إختيار الزوجة في الإسلام
على الرجل ان يحسن اختيار زوجته؛ لتكون زوجةً صالحةً تعينه على كلّ خيرٍ، وتخفف عنه أعباء الحياة، وتؤنسه سائر عمره، ولا بدّ للزوج من مراعاة بعض الأسس الاسلامية في اختيار زوجته، وفيما يأتي بيان جانبٍ من ذلك:
- أن تكون المرأة صاحبة دينٍ، وذلك أول أساسٍ وضعه الإسلام لاختيار الزوجة؛ وذلك لأنّ المرأة الملتزمة بدينها تكون بعيدةً كلّ البعد عن مظاهر الفحش والمحرمات ونحوها، أمّا إن كانت المرأة غير متدينةٍ وبعيدةٍ عن الله تعالى، فإنّ حبائل الشيطان سرعان ما تُوقع بها، فقد تنجرّ المرأة بذلك إلى السوء بأسهل الطرق، وقد لا تحفظ عفّتها، ولا تصون عرضها، وقد أوصى النبي -صلّى الله عليه وسلّم- باختيار صاحبة الدين للزواج، حيث قال: (تُنكَحُ المرأةُ لأربَعٍ: لمالِها ولحَسَبِها وجَمالِها ولدينها، فاظفَرْ بذاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَداكَ).
- أن تكون المرأة على قدرٍ من الأخلاق الكريمة، وذلك الأساس مرتبطٌ بشكلٍ وثيقٍ بالأساس السابق، فصاحبة الدين لا بدّ أن تكون على قدرٍ عالٍ من الأخلاق الكريمة، فإنّ دينها يمنعها من الفحش والتفحش، وسوء الكلام، وبذاءة اللسان، ونحو ذلك مما ينهى عنه الخُلق الكريم.
- أن تكون المرأة بكراً؛ وذلك لأنّ طبع الإنسان يحب الجديد، ويرغب في أن يمتلك امرأةً وزوجةً لم يمسّها أحدٌ من قبله، ولذلك قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، لجابر بن عبد الله -رضي الله عنه- حين علم أنه تزوج ثيّباً: (هلا تزوجت بكرًا تلاعبُها وتلاعبُك)،[٦] والزوجة البكر تعطي حبها كلّه للزوج الذي اختارها من بين غيرها من النساء، كما أنّها لم تجرب قبله رجلاً أبداً، فلا بدّ أنّ تمنحه كلّ ما لديها من عاطفةٍ وإحسانٍ.
- أن تكون المرأة ولوداً، فقد كان النبي -صلّى الله عليه وسلّم- يحثّ على تزوّج المرأة الولود؛ ليحصل التكاثر، ويباهي بأمته يوم القيامة، حيث قال: ( تزوَّجوا الولودَ الودودَ؛ فإني مكاثرٌ بكمُ الأممَ يومَ القيامةِ)،[٧] وتُعرف المرأة الولود بأمرين، الأول منهما؛ سلامة جسدها، وصحتها من الأمراض التي تمنع الحمل، ويكون التأكد من ذلك بسؤال المتخصصين في ذلك المجال، والأمر الثاني النظر في عائلتها من قريباتٍ، وكذلك أخواتها المتزوجات، فإن كنّ ولوداتٍ، فهي بالغالب ولودةً بإذن الله.
- أن تكون قريبةً من الرجل في سنّها وثقافتها، ويطلق على ذلك المعنى في الفقه الإسلامي (التكافؤ بين الزوجين)، وذلك مهمٌ في حفظ مستوى الحياة الزوجية، وتحقيق الانسجام والتفاهم بين الزوج وزوجته.
اختيار الزوجة حديث
يقول النبي صلى الله عليه وسلم 🙁 تنكح المرأة لأربع : لمالها، ولحسبها ، ولجمالها ، ولدينها . فاظفر بذات الدين تَرِبَت يداك)[رواه البخاري برقم: 4802، ومسلم برقم:1466]يبيّن صلى الله عليه وسلم في الحديث الأهداف الرئيسية التي يقصد من ورائها الزواج عند عامة الناس ، فمن كان عنده نزعة لحب المال كانت نظرته مادية ، فيبحث عن صاحبة المال ؛ ليصبح من أصحاب رؤوس الأموال .
ومن كان من اتباع أبي جهل بحث عن الحسب ؛ وقلد الجاهليين الذين يقسمون المجتمع إلى طبقات ويبحثون عن الحسب والنسب ولا يلتفتون إلى الدين ؛ لأنهم لا يؤمنون بقول الله تعالى : )يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) [الحجرات : 13 ] .
ومن كان من أصحاب الشهوة الهابطة بحث عن الجمال فقط .
ومن كان من المؤمنين الأتقياء بحث عن الدين ، فإذا أراد أن يتزوج سأل عن صلاة الفتاة وصيامها ولباسها وخشوعها وبكائها وقيامها الليل وحفظها للقرآن ….. . ولقد فضل النبي صلى الله عليه وسلم صاحبة الدين على غيرها عندما قال :(فاظفر بذات الدين تَرِبَت يداك) أي : إذا لم تأخذ ذات الدين لم تجد في يديك سوى التراب بعد العمل الطويل والسعي الكادح ، أو التصقت يداك بالتراب من ثقل الخير الذي حزته بزواجك صاحبة الدين .
وقد قال صلى الله عليه وسلم : (الدنيا متاع وخير متاعها المرأة الصالحة) [رواه مسلم برقم : 1467 وغيره ].
ومن أسباب التزام الفتاة وتدينها : التزام ُ أهلِها ، فإذا كانت من بيئة كريمة وأسرة صالحة معروفة بالتدين والالتزام والبعد عن الانحرافات السلوكية والنفسية فغالبا ما تكون الفتاة صالحة ؛ لأن الأصل يتفرع عنه الفرع ، وبما أنها تربت في أحضان هذه الأسرة فهي فرع منها والفرع يحن إلى الأصل دوماً :
على ما كان عوده أبوه = وينشأ ناشئ الفتيان فينا
كيف تعرف الزوجة الصالحة قبل الزواج
هناك العديد من العلامات التي تبين ان المراة صالحة بدءا من اهلها واصلها هل هم اسرة طيبة وشريفة ام العكس . فيمكن معرفة هل الزوجة الصالحةفي فترة الخطوبة وذلك كما جاء في التشريعات الدينية بمجموعة صفات، اهمها : الدين والخلق، والالتزام بما أمر الله عزوجل من العبادات والأخلاق، والامتثال لأمر الله عزوجل، وتجنّب ما نهى عنه، والوقوف عند حدود الله، وتقديم لزوجها الحقوق التي أمر الله بها للزوج، أي إنَّها تبره، وتحفظ ماله، وبيته خاصةً عند غيابه، وتُربي الأطفال تربية صالحة، وبحسب ما جاء في السنة النبوية والقرآن الكريم.
كيف تختار الزوجة الصالحة
من الأمور التي يجب فعلها لاختيار الزوجة الصالحة :
- الطلب من الله أن يرزقه الزوجة الصالحة بالإلحاح بالدعاء، ثم ترك الأمر بين يديه سبحانه، والتوكل عليه حق توكله.
- أن تكون النية من وراء الزواج العفة. استشارة أهل الثقة من الدين والرأي، من لهم معرفة بذوات الدين والخلق الحسن.
- صلاة الاستخارة.
- الإكثار من الاستغفار والذكر.
- البعد عن اختيار الزوجة عن طريق المجلات أو النت، أو تكوين علاقات قبل الزواج.
- عدم الاهتمام فقط بجمال وأسرة ومكانة المرأة التي تبحث عنها للزواج، بل يجب التأكد من أنها تملك مقومات الزوجة الصالحة؛ لقيام زواج ناجح، وذلك بمعرفة تاريخها واهتماماتها الشخصية، والمواقف التي أثرت عليها في حياتها، وما تحب وتكره، وطريقة تفكيرها، والأشخاص الذين تأخذهم قدوة لها في حياتها.
- الحرص على التجانس بين الجميع، وذلك بوجود التقارب والتكافؤ في النمط السلوكي والفكري والحياتي، بين عائلة الزوج، وعائلة من يرغب في الزواج منها.
- تذكر أحد أحاديث الرسول -صلى الله عليه وسلم-، الذي يؤكد فيه أن الزوجة الصالحة خير متاع للرجل المسلم. الحرص على أن تكون ذات خلق ودين.
- عدم اختيار المرأة سليطة اللسان سيئة الخلق كزوجة.
- اختيار الزوجة التي نشأت في أسرة ملتزمة وحسنة الخلق والسيرة وأصالة الشرف.
- أن تتصف هذه المرأة بعدة صفات؛ مثل الحنان، والعطف، ورحمة الآخرين، والطبع الهادىء.
- أن تكون زوجة المستقبل خالية من الأمراض المعدية والوراثية، من أجل إنجاب أطفال أصحاء.
- اختيار الزوجة الطاهرة العفيفة، التي تحافظ على عفة وأسرار زوجها مهما غاب عنها، وأن تكون عاقلة وحكيمة.
- الزوجة التي تحافظ على الصلوات في وقتها، وقراءة القرآن وتحفظه وتدبره.