ماذا يقرأ في صلاة قيام الليل
ماذا يقرأ في صلاة قيام الليل
يقوم المسلم بأداء ركعتين ركعتين، والمقصود أن يسلّم بعد كلّ ركعتين يؤدّيهما، ثمّ يؤدّي الوتر، وذلك اقتداءً بفعل رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- في قيامه، وإن خاف المسلم أن يدرك صلاة الصّبح وهو لم يوتر بعد فيجوز له أن يوتر بركعةٍ واحدةٍ، يتلو فيها بعد سورة الفاتحة سورة الإخلاص، ثمّ يدعو دعاء القنوت.
وصلاة قيام اللّيل تكون في أوّل اللّيل، أو أوسطه، أو آخره، لكن في الآخر أفضل، وهو الثّلث الأخير، وعددها من حيث الأفضل أن تصلّى إحدى عشر ركعة، أو ثلاثة عشر ركعة، ومن السّنة أن يقوم المسلم بترتيل الآيات الكريمة عند القراءة، وقراءة ما تيسرّ له من القرآن الكريم، ومن المستحبّ عند القراءة أن يستعيذ بالله عند قراءة الآيات التي فيها وعيد، وأن يسأل الله الرحمة عند الآيات التي فيها رحمة، وأن يسبّح حينما تمرّ به آية تسبيح، وأن يطمئنّ في صلاته، ويخشع في ركوعه وسجوده.
والوتر إما أن يكون ركعةً واحدةً، أو ثلاثًا، أو خمسًا، أو سبعًا، أو تسعًا، فعدد ركعات الوتر فرديّة، وقد رُوي عن أبي أيّوب الأنصاريّ أنّه قال: « الوترُ حقٌّ، فمن شاءَ أوترَ بخمسٍ، ومن شاءَ أوترَ بثلاثٍ، ومن شاءَ أوترَ بواحدةٍ»، وفيما يأتي تفصيل لما ورد في صلاة الوتر:
1- أن يصلّى الوتر ركعةً واحدةً، كما كان يؤدّيها رسول الله- صلّى الله عليه وسلّم-.
2- أن يصلّى الوتر ثلاث ركعات، فيقوم المسلم بصلاة الثّلاث ركعات متصلات، بحيث يسلّم في نهاية الصلاة، كما كان يفعل السّلف، ويقرأ فيهم: سورة الأعلى، وسورة الكافرون، وسورة الإخلاص، أو يصلّي ركعتي شفع ويسلّم، ثمّ يتبعها
بركعة وترٍ منفصلة عن أوّل ركعتين، فيشاء له ذلك مع ضرورة النّية من بداية الصّلاة.
3- أن يصلّى الوتر خمس أو سبع ركعات، ويكون ذلك بتشهّدٍ واحدٍ كما كان يفعل رسول الله، فقد رُوي عن أمّ سلمة -رضي الله عنها- أنّها قالت: « كان رسولُ اللهِ – صلَّى اللهُ عليه وسلم- يوترُ بسبعٍ أو بخمسٍ، لا يفصلُ بينهنَّ بتسليمٍ ولا كلام».
4- أن يصلّى الوتر تسع ركعات، ويجلس المسلم للتّشهد في الرّكعة الثّامنة، ثمّ يتمّ الرّكعة التّاسعة، بعدها ينهي صلاته بالتّشهد والسّلام.
وبصلاة الوتر تُختم صلاة اللّيل، لكن يجوز للمسلم أن يصلّي بعد ذلك ما يشاء من عدد ركعات القيام، على أن تكون الصّلاة ركعتين ركعتين، ولا يعيد الوتر، فقد رُوي عن قيس بن عليّ أنّه قال: «لاَ وترانِ في ليلةٍ».
كيف تصلي قيام الليل بالتفصيل
كيفية صلاة قيام الليل
- يصلي المسلم صلاة قيام الليل بنفس الطريقة التي يصلى بها صلاة الفجر، حيث يصلي المصلي ركعتين
- ثم يقرأ التشهد و الصلاة الإبراهيميّة ويُسلم عن اليمين واليسار.
- ثم يكمل باقي ركعات صلاة قيام الليل مثنى مثنى، مع التسليم بين كل ركعتين منها.
- وعلى المسلم أن يجتهد في ترتيل القراءة، ويوتر بواحدة وليس هناك شيء محدود،
فيقرأ ما تيسر: من أول القرآن، من أوسط القرآن، من آخره، أو ينظم ختمه؛
يبدأ من أول القرآن إلى أن يختم ثم يعود، وهذا كله طيب، ليس في هذا حد محدود. - لكن السنة أن يرتل كما قال الله جل وعلا: (وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا)، وكان النبي ﷺ يقرأ قراءة واضحة يرتلها حتى يستفيد من يسمعها.
- ويُستحب له السؤال عند آية الرحمة، والتعوذ عند آية الوعيد، والتسبيح عند آية التسبيح في تهجده؛
كما كان النبي ﷺ يفعل. - ومن السنة عدم العجلة في الصلاة، فيطمئن المصلي في ركوعه، سجوده، وقراءته.
- فقد كان النبي ﷺ يصلي بطمأنينة وترتيل للقراءة خشوعًا في الركوع والسجود، هكذا المؤمن لا يعجل، بل يطمئن في ركوعه وسجوده، يطمئن في قراءته ولا يعجل، يخشع فيها، تأسيًا بالنبي عليه الصلاة والسلام.
ماذا يقرأ في صلاة قيام الليل ؟
- لا يوجد سوراً بعينها يجب على المصلي قرائتها في الصلاة بعد الفاتحة، سواء في صلاة الفريضة أم في صلاة التطوع.
- فيجوز للمسلم في قيام الليل القراءة من قصار السور ومن طوالها.
- لكن المعروف من هديهِ صلى الله عليه وسلم ومن هدي صحابته الكرام القراءة بالطوال في قيام الليل،
ولذلك يسن للمصلي أن يقرأ من السور الطوال إن تيسر ذلك وإلا فما تيسر له. - وللمصلي أن يقرأ عدة سور من القصار إن لم يحفظ من السور الطوال حتى يحصل له الأجر الكثير،
فعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: قال رسول الله ﷺ: “من قام بعشر آيات لم يكتب من الغافلين، ومن قام بمائة آية كتب من القانتين ومن قام بألف أية كتب من المقنطرين” . - وأما فيما يخص القراءة من المصحف أثناء الصلاة فلا بأس به، سواء أكان من الإمام أم كان من المنفرد.
عدد ركعات صلاة قيام الليل
- قيام الليل سنة مؤكدة، سواءً في أوله أو في وسطه أو في آخره.
- لكن آخر الليل أفضل، والثلث الأخير أفضل إلا إذا كان يشق عليه ذلك فإنه يوتر في أول الليل يوتر بواحدة، بثلاث، بخمس، بسبع.. بأكثر، يسلم من كل اثنتين، يصلي اثنتين اثنتين.
- والسنة أن يسلم من كل اثنتين لقوله ﷺ: “صلاة الليل مثنى مثنى”، يعني: اثنتين اثنتين.
“فإذا خشي أحدكم الصبح صلى ركعة واحدة توتر له ما قد صلى”. - ويختم المصلي صلاة قيام الليل بركعتين الشفع وركعة الوتر، وكان الرسول ﷺ يصليها إحدى عشر ركعة،
ويسلم بين كل ركعتين ثم يصلي ركعة وتر.
وقت صلاة قيام الليل
- وقت صلاة قيام الليل يكون من صلاة العشاء إلى طلوع الفجر،
- أي أنّها تبدأ بعد أداء صلاة العشاء وسنة العشاء الراتبة إلى أن يطلع الفجر، وهذا الوقت كلّه وقت تهجد ووقت صلاة قيام الليل.
- أفضل أوقات صلاة قيام الليل هو الثلث الأخير من الليل، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنْ رَسُولِ اللهِ ﷺ ، قَالَ:
” يَنْزِلُ اللهُ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا كُلَّ لَيْلَةٍ حِينَ يَمْضِي ثُلُثُ اللَّيْلِ الْأَوَّلُ ، فَيَقُولُ: أَنَا الْمَلِكُ، أَنَا الْمَلِكُ،
مَنْ ذَا الَّذِي يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ؟ مَنْ ذَا الَّذِي يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ؟ مَنْ ذَا الَّذِي يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ؟
فَلَا يَزَالُ كَذَلِكَ حَتَّى يُضِيءَ الْفَجْرُ ”. - وقد روى النَّسائي من حَديث أَبي ذرّ – رضي الله عنه – قوله: «سَألتُ النَّبيَّ – صلَّى الله عليه وسلَّم – أَيُّ اللَّيل خَير؟ قَال: خَير اللَّيلِ جَوفُه».
- وروى ابن المُلقن عن أَبِي مُسلِمٍ أنه قَالَ: «قلتُ لأبي ذَر: أَيُّ قيام اللَّيل أَفضَل؟ قَال: سَألتُ النّبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم كما سَأَلتَنِي، فقَال: جَوْفُ اللَّيلِ الغَابِرُ أَو نِصفُ اللَّيل، وقَليلٌ فاعِلُهُ».
- وإن صُلّيت صلاة الوتر في أول الليل أو في أوسطه فلا بأس في ذلك، وقد فعلها الرسول ﷺ،
إذ أوتر أول الليل، وأوتر في أوسطه، وأوتر في آخر الليل، حتى استقرّ وتره في وقت السحر، - ويجوز أن تُؤدى صلاة قيام الليل جماعة، علمًا إن صلاة الوتر أقلّها ركعة واحدة، ولا يوجد حد لأكثرها.
دعاء صلاة قيام الليل
هناك أدعية مخصوصة تُقال في صلاة قيام الليل، تأسياً بالنبيّ عليه السلام، وهي الآتي:
- دعاء الاستفتاح: كان النبيّ -صلى الله عليه وسلم- عندما يقوم للصلاة في الليل يقول: (اللهم لك الحمدُ، أنت ربُّ السماواتِ والأرضِ، لك الحمدُ، أنت قَيِّمُ السماواتِ والأرضِ ومن فيهن، لك الحمدُ، أنت نورُ السماواتِ والأرضِ، قولُك الحقُّ، ووعدُك الحقُّ، ولقاؤك حقٌّ، والجنةُ حقٌّ، والنارُ حقٌّ، والساعةُ حقٌّ، اللهم لك أسلمتُ، وبك آمنتُ، وعليك توكلتُ، وإليك أنبتُ، وبك خاصمتُ، وإليك حاكمتُ، فاغفِرْ لي ما قدَّمتُ وما أخَّرتُ، وأسررتُ وأعلنتُ، أنت إلهي، لا إلهَ لي غيرُك).
- دعاء السجود: كان النبيّ -عليه الصلاة والسلام- يدعو في سجوده فيقول: (اللهمَّ إني أعوذُ برضاك من سخطِك، وبمعافاتِك من عقوبتِك، وأعوذُ بك منك لا أُحصي ثناءً عليك أنت كما أثنيتَ على نفسِك).
- دعاء القُنوت في صلاة الوتر: كان الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- يقول في ركعة الوتر من الليل: (اللهمَّ عافِنِي فيمن عافيتَ، وتوَلَّنِي فيمنْ تَوَلَّيْتَ، واهدِني فيمن هديْتَ، وباركْ لي فيما أعطَيْتَ وقني شرَّ ما قضيْتَ إِنَّكَ تَقْضِي ولَا يُقْضَى عليكَ، وإِنَّهُ لا يَذِلُّ مَنْ وَّاليْتَ تباركْتَ ربَّنا وتعالَيْت).
أقل عدد ركعات قيام الليل
إنّ المنقول عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- في قيامه للّيل، سواءً في شهر رمضان أو في غيره؛ أنّه كان لا يزيد عن إحدى عشرة ركعةً، وهذا ما روته السيدة عائشة رضي الله عنها، والأفضل للمسلم أن يصلّي بهذا العدد؛ حتّى يكون متابعاً لفعل النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، مع جواز الزيادة على هذا القدر بالقدر الذي يريده المصلّي بلا حرجٍ، وأمّا أقلّ عددٍ لركعات قيام الليل فهي ركعةٌ واحدةٌ؛ أي ركعة الوتر، وكلّما زاد المسلم على ذلك كانت زيادته خيراً له.
هل يجوز قيام الليل بركعتين
كيفية صلاة قيام الليل والشفع والوتر
كيف تُصلّى صلاة الشفع والوتر وتُصلّى صلاة الشفع والوتر على شكل ثلاث ركعات، تُقرأ سورة الفاتحة وسورة الأعلى في الركعة الأولى، وتُقرأ سورة الفاتحة وسورة الكافرون في الركعة الثانية، ثم يسلم، وهذه الركعتان هي التي تسمى بالشفع، أما الوتر فهي ركعة واحدة تتبع الركعات السابقة، ويُقرأ فيها سورة الفاتحة والإخلاص ثم يركع. وقد وردت طريقة الصّلاة عن الرّسول عليه السّلام في الحديث الشريف: فعن أبي بن كعب رضي الله عنه قال: (أنَّ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ كانَ يوتِرُ بسَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى، وقُلْ يَا أيُّهَا الْكَافِرُونَ، وقُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ، وَكانَ يقولُ: سبحانَ الملِكِ القدُّوسِ ثلاثًا، ويرفعُ صوتَه بالثَّالثةِ).
ويجوز للمصلي أن يُصلي الركعاث الثلاث مُتصلة، ولكن لا يقعد فيها للتشهد الأوسط، وذلك حتى لا تتشابه وصلاة المغرب، وإنما يقعد فيها قعوداً واحداً وهو للتشهد الأخير، كما يمكن أن يوتر بخمس، أو سبع، أو تسع، أو إحدى عشرة ركعة، استناداً إلى حديث الرّسول عليه السّلام: (الوِترُ حقٌّ على كلِّ مسلمٍ، فمن أحبَّ أن يوترَ بخمسٍ فليفعَلْ، ومن أحبَّ أن يوترَ بثلاثٍ فليفعل، ومن أحبَّ أن يوترَ بواحدةٍ فليفعَلْ).
من المهم أيضاً الإشارة أن الوتر لا يُصلّى أكثر من مرّة واحدة في الليلة، فلكل ليلة وترها، وهو أمر ورد عن الرّسول عليه السّلام في حديثه الشّريف: (زارنا أبا طلقُ بنُ عليٍّ في يومٍ من رمضانَ فأمسى بنا، وقامَ بنا تلْكَ اللَّيلةَ وأوترَ بنا، ثمَّ انحدرَ إلى مسجدٍ فصلَّى بأصحابِهِ حتَّى بقيَ الوترُ، ثمَّ قدَّمَ رجلاً، فقالَ لَهُ: أوتر بِهم، فإنِّي سمعتُ رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ: لاَ وترانِ في ليلةٍ).
فضل صلاة قيام الليل
قيام الليل من العبادات التي لها فضائل تعود على العبد بالنَّفع في دُنياه، وآخرته، وقد كثُرَت النصوص التي تحثُّ على قيام الليل، وتدعو إليه في الكتاب، والسنّة النبويّة؛ فقد أمر به الله -تعالى- نبيّه -عليه الصلاة والسلام- فقال: (وَمِنَ الْلّيْلِ فَتَهَجّدْ بِهِ نَافِلَةً لّكَ عَسَىَ أَن يَبْعَثَكَ رَبّكَ مَقَاماً مّحْمُوداً) وممّا ورد في الثناء على هذه العبادة وعلى فاعليها في القرآن الكريم، قوله -تعالى-: (وَعِبَادُ الرّحْمََنِ الّذِينَ يَمْشُونَ عَلَىَ الأرْضِ هَوْناً وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الجَاهِلُونَ قَالُواْ سَلاَماً* وَالّذِينَ يِبِيتُونَ لِرَبّهِمْ سُجّداً وَقِيَاماً) ولقيام الليل فضائل عظيمة وجليلة أخرى، يُذكَر منها ما يأتي:
- أثنى الله -تعالى- على مَن يقومون الليل، ووعدهم بالجزاء الوافي؛ قال -تعالى-: (تَتَجَافَىٰ جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا*فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ).
- بيَّنَ الله -تعالى- أنّ قيام الليل من علامات المُتّقين، وهم يتّقون بقيام الليل عذابَ الله -تعالى-، ويرجون أن تكون لهم الجنّة، وهي صفة من صفات عباد الرحمن الصالحين؛ قال -تعالى-: (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ*آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ*كَانُوا قَلِيلًا مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ).
- فضَّلَ الله -تعالى- الذين يقومون الليل على غيرهم من الناس بالأجر والمكانة عنده؛ فقال: (أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ ۗ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ۗ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ).
- بيَّنَ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- أنّ قيام الليل من أسباب دخول الجنّة، وهو وَعدٌ من الله لعباده؛ قال -صلّى الله عليه وسلّم-: (أيُّها النَّاسُ أفشوا السَّلامَ وأطعِموا الطَّعامَ وصلُّوا والنَّاسُ نيامٌ تدخلوا الجنَّةَ بسلامٍ) ولا تكون ثمرة قيام الليل في الآخرة فقط؛ فالذي يقوم الليل يشعر بحلاوة، ولَذّة، وراحة، وسكينة في الدُّنيا أيضاً.
- بيَّن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- أنّ أفضل الصلاة بعد صلاة الفَرض هي صلاة قيام الليل؛ قال -عليه الصلاة والسلام-: (وأَفْضَلُ الصَّلاةِ، بَعْدَ الفَرِيضَةِ، صَلاةُ اللَّيْلِ).
- وضَّحَ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- أنّ قيام الليل شَرَف المؤمن وعِزّه؛ فهو إثبات حُبّه لله -تعالى-، وإخلاصه له، وإيمانه به، فيُجازيه الله؛ فيرفع مكانته ومنزلته، وهو من الفضائل التي يستحقّ أن يُغبَط عليها المسلم؛ قال -صلّى الله عليه وسلّم- فيما يرويه عن جبريل -عليه السلام-: (شرفَ المؤمنِ قيامُهُ بالليلِ).
- بيَّن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- أنّ قيام الليل سببٌ لتحقيق رحمة الله -تعالى- بالعبد، وبالأمّة؛ قال -عليه الصلاة والسلام-: (رحمَ اللهُ رجلاٌ قامَ من الليلِ فصلَّى وأيْقظَ امرأتَه فصلتْ فإن أبَتْ نضحَ في وجهِها الماءَ, رحم اللهُ امرأةً قامتْ من الليلِ فصلَّت وأيقظتْ زوجَها فصلَّى ، فإن أبَى نضحتْ في وجهِه الماءَ). وقد أوصى -عليه السلام- أمّته بأن يقوموا الليل لتتحقق لهم فضائل قيامه.