كيف تستيقظ لصلاة الفجر بدون منبه
الكثير منا يتمنى الاستيقاظ لكى يصلى صلاة الفجر في وقتها ليكسب الأجر العظيم ونيل رضا الرحمن لما لها من فوائد جمة حينما نصليها على وقتها قبل طلوع الشمس، ففى هذا الموضوع نضع بعض الخطوات العملية للاستيقاظ لصلاة الفجر بدون منبه.
وأول الطرق للاستيقاظ للصلاة بدون منبه هى النية فـ ينبغي أن تحضر النية يوميًا قبل النوم للاستيقاظ لصلاة الفجر وتسأل الله أن يعينك على القيام من النوم مهما كنت مجهدًا، وايضًا عليك بتناول كميات من المياه وهي خطوة عملية ستجعلك تستيقظ لكي تذهب إلى دورة المياه، وهي طريقة مجرّبة لدى كثير من الأشخاص لدرجة أنّهم أصبحوا يتقنون كميات المياه الواجب شربها ليستيقظوا على الموعد، عدم الإكثار من المأكولات على وجبة العشاء فليكن العشاء خفيفًا.
والخطوة الأخيرة و المهمة وهى قراءة آخر 4 آيات من سورة الكهف قبل النوم.
” إِنَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ كَانَتۡ لَهُمۡ جَنَّٰتُ ٱلۡفِرۡدَوۡسِ نُزُلًا (107)
خَٰلِدِينَ فِيهَا لَا يَبۡغُونَ عَنۡهَا حِوَلٗا (108)
قُل لَّوۡ كَانَ ٱلۡبَحۡرُ مِدَادٗا لِّكَلِمَٰتِ رَبِّي لَنَفِدَ ٱلۡبَحۡرُ قَبۡلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَٰتُ رَبِّي وَلَوۡ جِئۡنَا بِمِثۡلِهِۦ مَدَدٗا (109)
قُلۡ إِنَّمَآ أَنَا۠ بَشَرٞ مِّثۡلُكُمۡ يُوحَىٰٓ إِلَيَّ أَنَّمَآ إِلَٰهُكُمۡ إِلَٰهٞ وَٰحِدٞۖ فَمَن كَانَ يَرۡجُواْ لِقَآءَ رَبِّهِۦ فَلۡيَعۡمَلۡ عَمَلٗا صَٰلِحٗا
وَلَا يُشۡرِكۡ بِعِبَادَةِ رَبِّهِۦٓ أَحَدَۢا (110)”
دعاء استيقظ لصلاة الفجر
دعــــاء للاستيقاظ على قيام الليل وصلاة الفجر
وهو دعاء عظيم مأثور عن النبي r وهو مفيد لكل من لا يستطيع الاستيقاظ على صلاة الفجر وصلاة التهجد. رواه الغزالي في الإحياء وأخرجه الحافظ العراقي عن الديلمي في مسند الفردوس عن ابن عباس رضي الله عنهما :اَللَّهُمَّ لَا تُؤْمِنِي مكرك وَلَا تُوَلِّنِي غَيْرَكَ وَلَا تَرْفَعَ عَنِّي سِتْرَكَ وَلَا تُنسِني ذِكْرَكَ وَلَا تَجْعَلْنِي مِنَ الغَافِلِينَ.يقرأ (3) مرات قبل النوم بشرط الطهارة ،ثم يقول في المرة الرابعة أيها الملك الموكل أيقظني في ساعة/كذا/بإذن الله فيستيقظ بإذن الله تعالى. وهذا الدعاء مجرب ومنقول عن الصالحين من هذه الأمة وكل من قرأه قبل النوم وهو على طهارة استيقظ على قيام الليل والفجر بإذن الله تعالى.
ويؤثر عن العارفين أنه من أراد أن يستيقظ على صلاة الفجر أو قيام الليل فليقرأ قبل النوم آواخر سورة الكهف وهي: إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا﴿107﴾خَالِدِينَ فِيهَا لَا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلًا﴿108﴾ قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا﴿109﴾قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا﴿110﴾، فإنه يستيقظ بإذن الله تعالى والله أعلم. وروى أبو طالب المكي في قوت القلوب (ج1ص64): كان عليه السلام يقول: ما أرى أن رجلاً مستكمل عقله ينام قبل أن يقرأ الآيتين من سورة البقرة آمن الرسول، وليقل: اَللَّهُمَّ أَيْقِظْنِي فِي أَحَبِّ السَّاعَاتِ إِلَيْكَ وَاِسْتَعْمِلْنِي بِأَحَبِّ الأَعْمَالِ لَدَيْكَ الَّتِي تُقَرِّبْنِي إِلَيْكَ زَلِّفِي وَتُبْعِدُنِي مِنْ سَخَطِكَ بُعْدًا اِسْأَلْكَ فَتُعْطِينِي وَاسْتَغْفِرُكَ فَتَغْفِرُ لِي وَأدْعُوْكَ فَتَسْتَجِيبَ لِي، اَللَّهُمَّ لَا تُؤْمِنِي مكرك وَلَا تُوَلِّنِي غَيْرَكَ وَلَا تَرْفَعَ عَنِّي سِتْرَكَ وَلَا تُنسِني ذِكْرَكَ وَلَا تَجْعَلْنِي مِنَ الغَافِلِينَ ، يقال: من قال هذه الكلمات عند نومه أهبط اللّه سبحانه وتعالى ثلاثة أملاك يوقظونه للصلاة فإن صلّى ودعا أمَّنوا على دعائه وإن لم يقم تعبدت الأملاك في الهواء وكتب له ثواب عبادتهم.
آية الاستيقاظ لصلاة الفجر
كيف اقوم لصلاة الفجر
الأسباب المُعينة على القيام لصلاة الفجر
ذكر العلماء أسباباً عديدةً لكي يتمكّن العبد من الاستيقاظ لأداء صلاة الفجر؛ منها:
- الإخلاص لله تعالى؛ فكلّما قوي إخلاص العبد لله تعالى، وفّقه الله لأداء الطاعات، والقُربات، والأعمال الصالحة التي تقرّبه من ربّه.
- النوم على الجانب الأيمن؛ اقتداءً بسنة النبي صلّى الله عليه وسلّم؛ فقد كان يحثّ أصحابه على الاضطجاع على الشقّ الأيمن، فقال: (إذا أوى أحدكم إلى فراشه فلينفضه بداخلة إزاره، فإنّه لا يدري ما خلّفه عليه، ثمّ ليضطجع على شقّه الأيمن، ثمّ ليقل: باسمك ربي، وضعت جنبي، وبك أرفعه، إن أمسكت نفسي فارحمها، وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين).
- النوم على طهارة؛ اقتداء بسنة النبي صلّى الله عليه وسلّم. التبكير بالنوم؛ فمن السنة أن يُبكّر العبد في نومه، وأن ينام بعد العشاء.
- اختيار الفراش المناسب، وعدم المبالغة بحشوه وتنعيمه؛ لأنّ ذلك من أسباب كثرة النوم، والكسل، والغفلة.
- المحافظة على الأذكار قبل النوم، وممّا جاء في ذلك ما روته أمّ المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها، عن النبي صلّى الله عليه وسلّم: (أنّ النبي -صلّى الله عليه وسلّم- كان إذا أوى إلى فراشه كلّ ليلة جمع كفيه، ثمّ نفث فيهما يقرأ: قل هو الله أحد، وقل أعوذ برب الفلق، و قل أعوذ برب الناس، ثمّ يمسح بهما ما استطاع من جسده، يبدأ بهما على رأسه، ووجهه، وما أقبل من جسده، يفعل ذلك ثلاث مرّات).
- اجتناب الذنوب والمعاصي.
- الأخذ بالأسباب؛ كضبط المنبه، وتوكيل من يوقظ العبد لأداء الصلاة.
إذا لم تستيقظ لصلاة الفجر
اذا لم تستيقظ لصلاة الفجر فراجع نفسك واصلحها بسرعة ، فالله لا يوقظ لصلاة الفجر الا أهله وخاصته لثقلها على المنافقين اللهم اجعلنا من اهل الفجر وخاصته
أسباب عدم الاستيقاظ لصلاة الفجر
هناك العديد من الأمور التي تُثقل العبد عن الاستيقاظ لصلاة الفجر، من تلك الأمور ما يأتي:
- كثرة الذنوب والمعاصي، والتهاون فيها، فإنّ المرء قد يعاقَب على ذنوبه التي ارتكبها بأن يُحرَم من الطاعات، وهذا أشدّ أنواع العقوبات التي تطال أهل المعاصي، حين يُحرَمون من أداء الطاعات كما أمرهم ربهم بها.
- الغفلة ما في صلاة الفجر من فضلٍ وأجرٍ عظيمين، فإنّ صلاة الفجر صلاةٌ مشهودةٌ، ذُكرت على وجه الخصوص في القرآن الكريم، وهي الصلاة التي تشهدها الملائكة؛ لفضلها، وقد ذُكر أنّ ركعتا السنّة التي تسبقها خيرٌ من الدنيا وما فيها، فلا بدّ أن يكون فرضها له عظيم الأجر، فمن تناسى هذه الأفضال نام عن صلاة الفجر.
- التغافل عن خطر ترك صلاة الفجر، فإنّ لترك صلاة الفريضة ظلمةٌ في القلب، وسوءٌ في الخُلق، وضيقٌ في الصدر، وهذه الأمور يستشعرها من يحافظ على صلاة الفجر أحياناً، ويضيّعها حيناً آخر.
- الإكثار من فضول الطعام والمجالس، فإنّ من ملأ بطنه طعاماً قبل النوم يستثقل القيام لصلاة الفجر، وكذلك طول السهر ومجالسة الناس وكثرة الحديث بعد العشاء، تذهب بالوقت وتُقعِد الهمة عن حضور صلاة الفجر.
- عدم الصدق في تبييت نيّة القيام لصلاة الفجر، فإنّ من عزم وعقد النيّة على القيام لصلاة الفجر قام وأدّاها، لكنّ غير الآبه لقيامها، سيكون من الصعب عليه حضورها.
فضل صلاة الفجر
للصّلاة عموماً فضلٌ وأجٌر كبيرٌ وعظيم، فهي تَنهى العبد والإنسان المسلم عن الفحشاء والمنكر والآثام الكبيرة؛ لقوله تعالى: (إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ)، ويجب على كل إنسان مسلم أن يُحافظ على جميع الصّلوات المكتوبة التي أمر بها الله سبحانه وتعالى -وخاصةً صلاة الفجر-؛ وذلك امتثالاً لقوله تعالى:(حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ)، والصلاة الوسطى كما قال العلماء هي صلاة الفجر، فالصلاة هي الصّلة الوثيقة بين العبد المسلم وربّه، فالمسلم في الصلاة يدعو ربّه تعالى بما شاء من كل أنواع الدّعاء، يدعوه ويرجوه، ويطلب عفوه، ويستغفره ويتقرّب إليه، وبالصلاة يستعين المسلم على كل ما يُكدّر صفوه وحياته وباله من المُشغلات والهموم، قال الله عزّ وجَل: (واستَعينُوا بالصَبْر والصَلاةِ وإنّها لكَبيْرةٌ إلا عَلى الخَاشِعيْن).
ولصلاة الصّبح أو الفجر خصوصاً أجرٌ وفضلٌ ومَناقب عظيمة جليلة، وفيما يلي بيان لفضل وأجر صلاة الفجر، وهي كالآتي:
- هي خير من الدنيا وما فيها إذا التزم المسلم بها؛ وذلك لِعِظَم فضلها وأجرها عند الله سبحانه وتعالى، وَرَدَ عن الرسول -عليه الصّلاة والسّلام- أنه قال: (ركعَتا الفَجْرِ خَيرٌ مِنَ الدُنيا وما فيْها)
- هي النّور التّام للعبد المسلم المؤمن يوم القيامة، وهذا الفضل والأجر لمن يشهد صلاة الفجر مع الجماعة، فقد جاء عن النبي -عليه الصّلاة والسّلام- أنه قال: (بشّرِ المَشائيْنَ فيْ الظُلمِ إلى المَسَاجدِ بالنُور التّامِ يومَ القيْامَة)
- صلاة الفجر تجعل المسلم بحماية الله ورعايته، فقد رُوِيَ عن النبيّ -عليه الصّلاة والسّلام- أنه قال: (مَنْ صَلّى الصُبحَ فَهوَ فيْ ذِمَة الله) هي سبب من أسباب تحصيل الأجر الجزيل العظيم،
- وهي سبب من أسباب النّجاة من النّار، والتزامه فيه البشارة بدخول الجنّة؛ فقد ورد عن النبي -صلّى الله عليه وسلّم- أنه قال:(مَن صلَّى البردَينِ دخَل الجنةَ) متفق عليه، والمقصود بالبردين هنا هما صلاتي الصّبح والعصر وقد ثبت الترغيب في أن يؤدّي المسلم صلاة الصّبح في جماعة.
- هي ضمانُ للمسلم -بالتزامه بصلاة الفجر- بقاءه في صفّ الإيمان والأمن من النفاق، ومن عذاب الله وغضبه وعقابه، رُويَ عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (إنَّ أثقلَ صلاةٍ على المنافقِينَ صلاةُ العشاءِ وصلاةُ الفجرِ . ولو يعلمون ما فيهما لأتَوهُما ولو حَبوًا. ولقد هممتُ أن آمرَ بالصلاةِ فتقامُ . ثم آمرُ رجلًا فيُصلِّي بالناسِ . ثم أنطلقُ معي برجالٍ معهم حِزَمٌ من حطبٍ ، إلى قومٍ لا يشهدون الصلاةَ ، فأُحَرِّقُ عليهم بيوتَهم بالنارِ)
- هي تَعدُل عند الله تعالى قيام الليل، فقد ورد عن رسول الله -عليه الصلاة والسلام- أنّه قال:(من صلى العشاءَ في جماعةٍ فكأنما قام نصفَ الليلِ .ومن صلى الصبحَ في جماعةٍ فكأنما صلى الليلَ كلَّهُ)
- وَعْدُ الله لمن يصلّي الفجر بأن يرى ربّه سبحانه وتعالى؛ فقد جاء في الصّحيحين من حديث جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه، قال: (كُنَّا جلوسًا عند رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ . إذ نظر إلى القمرِ ليلةَ البدرِ فقال أما إنكمستَرَونَ ربَّكم كما ترون هذا القمرَ . لا تُضامُون في رُؤيتهِ . فإنِ استطعتُم أن لا تُغلَبوا على صلاةٍ قبلَ طلوعِ الشمسِ وقبلَ غروبِها يعني العصرَ والفجرَ . ثم قرأ جريرٌ : { وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا }) فالمؤمن المُحافظ على صلاة الفجر سيحظى بنعمة النظر إلى وجه ربه سبحانه وتعالى.