كلمة عن فضل القرآن
كلما قرأت كلمة الجهاد في القرآن فلا يذهب بالك فقط لجهاد الحرب فـ جهاد النفس أكبر وأعظم وهو داخل في معنى آيات الجهاد في سبيل الله، فجهاد النفس جهاد في سبيل الله وإياك العناد فإنّه مهلك.
لا يغرنكم من قرأ القرآن، إنّما هو كلام نتكلم به ولكن انظروا من يعمل به.
إنّ من يقصر علاقته بالقرآن تلاوة وتدبراً على شهر رمضان، فهو كمن يعلن عن استغنائه عن هدى الله، ونوره، ورحمته، وشفائه، وحياة قلبه أحد عشر شهراً.
القرآن لا يدركه حق إدراكه من يعيش خالي البال من مكابدة الجهد والجهاد لاستئناف حياة إسلامية حقيقية. من حلاوة ما ذقته فى القرآن أريد أن أنقل هذه الحلاوة للناس.
آيات عن فضل القرآن
قال الله تعالى: ( إِنَّ هَـذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً ) (الإسراء :9).
وقال تعالى: ( أَوَمَن كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ ) (الأنعام : 122).
وقال تعالى: ( شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ ) (البقرة : 185).
وقال تعالى: ( اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَاباً مُّتَشَابِهاً مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَن يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ ) (الزمر : 23).
وقال تعالى: ( ِإنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءهُمْ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ * َلا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ ) (فصلت : 42 -41) .
وقال تعالى: ( الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ ) (يونس : 1).
وقال تعالى: ( َتبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيراً ) (الفرقان : 1).
وقال تعالى: ( طس تِلْكَ آيَاتُ الْقُرْآنِ وَكِتَابٍ مُّبِينٍ * هُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ ) (النمل : 1 – 2) .
وقال تعالى: ( َهَـذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ مُّصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلِتُنذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَهُمْ عَلَى صَلاَتِهِمْ يُحَافِظُونَ ) (الأنعام : 92).
وقال تعالى: ( ِإنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ * لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ ) (فاطر : 29 – 30).
وقال تعالى: ( وَالَّذِينَ يُمَسَّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ إِنَّا لاَ نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ ) (الأعراف : 170).
وقال تعالى: ( الم * ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ ) (البقرة : 1 – 2).
وقال تعالى: ( ُقلْ لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَاداً لِّكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَداً ) (الكهف : 109).
وقال تعالى: ( وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ ) (القمر : 17) .
وقال تعالى: ( وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِن شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِن بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَّا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ) (لقمان : 27).
وقال تعالى: ( لَيْسُواْ سَوَاء مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَآئِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللّهِ آنَاء اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ * ُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُوْلَـئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ ) (آل عمران : 113 – 114).
وقال تعالى: ( َيا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءكُم بُرْهَانٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُوراً مُّبِيناً ) (النساء : 174).
ومن فضائله أنه كلام الله فقد قال سبحانه: ( وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلاَمَ اللّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَعْلَمُونَ ) (التوبة : 6).
فضل تعلم القرآن وتعليمه وتلاوته
فضل تعلم القرآن وتعليمه:
قال الله تعالى: {مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِي مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ [79]} [آل عمران:79].
وَعَنْ عُثْمَانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ القُرْآنَ وَعَلَّمَهُ». أخرجه البخاري.
وَعَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قالَ: خَرَجَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم وَنَحْنُ فِي الصُّفَّةِ، فَقَالَ: «أيُّكُمْ يُحِبُّ أنْ يَغْدُوَ كُلَّ يَوْمٍ إِلَى بُطْحَانَ أَوْ إِلَى العَقِيقِ فَيَأْتِيَ مِنْهُ بِنَاقَتَيْنِ كَوْمَاوَيْنِ، فِي غَيْرِ إِثْمٍ وَلا قَطْعِ رَحِمٍ؟». فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ الله! نُحِبُّ ذَلِكَ. قال: «أفَلا يَغْدُو أحَدُكُمْ إِلَى المَسْجِدِ فَيَعْلَمُ أَوْ يَقْرَأُ آيَتَيْنِ مِنْ كِتَابِ الله عَزَّ وَجَلَّ خَيْرٌ لَهُ مِنْ نَاقَتَيْنِ، وَثَلاثٌ خَيْرٌ لَهُ مِنْ ثَلاثٍ، وَأرْبَعٌ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أرْبَعٍ، وَمِنْ أعْدَادِهِن مِنَ الإبِلِ؟». أخرجه مسلم.
فضل القرآن الكريم وحفظه
ما فضل قراءة القرآن الكريم
القرآن الكريم كتاب الله الخالد، ومعجزة نبيّه الكبرى، وفيه هداية للنّاس كافة، فمن قال بالقرآن الكريم صدَق، ومن طبّقه في سلوكه أُجر، ومن دعا النّاس إليه هداهم إلى الصراط المستقيم، ففيه تنظيمٌ لحياة الناس، وتعديلٌ لسلوكهم، ومن استمسك به استمسك بالعروة الوثقى، ومن أعرض عنه وطلب الهدى بغيره فقد ضلّ ضلالاً بعيداً، وتلاوة القرآن الكريم من أفضل العبادات التي يتقرّب بها العبد إلى الله سبحانه وتعالى، ودليلٌ ذلك قوله: (إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّـهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ)،[٢] وقد رغّب النّبي -صلى الله عليه وسلم- في قراءة القرآن و حثَّ عليها بقوله: (وَما اجتمع قومٌ في بيتٍ من بيوت الله، يتلُون كتاب الله، ويتدارسونهُ بينهُم، إِلَّا نزلت عليهم السَّكينة، وغشِيتهمُ الرَّحمةُ وحفَّتهمُ الملائكةُ، وذكرهم اللَّه فيمن عنده) وسيتم فيما يأتي بيان فضائل قراءة القرآن الكريم:
- تلاوة القرآن تشفع لأصحابه: إنّ القرآن الكريم يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه؛ ودليل ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: (اقرؤُوا القُرآن فإنَّه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأَصحابه).
- تلاوة القرآن تحقّق الحسنات المضاعفات: حثَّ النّبي -صلى الله عليه وسلم- على تلاوة القرآن الكريم، وبيّن أن لقارئ القرآن بكل حرفٍ من كل كلمةٍ يتلوها حسنة، والحسنة بعشرة أمثالها.
- تلاوة القرآن سببٌ للرفعة والبركة في الدنيا والآخرة: إنّ تلاوة القرآن الكريم تعتبر من ذكر الله -تعالى- المعروف أجره وبركته في الدنيا والآخرة، وقد ضمن الله -سبحانه تعالى- لمن اتّبع القرآن أن لا يشقى في الدنيا ولا في الآخرة، وهو سببٌ لرفعة المسلم، ودليل ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: (إنَّ اللَّه يرفع بهذا الكتاب أَقواماً، ويضع به آخرِين) والمقصود بكتاب الله: القرآن الكريم.
- تلاوة القرآن خير من الدنيا وما فيها: فقد أخبر النّبي -صلى الله عليه وسلم- أصحابه عندما خرج عليهم في الصفّة بأنّ قراءة آية من كتاب الله خيرٌ لهم من الكَوما من الإبل؛ أي: عظيمة السَّنام.
- تلاوة القرآن تجعل المسلم من أهل الله وخاصته: فعندما سُئل رسول الله عن أهل الله من الناس قال: (هم أهلُ القرآن، أهلُ اللَّه وخاصَّتهُ).
- تلاوة القرآن أمان من الغفلة: فقد ورد أنّ من قرأ عشر آيات من القرآن الكريم في ليلة، لم يكتب من الغافلين عن ذكر الله.
- تلاوة القرآن تجعل صاحبها في قائمة القانتين: فقد ورد أنّ من قرأ مئة آية في ليلة كُتِبَ من القانتين.
- تلاوة القرآن تورث الجنان: فقد ورد أنّ تلاوة القرآن الكريم تجعل صاحبها ينال الدرجات العالية في الجنة، ودليل ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: (يُقال لصاحب القُرآن: اقرأ وارتق ورتل كما كُنت تُرتِّل في الدُّنيا).