حضارة قرطاج
قرطاج البونية أو قرت حدشت هي الاسم القديم لمنطقة قرطاج الحالية جاء اسم قرطاج من كلمة “CARTHAGO” وبدقة أكثر من “KARTHAGO” وهو لفظ لاتيني للكلمة اليونانية “ΚΑΡΧΗΔΏΝ (karchēdōn)” التي هي بدورها لفظ غير دقيق للتسمية الفينيقية المركبة (قَرْت حَدَشْت) التي تعني قرية حديثة، اسسها الفينيقيون سنة 814 ق.م، دامت قرطاج دولة وامبراطورية حوالي الالف سنة.
خريطة قرطاج
مظاهر الإشعاع الحضاري لقرطاج البونية
1- المجتمع القرطاجي والحياة السّياسيّة :
أ- مكوّنات المجتمع القرطاجي :
ينقسم المجتمع القرطاجي إلى صنفين هما :
* المواطنون :
يعيشون داخل مدينة قرطاج ويتمتّعون بحقّ المساهمة في الحياة السّياسيّة ولا يدفعون الضّرائب.
* غير المواطنين :
يقيمون خارج المدينة ولا يساهمون في الحياة السّياسيّة ويدفعون الضّرائب.
ب – المؤسّسات السّياسيّة :
* الأشفاط :
يسمّى الحكام عند القرطاجيّين بالأشفاط، وهم ينحدرون من أرقى العائلات، ولا يستلمون الحكم وراثيّا ولكن يتمّ اختيارهم من قبل سكّان المدينة دون اعتبار عامل السنّ.
* مجلس الشّيوخ :
لا يتّخذ الملك قراراته منفردا إذ يوجد مجلس الشّيوخ الّذي يناقش أهمّ القرارات ويراقب تصرّفات الحاكم.
* مجلس العامّة :
أو مجلس الشعب هو الرّقيب والحاكم بين مجلس الشّيوخ والملك إذا جدّ بينهما خلاف وهو الّذي يتّخذ القرار الأنسب في المسائل الشّائكة.
* محكمة المائة :
سمّيت هذه المحكمة بمحكمة المائة لأنّها تتكوّن من 100 قاض أخذوا من بين أعضاء مجلس الشّيوخ، وفيها يتمّ فضّ النّزاعات بين القادة.
2- مظاهر الازدهار الاقتصادي :
اين تقع مدينة قرطاج
موقع قرطاج على الخريطة
تقع مدينة قرطاج في الشمال الشرقي من دولة تونس، وهي موجودة في شبه جزيرة تطل على البحر الأبيض المتوسط، وتبعد 12 كم عن العاصمة التونسية تونس، حيث يحدها البحر الأبيض من الشرق وبلدية سيدي أبي سعيد من الشمال، بينما يحدها من الغرب بلدية المرسي ومن الجنوب بلدية الكرم.
قرطاجة
قرطاجه ، مدينه قديمه كانت على الشط الشمالى بتاع افريقيا فى الحته اللى فيها البلد اللى اسمها تونس دلوقتى.
تاريخ
قرطاجه اسسها الفنيقيين فى القرن التاسع قبل الميلاد و سموها بورصه يعنى القلعه. حكومتها كانت اوليجاركيه ( يعنى حكم الاقليه ) بيحكمها اتنين حكام كان بيتم اختيارهم مدى الحياه ، و كان فيها سناتو ( يعنى مجلس شيوخ ). اهلها كانو بيشتغلو فى الزراعه و التجاره و كانو ند جامد و اشتبكو فى حرب معاهم اتعرفت بـ الحروب البونيه و انتهت بهزيمة قرطاجه و تدميرها سنة 146 قبل الميلاد.
فى عهد الامبراطور الرومانى اغسطس اتبنت بدالها مدينه جديده و بقت من اهم مدن افريقيا و فضلت موجوده لغاية ما استولى عليها العرب سنة 698. اتوفى فيها لويس التاسع ملك فرنسا و ابنه جان تريستان ( جان الحزن ) بالوبا وقت الحمله الصليبيه التامنه سنة 1270.
عليسة
هي أميرة فينيقية أسطورية أسّست مدينة قرطاج. ورد ذكرها في الكثير من المصادر التاريخية والأدبية القديمة من يونانية ورومانية، ولكن لم يصل إلينا في شأنها أي مصدر فينيقي أو قرطاجي. وأقدم تلك المصادر المؤرخ اليوناني تيمي التورميني (Timée de Taormina) الذي يذكر حوالي سنة 300 ق م أنه رجع إلى كتاب الروايات الملكية لمدينة صور، والمؤرخ فلافيوس جوزيف (ق 1 ب م)، إلا أن أكمل رواية في شأنها هي تلك التي جاءت في كتاب المؤرخ الروماني يوستينوس (ق 2 م). ولكن كل ما جاء عنها من أخبار يجعل وجودها بين الحقيقة والخيال. عليسة هي ابنة ماتان (Matan) أو موتو (Mutto) ملك مدينة صور الفينيقية، وقد ذكر تيمي أنّ الأفارقة لقبوها فيما بعد بديدون وهو الاسم الذي خلّده الشاعر فرجيليوس (ق 1 ق م). تزوجت هذه الأميرة من أشرباس (Acherbas) كاهن الاله الفينيقي ملقرط. وقد يكون والدها أورثها ملكه من بعده رفقة أخيها الشاب بيجماليون (Pygmalion). غير أنّ هذا تمكّن من احتكار الملك وطمع في ثروة زوجها فقتله.
وتقول الرواية إن عليسة تحايلت من أجل الفرار بكنوزها مصطحبة معها عددا من سادة قومها وخاصة من أرستقراطية صور، واتجهت بحرا نحو الغرب وتوقفت في محطة أولى بجزيرة قبرص حيث استقبلها الكاهن الأكبر للالهة الفينيقية عشترت، ويقال إنها اختطفت ثمانين فتاة من شاطئ الجزيرة لتزويجهن من مرافقيها ثمّ واصلت رحلتها باتجاه الغرب إلى أن أرست أخيرا بخليج تونس. اشترت من سكان البلد قطعة أرض صغيرة بمساحة جلد ثور، ثم تحايلت من أجل توسيعها، أسست فوقها مدينة أطلق عليها اسم قرط حدشت (قرطاج) أي المدينة الجديدة، وكان ذلك حسب الروايات التاريخية سنة 814 ق م غير أنّ أقدم الشواهد الأثرية المكتشفة حتى اليوم لا تعود لأكثر من القرن السابع ق م. ولا شكّ في أنّ موقع هذه المدينة كان إستراتيجيا وقد تضاعفت أهميته باتّخاذه مستوطنة للقادمين الجدد على خلاف المرافئ التي سبق أن أسسها الفينيقيون على السواحل المتوسطية ومنها أوتيكا القريبة من قرطاج. أمّا فيما يخصّ مصير عليسة فإنّ الروايات تذكر أنّها انتحرت بإلقاء نفسها في النار وفاء منها لذكرى زوجها بعد أن كان الملك البربري إيارباس (Iarbas) قد طلب الزواج منها.
ومهما تكن درجة الشكّ في هذه الروايات فإنّه لا يمكن دحضها جملة وتفصيلا، ويذهب المؤرخ محمد حسين فنطر إلى أنّ تاريخيّة عليسة لا تنبني على أدلّة ملموسة، ولكن أيضا من غير الممكن أن تكون مجرّد أسطورة. وما يمكن الخروج به منها هو أنّ عليسة تبدو شجاعة ومغامرة وذكية وحكيمة ووفية، وهي بالفعل شخصية تقع بين الحقيقة والخيال، خاصة أنّها كانت مصدر إلهام للكثير من الشعراء والموسيقيين، بدءا من فرجيليوس في العصور القديمة وصولا إلى العصور الحديثة في العمل التراجيدي لجودال (Jodelle)(1555) وأوبرا كافلي (Cavalli)(1641) وأوبرا برسال (Purcell)(1689) وغيرهم.