ما هو فرض العين
الفرض العيني
وهذا الفرض هو ما يطلب من كلّ مكلّفٍ من المكلّفين فعله على وجه الإلزام، أي أنّه ملزمٌ بفعله لا مخيّرٌ بين فعله أو عدمه، فهو واجبٌ على المكلّفين جميعهم ولا يصلح أن يقوم به بعضٌ من المكلّفين ويتركه الآخرون بل يجب على الكلّ فعله، فالله تعالى في فرض العين ينظر إلى الفاعل نفسه أي إن كلّ فاعلٍ معيّنٌ بذاته، ومن الأمثلة على هذا الفرض: أداء الصّلاة، وإخراج الزّكاة، وأداء الحجّ وغيرها من العبادات.
أمثلة على فرض عين وفرض كفاية
أمثلة على فرض الكفاية
- الجهاد في سبيل الله لإعلاء كلمة الحق٬ ونشر الدين الإسلامي٬ ورسالة الرسول محمّد عليهِ الصّلاة و السّلام.
- غسل الميِّت والصّلاة عليهِ ودفنُه٬ فللميت حقٌّ على غيره من المُسلمين غسله والصّلاة عليهِ ودفنهُ٬ فقد اقتضت الشّريعة الإسلامية وجوب أداء حقوق المُسلم المتوفي من قبل جماعة من المُسلمين.
- ردُّ السّلام٬ فمن دخل على جماعة من المُسلمين وسلّم عليهم٬ فالواجب على أحد المُسلمين أن يرُدَّ السلام.
أمثلة على فرض العين
– من أهم الأمثلة على فرض العين ، الصلاة ، و الصوم ، و الزكاة ، و الحج ، و الوفاء بالعهد ، و الالتزام بـ الأخلاق الحسنة ، و تلك الفروض التي يجب على الشخص المسلم المكلف أن يقوم بها ليجزى حسنًا عليها .
الفرق بين فرض الكفاية والسنة المؤكدة
فرض الكفاية في الفقه الإسلامي أحد الأحكام الشرعية. وتعريفه في: علم أصول الفقه هو: “كل أمر مهم يقصد في الشرع تحصيله على جهة الإلزام، من غير تعيين فاعله” وفي علم فروع الفقه هو: المفروض شرعا من غير تعيين فاعله، فيثاب فاعله، وإذا تركه الجميع أثموا، وإذا فعله البعض كفى. ويسمى فرض كفاية لأن فعل البعض يكفي لحصول المقصود.
السنة المؤكدة في أصول الفقه، وفروعه هي: (ما واظب عليها النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يتركها إلا مرة أو مرتين) بمعنى: ما يطلب لا على وجه الفرضية، لكن على وجه التأكيد. وحكمها: (يثاب فاعلها ويلام تاركها). وتسمى مؤكدة: لأن مشروعيتها اقترنت بتأكيد مشابه لتأكيد الفرض، ووقع الخلاف في وجوب بعضها أو فرضيته. وتكون في أنواع من الصلوات المسنونات، كالعيدين، وصلاة الكسوف، والوتر، وقيام الليل، وراتبة الفجر. وبعض الرواتب التابعة للفرائض، والسنن المؤكدة في الصلاة؛ مثل: التشهد الأول(يستثنى المذهب الحنبلي)، وقراءة السورة بعد الفاتحة، وفي الوضوء؛ مثل: المضمضة. وتتضمن كل مسنون مؤكد في أنواع العبادات، وما في معناها. مما واظب عليه النبي ولم ينقطع عنه، مثل: الاعتكاف والأضحية وغير ذلك.
الفرق بين فرض العين والواجب
الفرق بين فرض العين والواجب
في الحديث عن الفرق بين فرض العين والواجب في الإسلام، يمكن القول أنَّ الواجب في الإسلام يُسمَّى فرض عين في حالة واحدة؛ وهي أن يتعلَّق هذا الواجب بكلِّ فرد من المسلمين، أيّ أن يكون واجبًا على كلِّ المسلمين دون استثناء، كالصلوات الخمس وصيام شهر رمضان، حيث جاء في كتاب كشف الأسرار شرح أصول البزدوي ما يأتي: “وَاعْلَمْ أَنَّ الثَّابِتَ بِالْأَمْرِ، وَهُوَ الْوَاجِبُ يَنْقَسِمُ بِحَسَبِ نَفْسِهِ إلَى مُعَيَّنٍ كَأَكْثَرِ الْوَاجِبَاتِ، وَإِلَى مُخَيَّرٍ كَأَحَدِ الْأَشْيَاءِ الثَّلَاثَةِ فِي كَفَّارَةِ الْيَمِينِ، وَبِحَسَبِ فَاعِلِهِ إلَى فَرْضِ عَيْنٍ كَعَامَّةِ الْعِبَادَاتِ، وَإِلَى فَرْضِ كِفَايَةٍ كَصَلَاةِ الْجِنَازَةِ، وَالْجِهَادِ”، والله أعلم.
ومن الجدير بالذكر أيضًا أنَّ الفرض والواجب في الإسلام أمرٌ واحدٌ، من فعله استحقَّ الثواب من الله تعالى، ومن تركه استحقَّ العقاب والعذاب، ويسمِّيه العلماء فرضًا وواجبًا معًا، فالصلاة على سبيل المثال واجبة والصلاة أيضًا مفروضة، فهي فرض وواجب، وصيام شهر رمضان أيضًا فرضٌ وواجبٌ معًا والزكاة أيضًا مفروضة وواجبة، والحج مفروض وواجب مع الاستطاعة، وهذا ما عُرف عند أهلِ العلم في هذه المسألة، ومن الجدير بالذكر أنَّ بعض أهل العلم يُطلقون لفظ الفرض على ما كانت أدلته أقوى وأوضح، فالصلاة عندهم فرض والزكاة فرض، أمّا التسبيح أثناء الركوع والسجود في الصلاة فهو واجب، والتكبيرات في الصلاة واجبة، أمَّا تكبيرة الإحرام فهي مفروضة؛ لأنّ الأدلة عليها أقوى، ويُسمُّون رمي الجمار واجبًا والمبيت بمنى ومزدلفة واجبًا ويسمون الطواف فرضًا لقوَّة أدلَّته ومثلها الوقوف في عرفة، والله -تعالى- أعلم.