فضل سورة الكوثر
لم يَثبت في سورة الكوثر، كما الكثير من سور القرآن، أحاديثٌ ورواياتٌ في فضلها، لكن من المُمكن أن تستنتج بعض الفضائل العامَّة المُرتبطة بنهر الكوثر الذي أتت السُّورة على ذكره وسُمِّيت باسمه، ومن هذه الفضائل:
- ما رواه أنس بن مالك -رضي الله عنه- عن النَّبيّ -عليه الصَّلاة والسَّلام- قال: (قَالَ: بَيْنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ بَيْنَ أَظْهُرِنَا إِذْ أَغْفَى إِغْفَاءَةً ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ مُتَبَسِّمًا، فَقُلْنَا: مَا أَضْحَكَكَ يَا رَسُولَ اللهِ قَالَ: أُنْزِلَتْ عَلَيَّ آنِفًا سُورَةٌ فَقَرَأَ: بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ. فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ. إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ)،[٣] ثُمَّ قَالَ: أَتَدْرُونَ مَا الْكَوْثَرُ؟ فَقُلْنَا اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: فَإِنَّهُ نَهْرٌ وَعَدَنِيهِ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ، عَلَيْهِ خَيْرٌ كَثِيرٌ، هُوَ حَوْضٌ تَرِدُ عَلَيْهِ أُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ، آنِيَتُهُ عَدَدُ النُّجُومِ، فَيُخْتَلَجُ الْعَبْدُ مِنْهُمْ، فَأَقُولُ: رَبِّ، إِنَّهُ مِنْ أُمَّتِي فَيَقُولُ: مَا تَدْرِي مَا أَحْدَثَتْ بَعْدَكَ).
- ويمكن أن يُستخلص فضلٌ لسورة الكوثر من هذا الحديث الشَّريف، وهذا الفضل مُتمثلٌ في استبشار النبيّ -عليه الصَّلاة والسَّلام- وضحكه عند نزول السُّورة عليه، ممّا يُشير إلى مكانتها وعِظمها، وهذا هو الحديث الشَّريف الوحيد الذي يمكن اعتباره مباشراً في فضل السُّورة، أمَّا باقي الأحاديث والآثار فهي مُنصبَّةٌ على نهر الكوثر وصفاته وفضله.[٥] ممَّا جاء في نهر الكوثر ووصفه ما رواه أنس بن مالك -رضي الله عنه- عن النَّبي -عليه الصَّلاة والسَّلام- قال:(بَيْنَمَا أَنَا أَسِيرُ فِي الْجَنَّةِ إِذَا أَنَا بِنَهَرٍ حَافَتَاهُ قِبَابُ الدُّرِّ الْمُجَوَّفِ قُلْتُ مَا هَذَا يَا جِبْرِيلُ قَالَ هَذَا الْكَوْثَرُ الَّذِي أَعْطَاكَ رَبُّكَ فَإِذَا طِينُهُ أَوْ طِيبُهُ مِسْكٌ أَذْفَرُ شَكَّ هُدْبَةُ).
أمَّا الأخبار الواردة في أنَّ لقراءة سورة الكوثر يوم الجمعة أو غيره من الأيام ألف مرَّةٍ فضلٌ مخصوصٌ،[٧]، وأنَّ الله يسقي من قرأها من أنهار الجنة فلم يثب، واعتُبِرَ الحديث المُطوّل الوارد في فضائل سور القرآن بتعدادها سورةًَ سورةً بما فيه الكوثر موضوعاً؛ أي مكذوباً على النَّبي -عليه الصَّلاة والسَّلام-، أو كما وصفه ابن الجوزي: (حَدِيث فَضَائِل السُّور مَصْنُوع بِلَا شكّ).
عجائب سورة الكوثر
(1) {فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ} (2) {إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ} (3).
نبدأ بملاحظات عابرة تتعلق بتناسبات صوتية وحرفية الهدف منها إشعار القارئ أن سورة الكوثر تخفي خلف كلماتها العشر أمورا كثيرة وكثيرة جدا:
كلمات السورة استنادا إلى الخط والرسم عشر:
{إِنَّا- أَعْطَيْنَاكَ- الْكَوْثَرَ- فَصَلِّ- لِرَبِّكَ- وَانْحَرْ-إِنَّ- شَانِئَكَ- هُوَ- الْأَبْتَرُ}
– الآية الأولى نسيج حرفي مكون من حروف عشر- بدون اعتبار المكرر منها-:
ا – ن – ع – ط – ي- ك – ل – و- ث – ر.
– الآية الثانية هي أيضا مبنية من عشر حروف – بدون اعتبار المكرر دائما-:
ص- ل – ر- ب – ك – و- ا – ن – ح.
-الآية الأخيرة – كما قد يتوقع القارئ – كأختيها أعني العدد نفسه باعتبار نوع الحرف لا أفراده:
ا – ن – ش – ك – ه- و- ل – ب – ت – ر.
ولعل إشارة أخرى تقلل من فرضية الصدفة وهي أن عدد الحروف التي لم تستعمل إلا مرة واحدة عشرة أيضا وهي:
ع – ط – ي- ث – ف – ص – ح – ش – ه – ت.
فلنقف عند هذا الحد دون أن نبني على ما ذكرنا شيئا فهذا المنهج لا يستهوينا في الحقيقة.
الجمل في سورة الكوثر:
لأهل اللغة تقسيمات كثيرة لأنواع الجملة في اللسان العربي لكن المثير للدهشة أن سورة الكوثر الكريمة قادرة على إعطاء مثال عن كل نوع، وتزداد الدهشة أكثر عندما ندخل في الحسبان أن عدد جمل السورة أربعة فقط. ولكنها “الكوثر”: اسما ومسمى.
1- تنقسم الجمل عند أهل اللسان – عند أهل البيان منهم خاصة – إلى نوعين:
جمل خبرية وجمل انشائية. وإذا تدبرت سورة الكوثر وجدت فيها النوعين معا:
إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ.
إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ.
جملتان خبريتان.
فَصَلِّ لِرَبِّكَ.
وَانْحَرْ.
جملتان إنشائيتان طلبيتان.
2- تتعاقب الجمل في الكلام العربي وفق نظام الوصل والفصل وقد أفرد علماء المعاني هذا النظام بمبحث خاص سموه باب الوصل والفصل واعتبروه أم البلاغة وقلبها…. ويعنينا هنا أن سورة الكوثر قادرة على إعطاء مثالين للمفهومين:
فجملة “انحر” معطوفة بالواو على جارتها ” فَصَلِّ لِرَبِّكَ.” وهذا الوصل.
وهي منقطعة عن الجملة اللاحقة إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ. وهذا الفصل.
3- يقسم أهل النحو الجملة العربية إلى قسمين: جمل اسمية وجمل فعلية.
وقد اشتملت السورة الكريمة على النوعين كما لا يخفى على أحد. والجمل التي ذكرناها عن الخبر والإنشاء تمثل باعتبار آخر الاسمية والفعلية.
استطراد – قد يكون نافعا – :
القسمة ثنائية عند الجمهور فالجمل عندهم إما فعلية وإما اسمية… وقد حاول بعض النحاة قديما وحديثا أن يزيد قسما ثالثا ولكن هذه الزيادة لم تكن مقنعة:
فالزمخشري اقترح نوعا ثالثا هي الجملة الشرطية لكنها لم يرتضها غيره. قال ابن هشام في المغني: وزاد الزمخشري وغيره الجملة الشرطية والصواب أنها من قبيل الفعلية.
وابن هشام نفسه اقترح في المغني نوعا ثالثا هو الجملة الظرفية لكنها لم تلق قبولا حسنا من الدسوقي، فقال في حاشيته على المغني: (قوله: إلى اسمية وفعلية وظرفية) هذا تقسيم أصلي للجملة ولكن في الحقيقة أن الظرفية ترجع لما قبلها من الاسمية والفعلية لأنك إما أن تقدر عامل الظرف كائن أو استقر.
والصواب مع الجمهور لأن النوعين الجديدين يمكن إرجاعهما إلى النوعين الأصلين وتقيل الأقسام مطلوب كما هو معلوم. فصح عندنا أن نقول إن سورة الكوثر احتوت نوعيا كل العربية.
4- يقسم أهل اللغة الجملة باعتبار بنيتها إلى قسمين: بسيطة ومركبة وقد يعتمدون اصطلاحا مغايرا- قريبا وليس مرادفا- فيقولون:جملة صغيرة وكبيرة. قال في المغني: الكبرى هي الاسمية التي خبرها جملة نحو” زيد قام أبوه” و”زيد أبوه قائم” والصغرى هي المبنية على المبتدأ كالجملة المخبر بها في المثالين.
ولك أن تعجب من سورة الكوثر فهي لم تقدم مثالا عن كل نوع فقط بل قدمت مثالا ثالثا لجملة تحتمل النوعين بحسب وجهة النظر:
– إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ:جملة مركبة أو كبرى ف أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ جملة صغيرة في محل رفع خبر للجملة الأصلية.
– فَصَلِّ لِرَبِّكَ.جملة تامة صغيرة فيها إسناد واحد.
أما جملة: إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ….. فهي من المرونة بحيث تضعها حيث شئت: فلو اعتبرت “هو” ضمير فصل و”الأبتر” خبرا عن الشانئ فالجملة بسيطة لا محالة. ولو اعتبرت “هو” مبتدأ و”الأبتر” خبره ومجموعهما خبرا للشانئ فالجملة كبرى ضرورة. فلله در هذه السورة.
الضمائر في سورة الكوثر:
استوعبت سورة الكوثر كل أنواع الضمير في اللغة العربية دون أن تغفل الأحوال الإعرابية المختلفة وهذا من العجب العجاب لأننا نضع نصب أعيننا دائما أن عدد مفرداتها لا تتجاوز عدد أصابع الإنسان، وتفصيله:
1- الضمائر بارزة ومستترة:
فمن بارز الضمائر في السورة ما ظهر في فعل “أعطيناك”.
ومن مستترة ما كمن في فعل “صل “أو” انحر”.
2- الضمائر متصلة ومنفصلة:
ولك في جملة “أعطيناك” مثال على المتصل من الضمائر.
ولك في جملة هو الأبتر مثال آخر على الضمير المنفصل.
3- الضمائر في إحالتها على عناصر الخطاب تنقسم إلى ضمائر المتكلم والمخاطب والغائب.
ولا تحتاج إلى غير سورة الكوثر للتمثيل:
-فضمير المتكلم حاضر في” أعطينا”.
-وضمير المخاطب في” أعطيناك” و”ربك” و”شانئك” صريحا، و في”صل” و”انحر”مقدرا.
-وضمير الغائب في “هو” صريحا وفي شانئ مقدرا، فتأمل هذه التناسبات اللطيفة.
4- باعتبار مقولة العدد:
جاء في السورة ضمير المفرد وضمير الجماعة. وقد اجتمعا في كلمة “أعطيناك”.
استطراد آخر- قد يكون مفيدا-:
قد يقال إن مقولة العدد في اللسان العربي ذات تمفصل ثلاثي وليس ثنائيا.. فأين ضمير المثنى في سورة الكوثر؟
جوابه من وجهين:
– ليس من شرطنا أن تحتوي السورة على كل أبواب النحو لتحصل المعجزة – فمقولة التأنيث مثلا لا حضور لها في السورة – بل يكفي أن تتعدد الأنواع والتقاسيم بصورة غير عادية، وما ذكرناه كاف إن شاء الله.
– “المثنى” في اللغة العربية باب قلق لا ينضبط… وكثيرا ما يعبر العرب بصيغة الجمع عنه، فيكون الجمع بديلا عن المثنى كما في كثير من اللغات الحالية.
وفي القرآن المبين أمثلة كثيرة منها:
– {إِن تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا} (4) سورة التحريم. صدر الآية مثنى وليس كذلك عجزها.
– {هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ } (19) سورة الحـج. رجع ضمير الجمع على مثنى.
– {وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُواْ أَيْدِيَهُمَا } (38) سورة المائدة. حصلت المطابقة في المضاف إليه وما هي بحاصلة في المضاف.
– {وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا } (9) سورة الحجرات. حصلت المطابقة في “بينهما” لكن بعد أن قال “اقتتلوا”.
{ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ} (11) سورة فصلت. فالحال صيغة جمع وصاحبها مثنى…..
خلاصة القاعدة أنك إذا عبرت عن المثنى بصيغة الجمع فتعبيرك صحيح.
5- الضمائر باعتبار محلها من الإعراب:
جاءت الضمائر في السورة متنوعة بحسب المحل الإعرابي:
– ضمير في محل رفع: (أعطيناك) الضمير الأول فيها فاعل مرفوع.
– ضمير في محل نصب: (أعطيناك) الضمير الثاني فيها مفعول به منصوب.
– ضمير في محل جر: (ربك) الكاف فيها مضاف إليه مجرور.
ومن لطائف السورة في هذا السياق أن الكلمات الدالة على الرب عز وجل ثلاث هي:
– اسم إن.
– فاعل أعطى.
– الرب.
وجاءت على التوالي:
– منصوب
– مرفوع
– مجرور.
وعلى نفس الترتيب الإعرابي جاءت الكلمات التي تدل على الرسول صلى الله عليه وسلم.
– “كاف” أعطيناك منصوبة
– “صل”الضمير المستتر مرفوع.
– “كاف” ربك مجرور.
الأفعال في السورة:
لم يأت في السورة من الأفعال إلا ثلاثة: “أعطى”-“صلى”-“نحر”.
لكنها على قلتها مثلت من المقولات الصرفية والتركيبية عددا كبيرا:
1- الفعل الصحيح: نحر
2- الفعل المعتل: أعطى.
3- الفعل المضعف: صلى.
4- الفعل المجرد: نحر.
5- الفعل المزيد: أعطى.
6- الفعل اللازم: صلى.
7- الفعل المتعدي إلى مفعول واحد: نحر.
8- الفعل المتعدي إلى أكثر من مفعول: أعطى.
خواص سورة الكوثر
هناك اكثر من سر لسورة الكوثر الشريفة ولكننا هنا نعرض خاصية واحدة من خاصيات هذه السورة الكريمة اوردنا الله تعالى على حوض نبيه يوم القيامة
وها نحن نلتقي مجددا أيها الإخوة الزائرين والاعضاء في خاصية جديدة من خواص سور القران العلاجية؟؟؟؟
وسنتحدث اليوم عن خاصيتين فقط من خواص سورة الكوثر على الرغم من احتوائها على خواص كثيرة وعجائب عديدة في مجال علاج الأمراض
المستعصية و الصعبة
الخاصية الأولى من خواص هذه السورة الشريفة هي خاصية العلاج من القلق والوهم النفسي بالاشتراك مع سورة يس الشريفة ؟؟؟ فاذا كان هناك
إنسان سواء كان رجلا أو امرأة مصابا بالقلق والوسواس والوهم النفسي فان علاجه هو قراءة سورة يس الشريفة لمرة واحدة على رأسه بدءا من
[ أعوذ بالله من الشيطان الرجيم] وانتهاء إلى [ صدق الله العظيم ] ويجب أن تكون القراءة بهمة عالية ويقين كامل بالشفاء ثم تكتب سورة الكوثر
بأحرف مفرقة في قرطاس ابيض غير مخطط أيضا بدءا من أعوذ بالله من الشيطان الرجيم وانتهاء بصدق الله العظيم ويجب أن تكون الكتابة بين
صلاة الظهر وصلاة العصر في القسم الأقرب لصلاة الظهر وفي احد الأيام التالية فقط لا غير أما في يوم الاثنين أو الخميس أو الجمعة وبعد
الانتهاء من الكتابة يجب ان توضع هذه الورقة في الماء لمدة نصف ساعة تقريبا حتى تحل الكتابة نهائيا فيشرب قليلاا من الماء الحال في الماء
وباقي الماء يستحم به ويجب الا يسير الماء الى البالوعة وامنا يجب رشه في مكان طاهر.
ويجب ان يكون الاستحمام في نفس الأيام التي تكون فيها الكتابة وفي نفس الأوقات
فضل سورة التكاثر
وردَ في فضل سورة التكاثر أنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- كان يوتر بها، كما ورد في الحديث الذي رواه علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- قال: “كان رسُولُ الله يوتِرُ بثلاثٍ، يقرُأ في الأولى “أَلهاكُمُ التَّكاثُرُ” و “إنَّا أَنزَلنَاهُ” و “إِذا زلزِلَتِ”، ويقرأُ في الثَّانية “العَصْرِ” و “إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ” و “إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ”، وفي الثَّالثةِ “قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ” و “تَبَّتْ” و “قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ” [٧]، ووردَت بعضُ الأحاديث الموضوعة التي لا أصل في فضل سورة التكاثر. وفضل سورة التكاثرِ كفضلِ بقيَّة سورِ القرآن الكريم، في قراءتِها كما في قراءةِ القرآن الكريم كلِّه للمسلمِ في قراءتِه أجرٌ كبير وفضل عظيم لا يعلمه إلا الله تعالى، كما ورد في الحديث الشريفِ الذي رواهُ عبد الله بن مسعود أنَّ رسولَ الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- قالَ: “من قرَأ حَرفًا من كِتابِ اللهِ فلَه به حسَنةٌ، والحَسنةُ بعشْرِ أمثالِها، لا أقولُ “ألم” حرفٌ، ولكن ألفٌ حرفٌ، ولامٌ حرفٌ، وميمٌ حرفٌ “[٨]، وفضلُها أيضًا في الأخذِ بما جاءت به تعاليمَ إلهيَّة، كالحثِّ على تقوى الله وشكرِ نعمِه، والابتعاد عن حبِّ الدنيا ومغرياتها وأخذ العبرةِ والعظةِ من آياتِها الكَريمة.
مضامين سورة التكاثر
بدأتْ سورةُ التكاثرِ بالحديث بأسلوبٍ قاسٍ من الله تعالى يخبرُ به عبادَه أنَّهم انشغلوا بحبِّ الدنيا وكثرة المغريات فيها، حتَّى جاءهمُ الموت بغتةً وهم في غفلتِهم لاهونَ، قال تعالى: “ألهاكُمُ التَّكاثرُ * حتَّى زرتمُ المقابرَ” [٢]، وفي الحديث عن عبد الله بن الشخير قال: “أتيْتُ النبيَّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- وهو يقرأُ “أَلهاكُمُ التَّكاثرُ” [٣]، قال: “يقولُ ابنُ آدمَ: مالِي مالِي، وهلْ لكَ مِنْ مالِكَ إلَّا مَا أكلْتَ فأفنَيتَ، أو لبسْتَ فأبلَيتَ، أو تصدَّقتَ فأمضَيتَ” [٤]. ثمَّ أعلنَت الآيات عن وعيدٍ من الله تعالى للناس أجمعينَ بأنَّهم سيعلمون الحقيقةَ علمًا يقينيًّا برؤيةِ نار جهنَّمَ يومَ لا ينفعُ مالٌ ولا بنونَ إلا من أتى الله بقلبٍ سليمٍ، وفي تلك الساعةِ سيسألُ الإنسانُ عن النعيم الذي أنعمَه الله تعالى عليه وكيفَ قابلَ هذه النِّعم وأينَ أنفقَها، قال تعالى: “كلَّا لوْ تعلَمُونَ علْمَ اليَقِينِ * لتَرَوُنَّ الجحِيمَ * ثمَّ لَتروُنَّهَا عَينَ اليقِينِ * ثمَّ لَتُسألُنَّ يومَئِذٍ عنِ النعِيمِ”