ما علاقة الوعي باللاوعي أولى باك
رغم التضاد بين الوعي واللاوعي عند الإنسان إلا أنّهما مرتبطان بشدة بحاجات الإنسان وأحلامه وحاجاته، فالوعي الذي يمثل الشعور واليقظة بالنسبة للإنسان ينفذ فعليا أحلام اللاوعي المكبوتة لدى الفرد، ويتم ذلك من خلال تحقيق الأحلام، والأهداف التي نتمناها ونفكر بها دائما في اللاوعي، فتلاحقنا في الوعي لتصبح حقيقة نعيشها، وبغض النظر عن الأحداث والخبرات التي يكتسبها الفرد خلال ممارسته للحياة، فهي مخزنة إما في الوعي فيستخدمها بشكل يومي، أو مخبأة في اللاوعي فيستخرجها في حالات معينة من خزائن الذاكرة.
تتناول الفلسفة مفهوم الإفصاح عن الذات، والذي يشير إلى كلّ فعل ناتج عن الوعي واللاوعي لدى الأفراد، وهو ما يشمل الأفكار والمشاعر، والتطلعات، والأهداف، والمخاوف والأحلام.
الوعي واللاوعي ما علاقة الوعي باللاوعي
بيَّن كارل يونج في ربط الوعي باللاوعي أنّه عندما تغيب فكرة عن بال الإنسان فهذا لا يعني أنها فُقِدت، وإنّما فُصِلت للحظات عن الوعي وأصبحت في نطاق اللاوعي؛ إلا أنّ هذه الأفكار تعود فيما بعد عن طريق اللاوعي، ويبقى تأثير الأفكار التي تغيب عن الوعي في العقل الواعي وهو ما يشتمل عليه اللاوعي، كما تفقد الأفكار والصّور الموجودة في حيز اللاوعي طاقتها وتصبح في مكان ما تحت عتبة الوعي، والمقصود بذلك أنّها تلقّت جزءاً ضئيلاً من اهتمامات الإنسان؛ بهدف إيجاد حيّز جديد لأفكار وتصورات وانطباعات جديدة في حيّز الوعي.
أمّا الأحلام فهي عبارة عن لغة اللاوعي، وهي رموز للوقائع والأحداث التي لا تظهر بشكل واقعيّ، ويُمكن أن تظهر المشاعر والأفكار على هيئة رموز في الأحلام، وبعبارة أخرى فإنّ المظهر اللاواعي لأيّ واقعة يظهر على شكل رموز وهي الأحلام، وقد عدّ يونج أحلام اللاوعي بأنّها الصديق الناصح للوعي؛ إذ تُعبّر عن أمور محدّدة قد تحدث مستقبلاً، وهذا يعني أنّها مصدر لمعلومات صحيحة، ويؤكّد علماء النفس أنّ الأحلام تُقدّم النُّصح والإرشاد للإنسان في بعض الأحيان، حتى إنّ يونج نصح نفسه عن طريق الحلم.
وقد وصف كارل يونج اللاوعي المُتّصل بالأحلام بأنّه نوع من أنواع الوعي العامّ الذي يُجاور وعي الإنسان ومعرفته الواعية، وهو نوع من أنواع التفكير الذي ينتج عن جماعة بشريّة يتشابه أفرادها تشابهاً كبيراً إلى درجة الاتّحاد، ويتّصل الإنسان باللاوعي عن طريق اللاشعور الفرديّ، فيلتقي بالجماعات البشرية ويتعرّف عليها، ويُصبح على علمٍ بتصوّرات مختلفة، وفي تفسير الأحلام تحويل للرموز من الحلم إلى الواقع، وبذلك يتمّ تحويلها إلى معرفة واعية، ونقلها من الشعور إلى اللاشعور، فتصبح الأحلام رموزاً مُتعارَفاً عليها بين النّاس.
ما علاقة الوعي باللاوعي وما الذي يحكم وجود الذات
كذلك فكما كان الفلاسفة وعلماء النفس البشرية يتفقون على المعنى العام الواضح الذي يمكن أن يثبت الوعي الكامل للإنسان، فهم في نفس الوقت لديهم المقدرة على تقديم المعني الواضح والكامل الذي يمكنهم من خلاله، إثبات المعنى الكامل إلى حالة اللاوعي التي يمكن أن يمر بها الإنسان في حياته اليومية.
وقد أقر العلماء والفلاسفة أن حالة اللاوعي التي يمكن أن يمر بها الإنسان في حياته اليومية، هي تلك الحالة التي يمكن أن يقوم بها الإنسان بارتكاب الكثير من الأفعال التي يمكن أن يشعر عند ارتكابها كأنه منفصل عن العالم.
أو هي الحالة التي تدخل الإنسان في منطقة اللاشعور، واللاشعور هو قيام الإنسان بالتصرفات التي لا يكون لديه أي نوع من أنواع الدراية أو الإدراك بها، أو انه لا يملك القدرة على التحكم في تلك التصرفات بأي شكل من الأشكال.
الوعي واللاوعي في الفلسفة
مفهوم الوعي في الفلسفة
يعبر مفهوم الوعي عن حالة الإدراك التي يصل إليها العقل من خلال تواصل الفرد مع المحيط، ويكون ذلك من خلال حواس الإنسان الخمس، ولحالة الإدراك هذه مستويات عدة منها: الإحساس بالذات، والإدراك الذاتي، والحالة الشعورية، والحكمة أو العقلانية، والإدراك الحسي بين الفرد والبيئة، وبالتالي فإنّ الوعي هو مجموعة من الأفكار، والمعرفة، وحصيلة التجارب التي شكلت لدى الفرد مفاهيمه حول كلّ ما هو حوله.
مفهوم اللاوعي في الفلسفة
إنّ اللاوعي، أو العقل الباطن، أو اللاشعور يشير إلى كلّ ما يشكل شخصية الأفراد دون إدراكهم، وبعيدا عن تحكمهم، فاللاوعي مخزن لتجارب الأفراد المترسبة نتيجة للكبت والقمع، مما أدى لبقاء هذا المخزون بعيداً عن الذاكرة في أماكن لا يدركها الفرد بوعيه، كما يعتبر اللاوعي مخزناً للطاقة الجنسية والنفسية والعدوانية.
الوعي واللاوعي في علم النفس
الوعي واللاوعي (الشعور واللاشعور)
دراسة وتحليل نص فرويد
التعريف بصاحب النص:
العالم النمساوي سيغموند فرويد والذي عاش ما بين “1858 – 1939″، درس الطب ومارس هذه المهنة لسنوات عديدة، ولم يكتفي بعمله كطبيب نفساني، بل عمل على دراسة علم النفس، وقدم فيه عدة نظريات مهمة في التحليل النفسي، وفي تفسير الكثير من الأمراض والأعراض النفسية، ويعد رائدا في مجاله إلى درجة انه يعد مرجعا أساسيا في التحليل النفسي، ومن أهم نظرياته تقسيمه الثلاثي للعالم النفسي للإنسان، وأيضا اعتباره للجنس كمحرك للكثير من التفاعلات النفسية والسيكولوجية ومفسرا للعديد من الظواهر النفسية، وقد ألف كتبا عديدة دار معظمها حول ظواهر “الهستيريا” و”الأحلام”، و”التحليل النفسي”.
الإشكالية العامة:
ما العلاقة الرابطة بين الوعي واللاوعي أو بين الشعور واللاشعور…؟ ومن منهما يحكم وجود الذات ويتحكم في الحياة النفسية للإنسان…؟
أطروحة فرويد:
اللاشعور هو أساس وعي الإنسان، وهو المنظم الأساسي في الحياة النفسية للإنسان، وهو أهم منطقة سيكولوجية نستطيع بموجبها أن نفهم سلوكاتنا سواء منها السوية أو الشاذة.
مقاربة المفاهيم المستعملة في النص:
ü اللاشعور: هو الجزء العميق والخفي من الحياة النفسية للإنسان، وهو يطلق عند علماء النفس على مفهوم اللاوعي الذي يقابله الوعي، ويتكون اللاشعور من الدوافع الغريزية والرغبات المكبوتة، والذكريات المنسية، والتفاعلات النفسية الحاصلة بين مكونات العالم النفسي الداخلي للإنسان، ويظهر نشاط هذا العالم من خلال الأحلام ومظاهر الأمراض النفسية والمخاوف الهستيرية، وغير ذلك من الحالات والتفاعلات النفسية التي تنتج آثارا خارجيا.
ü الحلم: جمع أحلام وهو ظاهرة إنسانية مرتبطة بالنوم ودالة على وجود عالم خفي عند الإنسان يشتغل باستمرار، وهو عالم اللاشعور، والحلم يعتبر رمز عن التفاعلات النفسية الخفية في هذا العالم الخفي، يعبر الإنسان من خلاله عن الكثير من الهواجس والتطلعات والأماني والرغبات المكبوتة والتخوفات.
البنية الحجاجية للنص: يستعمل فرويد مجموعة من التقنيات الحجاجية في هذا النص منها:
· أسلوب الدحض: حيث انتقد التصور الفلسفي الذي بالغ في تقدير خاصية الشعور واعتبار اليقظة وعالم الحس هما الأساسيين في تفسير ظاهرة الوعي. والمؤشر اللغوي الدال عليه من النص هو: “يجب ان لا نبالغ في تقدير خاصية الشعور.
· أسلوب الافتراض: حيث طرح فرضيته القائلة ان الشعور هو أساس الحياة النفسية بصيغة “من الواجب ان نفترض ان الشعور…”
· أسلوب المثال: الذي يتجلى من خلال نقطتين أساسيتين، أولها تركيزه على الحلم كمظهر من مظاهر النشاط في عالم اللاشعور. وثانيها المخاوف الهستيرية التي هي عبارة عن اضطرابات نفسية خاصة باللاشعور.
· أسلوب المقارنة: حيث قارن بين مكونين أساسيين هما الشعور واللاشعور على مستوى الحياة النفسية الإنسانية، مبينا ان المنطقة الأساسية تتمثل في اللاشعور.
موقف مدرسة التحليل النفسي: “فرويد”
إن اللاشعور، أو اللاوعي، حسب مدرسة التحليل النفسي، هو أهم منطقة سيكولوجية نستطيع بموجبها أن نفهم سلوكاتنا سواء منها السوية أو الشاذة. ومن هذا المنطلق نستطيع أن نقول بأن الشخصية في تصور فرويد بمثابة “جبل الجليد”: أي أن ما هو خفي أضخم بكثير مما يظهر. فكيف يتشكل اللاشعور…؟.
يعتقد فرويد أن بناء شخصيتنا يتكون من ثلاثة مكونات أساسية، العلاقة فيما بينها هي الكفيلة بتفسير حياتنا النفسية. وهذه المكونات هي:
ü الهو “الشهوات والغرائز”: وهو نسق سيكولوجي يتألف من المكونات الغريزية والدوافع والانفعالات الموروثة. ويتمركز الهو حول مبدأ اللذة أو ما يصطلح فرويد على تسميته بنزعة الليبيدو. لأن همه الأساسي هو الحصول على اللذة ودفع الألم، حيث لا يعرف معنى التأجيل. ومن خصائص الهو أنه بعيد عن المنطق والعقل لكونه يتصف بالتهور والاندفاع، ولا يتمثل السيرورات المنطقية والأخلاقية … إلخ.
ü الأنا الأعلى “القيم والمثل الأعلى”: هو بمثابة الأب الذي ينظم ويوجه سلوكات ذلك الطفل العنيد “الهو” أي هو ذلك النظام النفسي الذي يمثل جميع القيم الأخلاقية والعادات الاجتماعية. ويتشكل الأنا الأعلى بفعل الأوامر والنواهي (التربية)، ومنه نستوحي ما ينبغي وما لا ينبغي القيام به. وهو ما يماثل في حياتنا النفسية مفهوم المثالية الأخلاقية، وما يقابل في الاصطلاح الأخلاقي العادي مفهوم الضمير.
ü الأنا: هو نظام سيكولوجي يتصف بالتعقل والرزانة والحكمة. ومن ثمة، فإنه يتمركز حول مبدأ الواقع، وهمه الأساسي هو تلبية رغبات الهو بشكل يتلاءم مع الواقع ولا يثير غضب الأنا الأعلى .
إن الأنا إذن يوجد في بؤرة الصراع بين ضغط الهو، ورغبات الواقع، ومتطلبات الأنا الأعلى. ومن هذا المنطلق نفهم أن الرغبات التي لن يستطيع الأنا تلبيتها فإنه يعمل على كبحها ثم كبتها في اللاشعور. هكذا يتشكل اللاشعور ويتضخم.
العقل الوعي واللاوعي
الوعي يحتاج لتفكير والحذر ومراعاة الامور بحيث لاتخطو خطوتك الا بعد جهد من التفكير ثم اتخاذ القرار .فالوعي هو الشعور بالذات والاحساس بها.
بينما اللاوعي هو اللاشعور او نساق مسبق لحدث قد حدث وخزن في العقل الباطن ،ليصبح حدوث اي فعل مقارب له ..يحدث دون تفكير ..فقط ينفذ مع القليل من الدقة التي خزنت فيما سبق في العقل الباطن.
لذلك..
الوعي يحتاج لتفكير والمعرفة التي بصددها يتصرف الشخص الواعي طبقا للمعرفة التي تحركه والعيش بوعي الوجود والادراك لما يحدث حوله وبالطبع تخزن جميع تلك الاحداث في الجانب الاخر من العقل وهو مايعرف بالعقل الباطن لتصبح التصرفات فيما بعد “لاوعي”.وهذه الازدواجية لابد من التركيز فيها اكثر.
فالتصرفات التي تقوم بها من مبدأ العادة.
هي فالاصل كانت تصرفات تعم بالوعي والادراك والمعرفة،ومع استمرار العمل بها اصبحت عادة نعملها دون تفكير اولي والسبب يعود لتخزينها فالعقل الذي صنفت فيه ضمن الاشياء المعتادة التي لاتحتاج جهد في التفكير للقيام بها .
فاصبحت حينها تصرفات اعتيادية.
كل مشهد تراه،كل كلمة تسمعها،كل شي يحدث حولك لايتم اهماله.
ولكن يتم تخزينه في عقلك الباطن .
عقلك الباطن يحتوي على جميع الاشياء التي تعرضت لها في جميع مراحل حياتك.
لذلك ستدركها بالفعل.
ربما البعض سمع المثال الشهير “قيادة السيارة”.
ففي البداية تكون واعي تماما بكل مايحدث حولك اثناء القيادة وذلك لانك تقود بعقلك الواعي،بعد عدة اسابيع تجد نفسك تقود اوتوماتيكيا بدون اي تفكير في حركة ،حركة كما كنت تفعل سابقا وذلك لانك أصبحت تقود باستخدام عقلك الباطن الذي خزن مهارة القيادة واصبح يستخدمها لتكن لاوعي.
ولناخذ بالاعتبار أن عقلك الباطن هو المسئول عن كل تلك المشاعر التي تطلق فجأة،فمثلا شعورك بالقلق قبل عرضك لموضوع على الملا أو خوفك من حيوان معين مسئول عنه عقلك الباطن على الصعيد الاخر،فإن عقلك الواعي مسئول عن كل الاشياء التي تقوم بها وانت واعي مثل الحساب ،التفكير والحركة فمثلا التنفس يتحكم فيه عقلك الباطن لانه يحدث دون تدخل منك ولكن اذا تدخلت وقمت بالتحكم في أنفاسك فحينها يكون عقلك الواعي هو المتحكم.
العقل بين الوعي واللاوعي ليس بالمسالة البسيطة التي تقرا فقط.
بل حاول ان تسترجع بعض الاحداث التي مرت عليك وافصل بينها من حيث وعيك بها من عدمه ومن حيث اندماج الفعل في العقل ليحدث بعد اذ دون صعوبة او خوف او قلق ويصبح حدوثه لاشعوري.
الوعي واللاوعي ويكيبيديا
الوعي كلمةٌ تدلُّ على ضمِّ شيء. وفي قواميس اللغة العربية وَعَيْتُ العِلْمَ أعِيهِ وَعْياً، ووعَى الشيء والحديث يَعِيه وَعْياً وأَوْعاه: حَفِظَه وفَهِمَه وقَبِلَه، فهو واعٍ، وفلان أَوْعَى من فلان أَي أَحْفَظُ وأَفْهَمُ.
اللاشعور أو اللاوعي، حسب مدرسة التحليل النفسي عند فرويد، هو أهم منطقة سيكولوجية نستطيع بموجبها أن نفهم سلوكاتنا سواء منها السوية أو الشاذة. ومن هذا المنطلق نستطيع أن نقول بأن الشخصية في تصور فرويد بمثابة “جبل الجليد”: أي أن ما هو خفي (العقل الباطن) أضخم بكثير مما يظهر (العقل الظاهر).