الاسره والمجتمع

آثار الطلاق على الأبناء

الطلاق

يُعتبر الطّلاق من أكثر المشاكلِ انتشاراً في وقتنا الحالي؛ فيشكّل الطّلاقُ خطراً كبيراً على تفكك الأسرة، وضياع الأطفال ويقع الطّلاق بعد الخصامِ الشّديد بين الزّوجين، واستحالةِ الحياةِ الزّوجيةِ. ولقد انتشرت ظاهرةُ الطّلاق في وقتنا الحالي بشكلٍ كبير، كما قلّت حالات الزّواجِ بسبب الخوفِ من الانفصال فيما بعد، فلا يوجدُ الكثير من الأشخاص الذين يستطيعون تحمل المسؤولية، وخاصةً عند الزواجِ بعمرٍ مبكّر.

آثار الطلاق على الأبناء

أولاً: التأثير النفسي والعاطفي:

قد يواجه الأطفال صعوبةً في السيطرة على مشاعرهم وتقبّل قرار الانفصال، فيتأثرون به نفسيّاً وعاطفيّاً، ومن هذه التأثيرات ما يأتي:

  • الشعور بالحزن والأسى وعدم التكيّف مع انفصال الوالدين، وتختلف هذه المشاعر بحسب نُضج وفهم الطفل للأمر، فقد يظن الأطفال في سنٍ صغيرٍ أنهم سبب الانفصال، ويشعرون بالألم والذنب، أما الأطفال الأكبر سناً فتختلف ردود أفعالهم، إذ يشعر البعض بالقلق والاكتئاب، أو كره الأسرة.
  • القلق والإجهاد النفسي بسبب التفكير المُتكرر والدائم بأسباب انفصال الوالدين وعدم فهمها جيّداً، فقد يظن الأطفال أن والديهما سيتوقفان عن حبهم، كما سبق وتوقفا عن حبّ بعضهم وافترقا بالنهايّة، مما يؤثّر على مشاعرهم الداخليّة ويزيد من شعورهم بالإحباط والخوف والتوتّر.

ثانياً: التأثير الاجتماعي:

يُمكن أن تظهر تأثيرات الطلاق الاجتماعيّة على الأطفال من خلال بعض العلامات والمظاهر الآتية:

  • ضعف قدرة الاتصال لدى الطفل: ويظهر ضعف الاتصال لدى الطفل من خلال عجزه عن التفاعل مع والديه، ومع الأفراد الآخرين المُحيطين به بسبب المشاعر السلبيّة التي تظل عالقةً به.
  • التأثير على علاقات الطفل المُستقبليّة: يتأثّر الأطفال داخلياً بالطلاق كما ذكر سابقاً، وبالتالي يؤثّر ذلك على نشأتهم وعلاقاتهم المُستقبلية مع مرور الوقت، كما تُظهر الدراسات النفسية التي أجريت على عدد من الأزواج من قبل مكتب الإحصاء الاجتماعي في الولايات المُتحدة الأمريكية، إلى أنّ الأطفال الذين نشأوا في ظروف الطلاق تكون علاقاتهم الزوجيّة لاحقاً أكثر عرضةً للطلاق أيضاً، ويُمكن أن يكون السبب في ذلك انعدام الثقة والأمان في الشُركاء لديهم، إضافةً لافتقارهم لبعض المهارات الاجتماعيّة المُكتسبة من الأسرة، ونقص العواطف والمشاعر الجميلة واستبدالها بمشاعر أكثر سلبيّةٍ، وبالتالي عدم قدرتهم على حل الخلافات الزوجيّة ومُعاناتهم من مشاكل تُشبه مشاكل ذويهم، فينتهي بهم الحال مع الأسف بنفس الطريقة التي انتهى بها الوالدين والانفصال، وهو ما يُعرف نفسيّاً بنظريّة “النمذجة الأبوية” أي السير على نموذج مُشابه للآباء

ثالثا: التأثير الصحي والسلوكي:

رُبما ينعكس الطلاق على صحة وسلوك الأطفال النفسيّ والاجتماعيّ في بعض الحالات، وذلك كما يأتي:

  • زيادة مشاكل الصحة العقليّة للأطفال، ومنها الاكتئاب، والمشاكل النفسيّة الأخرى الناجمة عن القلق، والإجهاد، والتوتر، والتي قد تحتاج إلى تدخّلاً وعلاجاً طبيّاً حتى لا تتفاقم وتؤدي لأضرارٍ ومشاكل أكبر.
  • حدوث مشاكل واضطرابات سلوكيّة مختلفة، كالجنوح، والعنف، واللجوء للاشتباك والصراع مع باقي الأطفال من عمرهم، وقد تكون هذه التصرفات بغرض التنفيس عن الاستياء والغضب، والتعبير عن المشاعر السلبيّة التي تغمرهم وتؤلمهم من الداخل.

رابعاً: التأثير المادي على مستوى المعيشة:

أحياناً يتسبب الطلاق في العديد من التغيّرات بالشؤون الماليّة والنفقات، مما ينتج عنه تغيّر المستوى المعيشي للأطفال، وذلك بسبب اختلاف مقدار وقيمة الدخل الذي كان الأبوين يُقدّمانه للأسرة معاً، بحيث قد يعجز أحدهما عن توفير احتياجات الأطفال وتحقيق رغباتهم لوحده، وهنا يجب التنويه لضرورة التعاون بين الأبوين في رعاية الأبناء وتوفير مصاريفهم وأساسياتهم، بالرغم من انفصال الزوجين، وانتقال الأطفال لحضانة أحدهما.

آثار الطلاق على المجتمع

هناك العديد من الأثار التي تقع على المجتمع جرّاء انفصال الزوج والزوجة عن بعضهما البعض، وهذه الآثار من شأنها التأثير على المجتمع تأثيرًا سلبيًا؛ خاصة إذا زادت نسبة الطلاق عن حدها الطبيعي، ومن آثار الطلاق على المجتمع:

  • يتشتت شمل الأسرة ووحدتها، ويتفرق كل من الأولاد عن أحد أبويهم، بل الأمر في بعض الأحيان قد يصل إلى اللجوء إلى القضاء للمطالبة بحضانة الأطفال، هذه الأمور كلها تؤدّي إلى تشتت المجتمع أيضًا، فالأسرة هي عمود المجتمع الأول.
  • سماع الأطفال لكلام جارح وقاسٍ من العديد من الأشخاص، ممّا يجعلهم أطفالًا عدائيين، يحملون همومًا فوق أعمارهم، وهذا بالطبع يجبل قلوبهم على القسوة والحقد، حتى حين يكبرون يبقون كما هم، وتصبح أفعالهم عدوانية تجاه الأفراد وتجاه المجتمع ذاته، نظرًا لما عانوه في صغرهم.
  • من الممكن أن يكون الزوجين على علاقة قرابة أيضًا، فبطلاقهما تنقطع الروابط الأسرية بين تلك العائلتين.
  • من أخطر آثار الطلاق عدم تنشئة الأطفال في ظل أسرة مربية وفاضلة، مما يجعلهم يتجهون نحو الإنحراف والجرائم والمخدرات، وهذا بالطبع يؤدي إلى انحلال المجتمع.

تأثير الطلاق على المراهقين

حذّر الخبراء من أنَّ المراهقين الذين يشاهدون آباءهم يمرون بمرحلة الطلاق يكونون أكثر عرضة لمشاكل صحية منها الصداع، واضطرابات النوم، والتوتر، والدوخة وفقدان الشهية. كما أنَّ سكن المراهق مع أحد الوالدين بعد الانفصال يمكن أن يكون أسوأ بالنسبة إليه. ووجد باحثون في جامعة ستوكهولم أنَّ الطلاق يؤدي إلى زيادة خطر إصابة الطفل بمشاكل نفسية بحسب دراسة نشرت تفاصيلها مجلة Epidemiology and Community Health، ونقلها موقع صحيفة “الدايلي ميل” البريطانية.

السابق
دواء أيزت دي اس – Eazit DS لمعالجة الأعراض المرتبطة بنزلات البرد
التالي
كيف تعالج مشكلة الخيانة الزوجية

اترك تعليقاً