اسباب الفقر في الاسلام
تتعدد الأسباب والعوامل التي تؤدّي إلى الفقر، والبعض منها متعلّق بالأمة الإسلامية، وفيما يأتي بيان البعض منها:
- الامتناع عن أداء الزكاة وتضييعها، وبخل الأغنياء في إخراجها وعدم أداء الصدقة المستحبة، فالزكاة تعدّ من أهم الموارد للفقراء والمساكين، فهم أول المصارف الذين تؤدّى لهم الزكاة، وبذلك يتحقّق الغنى لهم وتُسدّ حاجتهم.
- كنز الأموال، فهو محرّمٌ بنصّ القرآن الكريم، حيث قال الله سبحانه: (وَالَّذينَ يَكنِزونَ الذَّهَبَ وَالفِضَّةَ وَلا يُنفِقونَها في سَبيلِ اللَّـهِ فَبَشِّرهُم بِعَذابٍ أَليمٍ)،[٢] على اختلافٍ بين العلماء في بيان المقصود بكنز المال، فذهب البعض إلى أنّه عدم استثمار المال وإن أُخرجت زكاته، وذهب البعض الآخر إلى أنّ كنز المال لا يشمل المال المؤدّية زكاته.
- الربا؛ حيث تترتب عليه العديد من الآثار السلبية؛ منها: قعود المرابين عن العمل والكسب الحلال، وفرض الفوائد الربوية المحرّمة على أموالهم، ممّا يؤدي إلى تعطّل الإنتاج والاقتصاد.
- التبذير والإسراف في تحصيل الكماليات من الأمور، وغضّ النظر عمّن يبذل ويجتهد في سبيل تحقيق بعض الضروريات.
- الاحتكار؛ حيث إنّه يؤدي إلى رفع سعر السلعة وبالتالي لا يمكن الحصول عليها إلّا باستهلاك الكثير من المدّخرات.
كيفية معالجة مشكلة الفقر
هناك العديد من الطرق والوسائل التي يمكن من خلالها التخلّص من مشكلة الفقر والقضاء عليها، وفيما يأتي بيان البعض من تلك الطرق والوسائل:
- كفالة المسلم لرِحمه وقريبه، ولغيرهما من أفراد المجتمع، فالله -تعالى- ربط الإحسان إلى القريب بحقّه، وتكون كفالة المسلم لغير أرحامه وأقربائه بأداء زكاة المال، والنذور والأطعمة والذبائح، وغير ذلك من الصدقات الاختيارية.
- زيادة الوعي يجب زيادة الوعي حول مشكلة الفقر، ونشر هذا الوعي بين الناس، ويُمكن أن يتمّ ذلك من خلال ممارسة أمور بسيطة مثل مشاهدة وقراءة الأخبار، أو حتّى محاولة التواصل مع المنظّمات غير الربحية المحلية والملاجئ لمعرفة الوضع فيها، والاطلاع الجهود التي تُبذل لمساعدة فقراء العالم، ولإحداث تغيير أكبر يجب توعية الأشخاص من حولنا، ومحاولة التأثير عليهم، وإرشادهم إلى الطرق التي يمكن من خلالها مساعدة الفقراء من حولهم.
- تشكيل خطة العمل بعد معرفة المشكلة وأبعادها، يجب اتخاذ الخطوات المناسبة لحلّها عن طريق تحديد الأهداف المرغوب بتحقيقها والطريقة التي يمكن بها تحقيق هذه الأهداف، ويُفضّل أن تكون نتائج هذه الخطة قادرةً على حل المشكلة على المدى القريب والبعيد، والسماح للأشخاص الآخرين بتقديم المساعدة في محاولة تحقيق هذه الأهداف.
- التبرع يجب البحث عن المؤسسات التي تساهم في القضاء على الفقر ومحاولة التبرع لها، مهما كان حجم هذه التبرعات؛ حيث إنّ الأموال التي تتبرّع بها الحكومة لهذه المؤسسات لا تساوي شيئاً بجانب كمية الفقر الموجودة.
علاج الفقر بالقرآن
طرح القرآن الكريم والسُنّة النبويّةُ العديد من الحلول للفقر في المجتمع المُسلم بشكلٍ خاص، وفي المُجتمعات بشكلٍ عام، وفي الآتي مجموعةٌ من الإجراءات العمليّة التي اعتمَدها الإسلامُ لحَلِّ مُشكلة الفقر والتخلّص منها:
- الحث على العمل أشارَت العديد من النصوص القرآنية والأحاديث النبوية إلى أهميّة العَمل وضرورته للمُسلم، وأنه لا ينبغي عليه أن يَقعُدَ عن السّعي مهما كانت الأسباب، ومن تلك النصوص: العمل في النصوص القرآنية قوله تعالى: (فإذا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ)، فقد أذن الله سبحانه وتعالى في هذه الآية لعباده بالسعي عقب صلاة الجمعة بهدف توفير القوت لهم ولِعيالهم، وتحصيل الربح من خلال البيع والشراء والتجارة عموماً، وغير ذلك من الوَسائل المتاحة لكل مجتمعٍ.
- قوله تعالى: (هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولاً فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ)؛حسب نصِّ الآية ينبغي على المُسلم أن يسعى في طلب الرزق وتحصيله بالعمل وعدم الركون للراحة، وقد مهّد الله – سبحانه وتعالى – الأرض للناس لتلك الغاية؛ لذا يجب عليهم استغلال ذلك في تحقيق الاكتِفاء من خلال العمل والكدّ بما أوتوا من طاقةٍ لأجل ذلك.
- قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحاً فَمُلَاقِيهِ)،[٥] فالإنسان في أصل نشأته جُبل على طلب الرزق والكدِّ لأجل ذلك باتّباع كل الوسائل والطرق، وفي الآية الكريمة يُبيّن الله سبحانه وتعالى أنّ أثر هذا التعب والكد في تأمين المُسلم لقوت عياله سيَنعكس عليه في الدنيا والآخرة إن أحسن استِغلال ذلك.
- قول الله – سبحانه وتعالى: (رَبُّكُمُ الَّذِي يُزْجي لَكُمُ الْفُلْكَ فِي الْبَحْرِ لِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً)،فقد جعل الله سبحانه وتعالى جميع ما في الحياة الدنيا مُيسّراً للإنسان لتحصيل قوته وتأمينه، حتى إنّ السُّفن في البحر سُخّرت لنقل الناس من مكان إقامتهم إلى عوالم أخرى لم يكونوا بالغيها إلا بكدِّ الأنفس، فجاءت الفلك تيسيراً لتنقّلهم لغايات الوصول إلى أرزاقهم في شتّى أصقاع الأرض بشكلٍ يسير، لذا وجب عليهم استغلالُ جميع الوسائل المتاحة لذلك.
حلول الفقر
اهم خمس حلول للفقر:
1 – عمل حصر لنسبة الفقر ومدى تأثيره على المجتمع على الدول النامية أن تحصل على البيانات الدقيقة حول نسب الفقر لديها، فللأسف جميع الدول الفقيرة لا تملك الإحصائيات الكافية حول أماكن تواجد المواطنين الفقراء، كما أنها لا تستطيع أن تحدد الاحتياجات الأساسية التي يسعى إلى الحصول عليها هؤلاء الأفراد، وبداية حل مشكلة الفقر تكمن في تحديد نسب الفقراء التي تتواجد في أي مجتمع نامي.
2 – وضع الخطط الفعالة للقضاء على الفقر من الحكومات على الحكومات بالدول النامية أن تقوم بوضع الخطط الوطنية لمحاربة الفقر، وهذه الخطط الإستراتيجية تقوم بتحديد الطرق المثلى للتعامل مع الموارد القليلة سواء كانت بالقطاع الخاص أو العام. مما يجعل هناك توفير لحاجات الأفراد الأساسية التي إذا غابت يعاني أفراد المجتمع كله من الفقر، وعلى الحكومات أيضاً التقدم للهيئات والمنظمات المعنية بتقديم المساعدات في حالة وجود نسبة فقر عالية بين أفراد المجتمع.
3 – تكافل المجتمع للقضاء على الفقر على كل أفراد المجتمع التكافل لمواجهة ظاهرة الفقر، وذلك من خلال تقديم التبرعات في المنافذ المختلفة لتلقي الأموال وإعادة توزيعها على الأفراد الذين يحتاجون إليها، وبهذا سوف تختفي آثار الفقر ولن يعاني فرد من الاحتياج إلى الأساسيات في حياته. كما أن هذا سوف يحقق الهدف الكبير وهو أن يحصل كل فقير على كساء وغذاء، ومن هنا نجد أن تكافل المجتمع الواحد يكفي للقضاء على هذه الظاهرة التي يعاني منها المجتمع.
4 – حرص المجتمعات على تطبيق خطة التنمية المستدامة وضعت هيئة الأمم المتحدة سبعة عشر هدفًا لابد من تحقيقهم بحلول عام 2030، ويُعتبر القضاء على الفقر هو أهم هذه الأهداف والتي لابد من السعي لإيجاد حلًا لها، وهذا الحل الذي سوف نقوم بعرضه يخص البلدان المتقدمة وما يجب عليها فعله تجاه البلدان الفقيرة. حيث أنها لابد وأن تساهم في عملية التنمية المستدامة والمقصود بها هو مساعدة الدول النامية على تنوع مصادرها وامدادها بما تحتاج إليه لكي تنهض وتتخلص من ظاهرة الجوع والفقر. وأهداف التنمية المستدامة هو وجود القطر السياسية السليمة، والتي تعمل على المستوى الإقليمي والوطني، وهذا من خلال إستخدام الاستراتيجيات المرتبطة بالتنمية، هذه الاستراتيجية تعمل لكي يتمتع النساء والرجال الفقراء، بكل مظاهر الحياة وكافة الخدمات والحقوق سواء المدنية أو الإنسانية.
5 – الإسلام وضع حل لمشكلة الفقر لم تترك الشريعة الإسلامية مشكلة تواجه المؤمن إلا ووضعت حلًا لها، ومن الحلول التي وضعتها الشريعة الاسلامية العظيمة لمواجهة مشكلة الفقر، هي جعل إخراج الزكاة ركن أساسي من أركان الإسلام.