صفات اليهود واخلاقهم
لليهود صفات عديدة نذكر منها ما يلي:
- إشعالُ الفتن ضدَّ المسلمين، وشدّة عداوتهم، وحربهم لهم.
- تطاولهم على الله تعالى، فادّعوا أنّ له ولد، وأنّه فقير وهم أغنياء، ولم يسلم أحدٌ من شرورهم، قال تعالى: (لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ سَنَكْتُبُ مَا قَالُوا وَقَتْلَهُمُ الْأَنْبِيَاءَ).
- الصدّ عن سبيل الله تعالى، والكذب عليه، فاستحقوا بذلك لعنته، وغضبه وعليهم إلى يوم القيامة، إضافةً إلى أنّه جعل منهم القردة والخنازير، وما ذلك إلّا عقوبة لهم.
- الكذبُ، والغدر، والخيانة، ونقضُ المواثيق والعهود، ويشهد التاريخ بهذه الصفات، حيث حاولوا قتل النبي عليه الصلاة والسلام غير مرّة، فنقضوا بذلك عهدَهم معه، قال تعالى: (فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ).
- قتل الأنبياء صلوات الله عليهم، وممّن قتلوا من الأنبياء زكريا، ويحيى.
- الاعتداءُ على الخلْق، وأكلُ أموالهم بالباطل، وعصيانُ الله تعالى، وعدم التناهي فيما بينهم عن المنكرات.
- إخفاءُ العلم وكتمانه، على الرغم من أمر الله لهم بتبليغه.
- الحسدُ، ونشر الفساد في الأرض، وإشاعةُ الفاحشة فيها، والحرصُ على الحياة.
- البخلُ، والذلّ.
صفات اليهود في القرآن الكريم PDF
اضغط هنا لتحميل صفات اليهود في القرآن الكريم
أسئلة عن سورة الحشر
-ما هو فضل قراءة سورة الحشر ؟
قراءة القران بشكل عام تُساعد على اكتساب الهدوء النفسي والراحة والطمأنينة وعظيم الأجر والثواب ، وقد أوصانا رسول الله – صلَّ الله عليه وسلم – بضرورة الديمومة على قراءة القران وعدم هجره ، وقد ذكر البعض أن قراءة خواتيم سورة الحشر وُكل به خمسين ألف ملك يُصلون عليه ، ولكن مع ذلك لم ترد إسنادات أكيدة وصحيحة تؤكد صحة هذا الحديث .
-في من نزلت سورة الحشر ؟
نزلت سورة الحشر لتوضح العداوة الشديدة والضغينة التي كان يضمرها اليهود تجاه رسول الله – صل الله عليه وسلم – وتجاه المسلمين في المدينة ، وفي السورة كانت الإشارة إلى يهود بني قريضة وبني النضير ، وكيف كانوا يريدون التنكيل بالمسلمين وكيف كانوا خائنين للعهد مع رسول الله .
-ما هي أهداف سورة الحشر ؟
جاءت سورة الحشر لتوضح بعض الأمور التشريعية الهامة مثل الجهاد والغنائم والفيء وغيرها ، كما أنها جاءت أيضًا لتوضح معارك المسلمين مع يهود بني النضير ، كما أنها أيضًا أوضحت وجود منافقين تحالفوا مع اليهود
اليهود في القرآن
مقاصد سورة الحشر
عند الحديث عن مقاصد سورة الحشر لا بدَّ من المرور على غزوة بني النضير، فسورة الحشر مرتبطة ارتباطًا وثقًا في هذه الغزوة التي غزاها رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- وقصَدَ فيها بني النضير في المدينة المنورة، وسورة الحشر سورة مدينة فهي دون شكَّ تهتم بالجانب التشريعي شأنها شأن سائر السور المدنية، والمقصد الرئيس من مقاصد سورة الحشر هو الحديث عن اليهود الذين نقضوا العهد مع رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- فغزاهم وأجلاهم عن المينة المنورة، قال تعالى: {هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِن دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ ۚ مَا ظَنَنتُمْ أَن يَخْرُجُوا ۖ وَظَنُّوا أَنَّهُم مَّانِعَتُهُمْ حُصُونُهُم مِّنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا ۖ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ ۚ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُم بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ} ، وقد سمَّى عبد الله بن عباس -رضي الله عنه- هذه السورة بسورة بني النضير أيضًا لأنَّها نزلتْ بهم، ومن مقاصد سورة الحشر أيضًا أنَّه بيَّنت للمسلمين كيفية توزيع الغنائم في الحرب، قال تعالى: {مَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَىٰ رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَىٰ فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنكُمْ ۚ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} .
وقد سردَتْ هذه السورة المباركة أيضًا صفات المنافقين وشبَّهتْ بينهم وبين الشيطان الرجيم في الخبث والعداء والبُغض، قال تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لِإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلَا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَدًا أَبَدًا وَإِن قُوتِلْتُمْ لَنَنصُرَنَّكُمْ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ} وقد اختتمتْ هذه السورة المباركة بالتسبيح والذكر، حيث حملتْ الآيات الأخيرة أسماء الله الحسنى، قال تعالى: {هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ ۖ هُوَ الرَّحْمَٰنُ الرَّحِيمُ * هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ ۚ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ * هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ ۖ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ ۚ يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} ، والله تعالى أعلم.
تفسير سورة الحشر
اليهود ونقض العهد
إنَّ تاريخ اليهود مليءٌ بصفحاته السوداء، التي تبين حالهم تجاه العهود والمواثيق، فكم مرةً نقض اليهود عقودًا عقدوها، ومواثيق أبرموها، فلا يحفظون لأحد عهدًا، ولا يرعون له وعدًا، والقرآن الكريم سطر لنا الكثير من المواقف التي نقض فيها اليهود، العهود والمواثيق مع الأنبياء والمرسلين، ولم يحترموا عهودهم مع النَّبي صلى الله عليه وسلم بل نقضوها وحاولوا قتله أكثر من مرة، كما حاولوا إشعال نار الفتنة بين صفوف المسلمين.
قال ابن تيمية: (إن المدينة كان فيما حولها ثلاثة أصناف من اليهود، وهم: بنو قينقاع، وبنو النضير، وبنو قريظة، وكان بنو قينقاع والنضير حلفاء الخزرج، وكانت قريظة حلفاء الأوس، فلما قدم النَّبي صلى الله عليه وسلم هادنهم، ووادعهم مع إقراره لهم، ولمن كان حول المدينة من المشركين من حلفاء الأنصار على حلفهم، وعهدهم الذي كانوا عليه، حتى أنه عاهد اليهود على أن يعينوه إذا حارب، ثم نقض العهد بنو قينقاع، ثم النضير، ثم قريظة) .
وقال ابن إسحاق: (حدَّثني عاصم بن عمر بن قتادة: أنَّ بني قينقاع كانوا أوَّل يهود نقضوا ما بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحاربوا فيما بين بدر وأحد. قال ابن هشام: وذكر عبد الله بن جعفر بن المسور بن مخرمة عن أبي عون قال: كان من أمر بني قينقاع أنَّ امرأة من العرب قدمت بجلب لها، فباعته بسوق بني قينقاع، وجلست إلى صائغ بها، فجعلوا يريدونها على كشف وجهها فأبت، فعمد الصَّائغ إلى طرف ثوبها فعقده إلى ظهرها، فلمَّا قامت انكشفت سوءتها فضحكوا بها، فصاحت، فوثب رجل من المسلمين على الصَّائغ فقتله، وكان يهوديًّا، وشدَّ اليهود على المسلم فقتلوه، فاستصرخ أهل المسلم المسلمين على اليهود، فغضب المسلمون، فوقع الشَّرُّ بينهم وبين بني قينقاع) .
مايستفاد من سورة الحشر
هناك عدة دروس وردت بسورة الحشر والتي اشتمل على مجموعة من الحكم والعِبر، ومن أهم تلك الدروس هو إدراك أن جميع الكائنات والجمادات وكل ما خلقه الله تعالى مما يدركه الإنسان ومما لا يدركه يُسبح بحمد الله تعالى بطريقته الخاصة، وتأتي العبرة في هذه السورة حينما يقوم الرسول صلّ الله عليه وسلم ومَن معه من المؤمنين بإخراج يهود بني النضير من المدينة وقد تجردوا من المال والسلاح نتيجة لنقضهم العهد والميثاق؛ وهو ما يؤكد أن الجزاء من جنس العمل.
وقد قام الرسول صلّ الله عليه وسلم بقطع الأشجار والنخيل أثناء محاصرة اليهود، وكان ذلك بأمر من الله لا يتم تطبيقه في جميع حالات الحرب إلا في أمور معينة، وهنا تتجلى الحكمة من الامتثال لأوامر الله تعالى لأنه أعلى وأعلم، وقد جاءت السورة لتؤكد مدى كراهية اليهود للمسلمين واتسامهم بنقض العهود منذ فجر التاريخ.
وأكدت السورة على وجوب الخضوع لأوامر الله سبحانه وتعالى ورسوله والتشريعات المختصة بالمال والثروة وتقسيم الغنائم؛ وذلك لأن الله يأمر بكل ما هو خير وينهى عن كل فساد؛ حيث يؤكد على تحقيق العدالة الاجتماعية وقد ورد ذلك في قوله تعالى “مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنْكُمْ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ”
وقد أبرزت السورة فضل التعاون والاتحاد عن طريق التذكير بفضل المهاجرين والأنصار؛ حيث أن العلاقة بين المسلمين جاءت لتقوم على مبادئ التعاون والمساعدة والتكافل، وتؤكد هذه السورة أيضًا على صدق القرآن الكريم وإعجازه لخوضه في نوايا المنافقين واليهود والوقوف على صفاتهم الجلية مثل الغدر والخيانة والجبن؛ ولذلك يجب اتخاذ الاحتياطات للحذر منهم في كل زمان ومكان.
جاءت سورة الحشر أيضًا لتعلم الناس مدى تنزيه المولى عزّ وجل عن كل نقص أو عيب؛ حيث ذكرت السورة مجموعة من أسماء الله الحسنى التي تُبرز سماته الفريدة عزّ وجل؛ وقد ورد ذلك في قوله تعالى “هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ (23) هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (24)”.