ملخص الغزوات الكبرى
ملخص الغزوات الكبرى
غزوة وادان
تاريخيها : 12 صفر / 2 هجرية بعد سنة من مقدمه صلى الله عليه وسلم الى المدينة .
مكانها : ودان ( بفتح الواو وتشديد الدال ) .
قوات المسلمين : 200 راكب وراجل .
قوات العدو : قوة من قريش وبني ضمرة .
هدف الغزوة
الوصول الى وادان لتهديد طريق قريش التجارية بين مكة والشام ( حرب اقتصادية ) .
والعمل على التحالف مع القبائل المسيطرة على هذا الطريق .
أحداث الغزوة :
وصلت قوات المسلمين إلى وادان إلا انها لم تصطدم بقوة قريش ، ولاقت بني ضمرة وعلى رأسهم مخشي بن عمر
الضمري وكان سيد بني ضمرة فوادعه الرسول صلى الله عليه وسلم على أن لا يغزوا المسلمين بني ضمرة ولا يغزوا بني ضمرة المسلمين ولا يكثروا عليهم جمعا ولا يعينوا عليهم عدوا
وكتب بينه وبينهم كتاب .
غزوة بواط
تاريخها : ربيع الأول 2 هجرية
مكانها : بواط .. قيل جبل من جبال جهينة بناحية
جبل رضوى بينبع يبعد عن المدينة 100 كيلومتر تقريبا .
قوات المسلمين : 200 راكب وراجل
قوات العدو : قافلة تجارية في حماية 100 راكب وراجل .
هدف الغزوة : الوصول إلى بواط على الطريق التجارية بين مكة والشام
والإستيلاء على قافلة قريش التجارية المارة بتلك المنطقة المتكونة من 2500 بعير ( نوع
من الحرب والحصار الإقتصادي ) .
أحداث الغزوة
علمت عيون قريش بخروج المسلمين فأسرعت القافلة
بحركتها وسلكت طريقا غير طريق القوافل المعبدة ففاتت على المسلمين
ورجع المسلمين إلى المدينة .
غزوة العُشيرة
تاريخها : جماد الأول 2 هجرية .
مكانها : العُشيرة ( أو ذو العشيرة )
موضع في منطقة ينبع كانت قرية عامرة بأسفل ينبع النخل ثم صارت محطة للحاج المصري
وهي أول قرية مما يلي الساحل وقد اندرس هذا الموضع .
يبعد حوالي 120 كلم ـ عن المدينة
الخندق
(الأحزاب)
5 هـ
*المسلمون (3 آلاف)
* قريش ( 10 آلاف)
تحريض زعماء اليهود لقريش وبعض القبائل العربية على قتال المسلمين والقضاء عليهم وتكوين جيش من الأحزاب
1-أرسل الله ريحا صرصرا أدت شتت الأحزاب
2-هزيمة المشركين .
3-القضاء على يهود بني قريظة.
صلح الحديبية
6 هـ
* المسلمون 1400)
* قريش
منعت قريش المسلمون الدخول إلى مكة فعزم الرسول على القتال بعدما حبسوا عثمان وأشاعوا قتله لكن قريشا دخلت في مفاوضات مع النبي انتهت بعقد صلح بينهما.
1-عقد صلح الحديبية ووضع شروط له .
2-اعتراف قريش بالدولة الإسلامية.
3-تفرغ النبي للدعوة للإسلام داخل وخارج شبه الجزيرة .
فتح خيبر
7 هـ
* المسلمون (1400)
* اليهود (10 آلاف)
أراد الرسول تصفية تجمعات اليهود في خيبر والتي تشكل تهديدا لعاصمة دولة الإسلام في المدينة .
1-هزيمة اليهود والقضاء على قوتهم نهائيا في شبه الجزيرة العربية.
2-قاسمهم النبي محصول خيبر .
بمجرد الاستقرار الذي حصل للمسلمين بقيادة رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في المدينة، وقيام المجتمع المسلم الجديد، كان لابد أن تنطلق الدعوة الإسلامية إلى نشر التوحيد، وإخراج الناس من الضلالة إلى الهدى، فليست الأمة الإسلامية جمعا من الناس تعيش بلا غاية، أو تسير في الحياة إلى أي وجهة، كلا، فالمسلمون أصحاب عقيدة تحدد صلتهم بالله، وتوجه سيرهم في الحياة، وتنظم شئونهم في الداخل والخارج، وفي السلم والحرب ..
ومن ثم أخذ رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأصحابه في إعداد العدة وتجهيز القوة لمواجهة الكفر وأهله، وأراد المسلمون توجيه رسالة قوية إلى قريش من خلال حصارها، وكذلك إشعار يهود المدينة ومنافقيها والأعراب بأن المسلمين أقوياء، وأن فترة الاستضعاف السابقة قد أدبرت..
وكما هو معروف في فن الحروب، أن الهجوم خير وسيلة للدفاع، وقريش مازالت مصممة على خوض المعركة مع رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ، للقضاء على المجتمع المسلم الجديد في المدينة، فكان من حكمة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ، أن جعل المبادرة في الحرب والقتال منه، فكثر في السنة الأولى بعد قدومه ـ صلى الله عليه وسلم ـ إلى المدينة ، البدء بالهجوم على قريش في غزوات وسرايا، استمرت من رمضان في السنة الأولى إلى رمضان في السنة الثانية، وكلها حدثت قبل غزوة بدر، وكان من أهمها :
سرية سيف البحر
في رمضان من السنة الأولى، أمَّر رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ على هذه السرية حمزة ـ رضي الله عنه ـ، وبعثه في ثلاثين رجلاً من المهاجرين، يعترضون عيراً لقريش جاءت من الشام، وفيها أبو جهل في ثلاثمائة رجل، فبلغوا سيف البحر، فالتقوا واصطفوا للقتال، فمشى مجدي بن عمرو الجهني ـ وكان حليفاً للفريقين جميعاً ـ بين هؤلاء وهؤلاء حتى حجز بينهم ، فأطاعوه وانصرفوا ولم يقع بينهم قتال .
الغزوات التى اشترك فيها الرسول صلى الله عليه وسلم
( غزوة بدر ، غزوة أحد ، غزوة الخندق ، غزوة قريظة ، غزوة المصطلق ، غزوة الطائف ، غزوة حنين ) .
اما باقي الغزوات فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكتفي بادراتها .
وجميع الغزوات والسرايا استمرت عشر سنوات منذ هجرة الرسول من مكة إلى المدينة حتى وفاته .
عدد غزوات الرسول واسمائهم
عدد غزوات الرسول
تُعرَّف الغزوة بأنَّها خروج الرسول صلى الله عليه وسلم وعدد من أصحابه سيرًا من الوطن إلى قتال الأعداء، وقد خاض النبي صلى الله عليه وسلم مع المسلمين تسعة وعشرين غزوة، وقد أشارات الإحصاءات إلى أنَّ تسعة من هذه الغزوات قد حصل فيها قتال مع المشركين، وأمَّا المتبقّي منها فقد انتهى دون وقوع القتال، بالإضافة إلى أنَّ هناك سبع غزوات كان قد علم فيهنّ النبي صلى الله عليه وسلم مسبقًا عن وجود عدوان من المشركين، وقد استمرّت هذه الغزوات ضمن الفترة الواقعة ما بين السنة الثانية وحتى السنة التاسعة للهجرة، ومن الجدير بالذكر أنَّ مُعظّم هذه الغزوات وقع في السنة الثامنة للهجرة .
أسماء غزوات الرسول
خاض النبي صلى الله عليه وسلم 29 غزوة مع المسلمين ضدّ الكفّار، وفيما يلي ذكر لأسمائها :
- وقع في السنة الثانيَّة للهجرة النبويّة كل من: غزوة الأبواء، وغزوة بواط، وغزوة بدر الأولى، وغزوة العشيرة، وغزوة بدر الكبرى، وغزوة بني سليم، وغزوة بني قينقاع، وغزوة السويق.
- وقع في السنة الثالثة للهجرة النبويّة كل من: غزوة ذي أمر، وغزوة بحران، وغزوة أحد، وغزوة حمراء الأسد.
- وقع في السنة الرابعة للهجرة النبويّة كل من: غزوة بني النضير، وغزوة نجد، وغزوة بدر الآخرة.
- وقع في السنة الخامسة للهجرة النبويّة كل من: غزوة دومة الجندل، وغزوة الخندق المُلقّبة بغزوة الأحزاب، وغزوة بني قريظة.
- وقع في السنة السادسة للهجرة النبويّة كل من: غزوة بني لحيان، وغزوة بني المصطلق، وصلح الحديبية، وغزوة ذي قرد.
- وقع في السنة السابعة للهجرة النبويّة كل من: غزوة خيبر، وغزوة عمرة القضاء.
- وقع في السنة الثامنة للهجرة النبويّة كل من: سرية مؤتة، وفتح مكة، وغزوة حنين، وغزوة الطائف.
- وقع في السنة التاسعة للهجرة النبويّة كل من: غزوة تبوك.
أشهر غزوات الرسول
عانى المسلمون من ظلم الكفار واضطهادهم لهم في مكة، ممّا أجبرهم على الهجرة هربًا بدينهم وحفاظًا على أنفسهم، ولكن العلاقة مع مشركي مكة لم تنقطع بل استمر المشركون في غيّهم وجبروتهم وعدوانهم فنزل الأمر الإلهي بوجوب رد عدوانهم بالسيف وخاض المسلمين مع الكفار عدة معارك ومن أشهرها ما يأتي:
غزوة بدر الكبرى
تُعّد غزوة بدر الكبرى من أشهر غزوات الرسول مع الكفار وأهمها، وقد وقعت هذه الغزوة في السنة الثانية للهجرة في السابع عشر من شهر رمضان المبارك، وقد كان عدد المسلمين في تلك الغزوة ثلاثمائة وبضعة عشر رجلًا، أما المشركين فكانوا بين التسعمائة والألف وكانوا أكثر من المسلمين عُدّةً وعتاد، ولكنْ شاء الله أن ينتصر المسلمون ويهزموا جبابرة مكة وانتهت المعركة بقتل سبعين من الكفار وأسر سبعين.
غزوة أحد
غزوة أحد من معارك المسلمين الشهيرة التي حوت على الكثير من الأحداث التي أخذ منها المسلمون دروسًا وعبر، حيث وقعت المعركة في السابع من شهر شوّال في السنة الثالثة للهجرة، وكان عدد الكفار ثلاثة آلاف مقاتل أما المسلمين فقد كانوا سبعمائة مقاتل، وكان النصر في بداية المعركة للمسلمين إلا أن الرُّماة الذين كانوا يحمون ظهر المسلمين تركوا مواقعهم عندما شاهدوا أن الغلبة للمسلمين فاستغلت قريش انكشاف ظهر جيش رسول الله وأغارت عليهم من الخلف مما قلب موازين المعركة وحول النصر لصالح الكفار، وقُتل منهم اثنان وعشرون رجلًا أما المسلمين فقد اُستُشهد منهم سبعون من أبرزهم حمزة بن عبدالمطلب عم الرسول.
جدول غزوات الرسول
غزوات الرسول
غزوات العصر النبوي أو كما أطلق عليها المؤرخون غزوات النبي محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم بدأت مع ظهور الدين الإسلامي في القرن السابع الميلادي بعد هجرة الرسول محمد إلى يثرب (المدينة المنورة ) وتأسيسه الدولة الإسلامية فيها. في ذلك الوقت شُرع للمسلمين الجهاد ، حيث أن هذه الغزوات ومع اختلاف أسبابها جاءت بالتوافق مع مبدأ الحرب الدينية من مفهوم إسلامي أو ما يطلق عليه الجهاد. من ناحية أخرى فكان بعض المهاجرين يريد تعويض خسائره حيث تركوا كل ما كانوا يملكون في مكة وقت فرارهم من تعذيب الكفار في مكة . وكانت قوافل المكيين التجارية إلى بلاد الشام وفلسطين تمر بالقرب من المدينة المنورة.
أول غزوات الرسول
تعدّ غزوة ودان أو التي يطلق عليها غزوة الأبواء أول غزوةٍ من غزوات الرسول، وكان وقوعها في شهر صفر من السنة الثانية للهجرة النبوية، وكان عدد المسلمين فيها سبعين صحابياً بقيادة النبي صلّى الله عليه وسلّم، بعد أن استخلف على المدينة المنورة سعد بن عبادة رضي الله عنه، فخرج النبي -عليه الصلاة والسلام- معترضاً عيراً لقبيلة قريش، إلّا أنّه لم يقع أي كيدٍ أو قتالٍ بين الفريقين، وفي المقابل استغلّ الرسول -عليه الصلاة والسلام- خروجه، فعقد معاهدةً مع عمرو بن مخشي الضمري، سيد بني ضمرة، ونصّت المعاهدة على: (هذا كتابٌ من محمدٍ رسول الله لنبي ضمرة، فإنّهم آمنون على أموالهم وأنفسهم، وإنّ لهم النصر على من رامهم إلّا أن يحاربوا دين الله، ما بل بحر صوفة، وإنّ النبي إذا دعاهم لنصره أجابوه).
الغزوات في القرآن
على الرغم من أن عد غزوات الرسول -عليه الصلاة والسلام- كان سبع وعشرون غزوة، إلّا أنّ هذه الغزوات لم تُكر جميعها في القرآن الكريم، وقد ذُكرت بعض هذه الغزوات في القرآن الكريم إمّا بالتفصيل أو بالإيجاز، والغزوات المذكورة في القرآن الكريم كما يأتي:
- غزوة بدر الكبرى: ذُكرت في سورة الأنفال بالتفصيل، وذُكرت في سورة آل عمران بإيجاز.
- غزوة أحد: ذُكرت في سورة آل عمران دون ذكر اسمها، بل أشار الله تعالى إليها.
- غزوة الخندق: ذُكرت في سورة الأحزاب بإيجاز.
- غزوة حُنين: ذُكرت في سورة التوبة بإيجاز.
- غزوة بني قنينقاع: ذُكرت في سورة آل عمران بإيجاز.
- غزوة خيبر: ذُكرت في سورة الفتح.
- غزوة الطائف: ذُكرت في سورة الفتح.
غزوات الرسول في شعبان
ورد في كتاب “السيرة النبوية” لابن هشام، جمع وإعداد الدكتور محمد بن إبراهيم الحمد، أن غزوة بني المصطلق أو غزوة المريسيع سمع النبي محمد صلى الله عليه وسلم، باجتماع قبيلة بني المصطلق استعدادها للإغارة على المدينة، فما كان منه إلا أن جمع المسلمين وانطلق إليهم لرد شرهم. وكان خروجه من المدينة في 2 شعبان سنة 6 هجرية، وباغتهم عند منطقة تعرف بماء المريسيع، وعندها نصر الله نبيه ورد كيدهم، وانتصر المسلمون انتصارًا كبيرًا وغنموا غنائم ضخمة، وسلبوا عددًا كبيرًا من نساء القبيلة كان منهم جويرية بنت الحارث ابنة زعيم بني المصطلق الذي هو الحارث بن ضرار، وكانت ضربة هائلة للقبيلة. تزوج النبي صلى الله عليه وسلم، من جويرية بنت زعيم قبيلة بنو المصطلق، بعد أن أدى عنها كتابها لثابت بن قيس وكانت جويرية أسلمت، ورأى الرسول أنه بهذا الزواج سيقرب قلوب بني المصطلق له، وبخاصة إذا أعتق المسلمون سباياهم من نساء بني المصطلق إكرامًا للرسول، وحدث ما توقعه الرسول، وأعتق الصحابة سبايا بني المصطلق، وقالوا: أصهار الرسول، فأعتق في ذلك اليوم يوم زواج رسول الله من جويرية بنت الحارث، أهل مائة بيت وكان ذلك سببًا في إسلام قبيلة بني المصطلق، فكان نصرًا للمسلمين. – أهمية الغزوة: ليست من الغزوات الكبرى للرسول، ولم يكن فيها الصراع طويلا، ولا القتلى والشهداء كثيرا، إلا أن هذه الغزوة اكتسبت أهمية خاصة في السيرة النبوية لخطورة الآثار الخبيثة التي تسبب فيها المنافقون، فمن بين المنافقين من رأى الانتصارات المتعددة والغنائم الكثيرة التي جاءت في السرايا والغزوات التي أعقبت الأحزاب، فقرروا الخروج مع المسلمين وفي هذه الغزوة تسببوا في أكثر من أزمة كادت كل واحدة منها أن تطيح بكيان الدولة الإسلامية، وصدق الله تعالى إذ يقول في حق المنافقين: “لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ مَا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالًا وَلَأَوْضَعُوا خِلَالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ”، التوبة. هذا عين ما حدث في غزوة بني المصطلق، فتسببوا في مجموعة متتالية من الفتن، وكما قال الله، “وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ”، أي فيكم أيها المؤمنون الصادقون من يلتبس عليه الأمر فيشارك في الفتنة ويقع فيها، والحق أن الأزمات التي أثارها المنافقون في هذه الغزوة. – أسباب الغزوة: الأزمة الأولى، فكانت صراع نشب بين المهاجرين والأنصار على السقاية من بئر من آبار المنطقة، وكانت أزمة كبيرة كادت أن تتفاقم لولا حكمة الرسول في السيطرة عليها، وهي: تنازع سنان بن وبر الجهني حليف بني سالم من الأنصار وجهجاه بن سعيد الغفاري الكناني على الماء، فضرب جهجاه سنانا بيده فنادى سنان يا للأنصار ونادى جهجاه: “يا لقريش يا لكنانة”، فأقبلت قريش سراعا وأقبلت الأوس والخزرج وشهروا السلاح، فتكلم في ذلك ناس من المهاجرين والأنصار حتى ترك سنان حقه وعفا عنه واصطلحوا. فقال عبد الله بن أبي بن سلول: “لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل ثم أقبل على من حضر من قومه فقال هذا ما فعلتم بأنفسكم”، وسمع ذلك زيد بن أرقم فأبلغ محمد قوله فأمر بالرحيل وخرج من ساعته وتبعه الناس، فقدم عبدالله بن أبي سلول الناس حتى وقف لأبيه على الطريق فلما رآه أناخ به وقال: “لا أفارقك حتى تزعم أنك الذليل ومحمد العزيز” فمر به محمد فقال: “دعه فلعمري لنحسنن صحبته ما دام بين أظهرنا”. ثم نجمت عن هذه الفتنة فتنة أخرى خطيرة، فتنة نداء المنافقين في أوساط الأنصار بأن يخرجوا المهاجرين من المدينة، وقال عبدالله بن أُبي بن سلول كلمته يعلق فيها على المهاجرين بقوله: “والله ما نحن وهم إلا كما قال الأول: سمن كلبك يأكلك، أما والله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منا الأذل”، وكانت أزمة خطيرة توشك أن تقضي على الأمة الإسلامية. ثم حدثت فتنة ثالثة شنيعة وهي حادثة الإفك، وفيه اتهم المنافقون زوجة محمد عائشة بالفاحشة، ووقع بعض المؤمنين في الأمر، واتسع نطاق الأزمة حتى شمل المسلمين كلهم ما بين مدافع ومهاجم وما بين مبرئ ومتهم، ولم ينزل وحي في القضية إلا بعد شهر كامل حين نزل الوحي بتبرئة السيدة عائشة من التهمة الشنيعة التي أثارها المنافقون حولها، واشترك فيها بعض المؤمنين، وكانت حادثة الإفك هذا من أشد الأزمات التي مرت بالمسلمين، ليس في هذه الفترة فقط ولكن في كل فترات السيرة النبوية.