البارسا كما يلقبه مشجعوه، هو نادي رياضي أسباني نشأ من مدينة برشلونة، وهو أحد الثلاثة أندية الذين لم يهبطوا قط إلى الدرجة الثانية، بجانب كل من أتليتيك بلباو، وريال مدريد.
تأسس نادي برشلونة الأسباني في عام 1899 على يد مجموعة من اللاعبين القدامى، من جنسيات مختلفة، وكانت قيادته للاعب الأسباني خوان غامبر، واختاروا النادي كشعار للثقافة الكاتالونية، ولذلك اختاروا له شعار “أكثر من مجرد ناد”، ونشيده أيضا “لا أحد قادر على قهرنا”.
تأسيس نادي برشلونة الأسباني
خوان غامبر صاحب فكرة تأسيس نادي برشلونة لكرة القدم، قام خوان في الثاني والعشرين من أكتوبر عام 1899 بوضع إعلان في جريدة لوس ديبورتس يبين رغبته في تكوين نادي كرة قدم، فاستجاب عدد من اللاعبين القدامى، ثم قاموا بالاجتماع في 29 نوفمبر 1899، وقام كل من ” الإنجليزي جون بارسونز وويليام بارسونز، السويسريّان والتر وايلد، وأوتو كونزل، الألماني أوتو ماير، والإسباني لويس دوسو، بارتيمو تيراداس، إنريك دوكال، بير كابوت، كارليس بجول وجوزيب لوبيت” بوضع حجر الأساس لنادي برشلونة وهكذا ولد نادي برشلونة.
تولى والتر وايلد رئاسة النادي ليصبح أول رئيس لنادي برشلونة، بدأت برشلونة في المشاركة في البطولات المحلية والكؤوس وكانت بدايته ناجحة جدا.
تاريخ نادي برشلونة الأسباني
أول مباراة لعبها النادي كانت مباراة ودية أمام فريق هواة من الإنجليز، ولعبت في ساحة فندق بونابوفا، في 9 ديسمبر 1899، وخسرتها برشلونة بهدف للاشيئ، أما أول مباراة رسمية للنادي فكانت في كأس ملك أسبانيا، أمام ريال مدريد، وفازت بها برشلونة 3-1، وفي عام 1902 شارك في كل من بطولة كاتالونيا، وكأس ملك أسبانيا ولكنه خسر في المباراة النهائية أمام بزكايا 1-2، ، وفاز بأول لقب له وهو كأس ماكايا، ثم فاز ببطولة كاتالونيا في عام 1905، ولم يحقق أي بطولة أخرى حتى عام 2008 م.
– في عام 1908 تولى خوان غامبر رئاسة النادي، وكان النادي يمر بضائقة مالية أنذاك، فكان كل مايهمه هو تأمين ملعب خاص بالنادي، وبالفعل نجح في ذلك وأصبح يحقق دخلا مستقرا بعد ذلك، وبالفعل انتقل الفريق في 14 مارس 1909 إلى ملعب كامب ديل لا إندوستريا، وهو أول ملعب مضاء في إسبانيا، ويتسع لحوالي 6 ألاف شخص، فقام النادي بتغيير لغته من القشتالية إلى الكاتالونية، فأخذت شعبيته في التزايد لأنه أصبح رمزا للكاتالوينة وقتها، وحقق النادي في الفترة من 1909-1922، عدة ألقاب وهي: ثمانية ألقاب من الدوري الكاتالوني، خمسة ألقاب من بطولة كأس ملك أسبانيا، أربعة ألقاب من بطولة كأس برانس”، وسميت تلك الفترة للنادي بالعصر الذهبي لماحققه من إنجازات بها.
– في عام 1912 تم تعيين اللاعب بيلي لامبي في منصب مدرب الفريق، ليصبح أول مدرب بأجر، ثم قام غامبر رئيس النادي بفتح الباب للأعضاء الجدد في دخول النادي، فوصل عدد الأعضاء بالنادي إلى أكثر من 20 ألف عضو في عام 1922، ثم اشترى ملعب جديد للنادي أكبر من السابق وهو ملعب ليس كورتس الذي تصل قدرته الاستيعابية إلى 22 ألف متفرج وقتها، وتم نقل مقر النادي إليه، ثم تم توسيع هذا الملعب بعد ذلك ليتسع إلى 60 ألف متفرج.
– وفي عام 1922، بعد نقل مقر النادي إلى ملعب ليس كورتس، بدأت حالة من القمع والظلم لإقليم كاتالونيا، والنادي من الحكومة المركزية في مدريد، فأجبروا رئيس النادي ومجلس إدارته على الاستقالة، ثم قاموا بغلق ستاد ليس كورتس مدة ستة أشهر، واستطاع النادي بقيادة بعض لاعبيه من تحقيق أول بطولة دوري أسباني في عام 1929، ولكن بعدها حدثت مشاكل مادية واجتماعية في الفريق نتيجة عدم الاستقرار السياسي في البلاد، وتعرض أبناء كاتالونيا لجميع أنواع العذاب، ثم تم اعدام رئيس النادي جوسب سونال في 1936، ثم قصف مقر النادي بالطيران في 1938، وتوالى القمع والظلم، وفي عام 1940 تولى انريكي بينيرو رئاسة النادي وكان مواليا للنظام، فقام بمنع النشيد الكاتالوني، وتقليل عدد الخطوط التي ترمز للهوية الكاتالونية في شعار النادي، واستخدم اسم النادي بالأسبانية بدلا من الكاتالونية.
– في عام 1945 بدأ النادي في التعافي والرجوع ثانية ففاز ببطولة الدوري الأسباني بعد غياب استمر 16 عام، ثم ازداد عدد أعضاء النادي إلى 23893 عضو وبذلك بدأت المشاكل المادية في التلاشي، وفي عام 1951 تعاقد النادي مع اللاعب كوبالا، وفاز بكل بطولة لعبها منذ قدومه، ففاز ببطولة الدوري مرتين، وبطولة الكأس ثلاث مرات، ولذلك فقد شهدت الفترة من 1945 وحتى 1957 حصول الفريق على اثني عشر لقب محلي: 5 دوري، 4 كأس، 3 كأس إيفا دوارتي، واستطاع الفوز بكأس العالم المصغرة التي أقيمت في 1957، ثم انتعش النادي ماديا، فقام ببناء ملعب خاص به في الكامب نو، وفي عام 1957 تم افتتاح الملعب تحت اسم “الكامب نو”، وهو من أكبر ملاعب كرة القدم في العالم، لأنه يتسع لأكثر من 90 ألف متفرج، ولكن على الرغم من الانتعاش المالي للفريق، واللاعبين المميزين الموجودين به، فلم يحصل النادي على بطولات محلية إلا نادرا فقد حصد خلال فترة عشرين عاما من عام 1958 وحتى عام 1978 على ثلاث بطولات للدوري الأسباني، وخمس بطولات لكأس أسبانيا فقط، أما على المستوى الأوروبي فقد حصل الفريق على ثلاث بطولات لكأس المعارض الأوروبية، عامي 1958، 1960، 1966، وفي عام 1973 تعاقد النادي مع اللاعب الهولندي يوهان كرويف بعقد بلغ 922 ألف جنيه استرليني، وكان نتيجة هذا العقد انتصر النادي على فريق ريال مدريد في معقله بـ 5 أهداف دون مقابل، والحصول على الدوري الأسباني، بعد غياب 14 عاما، ثم ازداد عدد أعضاء النادي إلى 70 ألف عضو.
وفي عام 1978 تولى لويس نونيز رئاسة النادي، بالانتخاب من قبل الأعضاء، منح لويس النادي الاستقرار الذي يرجوه داخل الملعب وخارجه، وافتتح كلية “لا ماسيا”، وهي أكاديمية برشلونة للشباب، في أكتوبر 1979، واستمر نونيز في رئاسة النادي لمدة 22 عام.
وفي 16 مايو 1979 فاز النادي بأول لقب له من بطولة كأس الاتحاد الأوروبي للأندية أبطال الكؤوس، في ملعب بازل، وفعلها ثانية بعد ثلاث سنوات في ملعب كامب نو بحضور 110 ألف متفرج، ثم فاز برشلونة بكأس أسبانيا بعد تغبه على ريال مدريد، ثم فاز بالدوري الأسباني موسم 1984-1985، ثم فاز الفريق ببطولة كأس أسبانيا موسم 1987-1988، بعد ثورة اللاعبين على رئيس النادي فيما عرف باسم “ثورة هيستريا”، ولكنها لم تؤثر على مستوى الفريق وأيضا لم تؤثر على رئيس النادي.
– وفي عام 1988 عاد يوهان كرويف إلى تدريب النادي وكون ماعرف باسم فريق الأحلام، ففاز الفريق بأربعة ألقاب متتالية من بطولة الدوري الأسباني من موسم 1991 وحتى موسم 1994، وفاز ببطولة كأس الاتحاد الأوروبي للأندية أبطال الكؤوس في 1989، وأيضا فاز بكأس أوروبا في عام 1992، وبكأس ملك أسبانيا في عام 1990، والسوبر الأوروبي في عام 1992، والسوبر الأسباني ثلاث مرات، ليبلغ إجمالي الألقاب التي حصل عليها 11 لقبا، وأصبح يوهان من أفضل المدربين في النادي، وأطول فترة تدريب للنادي بلغت 8 سنوات.
تولى بوبي روبنسون تدريب النادي بعد رحيل يوهان في موسم 96-97 وفاز ببطولة كأس ملك أسبانيا، وكأس أبطال الكؤوس، وكأس السوبر الأسباني، وفي عام 1998 حقق النادي الثنائية بطولة الدوري والكأس معا.
– عام 1999 في مئوية النادي، وفي الاحتفال بمرور مائة عام على تاسيسه حقق النادي لقب الدوري الأسباني وحصل اللاعب البرازيلي ريفالدو على لقب أحسن لاعب أوروبي.
وفي عام 2000 تولى خوان جاسبارت رئاسة النادي بديلا للويس نونيز، ولكن بسبب سوء الإدارة والسياسة الغير حكيمة والتي أدت إلى تدهور الأوضاع في النادي، والمصروفات الغير ضرورية التي أدت إلى وصول ديون النادي إلى 150 مليون يورو، والضغوطات التي كانت موجودة على مجلس إدارة النادي مما أدت في النهاية إلى استقالتها، وغاب الفريق عن احراز أي ألقاب لمدة ثلاث سنوات.
تولى خوان لابورتا رئاسة النادي بعد ذلك، وقام بالتعاقد مع المدرب الهولندي فرانك ريكارد لتدريب النادي، وجلب النجم البرازيلي الموهوب رونالدينيو، في صفقة بلغت 30 مليون يورو، أدت تلك الخطوات الإيجابية إلى تحسين شكل وأداء النادي بشكل ملحوظ، ففي موسم 2003-2004 وصل الفريق إلى المركز الثاني في الدوري بعدما كان في قاع الترتيب، ثم حصل النادي على بطولة الدوري الأسباني في الموسم الذي يليه بتألق كل من رونالدينيو، وصامويل إيتو، بعد غياب ست سنوات عن البطولات، وفي موسم 2005-2006 حصل برشلونة على لقب الدوري الأسباني، ولقب كأس دوري أبطال أوروبا، وفي موسم 2006-2007 حصل الفريق على لقب كأس السوبرالأسباني فقط، ثم تراجعت نتائج الفريق كثيرا، حتى صيف 2008 مما أدى إلى إقالة فرانك ريكارد وتولى بدلا منه اللاعب السابق غوارديولا.
عصر غوارديولا:
بيع رونالدينيوإلى نادي AC Milan، وخلال فترة تدريبه لبرشلونة وفي عامه الأول حقق غوارديولا الغير مسبوق مع النادي فحقق برشلونة لقب كأس أسبانيا بعد غياب استمر 13 عاما عن هذا اللقب، ثم فاز بلقب الدوري الأسباني، ثم حصد الفريق بطولتي السوبر الأسباني والسوبر الأوروبي، ثم فاز ببطولة كأس العالم لأندية كرة القدم، كل ذلك في عام واحد، وكان نجوم هذه الفترة ، ليونيل ميسي، تشافي هيرنانديز، إنيستا، وفي عام 2010 حصل الفريق على لقب الليغا الأسباني، وكأس السوبر الأسباني.
وفي عام 2011 حقق النادي لقب السوبر الأسباني بعد فوزه على ريال مدريد، ثم فاز بلقب كأس السوبر الأسباني ثم فاز في نهاية هذا العام ببطولة كأس العالم للأندية في اليابان للمرة الثانية في تاريخه، ليصبح بذلك غوارديولا أنجح مدرب من حيث عدد الألقاب.
وفي موسم 2011-2012 لم يحقق برشلونة ألقاب قط سوى كأس ملك أسبانيا، وأنهى غوارديولا عقده بهذا الموسم مع برشلونة بعد حصوله على 14 لقبا مع النادي.
تولى فيلانوفا تدريب النادي خلفا لغوارديولا وحصل على لقب الدوري الأسباني فقط في موسم 2012 ولكنه استقال بعد ذلك للتفرغ للعلاج من السرطان وتوفى في عام 2014 م.
تولى المدرب الأرجنتيني جيراردو مارتينو تدريب الفريق في موسم 2013-2014، ولكنه لم يحقق أي ألقاب سوى بطولة السوبر الأسباني فقط، فاستقال مارتينيو من منصبه بعد نهاية الموسم، كما استقال ريس النادي أيضا بعد وجود شبهات في صفقة نيمار وتولى خلفا له جوسيب بارتوميو.
وفي موسم 2014-2015 تولى لاعب الفريق السابق لويس انريكه مهمة تدريب الفريق، فحقق لقب الدوري الأسباني للمرة الثالثة والعشرين في تاريخ النادي، وفاز باللقب السابع والعشرين من بطولة الكأس، واللقب الخامس من بطولة دوري أبطال أوروبا، وفي موسم 2015-2016 فاز الفريق ببطولة كأس السوبر الأوروبي بعد فوزه على أتليتك بلباو محققا اللقب الخامس من البطولة، ثم وصل الفريق للمباراة النهائية في بطولة كأس العالم للأندية باليابان وفاز باللقب الثالث له من هذه البطولة.
وفي موسم 2015-2016 فاز الفريق بالثنائية للمرة السابعة في تاريخه الدوري والكأس معا، ثم فاز بلقب السوبر الأسباني محققا اللقب الثاني عشر في تاريخ النادي وفي موسم 16-17 حقق الفريق بطولة الكأس فقط، ورحل انريكي عن تدريب الفريق بعد تحقيق 9 بطولات مع الفريق.
برشلونة أفضل الأندية الأسبانية:
نادي برشلونة هو أفضل الأندية الأسبانية وأنجحها لأنه حصد عدد بطولات محلية أكثر من أي ناد أخر، وهي: 24 لقب دوري، 29 لقب لكأس أسبانيا، 12 لقب لبطولة كأس السوبر الأسباني، ولقبين في كأس الدوري، ومن الناحية الأوروبية حقق ألقابا كثيرة أيضا فقد فاز ببطولة كأس السوبر الأوروبي خمس مرات، وكأس الاتحاد الأوروبي للأندية أبطال الكؤوس أربع مرات، ودوري أبطال أوروبا خمس مرات، وكأس العالم للأندية لكرة القدم ثلاث مرات بإجمالي بطولات عالمية بلغت 17 بطولة.
برشلونة هو أول نادي يفوز بثلاثية في أسبانيا الدوري، وكأس أسبانيا، ودوري الأبطال، وذلك في عام 2009، وهو النادي الوحيد في أوروبا الذي لعب في كل البطولات القارية منذ عام 1955 وحتى الآن، أيضا هو أول نادي يفوز بست بطولات في عام واحد من أصل ست بطولات الدوري، الكأس السوبر المحليين، وأيضا السوبر الأوروبي، ودوري الأبطال، وكأس العالم، كل ذلك في عام واحد.
بلغ أعضاء النادي حاليا مايقرب من 180 ألف عضو، وله قاعدة جماهيرية كبيرة جدا على مستوى العالم، ويتابعه على مواقع التواصل الاجتماعي الكثير جدا أيضا، ويضم الألعاب الأخرى مثل، كرة السلة، اليد، الطائرة، هوكي الجليد، وغيرهم.
متحف نادي برشلونة الأسباني
كانت هناك فكرة لمؤسس النادي خوان غامبر لإنشاء متحف خاص بالنادي، ولكن الفكرة تأجلت حتى عام 1980 لينفذها نونيز رئيس النادي، وتم بناء المتحف على مساحة بلغت 3500 متر مربع، ويضم المتحف الكؤوس التي حصل عليها النادي طيلة فترة لعبه حتى الآن، وأيضا يضم لوحة شرف لرؤساء النادي على مر التاريخ، والمدربين الذين حظو بشرف تدريب هذا النادي العريق، كذلك يضم بعض الملابس، الأحذية، والكرات التي استخدمها النادي، وبه شاشات عرض مشغلة دائما لتعرض بعض اللقطات الهامة في تاريخ النادي، بجانب بعض التواريخ والأحداث التي لا تنسى.
شعار نادي برشلونة
في عام 1910 تم تصميم شعار نادي برشلونة الجديد وظل يحتفظ بنفس شكله تقريبًا إلى هذا اليوم، باستثناء بعض التغييرات البسيطة التي طرأت عليه بهدف إضفاء المزيد من الجماليات على شعار النادي، وتوضح النقاط التالية دلالات شعار نادي برشلونة:[٢] في أعلى الشعار من الجهة اليسرى يظهر صليب باللون الأحمر مرسوم على خلفية بيضاء، وهو يستخدم كمرجع رمزي للقديس جرجس حسب التقاليد المسيحية، حيث ارتبط الصليب الأحمر مع الخلفية البيضاء بالقديس جرجس منذ القرون الوسطى. في أعلى الشعار من الجهة اليمنى تظهر الخطوط الصفراء والحمراء، وهي تمثل ألوان علم إقليم كتالونيا الذي ينتمي إليه النادي ومدينة برشلونة. يظهر في منتصف الشعار ثلاثة حروف FCB تمثل اختصارًا لاسم النادي، ولكن هذه الحروف تمت إزالتها في آخر تحديث على شعار النادي والذي تم في أواخر عام 2018 . في أسفل الشعار يوجد خطوط تحمل الألوان الزرقاء والحمراء المتناوبة تتوسطها كرة، حيث تشير ألوان الخطوط إلى ألوان اللباس الرسمي للنادي.