منوعات

أسباب نزول القرآن الكريم

قصص أسباب نزول الآيات

فوائد معرفة أسباب النزول

فوائد علم أسباب النزول

ذكر علماء المسلمين عدة فوائد لهذا العلم، منها:

  • أنها تُعين قاريء القرآن على فهمه فهمًا صحيحًا سليمًا، وذلك أن العلم بالسبب يُورث العلم بالمسبَّب. يقول الواحدي: « لا يمكن تفسير الآية دون الوقوف على قصتها وبيان نزولها ».[1]
  • أنها تُيسِّرُ حفظ القرآن وتُثَبِّتُ معناه، لأن ربط الأحكام بالحوادث والأشخاص والأزمنة والأمكنة يساعد على استقرار المعلومة وتركيزها.
  • أنها تمكِّن من معرفة وجه الحكمة الباعثة على تشريع الحكم الوارد في آية معينة في القرآن.

أسباب نزول القرآن الكريم منجماً

أنزل الله القُرآن على النبيّ -عليه الصلاة والسلام- مُفرَّقاً لِحِكَمٍ كثيرة، منها ما يأتي:

  • تثبيت قلب النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-؛ بتكرار نزول الوحي عليه، كما يسهم ذلك في حفظ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- للقُرآن بسهولة، ومعرفة أحكامه، وهذه كُلّها تُثبّت قلبه، وتُقوّيه، قال -تعالى-: (وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيكَ مِن أَنباءِ الرُّسُلِ ما نُثَبِّتُ بِهِ فُؤادَكَ).
  • تدرُّج القرآن في تأسيس الأمّة، وتربيتها على الإيمان، والأخلاق، والمعاملة الحَسَنة؛ ليصلوا إلى الإخلاص في العمل الصالح، وذلك كلّه ممّا يُسهّل حفظ القُرآن للأمّة العربية؛ فلو نزل عليهم مرّة واحدة لَما استطاعوا حِفظه، وفَهمه، كما أنّ نزوله مُفرَّقاً يُمهّد لهم تغيير بعض العقائد والأحكام التي تعلّقوا بها، وممّا يدلّ على هذه الحكمة قول الله -تعالى-: (وَقُرآنًا فَرَقناهُ لِتَقرَأَهُ عَلَى النّاسِ عَلى مُكثٍ وَنَزَّلناهُ تَنزيلًا)؛ ومن ذلك أنّ الأمّة كانت قبل بعثة النبيّ يُعايشون الكثير من العادات السيّئة، فجاء القُرآن مُرشداً لهم بتركها واحدة تِلو الأُخرى، ويؤكّد ذلك قول النبيّ -عليه الصلاة والسلام- في الحديث الذي روته السيّدة عائشة -رضي الله عنها-: (إنَّما نَزَلَ أوَّلَ ما نَزَلَ منه سُورَةٌ مِنَ المُفَصَّلِ، فِيهَا ذِكْرُ الجَنَّةِ والنَّارِ، حتَّى إذَا ثَابَ النَّاسُ إلى الإسْلَامِ نَزَلَ الحَلَالُ والحَرَامُ، ولو نَزَلَ أوَّلَ شيءٍ: لا تَشْرَبُوا الخَمْرَ، لَقالوا: لا نَدَعُ الخَمْرَ أبَدًا).
  • مُجاراة الأحداث والأحوال الطارئة، كإجابة القُرآن على بعض الأسئلة، مثل سؤال بعض الناس عن الروح، قال -تعالى-: (وَيَسأَلونَكَ عَنِ الرّوحِ قُلِ الرّوحُ مِن أَمرِ رَبّي وَما أوتيتُم مِنَ العِلمِ إِلّا قَليلًا) أو سؤال المؤمنين عن حُكم الله -تعالى- في اليتامى؛ إذ قال -عزّ وجلّ-: (وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَىٰ قُلْ إِصْلَاحٌ لَّهُمْ خَيْرٌ وَإِن تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ) وهذا النوع من الإجابات يُبيّن الطريق الصحيح الذي يجب أن يسير فيه المؤمنون، وقد يكون القُرآن مُجارياً لبعض الوقائع، كقصة المرأة التي جاءت تشتكي زوجها؛ بسبب ظهاره منها، فأنزل الله آياتٍ تُبيّن حُكم الله في هذه الواقعة، وما شابهها، وذلك كلّه يُسهم في بيان أخطاء المسلمين، وما يجب أن يكونوا عليه من الإيمان، قال -تعالى-: (وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ)؛[١١] ممّا يُسهم في تثبيت الإسلام، وبنائه.

* تعظيم أمر القرآن، وتشريف النبيّ -عليه الصلاة والسلام- بإعلام الملائكة له بأنّ القرآن هو آخر الكُتُب السماويّة المُنَزَلة على آخر الرُّسُل، قال الإمام السخاوي: “هذا النزول يكون فيه تكريمٌ للبشر، وتعظيمٌ لأمرهم عند الملائكة، وبيان لرحمة الله بهم”.

  • تعليم الصحابة تلاوته، وترتيله، قال -تعالى-: (وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا) فالترتيل جاء من عند الله -تعالى-، وقد علّمه للنبيّ محمد -صلّى الله عليه وسلّم-؛ ليعلّمه بدوره للناس؛ فلو نزل القُرآن دفعة واحدة، لَما استطاع النبيّ تعلُّم الترتيل، وتعليمه للصحابة الذين سينقلونه إلى مَن بعدهم من المسلمين.
  • تحدّي غير المؤمنين، وبيان إعجازه؛ فقد كان المشركون يُحاولون سؤال النبيّ أسئلة تعجيزيّة؛ تحدّياً وامتحاناً له، كسؤاله عن الساعة، وكلّما كان المشركون يسألون النبيّ -عليه الصلاة والسلام- سؤالاً مثل ذلك، يُنزل الله عليه قُرآناً للإجابة عن سؤالهم، ومع أنّه نزل مُفرَّقاً، إلّا أنّهم لم يستطيعوا أن يأتوا بمثله.
  • توثيق وقائع سيرة النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-؛ فقد كان القُرآن ينزل لبيان حياة النبيّ مُضافاً إليها بيان قصص الأنبياء، وحياة الأمم السابقة؛ لتكون منهاجاً للأُمّة يسيرون عليه من عهد الصحابة إلى قيام الساعة.
  • إثبات أنّ القرآن من عند الله -تعالى- بالدليل القاطع؛ وذلك من خلال التناسُق والترابُط القُرآنيّ بين آيات القُرآن جميعها؛ فلو كان من عند البشر، لكان فيه الكثير من الاختلاف، والتناقُض؛ قال -تعالى-: (وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّـهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا).

سلسلة أسباب النزول

سبب نزول كل سورة في القرآن

ليس كل سورة لها سبب نزول

لا تعرف الحكمة في عدم وجود سبب لنزول سورة الفاتحة ولا غيرها من السور التي لم يعرف لها سبب نزول. فالقرآن منه ما ينزل لسبب مذكور، ومنه ما ينزل لغير سبب مذكور، وليس كل سورة وآية لها أسباب نزول معروفة، بل إن فيه القصص التي تنزل عبرة وتسلية، ومنه آيات الأحكام، والناسخ والمنسوخ، وآيات الوعد والوعيد، وغير ذلك. ثم إن الذي نزل منه لسبب، قد يخفى سبب نزوله عن الكثير من الصحابة، وقد يعرفه البعض منهم بقرائن لا يحصل معها الجزم. وقد يختلفون في الأسباب، فيذكر الواحد سببًا يختلف عن الذي ذكره غيره. قال محمد بن سيرين سألت عبيدة عن آية من القرآن، فقال: اتق الله وقل سدادًا، ذهب الذين يعلمون فيم أنزل القرآن. وقال غيره: معرفة سبب النزول أمر يحصل للصحابة بقرائن تحتف بالقضايا، وربما لم يجزم بعضهم، فقال: أحسب هذه الآية نزلت في كذا. كما قال الزبير في قوله تعالى: (فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ)[النساء:65]الآية. وإن ذكر واحدٌ سببًا وآخر سببًا غيره، فقد تكون نزلت عقيب تلك الأسباب، وقد تكون نزلت مرتين… انظر أسباب النزول للإمام السيوطي (ص:7-10). والله أعلم.

أين نزل القرآن الكريم

كان محمد صلى الله عليه وسلم يذهب إلى غار حراء للتعبد والتفكر في هذا الكون العظيم، وكان عمره آنذاك أربعون عاما، وكان يمضي عدة ليالي مختليا وحده في الغار، ثم يعود إلى بيته وزوجته خديجة بنت خويلد، وفي يوم الإثنين من شهر رمضان المبارك وبينما كان صلى الله عليه وسلم كسابق أيامه يتعبد ويتفكر جاءه الملك جبريل عليه السلام فجأة، وقال له:”اقرأ”، فقال صلى الله عليه وسلم:” فقلت: ما أنا بقارىء”، فأخذه جبريل وغطه حتى تعب بدنه وتركه، ثم قال له مرة أخرى”اقرأ”، فرد صلى الله عليه وسلم مرة أخرى “ما أنا بقارىء”، فغطه جبريل مرة أخرى وتركه وقال له جبريل” اقرأ”، فرد الرسول صلى الله عليه وسلم كالسابق” ما أنا بقارىء”، فأخذه جبريل مرة أخرة وغطه ثم تركه، وقال له: “اقرأ باسم ربك الذي خلق، خلق الإنسان من علق، اقرأ وربك الأكرم، الذي علم بالقلم” وهي سورة العلق.

ثم رجع الرسول صلى الله عليه وسلم إلى زوجته خديجة بنت خويلد خائفا مرتعبا لما حدث معه، وقال لها” زملوني، زملوني، زملوني”، فزملوه حتى ذهب عنه الروع، وروى لخديجة ما حصل معه وخففت عنه وهدأت من روعه وبشرته أن ما فيه هو خير إن شاء الله وإن الله لن يضيعك.

من هنا بدأت الدعوة العظيمة وتوالى نزول القرآن الكريم، فقد استمر نزول الوحي على محمد صلى الله عليه وسلم طول فترة حياته، وقد نزل جزءا منه في مكة المكرمة والجزء الآخر بعد الهجرة في المدينة المنورة، وقد كان نزول القرآن بصورة مجزأة وليس كاملا في نفس الوقت، فقد تنزل آية منفردة لوحدها أو قد تنزل آيات عدة معا، حيث ابتدأ نزل الوحي بالقرآن الكريم سنة 611 للميلاد في مكة المكرمة، ثم هاجر النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة المنورة سنة 622 للميلاد، وقد اختلفت الروايات في آخر رواية نزلت وتاريخ نزولها.

السابق
شرح سورة القصص
التالي
فوائد البقدونس

اترك تعليقاً