إصلاح ذات البين في القرآن
الأمر بإصلاح ذات البين جاء في قول الله تعالى ﴿ فَاتَّقُوا اللهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ ﴾ [الأنفال:1] وفي الآية الأخرى ﴿ إِنَّمَا المُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ ﴾ [الحجرات:10] وفي آية ثالثة ﴿ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا وَالصُّلْحُ خَيْرٌ ﴾ [النساء:128].
إصلاح ذات البين حديث
في حديثٍ عن أبي الدرداء – رضِي الله عنه – قال: قال رسول الله، – صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((ألاَ أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة؟))، قالوا: بلى، قال: ((إصلاح ذات البَيْن، فإنَّ فساد ذات البَيْن هي الحالقة))؛ رواه أبو داود والترمذي وقال: حديث صحيح.
طرق إصلاح ذات البين
- توفُّر النيّة الصادقة في الإصلاح مع غياب المصالح الشخصيّة فيه.
- اعتماد معايير العدل وتقوى الله بعيداَ عن نزعات الهوى التي تأتي بنتائج عكسية، ولا تحقق رضى كافّة أطراف النزاع.
- اعتماد آداب النصح بشكلٍ عام، والتي منها: أسلوب تقديمه، واختيار العبارات المناسبة لذلك، مع اعتماد السرّ فيه.
- حفظ خصوصيات أطراف النزاع وعدم تجاهلها أو إهمالها.
- عدم إفشاء ما يجب إسراره للضرورة التي تقتضي ذلك، ولما في الإفشاء من عرقلةٍ لجهود الإصلاح.
- العدل، وذلك بالوقوف بين المتخاصمين، بنفس المسافة، إلى حين إعادة الحقّ لأصحابه، والمصالحة في نهاية الأمر.
- الحوار، وذلك بانتهاج الحوار بين المتخاصمين أسلوباً للإصلاح لما له من أثرٍ عظيمٍ في تقريب وجهات النظر بين المتخاصمين.
- النصح الوعظ والإرشاد، وذلك بتوضيح فضل إصلاح ذات البين، وبيان عواقب إفساد البين، وذلك في الدنيا والآخرة.
- القضاء أوالتحكيم، وذلك متى استلزم الإصلاح ذلك، لفضّ النزاع، وبيان مسبباته، وبالتالي بيان الحقوق.
خطبة عن إصلاح ذات البين
ما حكم الإصلاح بين النَّاسِ
الإصلاح بين الناس من العبادات العظيمة؛ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام، والصدقة، والصلاة، أي درجة الصيام النافلة، وصدقة نافلة، والصلاة النافلة، فقال أبو الدرداء: قلنا: بلى يا رسول الله، قال: إصلاح ذات البين، فالإصلاح بين الناس هو الإصلاح بين شخصين متخاصمين وبذل المجهود الكبير والمال حتى يتمّ هذا الإصلاح، فالمصلح قلبه من أصفى القلوب ونفسه تحبّ الخير ويبذل كل ما بوسعه للإصلاح ويحمل همّ الإصلاح ولا يسعد برؤية المتخاصمين.