فضائل معاذ بن جبل
تتعدد الصفات في الصحابي الجليل معاذ بن جبل رضي الله عنه، فهو إمام العلماء ومن فضائله:
- شهادة الرسول صلّى الله عليه وسلّم له بالصلاح، حيث قال: (نعمَ الرجلُ أبو بكرٍ، نعمَ الرجلُ عمرُ، نعمَ الرجلُ أبو عُبَيدَةَ بنُ الجرَّاحِ، نعمَ الرجلُ أُسَيْدُ بنُ حُضَيْرٍ، نعمَ الرجلُ ثابِتُ ابنُ قيسِ بنِ شمَّاسٍ، نعمَ الرجلُ معاذُ بنُ جبلٍ، نعمَ الرجلُ معاذُ بنُ عمرِو ابنِ الجَمُوحِ، نعمَ الرجلُ سهيلُ ابنُ بيضاءَ).
- من قُرّاء الصحابة فعن الرسول صلّى الله عليه وسلّم أنّه قال: (استَقْرِئوا القرآنَ مِن أربعةٍ: مِن عبدِ اللهِ بنِ مسعودٍ، وسالمٍ مولى أبي حذيفةَ، وأُبَيِّ بنِ كعبٍ، ومعاذِ بنِ جبلٍ).
- أعلم الأمة بالحلال والحرام حيث ورد عن الرسول صلّى الله عليه وسلّم أنّه قال: (أرحَمُ أمَّتي بأمَّتي أبو بكرٍ وأشَدُّهم في أمرِ اللهِ عُمَرُ وأصدَقُهم حياءً عُثمانُ وأقرَؤُهم لكتابِ الله أُبَيُّ بنُ كعبٍ وأفرَضُهم زيدُ بنُ ثابتٍ وأعلَمُهم بالحلالِ والحرامِ مُعاذُ بنُ جَبلٍ ولكلِّ أمَّةٍ أمينٌ وأمينُ هذه الأمَّةِ أبو عُبَيدةَ بنُ الجرَّاحِ).
قصة معاذ بن جبل
هو معاذ بن جبل بن عمرو بن عائذ، السيّد الإمام أبو عبد الرّحمن الأنصاري الخزرجي، كنّي بأبي عبدالرحمن نسبة لولده عبد الرّحمن. اعتنق معاذ الإسلام وهو ابن ثماني عشرة سنة، وبايع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم مع من بايعه من الأنصار بيعة العقبة الثانية، وكان شابّاً يافعاً، ولقد آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين معاذ بن جبل وعبدالله بن مسعود، وذكر ابن هشام أنّ النبيّ صلّى الله عليه وسلم قد آخى بينه وبين جعفر بن أبي طالب ذي الجناحين.
إسلام معاذ بن جبل
كان معاذ بن جبل رضي الله تعالى عنه شديد الكره للأصنام، يحتقرها ويهوّن من شأنها عند أهلها؛ ليدركوا أنّها لا تستحقّ العبادة، فقد ذكر ابن هشام في السيرة أنّ عمرو بن الجموح قبل أن يسلم كان له صنم في داره من خشب يقال له مناة، فلمّا أسلم فتيان بني سلمة، ومنهم معاذ، جعلوا يدخلون على صنم عمرو فيأخذونه ويطرحونه في بعض حفر بني سلمة، وفيها قاذورات الناس وأوساخهم منكساً على رأسه، فإذا أصبح عمرو قال ويلكم من عدا على آلهتنا هذه الليلة ؟ ثمّ يغدو يلتمسه حتّى إذا وجده غسله وطهّره وطيّبه، ثمّ قال: أما والله لو أعلم من فعل هذا بك لأخزينّه، فإذا أمسى ونام عمرو عدوا عليه، ففعلوا به مثل ذلك، فيغدوا فيجده بمثل ما كان فيه من الأذى، فيغسله ويطّهره ويطيّبه، ثمّ يعدون عليه إذا أمسى فيفعلون به كما فعلوا ، فلمّا أكثروا عليه استخرجه من حيث القوّة يوميّاً، فغسله وطهّره وطيّبه، ثمّ جاء بسيفه فعلّقه عليه ثمّ قال: إنّي والله ما أعلم من يصنع بك ما ترى، فإن كان فيك خير فامتنع، فهذا السّيف معك، فلمّا أمسى ونام عمرو عليه، أخذوا السيف من عنقه ثم أخذوا كلباً ميّتاً فقرنوه به بحبل ، ثم ألقوه ببئر من آبار بني سلمة، فيها براز الناس، ثمّ غدا عمرو بن الجموح فلم يجده في مكانه الّذي كان به، فخرج يتبعه حتّى وجده في تلك البئر منكساً مقروناً بكلب ميّت، فلمّا رآه وأبصر من شأنه، كلّمه من أسلم من رجال قومه، فأسلم يرحمه الله، وحسن إسلامه.
موت معاذ بن جبل
وفاة معاذ بن جبل توفي الصحابي الجليل معاذ بن جبل السنة الثامنة عشر للهجرة مصاباً بالطاعون في الشام بناحية الأردن، وكان عمره رضي الله عنه ثماني وثلاثين سنة ومنهم من قال ثلاث وثلاثين أو أربع وثلاثين، وهذا هو الشاب معاذ بن جبل إمام الفقهاء وكبير العلماء الذي قال فيه الرسول: (نعمَ الرجلُ معاذُ بنُ جبلٍ).
معاذ بن جبل علاقته بالمجتمع
علاقته بالصحابة رضوان الله عليهم
أما الصحابة الكرام – رضي الله عنهم – فإنهم كانوا يعظمون شأن معاذ بن جبل، حيث أنهم كانوا إذا أراد أحدهم الحديث، ومن ضمن من يتحث إليهم هو معاذ بن جبل، فينظر إليه بسبب هيبته و جلاله، كما أنه عبدالله بن مسعود قال عنه أن كان أمة وكان قانتاً، في حيل قال عمر بن الخطاب في معاذ بن جبل: ” عجزت النساء أن يلدن مثل معاذ و لولاه لهلك عمر ” إضافة إلى أنه كان قد قدمه على غيره آنذاك من ناحية الفقه لشدة علمه وتقواه.
موضوع قصير عن معاذ بن جبل
منزلة معاذ بن جبل
بلغت منزلة معاذ بن جبل رضي الله عنه أنَّه كان رديف رسول الله، وقد كان من خيرة رجال الأمة، فقد كان مطيعاً لرسول الله، يحرص على تعليم الناس الخير، وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول من كان يريد الفقه فليأتِ إلى معاذ بن جبل، وهو واحد من الصحابة الأربعة الذين أمر النبي عليه الصلاة والسلام أن يؤخذ القرآن عنهم، وقد وصفه النبي الكريم بأنه أعلم أمته بالحلال والحرام، وقد بعثه إلى اليمن يدعو الناس إلى توحيد الله تعالى، كما كلفه بمهمة تعليمهم الفقه والقرآن، وقد أحب النبي الكريم معاذا حتى قال له مرة، (يَا مُعَاذُ، وَاللَّهِ إِنِّي لَأُحِبُّكَ، وَاللَّهِ إِنِّي لَأُحِبُّكَ”، فَقَالَ: “أُوصِيكَ يَا مُعَاذُ لَا تَدَعَنَّ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ تَقُولُ: اللَّهُمَّ أَعِنِّي عَلَى ذِكْرِكَ، وَشُكْرِكَ، وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ).[١]كما أحبَّ معاذ النبي حباً شديداً حتى بكى يوماً خشية فراقه عليه الصلاة والسلام.