معنى الشعار
الشعار هو عبارةٌ عن صورةٍ أو رسمةٍ بصريةٍ إيضاحيةٍ، وهو الوجه المحدد الذي يتمّ من خلاله التعرف على شخصٍ ما أو مؤسسةٍ أو شركة أو منتج محدد، أو حتّى دولة، ويتكون الشعار من رمزٍ أو اسمٍ، أو حروفٍ مختصرة، أو رسمٍ تعبيري، ومن الممكن أن يجمع بين شكلين كالجمع بين الحروف والرموز، وقد يكون للشعار لوناً واحداً، أو أكثر من لون، أو باللون الأبيض والأسود، وليس من الضروري أن يعبر الشعار عن جهة رسميةٍ أو حتّى أهدافها.
أنواع الشعارات واسمائها
الشعار الأيقوني أو الرمزي Iconic or Symbol
أيقونة أو رمز تمثل الشركة، تعرض في الغالب بطريقة بسيطة وجريئة. كما يعتمد هذا النوع من الشعارات على الذاكرة البصرية، وذلك لقدرة العقل البشري على تذكر الأشكال بشكل أسرع من النصوص المكتوبة. من المرجح أيضاً أن ترافق هذه الأيقونة نص تعريفي للشركة ولكن الشركات الضخمة مع مرور الوقت تلجأ إلى استخدام الرمز من دون الكلمات مثلما فعلت شركة Nike نايك التي تستخدم علامة الصح كرمز لها، ومن منا لا يتعرف على أيقونة التفاحة المقضومة التي تمثل شركة أبل Appel.
الشعار النصي Word Mark or Typeface
الشعارات التي تعتمد على الخط بشكل تام، حيث لا تحتوي على أيقونة. عند تصميمها يُعمد إلى ابتكار خط فريد الشكل يبين إسم الشركة والعلامة التجارية. وهي ليست سهلة البناء بل تتطلب مهارات فنيّة عالية، ولا تخلو من التعبير، إذ يُمكنك إيصال رسائل كثيرة عبرها. العديد من الشركات تبحث عن أمهر الحرفيين ليبدعوا لها خطاً خاصاً بها. هذا النوع ليس حكراً على الخطوط الأنجليزية بل يبتكر المصممون بجميع اللغات خطوطاً لشعارات الشركات. أصبح الشعار النصي في الآونة الأخيرة منتشراً ومستخدماً بشكل مكثف في العالم العربي.
الشعار المزيج – رمزي ونصي Combination Mark
أغلب الشعارات التجارية تمزج بين الرموز والنصوص ، لكي تعطي المرونة فى إستخدام أحدهما أو كلاهما في التطبيقات المختلفة، لذا فإن الشعارات المزيجة ذات الطابع التصميمي الجيد هي التي تبدو جيدة سواء تم مزج عناصر الشعار (النص والرمز) مع بعضهما أو تم فصلهما.
الشعار الحرفي Letter Mark
هو الشعار الذي يعتمد على حرف أو الأحرف الرئيسية للشركة، حيث يتم عرضها بطريقة تيبوجرافية تشبه الشعار الخطي لكنها مختصرة. يُستخدم هذا النوع من الشعارات في الشركات التي يصعب نطق اسمها، أو ذات الأسم طويل. تتميز هذه النوعية من الشعارات بأنها تركز في ذهن المتلقي بسهولة.
Characters or Mascot شعار الكاركتر
هذا النوع هو وسيلة لتجسيد العلامة التجارية بشكل مباشر من خلال شخصية مرسومة. هذه الشخصية تعكس أهداف وخدمات الشركة. تارة يصحبه اسم الشركة وتارة الأحرف الرئيسية للشركة وتارة أخرى تكتفي الشركة باستخدام الرسم بعد أن يرسخ اسم الشركة في أذهان المتلقين. وقد قل معدل استخدام هذا النوع في الآونة الأخيرة.
شعار الخط العربي Arabic Calligraphy
اتجهت العديد من الشركات العربية إلى استخدام الخط العربي كشعار لها تعزيزاَ من هويتنا العربية، وتفردنا بحروف اللغة العربية يجعل الشعار ملفت لإنتباه العرب و الأجانب على حدٍ سواء. يستخدم شعار الخط العربي سواء كان خطاً كلاسيكاً مثل خط الرقعة أو الثلث أو الكوفي ..الخ حسب نوعية الشركة وأهدافها. أما البعض الآخر يفضل استخدام الخط العربي الحر. لا يتقيد بقواعد معينة بل يتجه نحو ابتكار أحرفه وانحناءاته ومسافاته . كل ذلك يحدده مصمم ذو خبرة، فليس من السهل استخدام خط عربي حر في الشعار إلا على يد مصمم ذو دراية تامة بأسرار الخط العربي. أما الجدير بالذكر هنا، أنه لا يُلزم المصمم برسم خط حر مقروء، بل يمكنه الإعتماد على جمالية الخط وما يحمله الشكل العام من دلالات.
الشعار الديناميكي Dynamic
الشعار المتغير حسب استخدامه، ولكن في ذات الوقت لديه عناصر أساسية ثابتة تحافظ على هويته. ربما يتغير الرمز أو اللون أو النص. هنا يكون الشعار وسيلة لإضفاء نظرة جديدة دون التأثير على مضمون الهوية التجارية، وعادة يواكب التغيير المناسبات الخاصة أو تفصيل كل خدمة من خدمات الشركة بشعار ديناميكي. هذه النوعية من الشعارات جديدة ولكنها متأصلة منذ القدم، على سبيل المثال: كان ومازال يُعتبر الصليب رمز للديانة المسيحية، فنرى الصليب تارة بزخارف هندسية وتارة مزين بنقوش مختلفة، بالرغم من ذلك فإن الصليب يحافظ على شكله الاساسي وهو علامة الصليب.
تاريخ تصميم الشعارات
أرتبط الازدهار والتطور التكنولوجي بشكل وثيق بكبرى الشركات التي بدورها أدركت الحاجة لتطوير صورة تعكس مضمون الشركة وهويتها بين المستهلكين، وكان التصميم الجرافيكي هو الوسيلة الرئيسية لتكوين سمعة الشركة وبناء الثقة مابينها وبين الجمهور.
إن إستعمال العلامات البصرية للتعريف بالأشياء ليس بالشيء الجديد، ففي العصور الوسطى كان لكل تاجر علامة معينة أو طابع، وكانت العلامات تستخدم للتعريف بنوعية المنتجات أو للتعريف بالجهة التي تنتج هذه المنتجات، وفي عصر الثورةِ الصناعية التي فتحت أبواب الإنتاج الهائل على مصراعيه ازداد الاهتمام بالعلامات التجارية للتعريف البصري من جهة ولتمييز منتجات شركة معينة عن غيرها.
تابع المصممين جهودهم لتطوير مفهوم العلامة التجارية حتى ظهرت العلامة المشهورة لإذاعة (كولومبيا) الأمريكية (CBS) التي أضافت إلى التصميم الجرافيكي علاقات بصرية جديدة أثرت جداً في طريقة التعامل مع الجمهور، وعكست أهمية العلامة التجارية في تحليل مضمون شركة معينة ونقل رسالة واضحة إلى الناس عن هذه الشركة. ( )
أثناء الخمسينات والستّينات ركز الكثير من المصممين الأمريكيين أمثال بول راند، ليستر بيل، ساول باس، وشركات تصميمِ مثل Lippincott وMargules وChermayeff على تصميم العلامات التجارية وعلاقاتها البصرية واعتبروا هذه النشاط من أهم أشكال التصميم الجرافيكي. مع انتهاء الستّينات أصبح مفهوم (التصميم الشامل) حقيقة، وأدرك العديد من أصحاب الشركات الكبيرة بأن التخطيط الشامل للمنظمات والأحداث ليس ناتجاً فقط عن رغبة أو هدف وظيفي، وإنما أيضاً ضروري جداً.
بدأ تلفزيون موسيقى إم تي في (MTV) الإرسال أولاً في عام 1981، وكلفت شركة (Manhattan Design) بتصميم شعار لها، واعتمد مصممي هذه الشركة على حرف (M) الكبير، وكلمة (TV) المائلة والمكتوبة بخط حديث قد يوحي على الحداثة في الموسيقى والتكنولوجيا التي ستستخدمها الشركة في نشر الموسيقى عبر العالم كله، بالإضافة إلى تزيين حرف (M) بطريقة توحي بالحيوية والألوان الزاهية التي تعبر عن الموسيقى وانفعالاتها، وبالفعل حتى عام 1995 كان شعار (MTV) هو الثاني الأشهر عالمياً بعد شعار (Coca-Cola) والذي دخل حوالي 250 مليون بيت في 58 بلد.