أهمية الخطبة في الإسلام
تكمن أهمية الخطبة بكونها مرحلة تعارفية ليستطيع كل من الرجل والمرأة بناء علاقتهما على أسس متينة ويفهم كل منهما الآخر ويستطيع تقبله والتقرب في المشاعر من بعضهما البعض، وليصبحوا أصدقاء قبل أن يصبحوا أحباء وأزواج؛ لأن الأمر ينعكس في وقت لاحق على مدى معرفة كل منهما الآخر، ولكي لا يشعروا بالندم لعدم معرفتهما لبعضهما جيدًا قبل اختيار هكذا قرار وليتفقوا على أمور خاصة في حياتهم قد لا تعجب الطرف الآخر وقد يطلب أحدهما التنازل في أمر يهم الآخر ويصبح لديهم القدرة على التحدث دون وجود حواجز تعيق عملية التواصل والحوار المتبادل الذي قد يوجد مظاهر اختلاف ونقاط مختلفة، وعند حدوث مشكلة يجب العمل على حلها وإنهائها بشكل لا يؤثر عليهما بدلًا من تفاقمها لتجنب حدوث مشاكل ومعيقات تعترض الحياة الزوجية وسيرها في طريق مشترك خالٍ من الأمور المزعجة والمطبات التي تسبب برود وفتور بينهم، وفي فترة الخطوبة لا يجب تجاوز بضعة حدود قد تسبب مشاكل في العلاقة أو اضطرابات تقلق كلاهما؛ كمشاعر أحدهما عن إحدى العلاقات السابقة التي قد تسبب ضيق للطرف الآخر وتزعجه، أو التحدث عن أمور حميمية وأسرار ومشاكل أسرية وأمور أخرى مبكرة لطرفين جديدين مقبلان على علاقة مقدسة.
تعريف الخطبة الجمعة
يعرف فن الخطبة أو الخطابة بأنّه من أنواع فن التحدث مع الجمهور وجذبه إلى الإصغاء باهتمام بعد الاستماع العابر، ثمّ التأثر فيه، وتختلف أنواع الخطب باختلاف الجمهور والهدف المراد منها والمناسبة أيضاً، فإما أن يكون مضمون الخطبة دينياً يدور حول الدعوة والوعظ والإرشاد، وإما سياسياً يتم تقديمه في المؤتمرات السياسية واللقاءات الدولية، وإما حربياً يقدمه الجنود والعساكر بين بعضهم لشحذ الهمم على الجهاد وحماية الوطن.
بحث عن الخطبة doc
http://www.saaid.net/book/12/4981.doc
الخطبة في الإسلام واحكامها
تُعرّف الخِطبة بأنّها إظهار رغبة الزواج بامرأةٍ مُعيّنةٍ وإعلام وليّها بذلك، وتتعلق بها مجموعةٌ من الأحكام والآداب الشرعيّة كما يأتي:
- يحرّم على المسلم أن يخطِب على خِطبة أخيه الذي أُجيب لطلبه ولو عن طريق التعريض، وذلك إذا علم الخاطب الثاني بذلك، ويرجع سبب ذلك إلى ما يُؤدّي إليه من إفسادٍ على الخاطب الأوّل وما يمكن أن يحصل بين الاثنين من عداوةٍ وبغضاءٍ.
- يحرّم على المسلم أن يُصرّح بخِطبة المعتدّة من طلاقٍ بائنٍ، ويجوز له أن يُعرّض بذلك، كأن يقول أتمنى أن يرزقني الله بزوجةٍ صالحةٍ ونحوه، وسبب المنع الخشية من أن تعجل المرأة بالإخبارعن انقضاء عدّتها قبل حصول ذلك فعلاً حرصاً منها على الزواج، أمّا بالنسبة للمعتدّة من طلاقٍ رجعيٍّ فيحرّم التصريح والتعريض بخطبتها على حدٍ سواءٍ؛ لأنّها لا زالت في حكم المتزوّجة.
- يجب على المسلم إن استُشير في خاطبٍ أو مخطوبةٍ أن يذكر ما فيه من محاسنٍ ومساوئٍ، ولا يعتبر ذلك من الغيبة المحرّمة، بل من النصيحة الممدوحة بالشرع.
- تعتبر الخطبة مجرد وعدٍ بالزواج، وليست زواجاً، لذلك فيبقى كُلّ من الخاطبين في حكم الأجنبيّ عن الآخر.
مشروعية الخطبة للزواج
الخطبة مشروعة للزواج وقد ذهب بعض العلماء إلى أنها مستحبة.
قال النووي: الخطبة بكسر الخاء، قال الغزالي: هي مستحبة ويمكن أن يحتج له بفعل النبي صلى الله عليه وسلم وما جرى عليه الناس، ولكن لا ذكر للاستحباب في كتب الأصحاب وإنما ذكروا الجواز. روضة الطالبين.
لكن ينبغي التنبيه على أن الخاطب حكمه حكم الأجنبي عن المرأة حتى يعقد عليها، وراجعي الفتوى رقم: 15127.
والأولى لمن قدر على الزواج أن يعجل به ولا يؤجله من أجل الدراسة أو غيرها.
والله أعلم.