تعريف الجغرافيا البشرية
الجغرافيا البشريّة أحد أقسام علم الجغرافيا، وتعني دراسة العلاقات المتبادلة بين الناس والبيئة المحيطة بهم، بحيث تركز على التنظيم المكاني التي تتشكّل فيها حياة الناس وأنشطتهم وتفاعلاتهم مع الطبيعة، وترتبط بالعلوم الإنسانيّة والاجتماعيّة وتتشارك معها بأساليبها ومناهجها الفلسفيّة.
تعمل الجغرافيا البشريّة على إبراز فكرة أنّ العالم يعمل زمانيّاً ومكانياً، وأنّ العلاقات الاجتماعيّة ترتبط بالمكان والبيئة، وذلك من خلال مجموعة من المفاهيم المتعلّقة بالظواهر الكونيّة مثل الفضاء والمناظر الطبيعيّة، والحجم، والمكان، وغير ذلك، وهذا ما يجعل الجغرافيا البشريّة متميّزة عن باقي التخصّصات.
أما بالنسبة للطرق التي تتبعها الجغرافيا البشريّة فإنها تستند على الطرق الكميّة والنوعيّة للعلوم الاجتماعيّة والإنسانيّة، كما تركّز على رسم الخرائط والأعمال الميدانيّة، وتقديم المساهمات والتقنيّات في مجالات التحاليل والإحصائيّات المكانيّة، ونظام المعلومات الجغرافيّة.
تعريف الجغرافيا الطبيعية
الجغرافيا الطبيعية أو الفيزيوجغرافيا هو العلم الذي يدرس الظواهر الطبيعية على سطح الأرض من حيث توزيع اليابس والماء والتضاريس وأشكال السطح والغلاف الجوي والغلاف الحيوي مما لم يتدخل فيه الإنسان. يهدف علم الجغرافيا الطبيعية إلى فهم شكل الأرض وتغيراتها المناخية وخصائص غطائها النباتي والحيواني.
فروع الجغرافيا
الجغرافيا الطبيعيّة
هي فرع من فروع الجغرافيا، وتختص بدراسة الصفات والظواهر الطبيعيّة للأرض، وتتضمّن عدّة فروع، ومنها ما يأتي:
- مورفولوجيا الأرض: وهو العلم الذي يختص في دراسة الخصائص الطبوغرافيّة وسمات أعماق الأرض.
- علم الجليد: وهو العلم الذي يختص في دراسة ديناميكية الأنهار الجليديّة، ومدى تأثيرها على بيئة الكوكب.
- علم المحيطات: وهو العلم الذي يختص بدراسة المحيطات التي تُشكّل حوالي 96.5% من المياه الموجودة على سطح الأرض، ويشتمل على علم المحيطات البيولوجيّ، وعلم المحيطات الكيميائيّ، وعلم المحيطات الفيزيائيّ، وعلم المحيطات الجيولوجيّ.
الجغرافيا البشرية
هي فرع من فروع الجغرافيا، وتختص بدراسة كيفيّة تأثير سطح الأرض والبيئة على البشر، ومدى تأثير الأنشطة الأنثروبولوجيّة على الأرض، ويُشار إلى أنّ الجغرافيا البشريّة تهتم بدراسة البشر والبيئة المحيطة بهم، وتتضمّن عدّة فروع، ومنها ما يأتي:
- الجغرافيا السكانيّة: والتي تختص بدراسة كيفيّة توزيع السكان على الأرض، وهجرتهم، ونموهم.
- الجغرافيا التاريخيّة: توضح هذه الجغرافيا الطرق التي تتغيّر وتتطوّر بها الظواهر الجغرافيّة مع مرور الوقت.
- الجغرافيا الثقافيّة: يختص هذا الفرع بدراسة الاختلافات المكانيّة للثقافات الإنسانيّة؛ كالدين، واللغة، وغيرها.
- الجغرافيا الاقتصاديّة: تهتم بدراسة طريقة تحديد مواقع الأنشطة الاقتصاديّة البشريّة، وتوزيعها، وتنظيمها في الأماكن المختلفة.
معنى كلمة جغرافيا
الجغرافيا هو علم يدرس الأرض والظواهر الطبيعية والبشرية عليهاو يعود أصل الكلمة إلى اللغة الإغريقية، ترجمتها بالعربية وصف الأرض.
فلفظ الجغرافيا Geography لفظ إغريقي هو في الأصل geographica، مؤلف من شقين: أولها Geo ويعني الأرض، وثانيهما Graphica ويعني الوصف أو الصورة.
وعلى هذا الأساس فالجغرافيا هي “وصف الأرض ” و قد كانت كذلك في بدايتها حيث كان الرحالة يصفون و يسجلون مشاهداتهم عن البلاد و الأقاليم التي يزورونها .
وكلمة الجغرافية في اللغة العربية تعتبر حديثة بعض الشئ، حيث كان العرب والمسلمين يستعملون صورة الأرض أو قطع الأرض أو خريطة العالم والأقاليم أو المسالك والممالك أو تقويم البلدان أو علم الطرق.
أهمية علم الجغرافيا
يُعدّ علم الجغرافيا من العلوم المهمّة؛ لارتباطه بدراسة الإنسان وكلّ ما يؤثّر عليه، ومن الأمور التي يقدمّها علم الجغرافيا للإنسان وتعد ذات أهميّةٍ، ما يأتي:
- التعّرف على المظاهر الطبيعيّة. دراسة المناخ، والسّكان، ومظاهر سطح الأرض. تحديد العلاقات المختلفة: هي العلاقات بين المظاهر الطبيعيّة المتنوعة، أو بين الإنسان والبيئة.
- فهم التوزيع الجغرافيّ: تُظهر الدراسات الجغرافيّة توزيع المستوطنات البشريّة، والتحركات السكانيّة المستمّرة عبر العصور، كما توضّح دور القوى الاقتصاديّة وأثرها على مواقع المدن.
- مواكبة العَوْلمة:العالم في تطّور سريع ومستمرّ في جميع نواحي الحياة، وعلم الجغرافيا بدراساته الشّاملة يُبقي الإنسان على اطّلاعٍ بهذه التطّورات.
- فهم الثقافات: تختلف أساليب عيش الشعوب باختلاف ثقافاتها، وقد يكون للموقعِ الجغرافيّ تأثير مباشر على عادات تلك الشعوب وثقافاتها؛ فعن طريق علم الجغرافيا يمكن فهم كيفيّة عيش النّاس في الأجزاء المختلفة من العالم.
- اختيار المواقع: تساعد الجغرافيا على تحديد المواقع المناسبة للأنشطة المختلفة، كاختيار الموقع المناسب لبناء منشأة صناعيّة، أو الموقع الفعّال لإنشاء مؤسسة اجتماعيّة، أو المواقع سهلة الوصول لأبنية الخدمات والرّعاية الصحيّة.
- الوعي لتغيّر المناخ: يؤثّر المناخ على طريقة تفاعل الإنسان مع المكان، وعلم الجغرافيا يبقينا على اطلاعٍ بالتغيّرات المناخيّة، ويساعدنا على اتّخاذ القرارات المناسبة للتعامل مع هذا التغيّر المستمرّ.
- إيجاد مصادر الطّاقة: يدرس علم الجغرافيا الرّياح، والطّاقة الشمسيّة، والطاقة المائيّة، وهي جميعها مصادرُ لإنتاج الطّاقة التي تحتاجها المجتمعات، وقد تلجأ الدّول لاستيراد مصادر الطّاقة المختلفة كالنّفط، فيأتي علم الجغرافيا ليساعد على إيضاح العلاقات التجاريّة، وما يتبعها من أثرٍ سياسيّ على تلك الدّول.
- دراسة الأخطار: يدرس علم الجغرافيا الأخطار؛ سواءً أكانت تلك الأخطار بيئيّةً؛ كالزلازل، والفيضانات، والبراكين، أم بشريّةً ناتجةً عن التّطور غير المسؤول، وما ينتج عنه من فضلات وملوّثات، ولا يكتفي علم الجغرافيا بتحديد الأخطار، بل يقدّم حلولاً وعلاجاتٍ لها.
- معرفة طُرق المواصلات: تُعدّ المواصلاتُ صلةَ ربطٍ بين المناطق المختلفة في العالم؛ وذلك لنقلِ السِّلعِ والنّاس والأفكار، وتؤكّد الجغرافيا على أهميّة المواصلاتِ، وتحديد أفضل طرقها.
- توفير فرص عمل: تُعدّ الجغرافيا علماً مُتشعّباً، وبهذا يمكن للمهتمّ بها العمل في مجالاتٍ كثيرة، مثل: المجالِ البيئيّ، والاجتماعيّ، والعمل في السياحة، والتعليمِ، والعديد من الوظائف الحكوميّة، مثل: مسؤول طُرق المواصلاتِ، أو متخصّصٍ بدراسة المواقع.
- السيطرة على الأمراض: تُساعد الجغرافيا على تحديد الأسباب المؤدية لانتشار بعض الأمراض، وبهذا يُمكن مقاومتها والسيطرة عليها.
- إيجاد مصادر المياه: هناك فرعٌ من علم الجغرافيا مُختصّ بدراسة علم المياه، حيث يُحدّد مواقع المياه الجوفيّة، والأماكن المناسبة لبناء السدود، كما يراقب نوعيّة المياه.
أقسام الجغرافيا
- الجغرافيا الطبيعية “Physical Geography”: تُعنى الجغرافية الطبيعية بدراسة تضاريس الأرض وما تشتمل عليه من محيطات وبحار وأنهار وجبال وصحارى، وتبحث إلى جانب ذلك في مناخات المناطق المختلفة، وفي الحيوانات والنباتات المتوطنة فيها.
- الجغرافيا البشرية “Human Geography”: هي أقرب شيء إلى علم الاجتماع، فتدرس توزع السكان وعلاقة الإنسان بِبيئته وأثر تلك البيئة فيه. كما ما يفعله الإنسان من أجل تكييف البيئة وفقا لحاجته. وعلى هذا الأساس كان طبيعيا أن تنقسم الجغرافيا البشرية بدورها إلى جغرافيا سياسية، وجغرافبا اجتماعية، وجغرافيا اقتصادية.
يرقى علم الجغرافيا إلى الإغريقيين الذين استمدوا كثيرا من معارفهم الجغرافية من المينويين “Minoans” ومن الفينيقيين، على الرغم من تكتم الفينيقيين الشديد بكل ما يتصل بمكتشفاتهم.