القرآن الكريم

لماذا سميت سورة الفاتحة بهذا الاسم

لماذا سميت سورة الفاتحة بهذا الاسم

سُميت بهذا الاسم لأنّ المصحف يُفتتح بكتابتها، فهي أول سورةٍ من القرآن الكريم تتلوها السور الأخرى، ويفتتح المسلم بها قراءته وتعلمه، وصلاته، وقيل سُميت بذلك لأنّها أول السور كتابةً في القرآن الكريم.

لماذا سميت سورة الفاتحة بالسبع المثاني

وردت هذه التسمية في الكتب الصحاح، وسميت بذلك لأنّ عدد آياتها سبع، وقيل لإنّها تشتمل على سبعة آدابٍ في آية أدب،[٢] حيث قال صلى الله عليه وسلم فيها: (أمُّ القرآنِ هي السبعُ المثاني والقرآنُ العظيمُ).

أسماء سورة الفاتحة

تكثُر أسماء هذه السورة لعظمتها وشرفها، فذكر العلماء العديد من الأسماء لسورة الفاتحة التي تدلّ على معانيها وعلى فوائدها، وقد تجاوز عددها العشرين اسماً تقريباً، ومن هذه الأسماء:

  • فاتحة الكتاب: قيل إنّ سبب تسميتها بهذا الاسم لافتتاح المصاحف بها، وكذلك افتتاح القراءة في الصلاة بها.
  • السبع المثاني: نسبة إلى عدد آياتها السبع، وكل آية تعدل قراءتها قراءة القرآن الكريم كاملاً، فتكون قراءتها بذلك تعدل قراءة القرآن الكريم سبع مرات، أمّا المثاني لأنّ نصفها ثناء على الله تعالى ونصفها الآخر عطاء من الله تعالى لعبده، وقيل أيضاً لأنها مُستثناة من سائر الكتب، فلم ينزل مثلها في التوراة، ولا في الإنجيل، ولا في الزبور، وهناك العديد من الأقوال في تسميتها بهذا الاسم.
  • أمُّ الكتاب وأمّ القرآن: لأنّها أصل القرآن الكريم، وتضمّنها أحكاماً، وعلوماً، وأغراض القرآن الكريم، ولأنها مُحكمة، ولتقدمها وتأخر باقي السور بعدها.
  • القرآن العظيم: وسبب تسميتها بالقرآن العظيم لاشتمالها على المعاني الموجودة في القرآن الكريم.
  • سورة الحمد: وذلك لافتتاحها بحمد الله تعالى.
  • الوافية: وذلك استيفائها لمعاني القرآن الكريم كلها.
  • الكافية: لأنّ قراءتها في الصلاة تكفي عن قراءة غيرها من السور، بينما غيرها لا يكفي ولا يُغني عنها.
  • الأساس: لأنّها أوّل سورة في القرآن الكريم وهي أصله.
  • الرُقية: لأنّها تُقرأ في الرُقية الشرعية.
  • الشفاء: فهي الشفاء من كلّ داء بإذن الله عز وجل.
  • الصّلاة: لما ورد في الحديث القدسيّ حيث قال اللّهُ عزّ وجلّ: (قسَّمتُ الصَّلاةَ بيني وبينَ عبدي شَطرينِ فنصفُها لي ونصفُها لعبدي ولعبدي ما سألَ قالَ فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ اقرءوا يقولُ العبدُ: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} فيقولُ اللَّهُ عزَّ وجلَّ حمِدَني عبدي ولعبدي ما سألَ فيقولُ: {الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} فيقولُ أثنى عليَّ عبدي ولعبدي ما سألَ يقولُ: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} فيقولُ اللَّهُ مجَّدني عبدي فهذا لي وهذهِ الآيةُ بيني وبينَ عبدي نصفينِ يقولُ العبدُ: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}-يعني فهذهِ بيني وبينَ عبدي- ولعبدي ما سألَ وآخرُ السُّورةِ لعبدي يقولُ العبدُ: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ} فهذا لعبدي ولعبدي ما سألَ)، كما تسمى أيضاً بالشافية، والنور، والشكر.

فضل سورة الفاتحة

وردت العديد من الفضائل والمميزات لسورة الفاتحة، وفيما يأتي بيانٌ لبعضٍ منها:

  • أفضل وأعظم سورةٍ وردت في القرآن الكريم، وذلك مصداقاً لقول رسول الله- صلّى الله عليه وسلّم-: (لَأُعَلِّمَنَّكَ سُورَةً هي أعْظَمُ سُورَةٍ في القُرْآنِ، قالَ: الحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العالَمِينَ هي السَّبْعُ المَثانِي، والقُرْآنُ العَظِيمُ الذي أُوتِيتُهُ)، كما لم يرد أفضل منها في الكتب السماوية، قال الرسول -عليه الصلاة والسلام-: (والذي نفْسي بيَدِه، ما أُنزِلَ في التوراةِ، ولا في الإنجيلِ، ولا في الزَّبورِ، ولا في الفُرقانِ مِثلُها).
  • لسورة الفاتحة ميزةٌ مهمةٌ؛ إذ إنّها تشتمل على معاني القرآن بشكلٍ عامٍ فيما يتعلق بالتوحيد والأحكام وأحكام الجزاء، ولذلك سُميّت بأمّ القرآن وأمّ الكتاب كما ورد عن النبي- صلّى الله عليه وسلّم-، وفي العادة يقال إنّ للشيء أُمّاً إن كان له مرجعاً يرجع إليه، وعلامةً تُقصد ويُتّجه إليها، ولذلك فقد أوجب الله قراءتها في الصلاة.
  • فرض الله على كلّ مسلمٍ قراءة سورة الفاتحة في كلّ ركعةٍ يؤدّيها، وجُعلت ركناً من أركان الصلاة لا تُقبل الصلاة إلّا بها، يكرّرها العبد على الأقل سبعة عشرة مرة كل يومٍ، وذلك مصداقاً لقول رسول الله- صلّى الله عليه وسلّم-: (لا صَلاةَ لِمَن لَمْ يَقْرَأْ بفاتِحَةِ الكِتابِ)،[٨] وقال رسول الله: (كلُّ صلاةٍ لا يُقرَأُ فيها بفاتحةِ الكِتابِ فهي خِداجٌ كلُّ صَلاةٍ لا يُقرَأُ فيها بفاتحةِ الكِتابِ فهي خِداجٌ كلُّ صلاةٍ لا يُقرَأُ فيها بفاتحةِ الكِتابِ فهي خداجٌ)،[٩] ويُقصد بلفظ خِداج الفساد.
  • قراءة سورة الفاتحة في الصلاة تتحقّق فيها المناجاة بين العبد وربه، قال الرسول -عليه الصلاة والسلام- في الحديث القدسي: (قالَ اللَّهُ تَعالَى: قَسَمْتُ الصَّلاةَ بَيْنِي وبيْنَ عَبْدِي نِصْفَيْنِ، ولِعَبْدِي ما سَأَلَ، فإذا قالَ العَبْدُ: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العالَمِينَ}، قالَ اللَّهُ تَعالَى: حَمِدَنِي عَبْدِي، وإذا قالَ: {الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}، قالَ اللَّهُ تَعالَى: أثْنَى عَلَيَّ عَبْدِي، وإذا قالَ: {مالِكِ يَومِ الدِّينِ}، قالَ: مَجَّدَنِي عَبْدِي، وقالَ مَرَّةً فَوَّضَ إلَيَّ عَبْدِي، فإذا قالَ: {إيَّاكَ نَعْبُدُ وإيَّاكَ نَسْتَعِينُ} قالَ: هذا بَيْنِي وبيْنَ عَبْدِي، ولِعَبْدِي ما سَأَلَ، فإذا قالَ: {اهْدِنا الصِّراطَ المُسْتَقِيمَ صِراطَ الَّذينَ أنْعَمْتَ عليهم غيرِ المَغْضُوبِ عليهم ولا الضَّالِّينَ} قالَ: هذا لِعَبْدِي ولِعَبْدِي ما سَأَلَ).

فإذا قال العبد: (الْحَمْدُ لِلَّـهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)، قال الله: “حمدني عبدي”، وحين يقول العبد: (الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ) يأتيه الجواب من الله: أن “أثنى عليّ عبدي”، وأثنى: أي كرّر الحمد مرةً ثانيةً، فالحمد وصفٌ بالكمال والإفضال، مع المحبة والتعظيم، وبقول: (مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ) يقول الله: “مجّدني عبدي”، ممّا يدل على العظمة والملك، وحين يقرأ العبد: (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ)، يقول الله تعالى: “هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل”، وكان لا بدّ للعبد من الاستعانة ليتقوّى بها على العبادة المطلوبة منه لله تعالى، ولذلك قُدّت الاستعانة على العبادة، وتجدر الإشارة إلى أنّ العبادة لا يمكن أن تكون من العبد إلّا لله وحده، أمّا الاستعانة فيمكن أن يطلبها العبد من العبد، وإذا قال العبد: (اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ) قال الله تعالى: “هذا لعبدي ولعبدي ما سأل”، وعلى المصلّي أن يستحضر المعاني السابقة؛ ليحقّق الصلة بينه وبين ربه.

  • سورة الفاتحة رقيةٌ للمريض، وفيها شفاءٌ للناس، ودليل ذلك إقرار النبي -عليه الصلاة والسلام- لجماعةٍ من الصحابة الرقية بالفاتحة، إلّا أنّ الرقية بها لا تنفع إلّا بتحقّق عددٍ من الشروط الواجب أخذها بعين الاعتبار، ودليل ما سبق ما رواه الإمام البخاري في صحيحه عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- أنّه قال: (أنَّ نَاساً مِن أصْحَابِ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أتَوْا علَى حَيٍّ مِن أحْيَاءِ العَرَبِ فَلَمْ يَقْرُوهُمْ، فَبيْنَما هُمْ كَذلكَ، إذْ لُدِغَ سَيِّدُ أُولَئِكَ، فَقالوا: هلْ معكُمْ مِن دَوَاءٍ أوْ رَاقٍ؟ فَقالوا: إنَّكُمْ لَمْ تَقْرُونَا، ولَا نَفْعَلُ حتَّى تَجْعَلُوا لَنَا جُعْلاً، فَجَعَلُوا لهمْ قَطِيعاً مِنَ الشَّاءِ، فَجَعَلَ يَقْرَأُ بأُمِّ القُرْآنِ، ويَجْمَعُ بُزَاقَهُ ويَتْفِلُ، فَبَرَأَ فأتَوْا بالشَّاءِ، فَقالوا: لا نَأْخُذُهُ حتَّى نَسْأَلَ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَسَأَلُوهُ فَضَحِكَ وقالَ: وما أدْرَاكَ أنَّهَا رُقْيَةٌ، خُذُوهَا واضْرِبُوا لي بسَهْمٍ).
  • تشتمل سورة الفاتحة على أفضل الدعاء؛ بطلب الهداية إلى الصراط المستقيم، كما أنّها تشتمل على آداب الدعاء؛ بالحمد أولاً، ثمّ الثناء، ثمّ التمجيد، وإفراد العبودية لله، والاستعانة به دون سواه، قال الرسول -عليه الصلاة والسلام-: (إذا صلَّى أحدُكُمْ فَلْيَبْدَأْ بِتَحْمِيدِ اللهِ والثَّناءِ عليهِ ثُمَّ لَيُصَلِّ على النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ثُمَّ لَيَدْعُ بَعْدُ بِما شاءَ).

لماذا سميت سورة الفاتحة بالحمد

  • لأن اولها الحمد لله

تفسير سورة الفاتحة

 

السابق
بحث عن سورة العنكبوت
التالي
متى نزلت سورة التوبة

اترك تعليقاً