إسلام

الفرق بين السورة المكية والمدنية

الفرق بين السورة المكية والمدنية

نُجيبك عزيزي القارئ في هذا المقال عن التساؤل المطروح بكثرة عبر محركات البحث وهو الفرق بين السورة المكية والمدنية ونتناول في مقالنا معرفة الفروق والخصائص التي تميز السور المكية والسور المدنية في القرآن الكريم.

فالقرآن هو المعجزة التي أتى بها محمد صلوات الله وسلامه عليه وكتاب الله عز وجل، إذ يتكون من عدة سور مرتبة تشمل مئة وأربعة عشر سورة منهم المكي ومنهم المدني، فيما يُمكنك معرفة الفرق بين النوعين والأدلة التي تثبت إذا ما كانت السورة مكية أو مدنية، إلى جانب معرفة التاريخ الإسلامي في التشريع وكيفية تفسير معاني آيات كتاب الله العزيز بشكل صحيح، إذ سنعرض الإجابة على سؤالكم في السطور التالية.

الفرق بين السورة المكية والمدنية

  • تساعد معرفة السور المكية والمدنية في تحديد الناسخ من المنسوخ، بالإضافة إلى الإدراك الكامل لتاريخ التشريع الإسلامي، إذ أن تلك السور حملت تشريعات الإسلام التي ساهمت في نهوض الإنسانية.

خصائص السور المكية

فيما يتم توضيح الفرق ما بين السور المكية والسور المدنية على النحو الآتي:

  • تُعتبر السور المكية هي السور التي أنزلها الله على رسولنا الكريم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم قبل الهجرة أي أنها أُنزلت على النبي في مكة المكرمة ولهذا السبب سُميت بالسور المكية.
  • تميزت هذه السور بقوة الأسلوب والشدة وذلك لأن معظم هذه السور أُنزلت على النبي محمد صلوات الله وسلامه عليه ليخاطب بها الكفار والمعارضين للإسلام وللنبي صلى الله عليه وسلم.
  • فيما تمثلت السور المكية في اثنان وثمانون سورة أُنزلت على نبي الله في مكة المكرمة وهم: السجدة، سبأ، فاطر، النجم، القمر، الواقعة، الملك، القلم، الحاقة، المعارج، نوح، الجن، المزمل، المدثر، القيامة، التكوير، الانفطار، الانشقاق، البروج، الطارق، الأعلى، الغاشية، الفجر، البلد، الشمس، الليل، الضحى، الانشراح، التين، العلق، العاديات، الإنسان، المرسلات، النبأ.
  • وسورة النازعات، عبس، القارعة، التكاثر، العصر، الهمزة، الفيل، قريش، الماعون، الكوثر، الكافرون، المسد، الأنعام، الأعراف، يونس، هود، الكهف، مريم، طه، الأنبياء، الحج، المؤمنون، الفرقان، يوسف، إبراهيم، الحجر، النحل، الإسراء، الشعراء، النمل، القصص، العنكبوت، يس، الصافات، ص، الزمر، غافر، فصلت، الشورى، الزخرف، الدخان، الجاثية، الأحقاق، ق، الذاريات، الطور والروم ولقمان.

كيفية التعرف على السور المكية

  • تبدأ معظم السور المكية في المصحف الشريف بحروف مقطعة على سبيل المثال (ق) أو (ألم)أو (الر) أو (يس) وهكذا.
  • ذُكر في الصور المكية خطابات قوية فهي كانت تخاطب المشركين، كما تم ذكر النار والجنة في هذه السور.
  • الدعوة للتوحيد وعبادة الله وهو الإله الواحد وترك عبادة الأصنام.
  • كشف السور المكية عن أعمال الكفار مثل وأد البنات الصغار، وآكل مال اليتيم والقتل والزنا.
  • كل السور التي تبدأ بقوله تعالى “يا أيها الناس” هي سور مكية، إلا سورة واحدة جاء فيها بقوله تعالى “يا أيها الذين آمنو” وكانت مكية وهي سورة الحج.
  • السور التي تناولت الحديث عن الشيطان إبليس والتي ذكرت سيدنا آدم هي سور مكية إلا سورة البقرة.
  • تتسم السور المكية بالعبارات القصيرة القوية.
  • السور التي ورد فيها (كلا) هي سور مكية، إذ جاءت ثلاثة وثلاثين مرة وتمثلت في خمس عشرة سورة مكية.

السور المدنية

  • هي السور التي نزلت على رسول الله بعد الهجرة في المدينة المنورة ولذلك أُطلق عليها السور المدنية.
  • تتسم السور المدنية بلين الأسلوب عكس السور المكية، حيث إنها تخاطب المؤمنين الذين دخلوا الإسلام الراغبين في التقرب لله عز وجل.
  • تمثلت السور المدنية في عشرون سورة جاءت على النحو التالي؛ آل عمران، محمد، البقرة، الطلاق، التحريم، النصر، المنافقون، الجمعة، الممتحنة، النور، التوبة، الأنفال، المائدة، الحشر، المجادلة، الحديد، الحجرات، الفتح، الأحزاب وسورة النساء.
  • كل السور التي تبدأ بـ ( يا أيها الذين آمنو ) هي سور مدنية إلا سورة الحج المكية.
  • تشمل السور المدنية الحدود والعبادات والفرائض فهي تخاطب المؤمنين الراغبين في التقرب إلى الله.
  • تشرح السور المدنية قواعد الشرع وتفصل أهدافه.
  • على عكس السور المكية قصيرة العبارات، فالسور المدنية تمتاز بطول آياتها.
  • تتحدث السور المكية مع أهل الكتاب من النصارى واليهود وتدعوهم للدخول في الإسلام.
  • تناولت السور المدنية الأحكام والشريعة الإسلامية، فيما ذكرت الواجبات والحقوق للمسلمين.
  • خاطبت المسلمين في شئون الحروب والجهاد في سبيل الله.

سبب تسمية السور المكية والمدنية بهذا الاسم

اختلف العلماء في سبب تسمية السور المكية والمدنية بهذا الاسم نظراً لتعدد وجهات النظر في هذا الموضوع فتمثلت الآراء حول سبب التسمية في ثلاث مصطلحات رئيسة جاءت على النحو التالي:

  • المصطلح الأول: السور المكية هي السور التي نزلت على الرسول صلى الله عليه وسلم قبل الهجرة سواء كانت في مكة أو خارج مكة، أما السور المدنية فهي التي نزلت على النبي بعد الهجرة، في حالة إذا كان خارج المدينة أو مكة المكرمة، فهذا المصطلح يُصنف السور المكية والمدنية حسب الفترة الزمنية وليس وفقاً للمكان التي نزلت به السورة.
  • المصطلح الثاني: هو الأكثر شهرة، إذ يتم تصنيف السور حسب المكان الذي نزلت فيه، بمعنى أن السور المكية هي التي نزلت في مكة المكرمة، والسور المدنية هي التي نزلت في المدينة المنورة.
  • المصطلح الثالث: هذا المصطلح يميل بالرأي حسب مضمون السورة ويُحسم من خلاله إذا كانت السور مكية أو مدنية، إذ يرى العلماء أن السور التي كانت تخاطب أهل مكة هي سور مكية، فيما السور التي كانت تخاطب أهل المدنية هي سور مدنية، فهذا المصطلح لم يعتمد على زمان نزول السورة أو مكانها مثل المصطلح الأول والثاني بل على مضمونها.

طرق معرفة المكي والمدني

  • الجدير بالذكر أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يذكر السور المكية والمدنية ولم يأمر بتصنيفها من الأساس، حيث إن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا يعرفون ترتيب السور سواء كانت مكية أو مدنية، فيما تناول العلماء طريقتين من أجل معرفة أصل السورة مكية أم مدنية.

النقلي السماعي

  • هذا المقياس لمعرفة السور المكية والمدنية من خلال الرواية التي ينقلها الصحابة فيما بينهم رضا الله عنهم وأرضاهم على سبيل المثال:
  • حديث السيدة عائشة رشي الله عنها لقَدْ نَزَلَ بمَكَّةَ علَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وإنِّي لَجَارِيَةٌ ألْعَبُ: {بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ والسَّاعَةُ أدْهَى وأَمَرُّ} وما نَزَلَتْ سُورَةُ البَقَرَةِ والنِّسَاءِ إلَّا وأَنَا عِنْدَهُ، قالَ: فأخْرَجَتْ له المُصْحَفَ، فأمْلَتْ عليه آيَ السُّوَرِ.
  • إلى جانب حديث سعيد بن جبير قال أَلِمَن قَتَلَ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا مِن تَوْبَةٍ؟ قالَ: لَا، قالَ: فَتَلَوْتُ عليه هذِه الآيَةَ الَّتي في الفُرْقَانِ: {وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مع اللهِ إلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتي حَرَّمَ اللَّهُ إلَّا بالحَقِّ}.. هذِه آيَةٌ مَكِّيَّةٌ نَسَخَتْهَا آيَةٌ مَدَنِيَّةٌ: {وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا}. وفي رِوَايَةِ ابْنِ هَاشِمٍ: فَتَلَوْتُ عليه هذِه الآيَةَ الَّتي في الفُرْقَانِ: {إِلَّا مَن تَابَ}، فهذا القياس لمعرفة السور المكية من المدنية.

القياسي الاجتهادي

  • الاعتماد في هذا القياس لمعرفة السور على مضمون السورة نفسها، إذ قام العلماء بالنظر للنص القرآني واستخرجوا الفروق بين السور المكية والمدنية وصنفوها على هذا النحو، فكل ما ينطبق عليه خصائص السور المكية هو مكي وكل ما ينطبق عليه خصائص السور المدنية فهو مدني.

تصنيفات سور القرآن الكريم ما بين المكي والمدني

الجدير بالذكر أن عدد السور المكية اثنان وثمانون سورة مكية بالإضافة إلى عدد السور المدنية عشرون سورة مدنية بما يساوي 102 سورة، فيما يتبقى اثنا عشرة سورة غير مصنفين بسب اختلاف آراء العلماء حتى الآن على تحدد تصنيف هذه السور سواء كانت مدنية أو مكية، فيما تمثل هذه السور في:

  • سورة الفاتحة.
  • سورة الرعد.
  • سورة المطففين.
  • سورة القدر.
  • سورة البينة.
  • سورة الزلزلة.
  • سورة الرحمن.
  • سورة الصف.
  • سورة التغابن.
  • سورة الإخلاص.
  • سورة الفلق.
  • سورة الناس.

إلى هنا عزيزي القارئ نصل لنهاية هذا المقال الذي تمحور حول الإجابة على سؤالكم الفرق بين السورة المكية والمدنية، إذ تناولنا في مقالنا الإجابة بشكل مفصل على هذا التساؤل، كما ذكرنا معنى السور المكية والمدنية.

السابق
لماذا كانت المصيبة من علامات ارادة الله الخير بالمسلم
التالي
آثار دواء الغدة الدرقية

اترك تعليقاً