ديني

فضل الصدقة

فضل الصدقة

معنى الصدقة

الصدقة مفهوم ديني، وهي ما تعطى للمحتاج على وجه التقرب إلى الخالق والمعبود، ينظر المؤمنون إليها بإعجاب، ولاسيما عندما تمارس بشكل سري من قبل الغرباء “الذين يخافون الله”. وللصدقة أثر كبير على كيان المجتمع حيث تعمل على بث روح التعاون والمؤاخاة بين أفراد المجتمع وتزيل الحسد بين الناس.

الصدقة في القران

  بعض ايات القران التي تتكلم عن الصدقة :

لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ (177) (البقرة)

مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (245) (البقرة)

إِنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا يُؤْتِكُمْ أُجُورَكُمْ وَلَا يَسْأَلْكُمْ أَمْوَالَكُمْ (36) إِنْ يَسْأَلْكُمُوهَا فَيُحْفِكُمْ تَبْخَلُوا وَيُخْرِجْ أَضْغَانَكُمْ (37) هَا أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنْكُمْ مَنْ يَبْخَلُ وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ  (38) (محمد)

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (9) وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ (10) وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (11) (المنافقون)

انواع الصدقة

كان الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- يدعو إلى الإحسان والصدقة والمعروف، وكان ينوع في أصناف عطائه وصدقته، فتارةً بالهبة وتارةً بالصدقة وتارةً بالهدية، وكانت صدقته وإحسانه بما يملكه وبحاله وبقوله. وتاليًا بيان أنواع الصدقة المتعددة:

  • الصدقة الخفية: وهي التي تكون في السر، حيث إنها أقرب إلى الإخلاص من المعلنة لقوله تعالى: {إِن تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ ۖ وَإِن تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۚ وَيُكَفِّرُ عَنكُم مِّن سَيِّئَاتِكُمْ ۗ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ}
  • الصدقة على الجار والصديق في سبيل الله: فقد أوصى الله -سبحانه وتعالى- بقوله: {وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَالْجَارِ الْجُنُبِ}[٨] وقوله -عليه الصلاة والسلام-: {أفضل الدنانير دينار ينفقه الرجل على أصحابه في سبيل الله}
  • الصدقة على الأيتام: قال النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: {أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا، وقال بإصبعيه السَّبابة والوسطى}
  • الإنفاق على الأولاد: كما في قوله -صلّى الله عليه وسلّم-: “الرجل إذا أنفق النفقة على أهله وهو يحتسبها كانت له صدقة”
  • الصدقة الجارية: وهي ما يبقى بعد موت العبد ويستمر أجرها؛ لذلك تُعدُّ من أفضل أنواع الصدقة، لقوله -صلّى الله عليه وسلّم-: {إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له}
  • كل معروف وإحسان صدقة: كما ورد في الحديث عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: {كل سُلامى من الناس صدَّقة كلُّ يوم تطلع فيه الشمس، يعدل بين الاثنين صدقة، ويعين الرجل على دابته فيحمل عليها أو يرفع عليها متاعه صدَّقة، والكلمة الطيبة صدَّقة، وكل خطوة يخطوها إلى الصلاة صدَّقة، ويميط الأذى عن الطريق صدَّقة}.

فضل الصدقة الجارية

قال الله تعالى: {مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ [245]} [البقرة:245].
وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: «إذَا مَاتَ الإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَمَلُهُ إلاّ مِنْ ثَلاَثٍ: صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ». أخرجه مسلم.

تطفئ الصدقة الجارية غضب الرب سبحانه وتعالى. المتصدق يظله الله بظله يوم لا ظل إلا ظله. تنجي من عذاب القبر فأجر الصدقة الجارية يصل للمتوفي. تطهير للمؤمنين من الذنوب والمعاصي فهي تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار.

فضل الصدقة في دفع البلاء

ورد عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- في الحديث الشريف: (يا مَعْشَرَ النِّسَاءِ تَصَدَّقْنَ فإنِّي أُرِيتُكُنَّ أكْثَرَ أهْلِ النَّارِ)، وهذا الحديث فيه دلالةٌ على فضل الصدقة في دفع البلاء عن الإنسان قبل وقوعه ولذا فقد ذكر الإمام الحافظ ابن حجر في فوائد هذا الحديث أنّ الصدقة تدفع العذاب عن الإنسان، وقال الإمام ابن القيم: إنّ للصدقة تأثيراً كبيراً في دفع البلاء، ويستوي في ذلك ما إن كانت من مسلمٍ، أو فاجرٍ، أو كافرٍ، أو ظالمٍ، كما ذكر في حديثه عن فوائد الصدقة أنّها تقي الإنسان من مصارع السوء، وتدفع البلاء حتّى عن الظُلّام.

فوائد الصدقة

    تعود الصدقة على المسلم بالنفع في دنياه، فهي سبب لنماء وبركة ماله، وبها يدفع المسلم عن نفسه البلاء وأهله بإذن الله تعالى. فهي من صنائع المعروف، لقوله عليه الصلاة والسلام: “صنائع المعروف تقي مصارع السوء، والصدقة خفيا تطفئ غضب الرب، وصلة الرحم زيادة في العمر، وكل معروف صدقة، وأهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة، وأهل المنكر في الدنيا هم أهل المنكر في الآخرة، وأول من يدخل الجنة أهل المعروف.” [رواه الطبراني وغيره، وصححه الألباني].

لنستعرض معاً فوائد وأفضال الصدقة في الدنيا، كما وردت في كتاب ربنا وسنة نبينا عليه الصلاة والسلام:

  • الله يدفع بالصدقة أنواعًا من البلاء أنّ للصدقة أثر عجيب على دفع البلاء على المتصدق، وهذا أمر معلوم عند من اختبر ذلك. يقول عليه الصلام والسلام: “باكروا بالصدقة فإن البلاء لا يتخطّى الصدقة” [رواه البيهقي].

كما روى الترمذي في سننه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال على لسان النبي يحيى عليه السلام وهو يوصي بني إسرائيل: “وآمركم بالصدقة، فإن مثل ذلك رجل أسره العدو فأوثقوا يده إلى عنقه، وقدموه ليضربوا عنقه فقال: أنا أفتدي منكم بالقليل والكثير، ففدى نفسه منهم”. [صحيح الجامع]

  •  من أسباب بركة المال

فالمتصدق يبارك له في ماله، فلا ينقص شيء من مال المتصدق، فـ «ما نقصت صدقة من مال» كما أخبر بذلك نبينا عليه الصلاة والسلام وذكره مسلم في صحيحه.

  •  سبب انشراح الصدر وراحة القلب

ففقد ضرب النبي صلى الله عليه وسلم أروع مثال عن الفرق بين المنفق والبخيل. فعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (مَثَلُ الْبَخِيلِ وَالْمُنْفِقِ؛ كَمَثَلِ رَجُلَيْنِ عَلَيْهِمَا جُبَّتَانِ مِنْ حَدِيدٍ مِنْ ثُدِيِّهِمَا إِلَى تَرَاقِيهِمَا، فَأَمَّا الْمُنْفِقُ فَلا يُنْفِقُ إِلا سَبَغَتْ أَوْ وَفَرَتْ عَلَى جِلْدِهِ حَتَّى تُخْفِيَ بَنَانَهُ وَتَعْفُوَ أَثَرَهُ، وَأَمَّا الْبَخِيلُ فلا يُرِيدُ أَنْ يُنْفِقَ شَيْئًا إِلا لَزِقَتْ كُلُّ حَلْقَةٍ مَكَانَهَا فَهُوَ يُوَسِّعُهَا ولا تَتَّسِعُ) [رواه البخاري ومسلم].

  •  الصدقة مطهرة للمال

فهي تخلص مال العبد من أي دخن قد يصيبه جراء اللغو أو حلف أو كذب أو غفلة. فقد أوصى النبي عليه الصلاة والسلام يوماً التَجار فقال: «يا معشر التجار، إنَّ هذا البيع يحضره اللغو والحلف فشوبوه بالصدقة» [رواه أبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه].

  •  دواء للأمراض الجسدية

كما في قوله صلى الله عليه وسلم: «داووا مرضاكم بالصدقة». يقول ابن شقيق: “سمعت ابن المبارك وسأله رجل: عن قرحةٍ خرجت في ركبته منذ سبع سنين، وقد عالجها بأنواع العلاج، وسأل الأطباء فلم ينتفع به، فقال: اذهب فأحفر بئرًا في مكان حاجة إلى الماء، فإني أرجو أن ينبع هناك عين ويمسك عنك الدم، ففعل الرجل فبرأ”. [صحيح الترغيب].

  •  دواء للأمراض القلبية

فقد نصح نبينا الكريم شخصاً شكى له قسوة قلبه، فقال عليه الصلام والسلام: «إذا إردت تليين قلبك فأطعم المسكين، وامسح على رأس اليتيم» [رواه أحمد].

  •  الصدقة أمان من الخوف

فقد جاء في الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عن كسوف الشمس: “فإذا رأيتم ذلك فادعوا الله وكبروا وصلوا وتصدقوا.  قال ابن دقيق العيد في شرحه: وفي الحديث دليل على استحباب الصدقة عند المخاوف لاستدفاع البلاء المحذور.

  •  يصل العبد بالصدقة إلى حقيقة البر

فالعبد يصل إلى حقيقة البر بالصدقة كما جاء في قوله تعالى: {لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ} [سورة آل عمران: 92].

  •  دعاء الملكان

فكل يوم إلا وملكان ينزلان فيدعو أحدهما للمتصدق بالبركة وأن يعوضه الله بدلاً عما أنفقه. جاء في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان فيقول أحدهما: اللهم أعط منفقًا خلفاً، ويقول الآخر: اللهم أعط ممسكًا تلفًا» [في الصحيحين].

  •  يذهب كل مالك ويبقى ما تصدقتَ به

فلا يبقى للمتصدق من ماله. فقد لما سأل النبي صلى الله عليه وسلم يوماً عائشة رضي الله عنها عن الشاة التي ذبحوها ما بقى منها: قالت: ما بقى منها إلاّ كتفها. قال: «بقي كلها غير كتفها» [في صحيح مسلم].

فوائد الصدقة في الاخرة:

  •  دليلُ صدق العبد مع ربه

كما في قوله صلى الله عليه وسلم: «والصدقة برهان» [رواه مسلم].

  •  أنّها تمحو الخطيئة

وتذهب نارها كما في قوله صلى الله عليه وسلم: «والصدقة تطفىء الخطيئة كما تطفىء الماء النار» [صحيح الترغيب].

  •  وقاية من نار جهنم

فلا يستصغر العبد من صدقته ولو كان بالقليل فقد يكون ذلك سبباً لعدم دخوله نار جهنم بإذن الله. فقال عليه الصلاة والسلام: «فاتقوا النّار، ولو بشق تمرة».

  •  المتصدق في ظل صدقته يوم القيامة

كما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم أن من السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: «رجل تصدق بصدقة فأخفاها، حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه» [رواه البخاري ومسلم].

وجاء في حديث عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «كل أمرئ في ظل صدقته، حتى يقضى بين الناس».

  •  يُدعى المتصدق لدخول الجنة من باب الصدقة

فعن أبي هريرة رضي الله عنه أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من أنفق زوجين في سبيل الله، نودي في الجنة يا عبد الله، هذا خير: فمن كان من أهل الصلاة دُعي من باب الصلاة، ومن كان من أهل الجهاد دُعي من باب الجهاد، ومن كان من أهل الصدقة دُعي من باب الصدقة، ومن كان من أهل الصيام دُعي من باب الريان». [رواه البخاري ومسلم].

السابق
المصباح الكهربائي
التالي
انواع العواصف والاعاصير في العالم

اترك تعليقاً