كم بلغ راس مال ابو بكر الصديق ؟ من التساؤلات التي يرغب الكثير من المسلمين في معرفتها؛ وذلك حتى يتبيّنوا كمّ التضحية التي ضحّى بها الصحابيّ الجليل أبو بكر من أجل إعلاء كلمة الله عاليةّ خفّاقةً، وهي التي بدورها جعلت له المكانة الأسمى بين صحابة رسول الله، ويكفيه أنه من وقع عليه اختيار المصطفى؛ لمُصاحبته للهجرة، وفيما يلي سنتعرّف على من هو أبوبكر، وكم بلغت ثروته.
التعريف بأبي بكر الصديق
هو عبدالله بن عُثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب، كان أبو بكر يُسّمى بعبد الكعبة في جاهليته، ولكن الرسول- صلى الله عليه وسلم- سمّاه عبدالله بعد أن دخل الإسلام، ويشترك نسب أبي بكر مع نسب النبي في الجد السادس، وهو مرّة بن كعب، كان من سادة قُريش الأشراف ووجهائها، وقد وكّلته بالديات، والتي كانت تُدفع لأهل المقتول من القاتل؛ فداءً لقتله، وكان يُلقبونه في الجاهليّة بالصّديق؛ أصدقه وأمانته في اقواله، وأفعاله، وكل معاملاته، ومع دخوله في الإسلام نادله الرّسول به، فلقد كان أول من أسلم من الرّجل، وأول من صدّق النبي، وكان ذلك في حادثة الإسراء والمِعراج[1]، وكذلك لُقّب بالعتيق؛ لأن مُحيّاه كان جميلًا؛ لأن العرب تقول: عتيق الوجه، أي كريمه، وإليك نبذة عن نشأته، وحياته، وزوجاته:
نشأته
نشأ أبو بكر الصديق في جوٍّ مليئٍ بالأفكار والمعتقدات الفاسدة التي لا يرتضيها عقل سليم، ولا تقبل بها نفس بشرية سويّة، وكان ذلك بعد عام الفيل بسنتين ونصف تقريبًا، وتحديدًا في السنة الثالثة من ولادة خير الخلق في أنّ القرى مكّة المكرّمة، وكان أبوه من أشراف قُريش، وله مكانة بينهم، وكان متواضعًا عزيزًا، وقد اكتسب الكثير من الصّفات من والده، وكانت تأبى نفس أبي بكر إلى فعل ما يفعله قومه، فيُذكر أنه لم يسجد لصنمٍ من الأصنامِ، ولم يشرب الخمر؛ لأنه يرى كمّ الإيذاء الذي سيلحق بالمرء إن شرب هذا الشيء الذي يُذهب العقل، وكل هذا كان قبل الإسلام، أي أن فطرته الإنسانيّة جُبلت على فعل الخيرات، وترك المنكرات، وتحرّي ما ترضاه نفسه الابيّة وما تأنف منه.[2]
إسلامه
نشأ أبو بكر الصدّيق في البيئة التي نشأ فيها النبي– صلى الله عليه وسلم-، ولقد كان مشهودًا للنبي منذ طفولته بالصدق والأمانة، فكان الناس يأتمونه على أموالهم، يؤديها لهم متى ما طلبوها، ولقد كان أبو بكر مشهودًا له بالصّدق أيضًا، ونفسه الأبية في طفولته وشبابه؛ جعلته يُميّز الخبيث من الطيب، فيلقى الطيب رواجًا عنده؛ فيتبعه، وأما الخبيث؛ فتأنف منه نفسه؛ فيُصرف عنه، ولقد كانت دعوة النبي له للتوحيد، وعبادة الله وحده لا شريك له، مما لقى قبولًا عنده؛ فكان أول من أسلم من الرّجال.[3]
زوجاته وأولاده
لقد كان عدد زيجات أبي بكر الصديق- رضي الله عنه- قبل دخوله في الإسلام، وبعد أن رزقه الله الدّخول فيه، أربع زيجات، وقد أسفرت عن إنجابه ستة أولاد، وهم كالآتي؛ تزوّج من قتيلة بنت عبد العزى قبل الإسلام، ولم تبق معه عند دخوله الإسلام؛ لأنه طلّقها قبل الإسلام، وأنجب منها ولد وبنت، فأما الولد فكان عبد الله بن أبي بكر، والبنت أسماء بنت أبي بكر- رضي الله عنهما، وتزوّج بأم رومان بنت عامر بن عويمر، وقد أسلمت تلك المرأة في عهد النبي، وأنجبت له عائشة وعبدالرحمن- رضي الله عنهم أجمعين-، وتزوّج بزوجة جعفر بن أبي طالب بعد أن مات زوجها الشّهيد الطيّار، وهي أسماء بنت عميس، وكانت من الصحابيات المهاجرات، وأنجبت له محمدًا- رضي الله عنه-، وتزوج بحبيبة بنت خارجة بنت زيد الخزرجية، وأنجبت أم كلثوم، وكان ذلك بعد أن فارق الحياة.[4]
كم بلغ راس مال ابو بكر الصديق
كان أبو بكر الصدّيق- رضي الله عنه- تاجرًا قبل الإسلام، ولقد اكتسب من التّجارة الكثير والكثير من الأموال؛ حتى إنه قيل: إن ثروته قد بلغت أربعين ألف درهمًا، وبعد دخوله في الإسلام بذل الكثير من أمواله في مناصرة الدّين الإسلاميّ، ومناصرة النبي- صلى الله عليه وسلّم-، ويُروى في بذله من أمواله؛ لأجل إعلاء راية الإسلام، أنه في غزوة العُسرة؛ تبرّع بماله كلّه للجيش؛ لأن تلك الغزوة كانت في وقت حرٍّ شديدٍ وضيقٍ شديد، وأفراد النبي أن يُجهّز جيشًا فتيًّا من المسلمين؛ حتى يُجابه جيش الكُفّار؛ ففعل أبو بكر ذلك؛ لنصرة الإسلام، وحينما قال له النبي: ماذا تركت لأولادك يا أبا بكر، قال: تركت لهم الله ورسوله؛ فهؤلاء هم الذي يُطلق عليهم من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه.
فضائل أبي بكر الصديق
لأبي بكر الصدّيق الكثير من الفضائل، والتي لو سُطّر فيها الكُتب والمجلّدات لم توافه حقّه، ومن تلك الفضائل: إن النبي لم يُقدّم أحدًا من الصّحابة إلى الصّلاة إلا أبو بكر، وهو الذي أجمع النّاس على خلافته بعد موت النبي، والأمة لا تُجمع على ضلالة، وأول من لُقّب بخليفة المُسلمين، وكان أوّل من آمن من الرجال بالدّعوة الإسلاميّة، ولقد نال شرف صحبة المُصطفى في الهجرة إلى المدينة المنورة، ومواقفه في الإسلام لا تُعدّ ولا تُحصى، وترجع أول محاولة لجمع القرآن الكريم إلى عصره أو فترة خلافته، والكثير من الفضائل الأخرى.[5]
ومن خلال هذا المقال يمكننا التعرف على كم بلغ راس مال ابو بكر الصديق ، ومن هو أبو بكر الصديق، وبم لُقّب، ولماذا لقب بهذا اللقب، وكم عدد زوجاته، وكم عدد أولاده، والحديث على نشأته، وأهم الفضائل التي حظي بها أبو بكر، وكم بلغ رأس مال أبي بكر، ومواقفه في الإسلام، وبذله الغالي والنفيس من أجل إعلاء راية الإسلام وكلمة الدين.