مرض فيروس إيبولا (بالإنجليزية: Ebola Virus Disease اختصاراً EVD) أيضا الحمى النزفية إيبولا (بالإنجليزية: Ebola Hemorrhagic Fever اختصاراً EHF)، أو ببساطة إيبولا (بالإنجليزية: Ebola)، هو مرض يصيب البشر وغيرها من الرئيسيات الناجمة عن فيروس إيبولا es. العلامات والأعراض تبدأ عادة بين يومين وثلاثة أسابيع بعد الإصابة بالفيروس مع الحمى، التهاب الحلق، آلام في العضلات، والصداع. ثم ، قيء, إسهال وطفح عادة ما تحدث، جنبا إلى جنب مع انخفاض وظائف كلا من الكبد والكلى. في هذا الوقت يبدأ بعض الناس إلى النزف كلا من داخليا وخارجيا. المرض ذو مخاطر عالية من الموت، مما أسفر عن مقتل ما بين 25 و90 في المئة من المصابين في المتوسط نحو 50 في المئة. هذا غالبا ما يرجع إلى انخفاض ضغط الدم من فقدان السوائل، وعادة ما يلي بعد 6-16 أيام من ظهور الأعراض.
وينتشر الفيروس عن طريق الاتصال المباشر مع السوائل في الجسم ، مثل الدم، في الشخص المصاب أو الحيوانات الأخرى . قد يحدث هذا أيضا من خلال الاتصال مع مادة ملوثة مؤخرا مع سوائل الجسم. انتشار المرض عن طريق الهواء بين الرئيسيات، بما في ذلك البشر، لم يتم توثيقه في أي مختبر أو تحت الظروف الطبيعية. إن المني أو حليب الثدي لشخص بعد الشفاء من مرض فيروس إيبولا قد لا يزال يحمل الفيروس لعدة أسابيع أو أشهر. يعتقد أن خفافيش الفاكهة أن تكون هي المضيف الطبيعي للمرض، وهي قادرة على نقل الفيروس دون أن تتأثر به. أمراض أخرى مثل الملاريا ، الكوليرا، حمى التيفوئيد، التهاب السحايا وغيرها الحمى النزفية الفيروسية قد يشبه مرض فيروس إيبولا. يتم اختبار عينات من الدم للحمض نووي ريبوزي الفيروسي، الأجسام المضادة الفيروسية أو الفيروس نفسه للتأكد من التشخيص.
فيروس ايبولا زائير
- مرض فيروس الإيبولا المعروف سابقاً باسم حمى الإيبولا النزفية، هو مرض وخيم يصيب الإنسان وغالباً ما يكون قاتلاً.
- وينتقل الفيروس إلى الإنسان من الحيوانات البرية وينتشر بين صفوف التجمعات البشرية عن طريق سريانه من إنسان إلى آخر.
- ويبلغ معدل إماتة حالات الإصابة بمرض فيروس الإيبولا نسبة 50% تقريباً في المتوسط، ولكن هذا المعدل تراوح بين نسبتي 25% و90% في الفاشيات التي اندلعت في الماضي.
- ومن الضروري إشراك المجتمع المحلي في الأمر لتكليل مكافحة فاشيات المرض بالنجاح، لأن جودة مكافحتها تتوقف على تنفيذ مجموعة من التدخلات، ألا وهي تدبير الحالات علاجياً وترصد مخالطي الحالات وتتبعهم وتقديم خدمة مختبرية جيدة والاضطلاع بمراسم الدفن الآمن والتعبئة الاجتماعية.
- ويؤدي الإبكار في احتضان الفرد بالرعاية الداعمة بالإماهة وعلاج أعراضه المرضية إلى تعزيز بقائه على قيد الحياة. ولا يوجد حتى الآن علاج مرخص ومجرب لتحييد الفيروس، ولكن يُعكف على تحضير طائفة واسعة من علاجات الدم وجهاز المناعة والأدوية.
مرض ايبولا في السعودية
أعلنت وزارة الصحة السعودية، أمس، أنها رصدت في أحد مستشفيات جدة غرب المملكة، حالة مرضية لمواطن سعودي في العقد الرابع من العمر، ظهرت عليه أعراض الإصابة بفيروس «إيبولا».. فيما أعلن البنك الدولي أنه سيقدم مساعدة عاجلة بقيمة 200 مليون دولار لمواجهة الوباء.
وذكرت الوزارة، في بيان لها نشر على موقعها الإلكتروني، أن المريض ظهرت عليه أعراض الإصابة بأحد فيروسات الحمى النزفية بعد عودته من رحلة عمل إلى سيراليون خلال شهر رمضان الماضي.
وأضافت الوزارة: «نتيجة تشابه أعراض هذه الإصابة بأعراض الإصابة بفيروس إيبولا، اتخذت وزارة الصحة عدداً من الإجراءات للتأكد من عدم إصابة المريض بهذا الفيروس».
اختبارات إضافية
وأوضحت الوزارة أن الاختبارات الأولية التي أجريت في مختبر متخصص أكدت عدم إصابة المريض بحمى الضنك، الأمر الذي يستلزم القيام بمجموعة إضافية من الاختبارات للكشف عن إمكانية الإصابة بأي من الفيروسات النزفية كالحمى الصفراء والخمرة لما لهما من أعراض مشابهة.
وأشارت الوزارة إلى أنها قامت «بإرسال عينات الدم الخاصة بالمريض إلى مختبر دولي معتمد بالتنسيق مع منظمة الصحة العالمية للكشف عن الإصابة بفيروس إيبولا، علماً أن هناك عدداً محدوداً جداً من المعامل الدولية المعتمدة للقيام بهذه النوعية من الاختبارات على مستوى العالم».
يذكر أن حالة المصاب حرجة، كما ذكرت الوزارة في بيانها، وقد قامت الوزارة بنقله حسب المعايير العالمية إلى مستشفى متخصص تابع لوزارة الصحة في جدة، وذلك ليتم عزله في ظروف مناسبة، كون المستشفى يضم وحدات العزل اللازمة للتعامل مع الحالات المرضية المشابهة.
مساعدة دولية
في موازاة ذلك، أعلن البنك الدولي أنه سيقدم مساعدة عاجلة بقيمة 200 مليون دولار إلى غينيا وليبيريا وسيراليون لمساعدة هذه الدول الثلاث على احتواء وباء «إيبولا».
وأعرب رئيس البنك جيم يونغ كيم، وهو طبيب متخصص في الأمراض المعدية، في بيان، عن قلقه إزاء هذا الفيروس الوبائي، مؤكداً أن «أرواحاً كثيرة معرضة للخطر إذا لم نتمكن من الحد من وتيرة انتشار وباء إيبولا».
وأضاف كيم: «أراقب باستمرار الأثر القاتل للمرض وأنا حزين جداً لرؤيته يصيب عاملين في المجال الصحي وعائلات ومجتمعات».
وخلال مؤتمر عبر الهاتف، أوضح رئيس البنك الدولي أنه سيحيل بسرعة هذه المساعدة العاجلة إلى مجلس إدارة البنك للتصويت عليها، مؤكداً أن المجلس أعرب عن «دعمه الكامل» لهذه المساعدة.
دعم طبي واقتصادي
وستنفق هذه الأموال على إجراءات قصيرة الأمد تتعلق بالدعم الطبي وأخرى طويلة الأمد تتعلق بالدعم الاقتصادي والاجتماعي والتنموي، بحسب ما أوضح رئيس البنك الدولي.
من جهته، أوضح نائب رئيس البنك الدولي لمنطقة إفريقيا مختار ديوب أن إقرار هذه المساعدة رسمياً سيتم بحلول نهاية الأسبوع.
وأكد ديوب أن الدول المصابة بالفيروس «هي كلها دول ضعيفة وبحاجة إلى رد سريع».
وفي هذا الإطار، صرح كيم: «لقد قالوا لنا نحن بحاجة لكل شيء».
وأكد المسؤولان أن هذه المساعدة ستتم بـ«تنسيق وثيق الصلة» بمنظمة الصحة العالمية، مشيرين إلى أن الأموال ستذهب إلى الحكومات ولكنها ستمر عبر منظمة الصحة العالمية.
اسباب مرض ايبولا أعراضه
مرض فيروس إيبولا مميت في 50-90% من الحالات في مناطق غرب أفريقيا حيث الأنظمة الصحية الهشة. ولذلك فإن المرضى الذين يتلقون عناية طبية باكرة لديهم فرصة أكبر في الشفاء. فلو استعرضنا نسبة الوفيات بمرض فيروس الإيبولا في الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا حيث الرعاية الصحية الجيدة سنجدها تنخفض لنحو 18.5% فقط من مجمل المرضى المصابين بالفيروس.
منذ آذار/ مارس عام 2014، شهد غرب أفريقيا أكبر تفش لمرض الإيبولا في التاريخ، مع العديد من البلدان المتضررة. ورداً على تفشي المرض، تم تنشيط مركز عمليات الطوارئ لتنسيق أنشطة المساعدة والمراقبة التقنية مع وكالات دولية وأخرى تابعة للحكومة الأمريكية، ومنظمة الصحة العالمية.
كما نشرت CDC)) فرق من خبراء الصحة العامة في غرب إفريقيا. وقد تمت السيطرة على الانتقال واسع النطاق لفيروس إيبولا في غرب أفريقيا، على الرغم من أن حالات إضافية ما زالت تسجل بشكل متقطع. وقد أشار آخر تحديث فيما يتعلق بعدد الحالات بتاريخ 17/02/2016 والصادر عن منظمة الصحة العالمية (WHO) بالتالي:
عدد الحالات الكلية المصابة بالمرض حتى تاريخه: 28,639 حالة.
عدد الحالات المؤكدة مخبريا حتى تاريخه: 15,251 حالة.
عدد الوفيات الكلية حتى تاريخه: 11,316 حالة وفاة
وقد احتلت جمهورية سيراليون المركز الأول فيما يتعلق بعدد الحالات الكلية المصابة بالفيروس حيث بلغت 14122 إصابة، وبلغ عدد الوفيات الكلي فيها 3955 حالة وفاة، بينما احتلت ليبيريا الصدارة بعدد الوفيات بهذا المرض حيث بلغت الوفيات 4809 حالة من أصل 10675 إصابة، وكل ذلك وفقا لإحصاءات صدرت عن منظمة الصحة العالمية.
أعراض مرض فيروس الإيبولا
تبدأ أعراض المرض بالظهور بعد فترة الحضانة (المدة بين فترة الإصابة بالمرض وبداية ظهور الأعراض) على شكل:
- حمى
- ألم رأس شديد
- ضعف جسدي
- آلام عضلية
- ألم في الرأس
- التهاب في الحلق.
- ومن ثم يتلوها أعراض كالإسهال والتقيؤ وطفح جلدي وألم في البطن (المعدة) ونقص في الشهية.
ويمكن أن يعاني بعض المرضى من احمرار في العيون وطفح جلدي وصعوبة في التنفس والبلع، ونزيف داخلي وخارجي (مثال على ذلك: نزيف خارجي بسيط – أي نزف من اللثة، الأنف أو الأذن ونزيف داخلي يظهر عادة على شكل دم في البراز)، وفي حال تطور المرض إلى مراحل متقدمة، فإنه قد يدخل المصاب في غيبوبة قد تودي بحياته.
وتتراوح فترة حضانة فيروس الإيبولا بين يومين إلى واحد وعشرين يوماً، ولكن في المتوسط فإن أعراض هذا المرض تحتاج ما بين ثمان إلى عشرة أيام فقط للظهور، ويعتبر الإنسان المصاب بالمرض غير معدٍ حتى تتطور أو تظهر لديه أعراض المرض، وذلك وفقا لمعلومات نشرتها منظمة الصحة العالمية (WHO) بخصوص المرض.
حيث “أن الفيروس لا يستطيع أن ينتقل من شخص مصاب إلى شخص سليم ما لم تبدأ الأعراض بالظهور “وذلك وفقاً لمراكز السيطرة والوقاية من الأمراض (Centers for Disease Control and Prevention – CDC)، وهي مراكز تابعة لوزارة الصحة والخدمات البشرية الأمريكية.
ومن الضروري الإشارة إلى تشابه بعض أعراض المرض وأعراض أمراض معروفة أخرى مثل: الملاريا (Malaria) و الحمى التيفية (Typhoid Fever)، والتي تمتلك أعراض مشابهة في مراحلها المبكرة، ولذلك فإن التقييم الطبي الصحيح والباكر ضروري من أجل إجراء التشخيص التفريقي (وهو التشخيص الذي يميز بين أمراض تتشابه بنفس الأعراض) وذلك لوصف العلاج المناسب.
ولذلك فمن الضروري، وفي حال الشعور بأعراض مشابهة وبخاصة لو تزامنت مع زيارة لأحد الدول الإفريقية المعروفة بانتشار المرض مثل: غينيا وليبيريا، التزام المنزل والاتصال بالطبيب أو مراكز العناية الصحية في بلدك للتأكد من عدم الإصابة بهذا المرض، ولتلقي العلاج باكرا في حال الإصابة لا قدر الله
أسباب وعوامل خطر مرض فيروس الإيبولا
طرق انتشار مرض الإيبولا
يُعتقد أن الخفافيش من فصيلة بتيروبوديداي (Pteropodidae) هي المضيف الطبيعي لفيروس الإيبولا.
كما انتقل هذا الفيروس بداية إلى الإنسان عن طريق عدوى من حيوانات برية مصابة من خلال التماس المباشر مع دمها أو مفرزاتها أو عن طريق تناول لحومها، ومن هذه الحيوانات: القرود والشمبانزي وظباء الغابة في الغابات الماطرة. ومن ثم أخذ الفيروس بالانتقال من إنسان إلى آخر عن طريق الاتصال المباشر؛ بدم وسوائل الشخص المصاب.
كما أصيب العديد من طواقم الرعاية الصحية وذوي المصابين بهذا المرض أثناء الاعتناء بهم، إما عن طريق الاتصال المباشر بجسم المريض أو عن طريق تنظيف سوائل جسمه، ومن الممكن انتقال الفيروس عن طريق أدوات المريض أيضا مثل: الثياب والحقن التي تكون ملوثة بهذه السوائل.
كما ينتقل هذا الفيروس من خلال التماس مع الجروح والأنسجة المخاطية المصابة مثل: الجلد، العيون، الأنف، الفم. أما بالنسبة لحليب الثدي فقد تم عزل فيروس الإيبولا من حليب الأم بعد 15 يوم من بداية المرض، ووجد أن الفيروس يبقى في حليب الأم حتى بعد تعافيها من المرض. وبالتالي فإنه يجب على الأم المصابة الامتناع عن إرضاع طفلها في حال وجود مصدر آخر للغذاء.
ومن المهم معرفة أن هذا الفيروس لا ينتقل عن طريق الهواء أو الطعام أو الماء. كما أوصت البحوث المبدئية من قبل منظمة الصحة العالمية (WHO) ومراكز السيطرة على الأمراض (CDC) بالتخلص من النفايات السائلة الملوثة بفيروس إيبولا في مياه الصرف الصحي أو أنظمة المعالجة دون تعقيم، كما أظهرت دراسة حديثة أجراها باحثون في جامعة بيتسبرغ (The University of Pittsburgh) ونشرت بتاريخ 27 آب/أغسطس عام 2015 “أن فيروس إيبولا يمكن أن يبقى في مياه الصرف الصحي بتراكيز معتبرة (قابلة للكشف) ولمدة 8 أيام”. حيث أنه لم يكن متوقعاً أن يبقى الفيروس على قيد الحياة في مياه الصرف الصحي قبل ذلك. وليس هناك دليل على أن البعوض أو الحشرات الأخرى ممكن أن تنقل هذا الفيروس. فيما الإنسان المصاب مصدراً للعدوى طالما أن الفيروس موجود في دمه أو إفرازاته.
هل ينتقل فيروس إيبولا عن طريق الاتصال الجنسي؟
تم عزل فيروس الإيبولا في السائل المنوي والسوائل المهبلية لعدد من المصابين بهذا الفيروس والذين تعافوا منه، ولذلك فمن الممكن أن ينتقل هذا الفيروس عن طريق الاتصال الجنسي.
حيث أن القيام بعلاقة جنسية مع المرضى المصابين بدون استخدام وسائل وقائية يمكن أن يسبب العدوى. (تشير دراسات حديثة إلى إمكانية بقاء الفيروس في السائل المنوي للذكر المصاب لعدة أشهر حتى بعد التعافي من المرض).
ولكن لا زالت هناك حاجة إلى المزيد من البيانات والأبحاث فيما يتعلق بانتقال العدوى عن طريق الاتصال الجنسي، لذا فقد أصدرت منظمة الصحة العالمية مجموعة من التعليمات الوقائية بالخصوص نوجزها بالنقاط التالية:
يجب على كل المرضى الناجين من الفيروس وأزواجهم أن يتلقوا مشورة طبية لضمان ممارسة جنسية آمنة حتى يصبح السائل المنوي خاليا من الفيروس بعد إجراء اختبارين متتالين. حيث أنه يجب أن تتم الممارسة الجنسية خلال هذه الفترة من خلال وسائل حماية خاصة مثل الواقي الذكري (Condoms).
يجب على الذكور الناجين من الفيروس أن يقوموا بإجراء فحص للسائل المنوي بعد 3 أشهر من بداية المرض وبعدها؛ إذا كان الاختبار إيجابيا يجب أن يقوموا بإعادة هذا الاختبار كل شهر حتى يصبح هذا الاختبار سلبيا ولمرتين متتاليتين، والفترة الفاصلة بين هذين الاختبارين يجب ألا تقل عن أسبوع. (الاختبار يجب أن يتم من خلال فحص يدعى (RT-PCR) الذي ستتعرف عليه في فقرة لاحقة خلال هذا المقال).
في حال كان الاختبار سلبياً ولمرتين متتاليتين، ممكن أن يعود المريض إلى الممارسة الجنسية الطبيعية وبدون خوف من انتقال العدوى للشريك الجنسي.
لمزيد من الحيطة والحذر، فقد أوصت منظمة الصحة العالمية توصي الذكور الناجين من الفيروس بالعودة للممارسة الجنسية الآمنة والصحية بعد 12 شهراً من بداية الأعراض أو حالما يصبح السائل المنوي خالياً من الفيروس بعد اختبارين متتاليين كما ذكرنا سابقاً.
كما توصي منظمة الصحة العالمية جميع المرضى المصابين من الإناث واللاتي تعافين من الفيروس بالامتناع عن كافة أنواع الممارسات الجنسية (الجنس الفموي والشرجي) وحتى أنشطة المثلية الجنسية، لمدة لا تقل عن ثلاثة أشهر منذ بدء ظهور الأعراض أو بعد إجراء فحصين متتاليين وكانت النتيجة سلبية، أو استخدام الوسائل الوقائية اللازمة مثل: الواقي الأنثوي.
تشخيص مرض فيروس الإيبولا
من الصعب تشخيص الإيبولا عند الأشخاص المصابين به في بداية أيام الإصابة بالمرض، وذلك لأن الأعراض، مثل: الحمى تًعتبر غير نوعية لهذا المرض (أعراض مشتركة مع أمراض أخرى)، وتشاهد في عدد من الأمراض الشائعة مثل: الملاريا والحمى التيفية.
لكن يجب أن يتم عزل المريض وإبلاغ السلطات الطبية إذا كان لديه أحد أو كل أعراض الإيبولا وبخاصة إذا ما كان المريض قد تعرض سابقا لأحد العوامل أو الظروف التالية:
دم أو إفرازات من شخص مصاب بالمرض أو ميت مصاب بالإيبولا.
أدوات ملوثة بدم أو سوائل من جسم شخص مريض أو إنسان ميت مصاب بالفيروس.
سائل منوي من رجل شفي من فيروس الإيبولا.
في حال ظهور الأعراض وثبوت تعرض المريض لأحد الظروف السابقة، يصبح من الضروري جدا عزل المريض والبدء بإجراء الفحوصات المخبرية للتأكد من إصابته أو سلامته من الإصابة بمرض الإيبولا. حيث يمكن اكتشاف فيروس الإيبولا في دم المريض فقط بعد ظهور الأعراض، خاصة ارتفاع الحرارة (الحمى)، والتي تترافق مع تطور دورة حياة الفيروس في جسم المريض المصاب.
وربما نحتاج إلى ثلاثة أيام بعد ظهور الأعراض لتصل إلى مستويات قابلة للكشف من الفيروس مخبريا ولك باستخدام أحد الفحوصات المخبرية التالية:
الفحوص الطبية المستخدمة في تشخيص الإيبولا
خلال عدة أيام من ظهور الأعراض يمكن أن نستخدم واحداً من الفحوص التالية لتشخيص المرض:
فحص مقايسة التمييز المناعي المرتبط بالأنزيم (ELISA): وهي تقنية مخبرية تستخدم لقياس تركيز مادة نريد تحليلها (عادة أجسام مضادة أو مستضدات).
تفاعل البلمرة المتسلسل (PCR): وهي تقنية مخبرية في مجال البيولوجيا الجزيئية تستخدم لتضخيم نسخة واحدة أو عدة نسخ من الحمض النووي للفيروس، من أجل الحصول على ملايين النسخ منه وبالتالي معرفة جينات الفيروس.
عزل الفيروس عن طريق زرع الخلايا (Virus isolation): وهي عملية يتم فيها تأمين الظروف اللازمة لنمو الفيروس وتكاثره. عن طريق إنشاء مزارع خاصة له ليسهل كشفه.
الفحص بالمجهر الإلكتروني.
أما لاحقاً في مرحلة حصول المرض أو فترة الشفاء نستخدم اختبار الأضداد IgM and IgG antibodies)) أي كشف الأجسام المضادة التي يصنعها الجسم لمواجهة الفيروس.
ولقد اقترحت دراسة حديثة نُشرت بتاريخ 27 تشرين الأول/ أكتوبر عام 2014 وقام بها علماء في جامعة هارفارد في معهد ويس للهندسة البيولوجية في بوسطون (Harvard University’s Wyss Institute for Biological Inspired Engineering in Boston) أنه من الممكن إجراء فحوصات سريعة ورخيصة عن طريق شرائط ورقية لكشف فيروس إيبولا، وذلك عن طريق العمل في مجال البيولوجيا التركيبية والجمع بين العلوم والهندسة لفهم ونسخ عمل وآلية الحياة البيولوجية لهذا الفيروس.
ووفقاً للدراسة من الممكن مستقبلاً إجراء اختبارات سريعة وموثوقة لتشخيص هذا المرض من خلال قطرات من الدم واللعاب، توضع على شرائط من الورق المتضمنة الدوائر البيولوجية الاصطناعية للفيروس. إلا أن هذه الدراسة تعثرت أمام التقدم في علم الأحياء الاصطناعية، لأن العلماء لم يتمكنوا من تطوير الآليات الاصطناعية داخل الخلايا الحية حتى هذه اللحظة.
مرض ايبولا موضوع
مرض الإيبولا
يُعرف مرض فيروس الإيبولا (بالإنجليزية: Ebola virus disease) علمياً بحمّى الإيبولا النزفية (بالإنجليزية: Ebola hemorrhagic fever) وينتج بسبب الإصابة بعدوى فيروس الإيبولا الذي يعود لعائلة الفيروسات الخيطية (بالإنجليزية: Filoviridae)، ويُعتبر مرضاً فيروسياً حيوانيّ المنشأ (بالإنجليزية: Zoonotic virus) لأنّه بدأ بالحيوان ثم انتشر ووصل إلى الإنسان، وقد ظهر هذا الداء لأول مرة في عام 1976 في نزارا (بالإنجليزية: Nzara) جنوب السودان، وفي يامبوكو (بالإنجليزية: Yambuku) في جمهورية الكونغو الديموقراطية، ثمّ ظهر في قرية قريبة من نهر الإيبولا ومن هنا أخذ اسمه، وفي الأعوام الممتدة ما بين 2014 و2016 ظهر الإيبولا بأعظم فاشية (بالإنجليزية: Outbreak) وانتشار له، وانتشر بين العديد من الدول وأودى بحياة العديدين. ومن الجدير بالذكر أنّ لهذا الفيروس فصائل (بالإنجليزية: Strains) عديدة؛ ويختلف أثر المرض باختلاف الفصيلة، فبعض الفصائل قد تتسبّب بنسبة وفاةٍ تصل إلى 90%، في حين أنّ بعضها الآخر قد لا يتسبّب بوفاة الإنسان أبداً. وتجدر الإشارة إلى عدم وجود مطعوم ضد فيروس الإيبولا إلى الآن، ولكن لا تزال كثير من المحاولات قائمة لتصنيعه.
أعراض الإصابة بمرض الإيبولا
تتراوح فترة حضانة (بالإنجليزية: Incubation Period) مرض فيروس الإيبولا ما بين 2-21 يوماً، وتُعرّف فترة الحضانة على أنّها الفترة الممتدة من لحظة الإصابة بالعدوى إلى وقت ظهور الأعراض، ولا يستطيع الأشخاص نقل العدوى قبل ظهور الأعراض، ومن هذه الأعراض ما يأتي:
- الصداع. الإسهال.
- التقيؤ.
- ألم المعدة.
- فقدان الشهية.
- ألم المفاصل والعضلات.
- الحمّى.
- التعب والإعياء العام.
- أعراض اضطرابات الكبد والكلى.
وقد يُعاني بعض المصابين من أعراض أخرى، ومنها:
- النزيف الداخلي والخارجي، والذي يظهر على شكل نزيف في اللثة أو دم في البراز.
- التهاب الحلق.
- الطفح الجلديّ.
- ألم في الصدر.
- صعوبة في البلع.
- صعوبة في التنفّس.
- السعال.
- احمرار العيون.
- الحازوقة (بالإنجليزية: Hiccups).
طرق انتقال الإيبولا
ينتقل فيروس الإيبولا عن طريق الاتصال مع أيّ من سوائل جسم المصاب أو دمه عن طريق جروح الجلد، أو الأغشية المخاطية، أو ملامسة الأسطح والمواد الملوّثة بسوائل المصاب أو دمه كفراش المصاب وأغراضه الشخصية، وفي الحقيقة انتشرت حالات الإصابة بفيروس الإيبولا في الطاقم الطبي ومقدمي الرعاية الصحية لعدم اتخاذهم الإجراءات الوقائية اللازمة وتعاملهم غير المحدود مع المصابين بالمرض، ولا تزال الأبحاث قائمة حول انتقال المرض جنسياً، ولكن يُنصح عامةً بعدم ممارسة الجنس دون استخدام الواقي حتى يثبت عدم ظهور الفيروس لمرّتين على الأقل في مني الرجل.
طرق الوقاية من الإيبولا
يجدر بالأشخاص الذين ينتشر المرض في المناطق التي يعيشون بها أو يسافرون إلى مناطق ينتشر فيها هذا الداء اتباع النصائح الآتية:
- المحافظة على النظافة الشخصية بغسل اليدين بالماء والصابون أو المعقمات الكحولية، وتجنب التعرّض للدم وسوائل الجسم كاللعاب، والبول، والبراز، والمني، والإفرازات المهبلية، وحليب الثدي، وغيرها.
- تجنب ملامسة الأدوات التي تُلامس سوائل الجسم مثل الملابس، والحقن، والمعدّات الطبية، والفراش، وغيرها.
- تجنّب التعامل مع الخفافيش وغيرها من رتبة الرئيسيّات (بالإنجليزية: Primates)، وتجنّب ملامسة دمها، ولحومها، وسوائلها عامةً.
- تجنّب مراكز الرعاية الصحية التي تُعالج الأشخاص المصابين بمرض الإيبولا.
- مراقبة ظهور أيٍّ من الأعراض لمدة 21 يوماً بعد العودة من السفر أو بعد الانتقال من المنطقة التي ينتشر فيها الفيروس، ومراجعة المراكز الصحية فور ظهور أيّ من أعراضه.
علاج مرض الإيبولا
غالباً ما يتمّ تشخيص المرض بإجراء الفحوصات التي تستبعد الإصابة بالكوليرا (بالإنجليزية: Cholera) والملاريا (بالإنجليزية: Malaria)، وبإجراء بعض فحوصات الدم والأنسجة اللازمة، ثم يتم عزل المصاب مباشرة لمنع إصابة الآخرين ونقل العدوى إليهم، وفي الحقيقة لا يوجد علاج لمرض الإيبولا إلى الآن، رغم أنّ الأبحاث قائمة لإيجاد العلاج المناسب، وحتى الآن فلا يمكن فعل شيء سوى السيطرة على الأعراض وعلاجها، وذلك بإعطاء السوائل والأملاح اللازمة، والأكسجين، بالإضافة إلى أدوية ضغط الدم إن لزم الأمر، وقد يُلجأ لعمليات نقل الدم وعلاج العدوى الأخرى في حال وجودها.[٤] مضاعفات مرض الإيبولا إنّ تشخيص الإصابة بمرض الإيبولا وعلاجه في أقرب فترة ممكنة يُعدّ الخطوة الأهم في تجنب حدوث المضاعفات وكذلك ارتفاع نسبة الامتثال للشفاء، ولكن مع الأسف إنّ أكثر الدول التي انتشر فيها مرض الإيبولا تفتقر للرعاية الصحية الجيدة، وعليه كانت نسبة الوفاة عالية جداً، وحتى في الأشخاص الذين يظلون على قيد الحياة فإنّ احتمالية الإصابة بالمضاعفات التي قد تترتب على هذا الفيروس عالية جداً، وقد تحتاج أغلب هذه المضاعفات شهوراً عديدة حتى يُشفى منها المصاب، ومن هذه المضاعفات ما يأتي:
- فشل الأعضاء (بالإنجليزية: Organ Failures).
- نوبات الصرع (بالإنجليزية: Seizures).
- الغيبوبة (بالإنجليزية: Coma). الصدمة (بالإنجليزية: Shock).
- فقدان الشعر (بالإنجليزية: Hair loss).
- التهاب الكبد (الإنجليزية: Hepatitis).
- تغيّرات في الحواس، وقد يصل الأمر إلى فقدان السمع (بالإنجليزية: Hearing loss).
- التهاب بعض الأعضاء كالعيون والخصيتين.
- النزف الشديد.
- اليرقان (بالإنجليزية: Jaundice).
- الهذيان (بالإنجليزية: Delirium).
- الوفاة، وقد فُسّر هذا الأمر بسبب تأثير الفيروس في الجهاز المناعي للمصاب الذي يحمي الإنسان من الإصابة بالعديد من الأمراض، ولكن لم يستطع العلماء إلى الآن تفسير قدرة هذا المرض على إنهاء حياة البعض وعدم إنهائه لحياة بعضهم الآخر.
- مشاكل الجهاز العصبيّ، ومنها فقدان الذاكرة، وصعوبة التركيز، والمتلازمة الباركنسونية (بالإنجليزية: Parkinsonism syndrome)، والاكتئاب، والرعاش (بالإنجليزية: Tremor). آلام المفاصل (بالإنجليزية: Arthralgia).
- التهاب عنبية العين (بالإنجليزية: Uveitis).
مرض الايبولا فى مصر
تعرف منظمة الصحة العالمية ”إيبولا النزفية” بأنه مرض فيروسي يؤدي إلى حدوث حمى نزفيه شديدة، حيث يظهر تفشي حمى إيبولا النزفية في القرى النائية الواقعة في وسط أفريقيا وغربها بالقرب من الغابات الاستوائية الممطرة، حيث ظهرت عدد 1323 حالة توفى منهم عدد 729 حالة وذلك في دول (غينيا ، سيراليون ، ليبيريا ، مؤخرا فى نيجيريا) وفي حالات فردية في بعض الدول المجاورة.
يمكن أن يتسبب فيروس إيبولا في إصابة البشر بفاشيات الحمى النزفية الفيروسية ويوقع في صفوفهم وفيات يصل معدلها إلى 90%.
وفي عام 1976 ظهرت أولى فاشياته في آن معا في كل من نزارا، السودان، ويامبوكو، جمهورية الكونغو الديمقراطية. وقد حدثت الفاشية الأخيرة في قرية تقع على مقربة من نهر إيبولا الذي اكتسب المرض اسمه منه ـ كما تشير المنظمة ـ .
ويتكون فيروس الإيبولا من خمسة أنواع مختلفة، هي: بونديبوغيو وساحل العاج وريستون والسودان وزائير..
الصحة تحذر السفر لـ ”سيراليون وغينيا وليبريا”
حذرت وزارة الصحة والسكان المواطنين من السفر إلى دول سيراليون، وغينيا، وليبريا في الوقت الحالي إلا في حالة الضرورة القصوى؛ حرصاً على سلامتهم وسلامة المجتمع المصري بعد زيادة انتشار مرض ”إيبولا” في تلك الدول بغرب افريقيا ووجود حالات محتمله بنيجيريا واحتمال انتشاره في دول أخرى مجاورة حيث بلغ عدد الحالات 1603 حالة مشتبهة ومؤكدة من بينهم 887 حالة وفاة.
انتقال العدوي
وأوضحت الوزارة في بيان لها أن فيروس ”الايبولا” لا ينتقل عن طريق الطعام أو الشراب أو الهواء وإنما ينتقل عن طريق ملامسة إفرازات الشخص المصاب وأدواته.
استعدادات وزارة الصحة بمصر
أشارت وزارة الصحة المصرية في بيان صادر عنها إنه يتم مناظرة جميع القادمين من تلك الدول لاكتشاف أي حالات مشتبهة ،موضحة إنها تتابع الموقف الوبائي العالمي أولا بأول لاتخاذ ما يلزم من اجراءات وقائية.
وإلى أنه تم التنبيه مجدداً على مديريات الشئون الصحية ممثلة في أقسام الحجر الصحي تطبيق الإجراءات الصحية الوقائية لمناظرة جميع الركاب القادمين من تلك الدول لاكتشاف أي من اعراض المرض، و إلى التنسيق مع وزارة الخارجية للإفادة عن أي حالات لمصريين قادمين لمصر ومصابين بالمرض ليتم اتخاذ كافة الاجراءات الاحترازية للحد من انتشار المرض، والتنسيق والمتابعة اليومية للموقف الوبائي العالمي للمرض مع منظمة الصحة العالمية.
وأوضحت أنها قامت بتخصيص مستشفى حميات العباسية لتكون مركزاً لدخول أي حالات مشتبهة أو مؤكدة لمرض ”الايبولا ” ، وكذلك التشديد على اجراءات مكافحة العدوى واتخاذ الاحتياطات القصوى لمكافحة العدوي من قِبل الفريق الصحي عند التعامل مع الحالات المشتبهة أو المصابة .
وقالت أنه تم اصدار كارت متابعة للقادمين من الدولة التي ظهر بها المرض موضحاً به اسـم القادم وعنوانه بالتفصيل داخـل البلاد وترسل الكشوف بالأسماء والعناوين إلى المحافظات التابع لها محل إقامته لمراقبتهم صحيا لمدة ثلاثة أسابيع ، مشيرة إلى انه تم التعميم علي جميع مديريات الشئون الصحية وافادتهم بتعريف الحالة ونظام الابلاغ والاجراءات الوقائية المطلوبة ومتابعة المخالطين للحالات المشتبهة.
مصر خالية من المرض حتى الآن
أعلنت وزارة الصحة والسكان في بيان لها خلو مصر من أية حالات مشتبهه أو مؤكدة لمرض ”إيبولا النزفية” حتى الآن، مشيرة إلى اتخاذ قطاع الشئون الوقائية والمتوطنة عدد من الإجراءات الوقائية في إطار المتابعة اليومية للموقف الوبائي العالمي لمرض ” الإيبولا النزفيه ” ،حيث تم تشكيل لجنة لمتابعة واتخاذ الاجراءات اللازمة ومتابعة خطة الاستعداد وذلك بمشاركة كافة الادارات المعنية بالوزارة.
أعراض المرض
أعراض الإصابة بفيروس إيبولا هي ”ارتفاع في درجة الحرارة، و صداع ، وضعف عام ، وألام في العضلات، التهاب بالحلق ، قيئ، اسهال، طفح جلدي”.
الوقاية من المرض
تشير منظمة الصحة العالمية عبر بيانات صادره عنها إلى أنه حتى الآن لا يوجد علاج أو لقاح محدد لحمى إيبولا النزفية، مضيفة : ”أظهرت العلاجات بالأدوية الجديدة نتائج واعدة في الدراسات المختبرية وهي تخضع للتقييم حاليًا ويجري اختبار العديد من اللقاحات ولكن قد يستغرق الأمر عدة سنوات قبل إتاحة أي واحد منها”.
ونوهت إلى أن الحالات المرضية الشديدة تستدعي توفير رعاية داعمة مكثفة للمرضى الذين يصابون من جرائها في كثير من الأحيان بالجفاف ويلزم تزويدهم بسوائل الإماهة بالحقن الوريدي أو عن طريق الفم باستخدام محاليل تحتوي على الكهارل.
قصة مرض الايبولا
جلس إتيان أوامونو (31 عاما) خارج منزله الطيني المكون من غرفتين يتطلع إلى مجموعة صغيرة من الصور القديمة، واحدة منها يظهر فيها بجانب زوجته وهو يبتسم ويمسك طفلا صغيرا بين ذراعيه.
ترتعش يداه بينما يتذكر تلك اللحظات الأكثر سعادة، لم يبق إلا هو على قيد الحياة من بين جميع من كانوا في الصورة، ابنه إميلي الذي لم يتجاوز عامه الأول أصبح “المريض صفر”، الضحية الأولى لأسوأ تفشي لفيروس إيبولا في التاريخ.
وأدى تفشي إيبولا في غرب أفريقيا إلى موت أكثر من 11300 شخص أغلبهم في غينيا وسيراليون وليبيريا، واستمر من 2014 إلى 2016.
لم يسمع أحد من قبل عن مرض يسمى إيبولا في قرية ميلياندو النائية، المؤلفة من مجموعة صغيرة من الأكواخ المستديرة والمباني الحجرية البسيطة، المحاطة بالحقول الخصبة وأشجار استوائية في عمق الغابات المطيرة في غينيا.
وتغيرت أحوال سكان قرية ميلياندو الفقيرة البالغ عددهم خمسمائة قروي، ويعيش أغلبهم على زراعة الأرز والذرة والموز، بشكل كامل في ديسمبر/كانون الأول الماضي، فقد أصبحت القرية الصغيرة “المنطقة صفر” لوباء إيبولا الذي انتشر بسرعة كبيرة في مختلف أنحاء المنطقة.
“العلماء يعتقدون أن الطفل الصغير إميلي ربما يكون لامس دم الخفافيش آكلة ثمار الفاكهة النيئة والتي تعد طعاما شهيا في المنطقة”
خفافيش الفاكهة
وكان إميلي الضحية الأولى للفيروس وتوفي في 28 ديسمبر/كانون الأول 2013، ويعتقد العلماء أن الطفل الصغير ربما يكون لامس دم الخفافيش آكلة ثمار الفاكهة النيئة، والتي تعد طعاما شهيا في المنطقة. ويعتقد أن الخفافيش هي الحاضن الطبيعي للفيروس.
اعلان
وبعد مرور أسبوع توفيت شقيقته فيلومين البالغة من العمر أربع سنوات. وتلتهما جدتهما ثم عمتهما، وفي نهاية يناير/كانون الثاني توفيت أمهما سيا، التي كانت حاملا في الشهر الرابع.
وفقد أوامونو ستة من أفراد عائلته في غضون أقل من شهر واحد بسبب مرض غامض اعتقد أن سببه السحر. ويقول أوامونو بينما يتجمع حوله أطفاله الثلاثة الباقون على قيد الحياة رغم شدة الرطوبة والقيظ، “اعتقدت أن قريتي ضدي، اعتقدت أن كل عائلتي ستموت، فقدت كل أمل”.
وسرعان ما انتشر فيروس إيبولا فى أنحاء القرية، وأقيمت الجنازة تلو الأخرى، ومع تغسيل الجثث وعرضها في صناديق قبيل دفنها، أصبح عدد القبور الجديدة التي تم حفرها بحلول أبريل/نيسان 21 قبرا.
“بعد أن سادت حالة من الذعر في ميلياندو، فرّ الكثير من القرويين منها، ولم يكن يعرف الكثير منهم أن محاولتهم لحماية أنفسهم بالهرب ستساعد في انتشار الفيروس في جميع أنحاء المنطقة”
الذعر
وبعد أن سادت حالة من الذعر، فرّ الكثير من القرويين -بما في ذلك العامل المحلي في مجال الصحة- من ميلياندو. لم يكن يعرف الكثير منهم أن محاولتهم لحماية أنفسهم بالهرب ستساعد في انتشار الفيروس في جميع أنحاء المنطقة.
ومن بين الذين فروا من القرية والد أوامونو “فاسينت” البالغ من العمر 47 عاما، الذي اصطحب أبناءه وأحفاده وقطعوا مسافة تزيد على أربعمائة كيلومتر محشورين داخل حافلة صغيرة حتى وصلوا إلى مدينة سيجويري. وأمضى فاسينت هناك ثمانية أشهر قبل أن يعود مؤخرا إلى ميلياندو.
ويقول فاسينت “لا يزال هناك الكثير من العار، بمجرد أن يسمع الناس أننا من ميلياندو ترتعد فرائصهم أو يفرون هاربين، إنهم يعتقدون أننا ملوثون”.
ولم يبلغ مسؤولو الصحة العامة وزارة الصحة سوى عن مرض غامض ذو معدل وفيات مرتفع في العاشر من مارس/آذار، وأكدت الحكومة تفشي إيبولا في 19 مارس/آذار. وسجلت منظمة الصحة العالمية 1540 حالة إصابة بالفيروس في غينيا بحلول 22 تشرين أول/أكتوبر الماضي، توفي منها 904 أشخاص.
التوعية
وبعد التأكد من ظهور فيروس إيبولا، زار العاملون الصحيون ميلياندو -التي يستغرق الذهاب إليها من العاصمة كوناكري يومين بالسيارة- لتوعية أهالي القرية وتعليمهم كيفية منع انتقال العدوى.
“يمضي أوامونو ساعات طويلة كل يوم يستمع إلى جهاز راديو “ترانزستور” أحمر اللون يذكره بابنه إميلي، ويقول “كلما أذيعت أغنية، كان إميلي يرقص.. اعتدنا أن نضحك كثيرا””
وفي نوبة من الجنون، بدأ سكان القرية في حرق كل شيء في المنازل التي توفي فيها مصابون بالمرض، من مراتب الأسرة والفراش والملابس والمناشف وأحيانا المعدات الزراعية.
ويقول كبير مسؤولي القرية أمادو كامانو إن الخوف سلب الناس عقولهم، إذ أحرقوا ما لديهم من ممتلكات قليلة، مشيرا إلى أكوام من الرماد في الجزء الخلفي من المنازل.