أشهر أسباب الطلاق
1- الخيانة الزوجية
غالبا ما تكون السبب الرئيسي وراء انفصال الزوجين، حيث يمكن لأحد الطرفين الدخول في علاقة خارج إطار الزواج عندما يشعر أحدهم بالغضب تجاه الأخر، وكذلك الشعور بالإهمال أو عدم الأمان، وعادة تبدأ العلاقة في شكل صداقة ثم تتطور لتصبح علاقة عاطفية.
2- الأمور المالية
ليس نقص المال هو ما يؤدي إلى الطلاق، بل اختلاف الآراء حول كيفية إدارة الشؤون المالية المشتركة بين الطرفين، وهنا يحدث صراع مستمر حول أحد الأطراف الذي يريد الادخار والأخر يحب الإنفاق.
3- قلة التواصل
التواصل الجيد هو أهم جانب من جوانب أي علاقة قوية وليس الزواج فقط، لذلك قلة التواصل بين الطرفين يعتبر من أهم الأسباب في الانفصال.
4- العنف المنزلي وسوء المعاملة
يمكن أن يكون الزواج صعبًا، خاصة إذا تزوجت من الشخص الخاطئ، وإذا كان هناك سوء معاملة جسدية أو لفظية، لذلك يجب بذل قصارى الجهد في حل ذلك مبكرا،ولكن إذا كانت الأمور خارجة عن السيطرة ، فمن الأفضل في بعض الأحيان الاستسلام.
5- تعاطي المخدرات
يتفق العديد من الأزواج على أن تعاطي المخدرات هو سبب رئيسي للطلاق،فعندما يخرج أحد الأطراف عن السيطرة، قد يعرض الطرف الأخر للعنف البدني ويؤذي شريكه.
6- كثرة الخلافات
من المهم حل كل خلاف بهدوء، وإلا ستزداد شدة المعارك، والسر في تجنب ذلك هو أن يشعر كلا الشريكين بالاحترام والمحبة.
7- الزواج المبكر جدا
الزواج مشروع صعب، وقد يقع كثير من الصغار في أوائل العشرينات من العمر في مشاعر الحب والرومانسية ويتزوجون دون أن يكون لديهم دراية كاملة بكل مسئوليات الزواج، ثم يبدءون في مواجهة واقع الحياة وينصدمون بها وحينها يقرروا الطلاق.
8- العلاقة الحميمة
تقع على عاتق كلا الطرفين مسؤولية حل كل ما قد يسبب مشكلة العلاقة الحميمة، حتى لا يتفاقم الأمر ويصل إلى نهاية المطاف ويقرر أحدهم الانفصال.9- اختلاف الأولويات والأهداف
حتى وأن كان الزواج عن حب، فاختلاف الأولويات والأهداف تخلق نوع من الغضب وعدم الرضا وينتهي الأمر بالانفصال، لذلك من المهم أن يشعر كلا الطرفين بالأهمية وأن لهما نفس الأولويات أو يكون لديهم أهداف مشتركة تعزز علاقتهم ببعض.
10- الأولوية للأبناء
عند إنجاب الأطفال يقوم أحد الأطراف بالاهتمام بهم فقط على حساب شريك حياته، وبالفعل الأطفال يحتاجون اهتمام أكبر لكنه قد يكون ذلك سبب في صنع شرارة للخلافات والانفصال.
أسباب الطلاق عند الرجل
الأسباب المادية
تعد القضايا والمشاكل الماليّة التي يَمُرّ بها الرجل بعد زواجه وعدم تقبلها من قِبل الزوجة واستمرار إلحاحها في الإنقاق من أهم الأسباب التي تقود إلى الطلاق والانفصال بين الزوجين، لذلك فإن عدم التوافق بين الرجل والمرأة حول كيفية ادخار وإنفاق المال وكيفية التعامل مع الأزمات الماليّة يعد سبباً رئيسياً للطلاق.
الخيانة
تعتبر الخيانة من أكثر أسباب الطلاق شيوعاً بين الأزواج، كما يعتبر هذا السبب من وجهة نظر الرجال من أصعب الأمور التي يمكن أن يتغلب عليها ويتغاضى عنها للطرف الآخر، لذا فإن الخيانة تعد مشكلة حقيقيّة وحساسة ومن أهم الأسباب التي تؤدي إلى تدهور وقلب العلاقة الزوجية وانتهاء الزواج بالطلاق والانفصال.
الشعور بالإهمال
من أكثر ما يُغيظ الرجل هو شعوره بالإهمال من قِبل الطرف الآخر، مما يجعله يعيد تفكيره في العلاقة الزوجية وتفكيره في الطلاق، ومن المعروف أن المرأة قد تُلهيها الكثير من مشاغل الحياة سواءً بانشغالها بأطفالها أو عملها، ممّا يعيقها عن تركيز اهتمامها لزوجها، وبالرغم من ذلك إلا أنه من المفروض أن تمنح زوجها الاهتمام من خلال التحدث والاستماع إليه والضحك معه، كما يُنصَح بجعل الحديث ممتعاً والامتناع عن التحدث معه في الأمور التي تخصّ الأطفال أو أي التزامات أخرى قد تُسبب الإرهاق للرجل.
الشعور بعدم المساندة
أكدت الدراسات أنّ شعور الرجل بعدم تلقيه المساندة من زوجته في الأوقات العصيبة من الأسباب التي تدفع الرجل للتفكير في تنفيذ إجراءات الطلاق، حيث يشعر الرجل في هذه الحالة بأنه يُكرّس كلّ وقته وولائه للعلاقة الزوجية، في حين أنه عندما يمر بأزمات وأوقات عصيبة فإنه يتوقع أن يجد المساندة والدعم من قِبل زوجته لكنه لا يجدها، مما يجعله يشعر بالوحدة ويشك في وجود زوجته والتزامها، وافتقاره لجهودها في إعادة تأسيس المساندة والدعم له.
أسباب الطلاق الشرعية
الأسباب الشرعية للطلاق
- وقوع النزاع والشقاق واستنفاد جميع أساليب الإصلاح، في هذه الحالة يقوم القاضي بتعيين حكمين؛ أحدهما من أهل الزوج والآخر من أهل الزوجة، وذلك بسبب التوفيق والمصالحة بين الزوجين، وإذا يئس هذان الحكمان واستبان لهم استحالة استمرار الحياة الزوجية، يحكم القاضي بالطلاق، ويعد هذا طلاقاً بائناً
- وجود عيب يمنع تحقق مقاصد النكاح، كأن يكون في أحد الطرفين مرضٌ أو شيٌ مُنفر، ومن شروط وقوع الطلاق في هذه الحالة ألاّ يكون أحدهما عالماً بالعيب، وإقرار أهل الخبرة بعدم إمكانية معالجة هذا العيب.
- امتناع الزوج عن الإنفاق على زوجته تقصيراً وبخلاً، ويعد هذا الطلاق رجعياً.
- هجران الزوج لزوجته مدةً لا تقل عن سنة من غير عذر مقبول، وهذا يعد طلاقاً بائناً.
أسباب الطلاق وعلاجه
عوامل وقوع الطلاق
لا بد للطلاق من مقدمات وأسباب وعوامل تؤدي إليه، ومنها:
- غياب المقاصد الأساسية والأصلية للزواج.
- استحضار دافع الإشباع الجنسي في الزواج وغياب دوافع الزواج الأخرى.
- عدم التأهيل والإعداد للحياة الزوجية.
- الجهل بحقيقة الزواج ومقاصده.
- ضعف الوازع الديني.
- سوء أخلاق المرأة أو الرجل.
- إهمال الواجبات الزوجية والتخلي عنها.
- سوء الاختيار.
- عدم تكافؤ الزوجين.
- اختلاف نظرة الزوجين إلى الحياة.
- الغيرة المفرطة بين الزوجين.
- غياب السكن والحوار والتواصل السليم بين الزوجين.
- الإصابة بمرض خطير؛ جسمي أو عقلي.
- المخدرات وحبوب الهلوسة.
- الخيانة الزوجية.
- اعتداء أحد الزوجين على سلطة الآخر.
- غياب الحوار واتساع دائرة الخلاف بين الزوجين.
- عمل المرأة خارج البيت.
- تحكيم المصلحة الدنيوية في الزواج.
- فقدان معاني الرجولة الحقيقية.
- عدم التوافق العاطفي والجنسي.
- تحكم بعض العادات والأعراف الفاسدة.
- الجهل بحقيقة الدين الإسلامي الحنيف، والحِكم المنطوية تحت أحكامه أو معرفتها مع عدم الالتزام بها.
الطرق العلاجية والوقائية للحد من الطلاق
- حسن الاختيار للرجل والمرأة، يشهد لذلك قوله ﷺ: «تخيروا لنطفكم …».
- الكفاءة في الزواج معتبرة لأنها تساعد على استقرار الحياة الزوجية ونجاحها، كما أنها تساهم في تجنب الزوجين لكثير من المشاكل والصعوبات، وتحفظ الحياة الزوجية من الفشل والإخفاق. وقد حث النبي على تزوج الأكفاء في قوله: «تَخَيَّرُوا لِنُطَفِكُمْ، وَانْكِحُوا الْأَكْفَاءَ، وَأَنْكِحُوا إِلَيْهِمْ».
- التأهيل للحياة الزوجية والأسرية، وذلك عن طريق التعلم والتفقه في أحكام الأسرة والحياة الزوجية وتربية الأولاد.
- التدريب على الطاعة وتحمل المسؤولية والتضحية.
- عقد دورات تدريبية وتأهيلية للمقبلين على الزواج .
- الاهتمام بالإعلام السمعي البصري بتوظيفه لخدمة الأسرة والمجتمع الإسلامي، لأن دوره كبير في التربية والتوجيه، ومسؤوليته اليوم كبيرة، ينبغي القيام بها والوقوف في وجه الحملة الشرسة التي تحاك ضد الإسلام.
بحث عن أسباب الطلاق
تعريف الطلاق
الطلاق لغة؛ من فعل طلق، وهو التخلي والترك، ويمكن استخدام الفعل طلق على نطاق واسع لوصف أي فصل رئيسي، كالانفصال عن قضية ما، وهذا يعني أنه لا يريد أن يرتبط بها مطلقًا، كما يمكن أن يكون الفصل في المال، ويمكن القول طلقتُ البلاد أي تركتها، ويعرف اصطلاحًا بأنه نهاية رسمية للزواج، ويكون الطلاق بصورة قانونية، وإذا حصل الطلاق فهذا يعني أن الزواج قد انتهى رسميًا
يعرف الزواج في الشرع بأنه حل قيد النكاح، وحكمه جائز في القرآن الكريم والسنة النبوية وإجماع العلماء المسلمين، إلا أنه مكروه وهو أبغض الحلال عند الله تعالى، فالطلاق يؤدي إلى تفكك الأسرة والمجتمعات، فإذا انعدمت العناصر التي يقوم عليها الزواج كالمحبة والسكينة والرحمة فلن يستمر الزواج، لذا شرع الله الطلاق والتفريق بين الزوجين.
كيفية الحد من الطلاق
يمكن التقليل من حالات الطلاق عن طريق نشر التوعية بين الشباب المقبلين على الزواج، وإرشادهم بطريقة تجنبهم الخلافات، وتعطيهم الحلول المناسبة للمشكلات المتوقع حدوثها بين الزوجين، وتوجد العديد من الأمور التي يجب على الزوجين معرفتها من أجل التقليل من حالات الطلاق، ومن هذه الأمور:
- ابعاد فكرة الطلاق: على الزوجين أن يدركا أن الطلاق ليس خيارًا، وعليهما البحث عن حل لمشاكلهم بعيدًا عن الطلاق. الاحترام المتبادل بين الزوجين: على الزوجين احترام بعضهما البعض، وتذكر الصفات الجيدة في الطرف الآخر وتذكير نفسه بالشخص الذي أحبه في بداية الزواج.
- التواصل الجيد بين الزوجين: إن التواصل المستمر بين الزوجين والتحدث عن المستقبل والمصالح والأحلام والتوقعات التي يتطلعان إليها، يساعد في استمرار العلاقة الزوجية.
- الاتفاق حول كيفية التعامل مع الأموال: إن المال أحد أهم أسباب الطلاق، لذا على الزوجين عمل ميزانية للمصروفات والعيش ضمن الحدود، ويمكن للزوجة العمل ومساعدة زوجها في ذلك.
- تخصيص وقت للشريك: على الزوجين أن يخصصا وقتًا يقضيانه معًا بعيدًا عن ضغوطات الحياة والعمل لتبقى أواصل التواصل والمحبة موجودة بينهما.
الاعتناء بالنفس: على كلا الطرفين أن يعتنيا بالمظهر العام، ويمكن ممارسة الرياضة، فجميع هذه الأمور لها دور في الحفاظ على العلاقة الزوجية.
أسباب كثرة الطلاق
توجد العديد من الأسباب التي تشجّع على الطلاق، إلا أن الوصول إلى قرار الطلاق ليس قرارًا لحظيًا؛ بل هو تراكم للعديد من المواقف والحوارات العقيمة والمشاعر الناقمة حتى يدرك أحد الطرفين أو كلاهما عدم جدوى المحاولة ليقررا الاستسلام في نهاية، ومن أهم الأسباب التي تؤدي إلى الطلاق ما يلي
- عدم الاستعداد النفسي أو المادي أو الجسدي للزواج:
- إذ أن كثيرًا من الأزواج يظنون أن الزواج كما تصوره الدراما والسينما، ولكنهم يتفاجأون بوجود الكثير من المسؤوليات التي تنتظر كلا الزوجين، والكثير منهم يرى نفسه أقل من تحمل مثل هذه المسؤوليات، الأمر الذي قد يدفعه إلى اللجوء للطلاق لأنه الحل الأسرع للتنصل من الضغوط والعودة إلى الحرية السابقة دون أي مسؤوليات تذكر.
- الخيانة الزوجية: وهي من أهم وأخطر أسباب الطلاق، إذ إن اكتشاف أحد الزوجين لخيانة الطرف الآخر تسبب الانفصال المبني على الخيانة العاطفية أو الجسدية على حدّ سواء، ومن أسباب الخيانة الزوجية عدم الاكتفاء بالشريك على عدة أصعدة والشعور الداخلي بالغضب والحقد على الشريك لأسباب تتعلق بخلافاتهما المستمرة على الأرجح.
- التوقعات غير المنطقية أو الواقعية بين الزوجين: مما يدفع كلًا الطرفين إلى رمي حمل إضافي على كاهل شريكه وإثقاله بالتخيلات السابقة للزواج، مما يشعر الطرف الآخر بعدم كفايته في الزواج.
- عدم التوافق بين الزوجين: سواء أكان هذا في الأفكار أو في المستوى التعليمي والثقافي لكلا الزوجين، ومع أن الاختلاف مطلوب ولكن يجب أن لا يصل إلى حدود كبيرة تؤدي إلى تباعد الأفكار والأهداف، ومن أهم الآثار التابعة لعدم التوافق تنمية التصرفات الأنانية بين الزوجين والجدال المستمر دون الوصول إلى نتيجة مرضية للطرفين وعدم التواصل اللفظي أو الجسدي بينهما وعدم توفر الدعم المعنوي العاطفي في الزواج.
- عدم تفهم أحد الزوجين لاحتياجات الطرف الآخر: إذ أن للرجال احتياجات مختلفة عن احتياجات النساء، ومحاولة تلبية بعضها على حساب الطرف الآخر من الأسباب التي تؤدي إلى الحقد والبعد بين الطرفين وفي النهاية إلى الطلاق، وفي الواقع إن شريك الحياة هو الشخص المسؤول عن تلبية مختلف احتياجات الطرف الآخر ولو كان ذلك على حساب نفسه، شريطة تلقي نفس الأولوية في حياة الشريك لا مقابلة الحسنى بالأنانية.
- التدخل السلبي للأهل: إذ أنه في الكثير من الأسر تجد الأهل وخاصة الأم كثيرة التدخل في حياة ابنها أو ابنتها، مما يسبب نشوب الخلافات بين الزوجين؛ وفي الواقع أثبتت الدراسات تمتع الزوج بزواج أطول بنسبة 20% في حال وجود علاقة طيبة تجمعه مع أهل زوجته، في حال ترتفع نسبة الطلاق لدى الزوجة في حال خضوعها لأهل الزوج بنسبة 20%.
نتائج الطلاق
مما لاشك فيه أن ديننا الإسلامي قد جعل الطلاق في أضيق الحدود، وفي حالة استحالة العشرة بين الزوجين، وبما لا تستقيم معه الحياة الزوجية، وصعوبة العلاج إلا به وحتى يكون مخرجاً من الضيق وفرجاً من الشدة في زوجية لم تحقق ما أراده الله – سبحانه وتعالى- لها من مقاصد الزواج التي تقوم على المودة والسكن النفسي والتعاون في الحياة.
كما أن الطلاق ظاهرة عامة وموجودة في كل المجتمعات وبنسب متفاوتة وهو أمر عرفته البشرية من قديم الزمان، وكانت له طرق وأشكال تختلف من بيئة إلى بيئة، ومن عصر إلى عصر، وقد أقرّته جميع الأديان كلٌ بطريقته، كما عرفته عرب الجاهلية لأنه كان شريعة إبراهيم وإسماعيل – عليهما السلام -، ففي حديث البخاري أن سيدنا إبراهيم – عليه السلام- قال لزوجة ولده إسماعيل التي شكت حاله قولي له: يغير عتبة داره، ففهم إسماعيل من ذلك أنه ينصحه بطلاقها، فطلقها [1].
وعندما جاء الإسلام كان امتداداً لدين إبراهيم كما قال الله تعالى: ?ثم أوحينا إليك أن اتبع ملة إبراهيم حنيفاً?[2]. فأقرّ الإسلام الطلاق ونظمه تنظيماً دقيقاً مراعياً في ذلك استقرار الأسرة وسعادتها من ناحية وحفظ كيان المجتمع البشري بأكمله من ناحية أخرى، يقول الله تعالى: ?الطلاق مرتان فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان?[3].
ولو وضع الإسلام أو المشرع قانوناً يُحرم الطلاق لصاح الناس: هذا ظلم مبين، وهذا ما فطن إليه الفيلسوف الإنجليزي “بنتام” في كتابه “أصول الشرائع”، فقال: “لو ألزم القانون الزوجين بالبقاء – على ما بينهما من جفاء- لأكلت الضغينة قلوبهما، وكاد كلٌ منهما للآخر، وسعى إلى الخلاص منه بأية وسيلة ممكنة، وقد يهمل أحدهم صاحبه، ويلتمس متعة الحياة عند غيره، ولو أن أحد الزوجين اشترط على الآخر عند عقد الزواج ألا يفارقه، ولو حلّ بينهما الكراهية والخصام محل الحب والوئام لكان ذلك أمراً منكراً مخالفاً للفطرة ومجافياً للحكمة، وإذا جاز وقوع هذا بين شابين متحابين، غمرهما شعور الشباب فظناً ألا افتراق بعد اجتماع، ولا كراهة بعد محبة، فإنه لا ينبغي اعتباره من مشرع خير الطباع، ولو وضع المشرع قانوناً يُحرم فض الشركات ويمنع رفع ولاية الأوصياء، وعزل الشركاء ومفارقة الرفقاء، لصاح الناس: هذا ظلم مبين. وإذا كان وقوع النفرة، واستحكام الشقاق والعداء ليس بعيد الوقوع فأي الأمرين خير؟ أربط الزوجين بحبلٍ متين، لتأكل الضغينة قلوبهما، ويكيد كلٌ منهما للآخر؟، أم حل ما بينهما من رباط وتمكين كلٌ منهما من بناء بيت جديد، على دعائم قويمة، أو ليس استبدال زوج بآخر خير من ضم خليلة إلى امرأة مهملة، أو عشيق إلى زوج بغيض ؟}[4].
والحقيقة أن الإسلام كره الطلاق ونفَّر منه والرسول – صلى الله عليه وسلم- قال: “ما أحل الله شيئاً أبغض إليه من الطلاق}[5]، واعتبر الحياة الزوجية لها قدسية خاصة لابد من احترامها، وأن هدمها ليس بالأمر السهل، فهي ميثاق غليظ ينبغي عدم نقضه بسهولة، والقرآن الكريم يقول فيه: ?وأخذنا منكم ميثاقاً غليظاً?[6].
وقد ذكر “الكاساني}” في “بدائع الصنائع” أن النبي – صلى الله عليه وسلم- قال: “تزوجوا ولا تطلقوا، فإن الطلاق يهتز له عرش الرحمن}[7].
وهذا دليل على أن الإسلام صان قداسة الزوجية من العبث بها، لما يترتب على ذلك من أضرار تقع على الأسرة وعلى المجتمع الإسلامي بأكمله، فوضع العقبات في طريق الطلاق ليمنع وقوعه أو يؤخره، وحبَّذ التريث في معالجة ما ينشب بين الرجل وامرأته لعل الأمور تعود إلى طبيعتها وهذا ما أوضحته آية الطلاق: ?لا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمراً? [8]، وذلك لآن الطلاق هو موقف مؤقت لعلاقة لم تتحقق فيها مقاصد الزواج كما ذكرت، ولكنها أيضاً ليست حسماً صارماً، ومن هنا لا يرتضي الإسلام هذه الكلمة في كل وقت بل جعل لها أوقاتاً خاصة عند استحالة العشرة، بل واستبقى مجالاً للحياة الزوجية بعد الطلاق لعل مشاعر الحب تعود بينهما مرة أخرى أو يتدخل أهل الخير في جو هادئ لإصلاح الصدع بينهما وأولى الناس بهذه المهمة أقارب الزوجين، يقول الله تعالى: ?وإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكماً من أهله وحكماً من أهلها إن يريدا إصلاحاً يوفق الله بينهما?[9].
ولكن في الآونة الأخيرة كانت ظاهرة الطلاق أمراً مزعجاً لدى الأسرة المسلمة لما طرأ عليها من ارتفاع قد تكون نتيجة الظروف الراهنة التي تواجه المجتمعات الإسلامية أو التفكك الذي يعيش فيه العالم الإسلامي اليوم، أو التقصير في الحقوق الزوجية سواء كانت مادية أو معنوية أو اجتماعية الأمر الذي جعل كثيراً من المهتمين والمتخصصين والغيورين على الدين الإسلامي إفراد الأبحاث والمؤتمرات لدراسة هذه الظاهرة الخطيرة على بناء وكيان الأسرة المسلمة، وإيجاد الحلول المناسبة للحد منها.
وقد قرأت رأياً للدكتورة/ هبة إبراهيم عيسى أستاذة الأمراض النفسية والعصبية في كلية الطب، جامعة عين شمس ملفتاً للانتباه ويؤكد خطورة ظاهرة الطلاق على بناء وكيان المجتمع الإسلامي، وبينت الآثار الخطيرة المترتبة عليه، فهي ترى أنه: “كثيراً ما يختلف الزوجان في خلافات حادة، ويكون فيها الطلاق حتمية مؤكد، وفي حالات أخرى يكون الطلاق نتيجة للعناء الذي قد يصل إلى كثير من التوتر بين طرفي العلاقة، وقد يؤدي إلى أعراض نفسية قد تصل إلى أمراض كالاضطرابات النفسية الجسمية: كالقيء المتكرر، أو ارتفاع ضغط الدم، أو الصداع المزمن، أو ظهور طفح جلدي. وقد يذبل الطرف الذي يعاني القلق والاكتئاب، ويصاب بفقدان الشهية مع كسل شديد وعدم الاهتمام بأي شيء وفقدان الوزن}[10]. فمثل هذه النتائج الخطيرة تستدعي منا فعلاً الوقوف بتأني أمام ظاهرة الطلاق والعمل على الحد منها بكل الحلول والوسائل المتاحة.
وفي هذه الدراسة أسأل الله – العلي القدير- أن يوفقني في بيان الآثار الشرعية والاجتماعية والتربوية، وأيضاً الآثار الاقتصادية الناتجة عن الطلاق، وسأقدم دراسة إحصائية لحالات الطلاق في محافظة غزة للسنوات الثلاث قبل انتفاضة الأقصى والتي بدأت بتاريخ 28/9/2000م وللسنوات الثلاث بعدها، وبيان آثار انتفاضة الأقصى على الطلاق وذلك بحكم اطلاعي المباشر على كثير من هذه الحالات بصفة عملي كقاضي غزة الشرعي في تلك الآونة.