الفن الافريقى المعاصر
الفن الأفريقى فن متميز بذاته وله طابعه الخاص والمنحوتات الافريقية عبارة عن إعادة تشكيل وبناء ورسم لأعمال فنية قام بها مجموعة من مختلف المناطق والقبائل الأفريقية، إضافة إلى المنحوتات التى عملت بالخزف والتى أخذت فى صنعها عدة مراحل، فقد تم التركيز على هذا الجانب لإبراز الأسلوب البسيط الذى كان يتعامل به الفنانون الأفارقة مع هذه المنحوتات البسيطة لأنهم يحاولون دائما صنع هذه الأشياء ببساطة وتجرد كاملين، ومصدرهم فى ذلك الطبيعة الأم.
الفن الافريقى هو فن رمزى ويعطى معنى عميقا وكبيرا.أن الفنان الافريقى لا يولى اهتماما بقضية الضوء والظل والنسب، لأنه فنة لا يحاور الشكل بقدر ما هو يحاول ان يبدع ويبنى شيئا له علاقة بالرمزية والتعبير البسيط عند الانسان الفطري.
أما عن بعض النماذج الاخرى للأقنعة الافريقية المشهورة فى افريقيا، فلقد أكد بأن القناع الافريقى ليس وليد اليوم، إنما هو موجود منذ قديم الزمان، أى منذ قرابة القرن الخامس او السادس قبل الميلاد، كما أن هناك أقنعة أخرى تمثل بداية المواسم الزراعية ومواطن الحصاد، وهى أقنعة رائجة لدى الأفارقة لتحفيز المزارعين والعمال على بذل المزيد من الجهد.
والعطاء من أجل الحصول على محصول جيد، إضافة الى قناع آخر يمثل الوجه الأفريقى تتمثل فيه العناصر والملامح الافريقية المتكاملة التى لها علاقة بفنون مصر القديمة والفنون الأخري.
والفن الافريقي يتناول جمال المرأة بلباسها وحليها ومقتنياتها، هذا الوجه الافريقى من الاقنعة التى تميزت به مناطق بنين وهو ما يعرف بـ «الفن البرونزي»، وهو موجود ومعروف منذ قديم الزمان فى افريقيا قبل أن يكون فى مناطق أخرى من العالم.
كما ان الفن الافريقي هو فن يتميز بالبساطة وبتجريداته، ولا ننسى بأن الفن الافريقى كان له تأثير كبير على فنون العصر الحديث والمعاصر، فكثير من الفنانين مثل بيكاسو، وجوجان، وبراك، وفان غوغ، كل هذه الاسماء الكبيرة أخذت من الفنون الافريقية الاصول فى أعمالهم الفنية، وخاصة المدرسة السريالية والتكعيبية.
ومنذ آلاف السنين قبل الميلاد فقد كانت البدايات مع فنون الكهوف فى تاسيلى وأكاكوس والمناطق الجبلية، لأن تلك المناطق كانت تقطنها التجمعات البشرية، وتلك الجماعات كانت معروفة بوجودها وحرفها التى خلفوا لنا منها الكثير من الآثار .
إضافة الى الرسوم والنقوش الموجودة الآن، إلا أن الاقنعة الافريقية التى عثر عليها تعد من أقدم الاقنعة الموجودة منذ القرن الخامس قبل الميلاد.
والفن الافريقي كذلك هو فن رمزى يحاول الفنان من خلاله أن يتقمص أرواح الاجداد وإبراز الافكار والنصائح القديمة وبثها للأجيال المتلاحقة.
وقد خلفت بعض القبائل الإفريقية المتفرقة في أنحاء القارة آثاراً فنية تتبدى في عدد كبير من المنحوتات والتماثيل والرسوم المصورة على الجدران أو الصخور المستوية،
ويعود أقدم ما عثر عليه منها في إفريقية المدارية إلى القرن الثالث للميلاد، حيث عثر في بعض مكامن القصدير الحالية في نيجيرية على بعض الأدوات الفنية، وعلى أجزاء متنوعة من التيجان والتماثيل والمقاعد الحجرية التي تعود إلى حضارة نوك (Nok) , كما عثر في الجنوب الغربي من نيجيرية على بعض المقاعد المصنوعة من الكوارتزيت، والتماثيل الحجرية، وبعض الأدوات البرونزية التي تعود إلى ما بين القرنين الثامن والعاشر للميلاد، واكتشفت على الضفة اليسرى من نهر النيجر وفي شمالي إفريقية آثار ومخلفات حضارية كثيرة كالتماثيل المصنوعة من الطين المشوي التي تشبه التماثيل المكتشفة في مناطق غربي إفريقية، وعثر في المنطقة الممتدة بين بحيرة تشاد ونيجيرية والكمرون على مواقع أثرية فيها قطع من الطين المشوي والبرونز تعود إلى المدة الواقعة بين القرنين العاشر والسادس عشر للميلاد.
وأكثر الآثار والمخلفات القديمة المعروفة حتى اليوم في إفريقية هي التماثيل والآثار المحفورة على الخشب، أو المنحوتة في الحجر، أو الفخاريات المعروفة في غربي القارة خاصة، وكان الفنانون يختارون أشجاراً بعينها، وينتزعون لحاءها قبل الحفر عليها، ويستعملون لذلك أدوات متنوعة الأحجام والقياسات والأشكال
الفن الأفريقي الشعبي
يتكون الفن الأفريقي الشعبي من مجموعه واسعه من الأصناف ومنها: قطع منزلية و قطع معدنية والعاب الأطفال والمنسوجات والاقنعة ومنحوتات الخشب وغيرها
معلومات عن الفن الافريقي
القطع المعدنية
القطع المعدنية: لديها العديد من الوظائف والمعاني في افريقيا حيث اعتبرت الحدادة مثل سحر الحياة (لتحولها كالحياة من جمالها. وتستخدم هذه القطع للاحتفالات \ المراسم التي غالبا ما تكون اشكال يستفاد منها مثل المجرفة الزراعية وتسمى واينغا وهي من شعب نكوشو في جنوب شرق جمهورية الكونغو الدمقراطية كعملة خاصة وليست كالعملة المستخدمة يومياً، وتم تبادل هذه العملة يوميا في إيطار الأنشطة الاجتماعية الهامة مثل الزواج والانتفاع والرمزية والزخرفة وطرقت أهميتها الثقافية على منتجات الحديد مع كل طرقة بالمطرقة. وفي السنغال يعاد تدوير الاشياء المعدنية للاستفادة كالفن الأفريقي الشعبي.
الفخار
يصنع الفخار في جميع انحاء القارة الأفريقية لاستخدامه عمليا وفي الطقوس والفخار بجانب اوعية السلال وكانت ضرورية لحمل وتخزين المواد الغذائية والمياه. ويشمل تجميع المصالح الفخار الزاميبي، وهي ذات جسد طيني جميل تزينه خطوط دقيقة والتي تشكل نمط هندسي وزخرفي. اليوم في زامبيا تم استبدال معظم الفخار بالصفائح المعدنية البلاستيك لأنها دائمة وقليلة التكلفة ولكنها اقل جاذبية من جرة الطين المصنوعة يدويا.
المنسوجات
قد صنع شعب شووا وهم عدد صغير من السكان على حدود شمال غرب من مملكة بوشونع الكونغو لوحات رسمية مبهجة بصريا و ملونة والتي تجمع بين التقليد والابتكار بطريقة فنية معقدة وعلى الرغم من الحفاظ على لغة مختلفة وعلاقات سياسية متراخية فإن شوا تشترك في العديد من العادات الثقافية مع شعوب مملكة بوشونغ
اللوحات الرسمية 1885-1910
ومثال مبكر من منسوجات شووا هي لوحة رسمية ويعود تاريخ هذه القطعة من فترة 1885-1910 ويبلغ حجمها سم41.91×149.86سم ) وهذه القطعة القديمة قد جمعت قطعتين من المنتصف و الكريات من الاطراف وهذا الاسلوب من المنسوجات تم استخدامه على ساحل الكونغو في القرن السابع عشر والنسيج الاساسي نموذج لقبيلة شووا مع التواءات(عقد) قريبة وقماش ذا سمك وتوزيع مماثل ، و تتشكل هذه التصاميم بطريقتين للتطريز : خيوط من غرزة الفرع وقطع الكومة لتصبح افخم وثم لف التطريز بخيط النخل “الرافية” داخل ابرة وتدخلها بين القعد والقماش وترك حزمة خيوط قصيرة . وبعد سحب الخيط وترك حوالي ملمترين من طولها وقطعها بسكين حادة وتمسكها رأسيا بنفس اليد وتفرش كلا الطرفين.
اللوحات الرسمية 1910-1930
والمثال الثاني للوحات الرسمية من شعب شووا المصنوع من الياف النخيل الرافية ويعود عمر الكومة والتطريز إلى 1910- 1930 وحجمها يبلغ 23″× 24″ ( 58.2× 59.69سم ) . وهذه القطعة نموذج كلاسيكي لجودة القماش لشوا في منتصف القرن. وقد احتفظت بالسمات الاساسية للطراز وجودة العمل لأواخر القرن التاسع عشر على عكس البوشونغ . وعادة شعب شووا يطلي القماش الاساسي باللون الأحمر قبل التطريز وتنفيذ تصاميمهم باللون البيج الطبيعي والبني الداكن. يعد نمط العامودين المتوسعين المتداخلين نمط يفضله شعب شووا لمدة طويلة. للأمد الطويل و تتشكل الطريقة على خطوط عمودية عريضة تتكون من العديد من الخطوط الفاتحة والغامقة من غرزة الفرع تختلط معها زخارف فاتحه وغامقة فخمه تسمى تونجوكو وهي ايضا من سمات اسلوب شعب شووا .بسبب التوزيع الدقيق من الخطوط الفاتحة والغامقة على السطح يصبح هناك شعور توازن مقنع على الرغم من عدم التناسق .
اللوحات الرسمية 1950-1975
والمثال الثالث من اللوحات الرسمية من شعب شووا هو ايضا مصنوع من نسيج الياف النخيل الرافية و وقطع الكومة (اطراف الزل ) وخطوط التطريز من فترة 1950 إلى 1975 وحجمها 24″×24 1\4″ (60.96× 61.28 سم ) و تنتمي النقاط الملونة (المعينات و المستطيلات والمثلثات ) لتصاميم تونجوكو الصغيرة المعروفة وهي تتواجد في اقمشة شعب شووا لكن هنا بدلا من ملء الابعاد بين الاشكال الكبيرة ،تصبح التصاميم الرئيسية التي تملأ القماش بأكمله. وعند تداخل النقاط على الارضية نرى شبكة من المربعات المرسومة بخطوط مطرزة متعددة دقيقة وغامقه وفاتحة اللون . وفي واجهة هذه الشبكة يبدأ عامودان مدموجان من الاسفل حيث تكون الاشكال رفيعة الارتفاع ومتقاطعة إلى الاعلى .
المتاحف
المتحف الشعبي الأفريقي العالمي في سانتا فيه نيو مكسيكو الولايات المحتدة الأمريكية لديه مجموعه من الفن الأفريقي الشعبي وتحتوي على اشياء منزلية والعاب اطفال ومنسوجات وكذلك الاقنعة ومنحوتات الخشب وقدمت هدايا من مرسل مجهول تتكون من أكثر من 40 قطعة فخارية والتي قامت بزيادة التوزيع الجغرافي للمقتنيات. وقد تبرع الاكسندر جيرارد العديد من المجسمات الصغيرة والعاب الاطفال الخشبية بينما تم جمع الألعاب المصنوعة من الأسلاك والمواد المعاد تدويرها للمعرض.
الثقافة الافريقية
ثقافة افريقيا متنوعة ومتعددة وتتكون من مزيج من القبائل التي لدى كل منها خصائصها الفريدة. هي نتيجة تنوع السكان اللذين يعيشون اليوم في قارة أفريقيا والشتات الأفريقي. تظهر الثقافة الأفريقية في فنون افريقيا وحرفها وفي المأثورات الشعبية والدين والأزياء وأسلوب الطبخ والموسيقى واللغة.
تنقسم أفريقيا إلى عدد كبير من الثقافات العرقية. تجديد ثقافة القارة جزء من بناء الدولة في مرحلة ما بعد الاستقلال، وتتطلب خلق بيئة تمكينيه بعدة طرق مع الاعتراف بالحاجة إلى تسخير ثروة أفريقيا الثقافية لإثراء التعليم. في الآونة الأخيرة، أحدثت الدعوة إلى التركيز بشكل أكبر على أبعاد الثقافة من جميع جوانب التنمية صخبا على نحو متزايد خلال فترة الاستعمار الروماني لشمال افريقيا (جزء من الجزائر و ليبيا ومصر و تونس بالكامل) أصبحت بعض المحافظات كطرابلس هي المنتجة الرئيسية للطعام في الجمهورية والامبراطورية وانتج هذا الكثير من الثروة في هذه الأماكن ل 400 سنة من احتلالهم. خلال فترة الاستعمار حاز الاوربيون على الأفضلية في التصرفات والبعثات. كان باستطاعة الفرنسي قبول أفريقي كفرنسي إذا ما تخلى عن ثقافته الأفريقية وتبنى الأسلوب الفرنسي. يطلق على من لديه المعرفه باللغة البرتغالية وثقافتها ومن تخلى عن الطرق الأفريقية التقليدية بالمتمدن. يقول المعلق الاجتماعي الكيني مويتي ميوغامبي أن مستقبل افريقيا يمكن صياغته فقط من خلال قبول وإصلاح الحاضر الاجتماعي والثقافي. يقول ميوغامبي أن الاثار الثقافية الاستعمارية والاجتياح الثقافي الغربي السائد وتقديم المعونات والضغط على الجهات المانحة سوف تستمر ولا يمكن أن يبعدها التنقيب في ماضي أفريقيا. بينما قال مولانا كارينجا:
تقدم لنا ثقافتنا أخلاقيات يجب علينا أن نمتثل بها بالفكر والممارسة. ونعني بالأخلاقيات هنا الفهم الذاتي للناس وتقديم الذات للعالم من خلال أفكار هذه الأخلاقيات وممارساتها في المجالات الست الأخرى للثقافة. قبل كل شيء هي تحدي ثقافي. تعرف الثقافة هنا انها مجمل الأفكار والممارسات التي يصنعونها الناس بأنفسهم ويحتفلون بها ويحافظون عليها ويطورونها ويقدمونها للتاريخ والإنسانية.
النحت الافريقي
يوفر النحت الأفريقي تجارة لعدد من الأفارقة في موريتانيا حيث أصبح هؤلاء يجلبون المنحوتات من بوركينا فاسو والسنغال ومالي إلى أحد أكبر شوارع نواكشوط وأكثرها اكتظاظا بالحركة حيث توجد متاجرهم.
وتؤثث التماثيل والأقنعة ومجسمات الحيوانات ومنحوتات أخرى صنعت من الخشب والعاج والمعدن متاجر عشاق النحت في سوق نواكشوط لتشكل مظهرا من مظاهر الثقافة الأفريقية الزنجية على بعد أمتار من معرض للكتاب العربي ومهرجان للشعر العربي ومحل للصناعة التقليدية في مشهد يعكس التنوع الثقافي لسكان البلاد.
وإذا كانت أغلب معروضات السوق تمثل في المجتمع الأفريقي القديم رموزا روحية للدواخل الوجدانية، فهي الآن مجرد بضاعة يلاحظ بعض المتسوقين كيف ركزت على الأبعاد السلمية من التاريخ الأفريقي كالتماثيل والأواني، مغيبة رموز العنف ربما للإشارة إلى أن القارة لا ترغب في المزيد من الصراعات.