المخدرات
تُعّرف المخدرات بأنّها مواد تؤثر في الطريقة التي يعمل بها الجسم، وتُؤخذ لأغراض غير طبية، وتتميز هذه المواد بتأثيرات مختلفة في الأشخاص، إذ يختلف تأثير المادة وفقاً لعدة عوامل منها نوع المادة، مقدار الكمية المستهلكة، بالإضافة إلى عوامل أخرى تتعلق بالشخص نفسه مثل حجم الجسم والحالة الصحية، لذلك يصعب التنبؤ بتأثير المخدرات على الشخص فنتائجها غير متوقعة وفي معظم الأحيان تكون خطيرة خصوصاً لفئة الشباب
أنواع المخدرات
يتم تصنيف الأدوية المخدرة لعدة أنواع بناءً على تأثيرها في الجسم، وفيما يلي بيان لأنواعها
المنشطات:
(بالانجليزية: Stimulants) تُعدّ المنشطات فئة من العقاقير التي تتسبب بزيادة نشاط الدماغ، وتتميز هذه الأدوية بإمكانية رفع درجة اليقظة والمزاج والوعي بشكل مؤقت، كما أنّها تسبب فرط النشاط وزيادة معدل ضربات القلب، ومن الجدير بالذكر أنّ بعض الأدوية المنشطة هي أدوية قانونية تُصرف بوصفة طبية، وتُستخدم على نطاق واسع، وعلى الرغم من أنّ أنواع المنشطات المختلفة يوجد بينها العديد من العوامل المشتركة، إلّا أنّ لكل منها خصائص وآليات فريدة للعمل، وتجدر الإشارة إلى أنّ هذه الأدوية قد تسبب الإدمان في كثير من الأحيان. ومن الأمثلة على هذا النوع من الأدوية: الميثامفيتامين: (بالإنجليزية: Methamphetamine)، ويُطلق عليه اختصاراً اسم الميث؛ وهو أحد العقاقير المنشطة الأكثر انتشاراً وتسبباً بالإدمان، ويتسبب بتدمير أنسجة الدماغ وتلفها. الكوكايين: (Cocaine) يُعتبر الكوكايين من العقاقير المخدرة غير القانونية، ويُصنع من أوراق شجرة الكوكا، ويتميز بسرعة امتصاصه بغض النظر عن طريقة تناوله، سواء كان ذلك بالاستنشاق، أو الحقن، أو عن طريق الفم، ويصل الكوكايين إلى الدماغ بسرعة، ثم يتم توزيعه على الأنسجة الأخرى في جميع أنحاء الجسم، ومن الممكن الكشف عنه باستخدام اختبارات البول لمدة تصل إلى 12 ساعة بعد تناوله. المواد الأفيونية: (بالانجليزية: Opioids) هي مسكنات قوية للألم تؤثر في المواد الكيميائية في الدماغ التي تنظم الحالة المزاجية، وبعض هذه المواد الأفيونية مستخلص من نبات الأفيون، والبعض الآخر من صنع الإنسان، وتتميز هذه المواد بقدرتها على تثبيط الجهاز العصبي المركزي. يمكن أن تسبب المواد الأفيونية آثاراً جانبية مثل؛ النعاس، والغثيان، والإمساك، وقد تتسبب أيضاً بتباطؤ التنفس، وأحياناً قد تؤدي إلى الوفاة في حال تعاطي جرعات زائدة، ومن الأمثلة على هذه الأدوية الأوكسيكودون (بالانجليزية: Oxycodone)، وهيدروكودون (بالانجليزية: Hydrocodone)، وفنتانيل (بالانجليزية: Fentanyl) ، وترامادول (بالانجليزية: Tramadol).[٥][٣] المهلوسات: (بالانجليزية:Hallucinogens) تسبّب هذه المجموعة من المخدرات تغيرات عميقة في تصوّر الشخص للواقع، أي أنّها تسبب له بعض الهلوسات، مثل؛ رؤية أشياء أو سماع أصوات غير موجودة، وكذلك الشعور بالأحاسيس التي تبدو حقيقية ولكنّها ليست كذلك، ومن الأمثلة على هذا النوع من المخدرات ما يلي الماريجوانا: (بالانجليزية: Marijuana) يُطلق اسم ماريجوانا على الأوراق المجففة، والزهور، والسيقان، والبذور من نبات القنب الهندي، والذي يحتوي على مادة رباعي هيدرو كانابينول ومواد كيميائية أخرى مسببة للهلوسة، ويُعتبر الماريجوانا المخدر الأكثر استخداماً في الولايات المتحدة الأمريكية. السيلوسيبين: (بالانجليزية:Psilocybin) وهي مادة طبيعية موجودة في الفطر المهلوس في الجرعات الكبيرة من الممكن أن تسبب هلوسة قوية، ويمكن استخدامها وهي طازجة أو مجففة، وعادة ما يتم تناولها أو خلطها مع الطعام أو تخميرها مثل الشاي للشرب. المثبطات أو المهدئات: في العادة مثل هذه الأدوية تكون أدوية قانونية، ويمكن صرفها بوصفة طبية، ولكن إذا استخدمت بغير ضرورة طبية من الممكن أن تتسبب بالإدمان.
الآثار الجانبية لاستخدام المخدرات
تختلف الآثار الجانبية التي يمكن أن تسببها المخدرات باختلاف نوع المخدر، وفيما يلي ذكر لأكثر آثارها الجانبية شيوعاً ضعف جهاز المناعة: وتجدر الإشارة إلى أنّ ضعف في الجهاز المناعي يرتبط بزيادة خطر الإصابة بالمرض والعدوى. حدوث اضطرابات ومشاكل في القلب: وتتراوح هذه الاضطرابات بين عدم انتظام معدل نبضات القلب إلى النوبات القلبية، والتهابات الأوعية الدموية خصوصاً مع استخدام المخدرات التي تُعطى عن طريق الحقن. ألم البطن: ويمكن أن يؤدي تعاطي المخدرات أيضًا إلى حدوث تغيرات في الشهية، وفقدان الوزن، والغثيان. زيادة الضغط على الكبد: مما يعرض الشخص لخطر تلف الكبد أو فشل الكبد. حدوث تلف في الدماغ: بالإضافة للإصابة بالنوبات التشنجية (بالإنجليزية: Seizures)، والسكتات الدماغية. مواجهة مشاكل في الذاكرة: بالإضافة لمشاكل في الانتباه، واتخاذ القرارات، والتي تجعل بدورها الحياة اليومية أكثر صعوبة. حدوث تغيرات ظاهرة على الجسم: مثل؛ نمو الثدي لدى الرجال، وزيادة درجة حرارة الجسم، والتي يمكن أن تؤدي إلى مشاكل صحية أخرى. إدمان المخدرات يُعرف الإدمان بأنّه مرض يصيب العقل والسلوك، إذ لا يستطيع المدمن مقاومة الرغبة في استخدام المخدرات، بغض النظر عن مقدار الضرر الصحي الذي قد تسببه المخدرات، ومن المهم التفريق بين مصطلحين رئيسيين؛ وهما: التعاطي (بالانجليزية: Drug abuse)، والإدمان (بالانجليزية: Addiction)، إذ يُعرف التعاطي بأنّه استخدام مواد قانونية أو غير قانونية بطرق غير صحيحة، إذ من الممكن أن يأخذ الشخص جرعة زائدة من الأدوية الموصوفة له أو يستخدم وصفة طبية لشخص آخر، وذلك بهدف الشعور بالراحة، وتخفيف التوتر، أو الهروب من الواقع، ولكن عادةً ما يكون المتعاطي الذي لم يصل إلى حد الإدمان قادراً على التوقف عن استخدام المادة التي يستخدمها كلياً. أمّا في حالة الوصول لمرحلة الإدمان فمن الصعب التوقف عن استخدام المخدرات وذلك لأنّه بمرور الوقت هذه الأدوية تغير الطريقة التي يعمل بها دماغ الشخص المدمن، إذ تستهدف هذه الأدوية نظام التحفيز الداخلي في جسم الأنسان (بالانجليزية:Brain reward system)، عن طريق زيادة مادة الدوبامين التي تسبب الشعور بالنشوة والسعادة، مما يؤدي إلى جعل الدماغ يقوم بإعادة التجربة مراراً وتكراراً
علماء الدين والأخلاق سلاحنا ضد المخدرات والإسلام يحرم الإضرار بالنفس
إدمان المخدرات والمسكرات مشكلة تطارد مجتمعاتنا العربية والإسلامية، مما يعرقل جهود التنمية المبذولة لتحسين مستويات المعيشة ، حيث تلتهم هذه الآفة كل مساعي الإصلاح بل وتتسبب في خسائر مجتمعية كارثية تتمثل في خيرة شباب الأمة الذين يسقط بعضهم في براثن تعاطي هذه المحرمات. وعلى الرغم من كل الجهود الجبارة التي تبذلها مختلف الجهات الرسمية والشعبية في مجتمعاتنا، إلا أن هذه الظاهرة الخطيرة ما زالت تنتشر، خاصة في أوساط المراهقين والشباب، مما يضاعف حجم الفاقد المادي والبشري، الناتج عن كارثة تعاطي المخدرات. ويحتم ذلك تفعيل دور الدين في مواجهة الظاهرة، لأنه الأقدر من غيره على محاصرتها، من خلال إيقاظ الوازع الديني في نفوس الجميع، لحمايتهم من خطر كل ما يذهب العقل ويزهق الروح.
يؤكد الدكتور سيد صبحي أستاذ الصحة النفسية بجامعة عين شمس
أن أفضل سبل مواجهة الإدمان هي الوقاية منه عن طريق نشر القيم الدينية بين شبابنا والعمل على تقوية الوازع الديني والأخلاقي.
وأضاف أن مشكلة الإدمان حالة نفسية وعضوية حيث ينشأ الإدمان من تكرار تعاطي الفرد للمادة المخدرة فيصبح الاستمرار عليها لازما وضروريا، ويترتب على التوقف عنها أو تقليل جرعاتها اضطرابات بدنية أو عقلية وأضرار اجتماعية ونفسية.
ويضيف: هناك أسباب عديدة تؤدي لوقوع الإنسان في الإدمان أهمها رفقاء السوء، وتكمن خطورة تعاطي المخدرات في الآثار السلبية الواقعة على المتعاطي وعلى المجتمعات، فالإدمان وفق أحدث النظريات الطبية والجنائية يؤدي الى تزايد حوادث العنف والاغتصاب والسرقة والقتل والانتحار وكثرة المخالفات وانتهاك القانون.
وعن رأي الشريعة الإسلامية
وكيفية مواجهتها لمثل هذه المشكلة تقول الدكتورة عفاف النجار ـ عميد كلية الدراسات الإسلامية بنات في الأزهر إن الشريعة الإسلامية عامة وشاملة تقوم على أساس جلب المصالح ودرء المفاسد والحرص على حماية الإنسان من كل ألوان الخبائث التي تصده عن ذكر الله تعالى وعن الصلاة وتضر بعقله وتؤثر عليه و على صحته .
والمخدرات من الخبائث التي يؤدي تعاطيها إلى إلحاق الكثير من الأضرار بالإنسان من ناحية العقل أو البدن أو المال فتعاطي المخدرات يتعارض مع مقاصد الشريعة الإسلامية في محافظتها على الضروريات الخمس الدين والنفس والعرض والعقل والمال وعلى الأفراد والحكومات أن تتضافر جهودهم من أجل مواجهة هذه المشكلة وعلى الشاب المدمن أن يعي جيدا أنه سيحاسب على صحته التي أهدرها في تعاطي المخدرات. والرسول صلى الله عليه وسلم يقول في حديثه الشريف: «لا تزول قدما ابن آدم يوم القيامة حتى يسأل عن خمس: عن عمره فيما أفناه وعن شبابه فيما أبلاه وماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه وماذا عمل فيما علم» ويقول الله تعالى: «الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوباً عندهم في التوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر، ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث»الأعراف 157. أي أن القرآن والسنة حرما المخدرات وكل ما فيه تهلكة.
وعن كيفية مواجهة تلك الآفة تقول:
علينا أن نلتمس ذلك من حديث النبي صلى الله عليه وسلم حينما قال: «إن الله أنزل الداء وجعل لكل داء دواء» فعلينا ان نبني المصحات والمستشفيات المناسبة لعلاج المدمنين والتعامل مع المدمن بعد شفائه بلغة العطف والحنان والرعاية والرحمة وإشعاره بالاهتمام والحرص على بلوغه العافية والسلامة خاصة أنه في تلك المرحلة يتشكل لديه إحساس باحتقار المجتمع له وقسوته عليه ورفضه له ثم يأتِ بعد ذلك العمل على إشعاره بثقته بنفسه وثقة الآخرين به من خلال تكليفه ببعض الواجبات خاصة أن المدمن لا يمكن أن تتكون لديه القدرة على الخروج من مستنقع الإدمان من غير إرادة، ولا يمكن بناء إرادته من غير تعزيز الجوانب الإيمانية ،والسلوكية والوجدانية، ودعم ثقته بنفسه وتنمية روح الأمل لديه.
أما الشيخ محمود عاشور وكيل الازهر الاسبق فيقول
– مواجهة ظاهرة أو آفة الإدمان تتطلب تضافر قوى المجتمع المسلم كله بحيث يقف أمام تجار هذه السموم ولنا أن نتخيل النتيجة لو أن كل من يعرف مكان تاجر مخدرات قام بالإبلاغ عنه وقامت السلطات الأمنية بالقبض على هذا التاجر وغيره فذلك سيصب في مصلحة الأمة الإسلامية ولابد ان يدرك الشباب المسلم أن هناك مؤامرة عليه تستهدف تغييبه تماما عن الواقع ولهذا فهم يلهونه بالمخدرات والكيف وخلافه وما لم يع الشباب ذلك فلا معنى لنضالنا مع أعدائنا والحديث عن تحرير مقدساتنا أو إصلاح أوضاعنا الاقتصادية والسياسية.
ويضيف: لابد أن يعي المسلم أيضا أن الإدمان لا يعني المخدرات والتدخين فقط وإنما التعود على أي شيء وعدم القدرة على الاستغناء عنه لدرجة أن الشخص يصبح عبدا لهذا الشيء وهي كلها أمور يرفضها الشرع فالإسلام يمنع المسلم الصالح من التعلق أو إدمان أي شيء ويلاحظ ذلك حتى في الصلاة التي شرعها الإسلام في القرآن خمس مرات بين كل منها عدد من الساعات ويرفض الإسلام جلوس المسلم بالمسجد بلا عمل أو فائدة ويطالبه دوما بالعمل والانطلاق والبحث عن مصادر الرزق.
ويشير الى أن الدولة المسلمة لابد ان تتبنى حملة لمكافحة الإدمان عن طريق الندوات والمحاضرات للتوعية بخطورة المخدرات والتركيز على المدارس والجامعات ومتابعة المدمنين التائبين بعد خروجهم من المستشفى وحل مشكلاتهم المالية والاجتماعية والنفسية وأن تعمل الأسرة على أن تنشىء أبناءها على الأخلاق وتقوية الوازع الديني لديهم حتى يشبوا أقوياء الإرادة ولابد أن تراقب الأسرة أبناءها ويتدخل وقت اللزوم لحمايتهم حتى من أنفسهم لو لزم الأمر.
ويقول الدكتور عبدالهادي مصباح ـ أستاذ المناعة بجامعة تمبل الأميركية والجامعات المصرية
ـ انتشر تعاطي المخدرات في مجتمعاتنا بشكل يثير الأسى حتى طال جميع الطبقات وأصبحنا نستمع إلى من يقول أن فلانا لا يستطيع أن يبدع في مجاله إلا بتعاطي المخدرات، مع أنها ، بكل أنواعها، ضد الإبداع والتركيز. وأظهرت الأبحاث أن تعاطي المخدرات يخرج الإنسان من دائرة التفكير ويؤدي إلى إتلاف الجسم والجهاز العصبي إضافة إلى الكثير من المضاعفات الأخرى. بل أن تدخين البانجو عند الرجال والنساء يفقدهم الخصوبة. أي أنه يتسبب في أضرار تستمر مع المراهق طول العمر. ويسبب البانجو أيضا ارتباكا في مواعيد الدورة الشهرية ويؤخر البلوغ.
ويقول الدكتور سيد صبحي أستاذ الصحة النفسية بجامعة عين شمس إن مواجهة الإدمان تتطلب العمل على وقاية شبابنا الذين لم يقعوا فريسة الإدمان حتى لا يصلوا لنفس مصير من سبقهم في الوقوع في شر هذه الآفة وعلاج المدمنين ولابد ان يتكاتف الأهل مع الطبيب المعالج لتوفير أرضية مناسبة للعلاج حتى لا يرتد المدمن بعد الشفاء إلى التعاطي والأهم أن تنجح الأسرة والدائرة المحيطة بالمدمن في إقناعه بالعلاج حتى تتكون لديه الرغبة الأكيدة في الخروج من المستنقع ولابد أن تعي أسرة المدمن أن علاج الإدمان يأخذ وقتا طويلا وأكثر الحالات صعوبة هي حالة المدمن الذي قضى فترة طويلة في التعاطي وتعاطى أنواعا عديدة ويحتاج إلى علاج مطول قد يستمر سنوات ويحتاج لرقابة تامة بعد العلاج لأنه معرض لانتكاسة تعيده مرة أخرى للإدمان .
اضرار المخدرات على المجتمع
للمخدرات أضراراً متعددة على الفرد والمجتمع، وتفشيها وانتشارها بين أفراد المجتمع من أخطر الأمور التي يجب الحد منها بكافة الوسائل من قِبل جميع الجهات المعنيّة للحفاظ قدر الإمكان على نشأة جيل سويّ يتمتع بالأخلاق الطيبة ونشأته على الإيمان والإدراك والتطوّر والتقدم ومحبته وحرصه على عائلته ومجتمعه وبلده، ولا تنحصر أضرارها على الفرد بل تُشكل خطورة على الأسرة والمجتمع ومصالح الدولة بأمنها وإنتاجها واقتصادها.
تُعرف المخدرات:-
بأنها مادة مصنعة أو مستحضر نباتي يتمّ تصنيعه باستخدام مكوّنات مهدئة، تقود كثرة استخدامها إلى الإدمان والخمول، وتترك أثراً سلبياً على نفسية المدمن وذهنه. يبدأ الإدمان على هذه المواد من باب التجربة أو حب الاستطلاع على ماهيته فيشعر الفرد بالمتعة بلحظة التجربة فقط ويُعاني بقيّة عمره من أثر هذه التجربة المؤدّية إلى شلل أداء وظيفة الجهاز العصبى والتنفسى والدورى
أنواع المخدرات:-
تُصنّف المخدرات إلى عدة أنواع وفقاً لطبيعتها، وتكون على النحو التالي:
مخدرات طبيعية، ومن أنواعها:-
الخشخاش والافيون والهيروين والمروفيين
ومخدرات صناعية ومنها:-
المهدئات وعقاقير الهلوسة
إدمان المخدرات:-
هي حالة مرضية يصاب بها متعاطي المخدرات، وتكون في بداية الأمر مجرد تجربة ويتطور الأمر بعد ذلك إلى إدمان نتيجة الاستخدام المفرط للمادة المخدرة، فلا يستغني الشخص عنها ويطالب بها بين وقت وآخر، وفي حال عدم توفرّها يصاب المتعاطي بالانتكاس وتراجع قدرته على الاستجابة للمنبهات الطبيعية
ويصنّف الإدمان الى ثلاث مراحل وهى
1- الانهماك والترقّب، وتتمثّل هذه الحالة باستمرارية الطلب على المادة المخدرة والسعي الدؤوب للحصول عليها.
2- النوبة والسكر، وتتمثّل بتناول كميّةٍ زائدة عن الحاجة إلى أن يصل بها المتعاطي إلى حالة النشوة.
3- الانقطاع والتأثير السلبي: تتزامن مع بدء الإدمان وتبدأ المعاناة ممّا خلّفه الإدمان على المتعاطي من آثار سلبية، وتغيّب ملحوظ عن الحياة اليومية للفرد ونشاطاتها
أسباب الإدمان على المخدرات:
–
* غياب الوعي الكافي لدى الفرد حول ضرر المادة المخدرة ومحتواها، والتي تقدّم للمتعاطين عادةً لغايات الهروب من الواقع ورغبة بالشعور باللذة والمتعة. التنشئة غير السليمة،
* وتتمثّل بمرور الفرد بمراحل تربوية غير صحيحة ومعزولاً عما يحيط به من المجتمع. * غياب الوازع الديني.
* التفكك الأسري؛ حيث يُعتبر غياب الرقابة عن الأبناء بطلاق الوالدين من أحد الأسباب المؤدّية للإدمان على المخدرات.
* تفشي الفقر والبطالة والجهل. الإسراف بالمال دون رقيب.
* افتقار الوسط الأسري لسبل الحوار،
* والتشتت الأسري.
* مرافقة أهل السوء.
* كثرة أوقات الفراغ.
أعراض الإدمان :
–
* اضطراب القدرة على التركيز وانعدام القدرة على التناسق بين الحركات.
* احمرار عيون المُتعاطي بشكل ملحوظ. زيادة الشهية على الطعام والشراب.
* التنفس بشكل غير طبيعي وارتفاع معدل نبضات القلب.
* الإصابة بالاكتئاب والتوتر والقلق.
* التعب والإرهاق والخمول.
* العزلة عن الآخرين.
* النوم بكثرة.
*العدوانية.
* السرقة لتوفير المال لتأمين المخدرات.
* الإصابة بالصداع المزمن.
* اختلال أداء الجهاز الهضمي.
* اختلال وظائف الحواس الخمس.
*الإصابة بالالتهاب الرئوي المزمن.
* زيادة فرصة الإصابة بمرض السرطان.
* ضعف جنسي.
الآثار المترتبة على الإدمان:
–
يقود الإدمان على المخدّرات إلى الدمار الجسدي والنفسي للمتعاطي، كما يُدمّر حياة الفرد وأسرته ويؤثر سلباً على مجتمعه، ومن أبرز الآثار المترتبة على ادمان المخدرات:-
* ارتفاع حالات الطلاق والتفكّك الأسري.
* زيادة نسب حوادث السير.
* فقدان الفرد القدرة على تحمل المسؤولية.
* ممارسة العلاقات المُحرّمة وبالتالي الإصابة بمرض الإيدز.
* ارتفاع عدد حالات الانتحار.
علاج الإدمان:
–
يخضع مدمن المخدرات لبرامج خاصّة تُنظّمها المستشفيات والعيادات الخارجية المتخصّصة بعلاج إدمان المخدرات:-
ومن أشهر طرق العلاج في هذا الشأن طريقة العلاج نزارالييف، ويدخل بها المريض بأربع مراحل، وهي: المرحلة الأولى والثانية تتمثل بعملية سحب السموم وإزالتها من جسم المصاب لإعادة الانتعاش لجسمه. المرحلة الثالثة: يدخل فيها المدمن بالتحوّل النفسي فيتمّ إخضاعه لتقنيات التأمل الشرقية، فيصبح رافضاً للمخدرات، وفي هذه الطريقة يتم تعليم المدمن على محبّة ذاته والعيش بطمأنينة وراحة، ويتصالح مع نفسه. المرحلة الرابعة: تضمّ إدخال المُدمن في مراحل تدريبيّة لينعش نفسيته ويُغيّر منها، ويتعرّض خلالها للتنويم المغناطيسي. تقديم النصح والإرشاد للمدمن وإطلاعه على مدى الخجل الذي يتسبّب به الإدمان للمُدمن وأسرته ومجتمعه. التركيز على الجانبين العلاجي والنفسي خلال فترة علاج الإدمان. الوقاية من المخدرات:-
تعزيز روح التوعية ضد الممارسات الخاطئة، وبناء هذه التوعية وفقاً لأسس علميّة تكشف مدى خطورة المخدّرات وأضرارها. إشغال وقت الفراغ لدى الشباب لمنع هدره بما يعود بالأثر السلبي عليهم. تغليظ العقوبات على المهربين والتشهير بهم. الإكثار من تضمين مواد التوعية حول أخطار المخدرات وأضرارها ضمن المناهج المدرسية والجامعية. تنمية المواهب والإبداعات لدى الشباب
دور الاسره في الوقايه من خطر الادمان:-
الأسره هي المشكلة الأولي والرئيسية لبناء شخصية الأبناء وهي القدوه الأولي في حياتهم ولهذا يقع علي الأسره الدور الأول والرئيسي علي توعية ابنائهم من خطر الادمان ويجب وضع رقابه علي الابناء بجانب تهيئة جو من الاستقرار النفسي حتي تجنبهم الاصابه بمرض الادمان.. هناك بعض الخطوات التي يجب ان تتبعها الاسره حتي تتجنب الوقوع في خطر الادمان .
وهذه الخطوات هي:-
– يجب عدم اظهار الخلافات الاسريه امام الابناء. – اذا كان الاب يدخن فمن الضروري ان لا يظهر هذه العاده السيئه امام الابناء. – الحفاظ علي الهدوء والاستقرار مع بث روح السعاده بين الابناء. – غرس القيم الدينيه في الابناء .
تأثير المخدرات على الجهاز العصبي
تأثير المخدرات على الجهاز العصبي
ينقسم الجهاز العصبي إلي قسمين هم المخ والنخاع الشوكي ويعتبر المخ هو المتحكم والمسئول الأول عن وظائف الجهاز العصبي حيث يقوم بإرسال الأوامر من خلال النبضات العصبي إلي النخاع الشوكي و أجهزة الجسم المختلفة وفي حالة حدوث اضطراب أو تغيير في كيمياء المخ وطريقة عمله نتيجة تعاطى المخدرات و حدوث الإدمان عليها فإن ذلك ينعكس على وظائف المخ والجسم، ويظهر ذلك الخلل وتأثير المخدرات على الجهاز العصبي علميا في صورة عدة أعراض تشمل:
1. بطء أو تسريع رسائل المخ إلى الجسم:
يقوم المخ بإرسال الرسائل والأوامر إلى أجهزة الجسم للقيام بالوظائف والأنشطة المختلفة من خلال النبضات العصبية، وفي حالة تعاطى مخدرات منشطة أو مسكنة فإن ذلك يؤدي إلى تسريع أو تأخير في الرسائل المرسلة وبالتالي خلل في وظائف الجسم المختلفة والخروج عن الوضع الطبيعي لها.
2. تغيير في كيمياء المخ:
تعمل المخدرات على حدوث تغيير في كيمياء المخ وطريقة عمله نتيجة اعتماد مستقبلات الأفيون المسئولة عن تسكين الجسم والمتواجدة في المخ على وجود المخدر وبالتالي دفع المدمن إلى تكرار هذا السلوك وإشباع الرغبة في تعاطي المخدر.
3. اضطراب في النواقل العصبية قبل المشبكية:
النواقل العصبيية هي الهرمونات المسؤولة عن الشعور والتحكم في مستويات القلق والاكتئاب ومن تأثير المخدرات على الجهاز العصبي حدوث اضطراب في وظائف النواقل العصبية سواء من خلال زيادة في مستويات إطلاقها أو انخفاض عن المعدل الطبيعي وتشمل تلك الهرمونات المسؤولة عن الاضطراب:
1. الدوبامين- الأدرينالين:
هرمونات الأدرينالين والدوبامين هي نواقل عصبية مسؤولة عن النشاط والحالة المزاجية والسلوك العام ومع تعاطى المخدرات مثل المنشطات يزداد إفراز هرمونات الدوبامين ولأدرينالين وبالتالي دخول الجسم في حالة نشاط زائد، وعند تعاطي المسكنات و الأفيونات يدخل الجسم في حالة هبوط وينخفض إفراز النواقل العصبية وبالتالي يقل الحركة والنشاط.
2. السيروتونين:
تعمل المخدرات على إطلاق كميات كبيرة من السيروتونين الهرمون المسؤول عن الشعور بالنشوة والسعادة الأمر الذي يفسر الحالة المزاجية التي يدخل فيها المتعاطي بمجرد تناول المخدر والرغبة المستمرة فيه وذلك لتكرار ذلك الشعور.
3. مستقبلات جابا:
تعد مستقبلات جابا ناقل عصبي مسؤول عن التحكم في مستويات القلق والاكتئاب والأفكار الانتحارية وعند تعاطى المخدر ويحدث بطء أو زيادة في إطلاقه ينتج عنه حدوث اضطراب في تلك المستويات وشعور المتعاطي بالقلق والاضطراب كأحد الأعراض الناتجة عن تعاطى المخدرات.
4. الجريلين:
من تأثير المخدرات على الجهاز العصبي حدوث اضطراب في إطلاق هرمون الجريلين المسئول عن الشهية الأمر الذي ينتج عنه فقدان أو زيادة في الشهية كأحد أعراض تعاطي المخدرات.
5. خلل في القشرة المخية:
يترك تأثير المخدرات على الجهاز العصبي حدوث اضطراب وخلل في القشرة المخية المسؤولة عن التفكير، تقدير المشاكل، المواقف التخطيط، اتخاذ القرارات، إلى جانب معالجة المعلومات التي تنقلها الحواس، لذا كلما زاد تعاطى المخدر كلما اعتمدت تلك المراكز عليه وتتعرض للخلل في حال انسحابه.
6. اضطراب في جذع الدماغ:
جذع المخ يتحكم في الوظائف التي تحافظ على الحياة بما في ذلك النوم، التنفس، ضربات القلب، ارتفاع الحرارة وضغط الدم، وعند تعاطى المخدرات مثل المنشطات بما تشمل من أمفيتامينات وكوكايين فإنه يواجه اضطرابات وخلل في تلك الوظائف يظهر في صورة زيادة في ضربات القلب، التنفس انخفاض عدد ساعات النوم وارتفاع درجة الحرارة، وعلى العكس في حالة تعاطى المواد المخدرة المهبطة مثل الأفيونات ومشتقاتها والمواد المسكنة فإن ذلك يؤدي إلى انخفاض في عمل تلك الوظائف.
7. تلف في المخ:
من تأثير المخدرات على المخ حدوث تلف في المخ أو ما يعرف أيضا بـ “اعتلال الدماغ” ينتج عنه التشوش العقلي، فقدان الذاكرة عدم التوازن في المشي، والسكتات الدماغية.
أثر الإدمان على الأسرة:
لا توجد أسرة تعيسة أكثر من الأسرة التي في بيتها مدمن، فالأسرة التي يعاني أحد أعضائها من أي مرض عضوي حتى لو كان فشل كلوي أو سرطان، فإنها تعيش في أمان عن الأسرة التي بها عضو مدمن، وتتفاوت الأخطار إذ كان المدمن أعزبًا أو متزوجًا أو متزوجًا ويعول، وإذا كان المدمن له علاقات اجتماعية كبيرة أو لا، وإذا كان في موقع مسئولية كبيرة أو لا.
ويبتز المدمن دخل الأسرة ولو على حساب قوتها الأساسي، ولا يكف عن الكذب والخداع والاحتيال والسرقة، فيفقد الأسرة اتزانها، وتهتز ميزانية الأسرة..
ويفقد المدمن الاتصال بينه وبين أسرته، فلا يهتم بهموم الأسرة، ولا يفرح لأفراحها، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى.. لا يلتفت إلى مشاكلها، ولا يحزن بأحزانها.. المدمن يفقد دوره من تحمل المسئولية الواقعة على عاتقه.. إنه يحتاج إلى بديل يحمل عنه المسئولية. بل ويحمل مسئوليته هو شخصيًا.. يقول أحد الآباء المدمنين الذي يحمل مسئولية أسرته ” أنا كنت اسيبهم في البيت من غير أكل ولا شرب، وأروح اشتري برشام، وكنت لابس ذهب بـ8 آلاف جنيه، وبعته، وشربت به وانصرفوا في أسبوع “(59)
المدمن يسير في طريق الانتحار بخطوات واسعة.. كم يكون حزن والديه وأخوته عليه إذ يندبونه يومًا فيومًا حتى يقضى نحبه.. هذا إذا كان المدمن هو الابن أما إذا كان المدمن هو الزوج والأب فحتمًا لن يحطم نفسه بل سيحطم من حوله أيضًا، فهو يقدم القدوة في أسوء صورها، وتهتز معه معايير الأبوة، وتنهار الصورة الحلوة للأبوة أمام الأبناء المساكين. أما الزوجة التي تحتمل فوق طاقتها وتتعرض للأذى المعنوي والبدني من زوجها المدمن الذي يبحث عن المخدر بجنون، وعند تدخل أحد الأقرباء أو الأصدقاء ليهون على الزوجة معاناتها فقد يحدث ارتباط عاطفي بينهما، وتزداد الطينة بله، ويضيع الأبناء بين أب مدمن يدمرهم وأم مطحونة ومشتته وتعيش في صراع ولابد أن تهملهم، وبين هذا وذاك تتحطم سمعة الأسرة الطيبة.
الآثار المدمرة للمخدرات على العقل
طالما سمعنا عن الآثار المدمرة التي تسببها المواد المخدرة على كافة أعضاء الجسم البشري ، الأمر الذي يجعلها الخطر الأول آثار المخدرات على العقلالذي تحاول العديد من الحكومات التصدي له، ولكن هل فكرت يوماً في العلاقة التي تربط تعاطي المخدرات بطريقة التفكير والوعي عند الانسان ، وهل لها دور في التأثير على معدل التفكير والادراك ؟
أثبتت العديد من الدراسات العلمية التي أجريت حول هذا الموضوع أن المواد المخدرة تعد العدو الأول الذي باستطاعته تدمير خلايا العقل البشري ، مما ينعكس بشكل مباشر على الذاكرة ومعدل التفكير والوعي عند الشخص المتعاطي .
ومن أبرز آثار المخدرات على العقل أو الأضرار التي تحدثها المواد المخدرة على الوعي والتفكير، ما يلي :
1- انخفاض مستوى الوعي :Clouding consciousness.
حيث أكدت الدراسات العلمية أن تعاطي المواد المخدرة هي السبب الأول لتدهور وانحدار مستوى الوعي ، مما يؤدي بالمريض الى حالة من التشويش ، ويتوقف مدى تأثير هذا الأمر وفقاً لكمية المادة المخدرة التي يتعاطاها الفرد وتتراوح شدته ما بين البسيط إلى العميق .
2- المخدرات أحد الأسباب الرئيسية للإصابة باضطرابات في التفكير والكلام: speech and thoughts disorder
تعد الكلمات التي ينطق بها المدمن المرآه التي تعكس ما يدور بذهن الفرد ، فإذا كان كلام الشخص المتعاطي متناقض وغير متناسق أو مفهوم ، فهذا الأمر يشير إلى وجود بعض الأفكار المريضة والادراك الحسي المشوش ، مما يجعله غير قادر على التعيير بشكل جيد ، بالتالي يصاب بما يسمى اضطراب التفكير والكلام .
3- المخدرات أحد أسباب الإصابة بالادراك الحسي disturbance of perception :
وعادة ما يؤدي تعاطي المخدرات إلى الإصابة بما يسمى اضطراب الادراك الحسي للظواهر والمحفزات بالواقع المحيط به ، مما يؤدي إلى حدوث ما يسمى بالهلاوس السمعية والبصرية ، فقد يرى مدمن المواد المخدرة خيالات وصور ليس لها أي وجود في الواقع الفعلي ، وعادة ما تصيب هذه الخيالات والأصوات الرعب والفزع في نفس المدمن ، فقد تجده يصرخ تارة ويحاول أن يستنجد بمن حوله تارة أخرى ، وقد يحاول الهروب من هذه الخيالات بإيذاء النفس مثل القفز من الشباك، وأحياناً أخرى قد يتعرض الشخص المدمن إلى أنواع أخرى من الهلاوس .
4- عسر التطلع ونوبات التوهان :
وهي عبارة عن حالة من الشعور بالزمن والمسافات وأشكال الأشياء ، الأمر الذي يؤدي إلى حالة من الارتباك الذهني ، بالتالي يصاب المدمن بحالة من عدم القدرة على تحديد الوقت والزمن ، وقد يتطور الأمر ليصل إلى تحديد هوية الاشخاص المقربين به .
5- اضطراب الذاكرة الحسي disturbance of memory :
عادة ما يصاب الشخص المدمن بحالة من التشويش المرضي الذي يصيب وعي المريض ، الأمر الذي يجعله غير قادر على حفظ وتسجيل الذكريات ، كما تجده يعاني من صعوبة بالغة في تذكر الأشياء .
كما أشارت إحدى الدراسات إلى أن آثار الحشيش غالباً ما تضعف القدرة الادراكية والتركيز والتذكر، كما لوحظ أيضاً أنه من آثار الميثادون البدنية الخطيرة والتي تحدث خلال ساعتين من بداية تعاطي المخدر هو الاندفاع المفاجيء الذي يحدث بسبب تغيرات حادة في المخ والاحساس بالتخدير.