالثة يموت عطشاناً، فلو سُقي من أنهار الدنيا لم يُروَعطشه)) ، فهذه الرواية توضح الحالة السيئة التي يمر بها التارك للصلاة منالذل والجوع والعطش الشديد، الذي لا يرويه أي ماء مهما كثُر من مياه هذه الدنيا.
الثالث : الآثار في الحياة الدنيوية.
هناك آثار لترك الصلاة تبرز في حياة الإنسان العملية، قد أُكد عليها من لدُن النبي صلى الله عليه وآله في حديثه حول آثار ترك الصلاة فقال : (( فأما اللواتي تصيبه في دار الدنيا : فالأول يرفع اللهالبركة في عمره، ويرفع الله البركة من رزقه ، ويمحو الله عزّ وجلّ سيماء الصالحينمن وجهه، وكل عمل يعمله لا يؤجر عليه، ولا يرتفع دعاؤه إلى السماء، والسادسة، ليسله حظ في دعاء الصالحين))، هذه الرواية أكدت على أنّ الله تعالى ينزعالبركة من عمر الإنسان التارك للصلاة، وهذه البركة المنزوعة لهامعنيان:
الأول :أنّ الله تعالى لا يُبارك في عمر التارك للصلاة، وبالتالي يكون عمره قصيرًا.
الثاني :أنه لا يوفق للخيراتالأخرى ، وهذا المعنى أُشير له في الروايات،(( أنَّالصلاة عمود الدين إن قبلت قبل ما سواها وإن ردت رد ما سواها))، أي، إنَّجميع الخيرات التي تصدر من لدن الإنسان تكون غير مقبولة بل لا يترتب عليها الأثر،لأنه ترك العمود ، وهذا شبيه بعمود الخيمة، الذي بدونه تسقط الخيمة كلها، وكذلك، كلالأعمال الصالحة تُقبل وتؤثر بواسطة قبول الصلاة ، فإذا تُركت الصلاة، فإنّ كل تلكالخيرات الأخرى لا تترتب ولا تُؤثر.
الثالث :أنّ نزع البركة عن عمر الإنسان بحيث لا تترتب على الأعمال الصالحة التي صدرت منه في حياته، فتبقىمحدودة في الحياة الدنيا وبعد موته يتلاشى كل شيء ولا يبقى منها أي أثر.
الرابع :أنَّ الله تعالى لا يُهيئ، ولا يوفق لهذا التارك للصلاة الصالحين والمؤمنين، الذينيشركونه في دعائهم . فالله تعالى يقطع عنه هذا للطف والمدد .
الخامس :أن يقصد من نزع البركة من عمره بمعنى حرمانه من الذرية الصالحة، التي تدعو له، لأنه قد يُوفقالإنسان في ذرية صالحة بحيث يمكن أن يأتي أحد أحفاده ولو بعد مائة حفيد فيدعو لهذاالإنسان ويعمل له الطاعات وأعمال البر، التي ترجع عليه بالفائدة والنفع الكبير . ولكن الإنسان التارك للصلاة لا يكتب الله تعالى في ذريتهالبركة.ولا بد من التأكيد علىأنّ الله تعالى في القرآن الكريم قال: {فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ }(الماعون:4-5) ، والويل، هو وادٍ في جهنم، بل في الدركات السفلى منها، كما ورد في الروايات ، فالله تعالى يريد أن يفرق بين الإنسان المسلم الذييترك الصلاة متهاوناً، ويستحق العذاب والنار، ولكنه لا يخلد فيها، وبين ذلك الذييجحد وينكر وجوب الصلاة، فهو كافر، مخلد في النار، ولا يخرج منها . ومن هنا نعرفأنّ شفاعة النبي وأهل بيته عليهم السلام ، لا تشمل ذلك الإنسان الكافر والجاحد بوجوب الصلاة، بينما هذه الشفاعة تشمل الإنسان المتهاون بالصلاة إذا لطف الله به،وكان مستحقاً لهذه الشفاعة، وقد لا تدركه الشفاعة إلا بعد المئات من السنين التييعذب فيها بالنار نكتفي بهذا القدر.