الاسره والمجتمع

آثار الغش

مقدمة عن الغش

يُعَدُّ الغِشُّ من الآفات المُضِرَّة التي تَطالُ الجميع، فيتَّصِفُ الشخصُ الغشَّاشُ بالطَّمعِ فلا يَنظُرُ إلا للأطماعِ والمَكاسبِ التي يُمكنُه أن يحصلَ عليها، دون أن يلتفتَ إلى ضحايا ذلك الغِشِّ، أو إلى المُجتمَع الذي جنى عليه، وتتعدَّد مَجالات الغِشِّ على حسب قُدرةِ الشخصِ الغشَّاشِ، أو حسب اهتماماتِه.

آثار الغش

إن للغش عواقب وخيمة، نذكر منها ما يلي:

  • غضب الله تعالى: للغش عواقب كثيرة تؤثر على دين الفرد ومنها: براءة الرسول -عليه الصلاة والسلام- من مرتكبيه، كما أنَّ الغاش يُعدّ من المنافقين، خصوصًا أنه يجعل الله أهون الناظرين إليه، فيرتكب الغش دون أن يهتم بأنَّ الغش من الكبائر، وهو دليلٌ واضح على ضعف إيمان الفرد، وبُعد الغاش عن الله تعالى، وهو طريقٌ يؤدي إلى نار جهنم، وهو من الأسباب التي تمنع إجابة الدعاء.
  • نفور الناس من الغاش: تتعدد مظاهر الغش، والغش بجميع مظاهره خيانة للأمانة التي كلّف الله الإنسان بحملها وصيانتها، وهو سبب من أسباب التفرقة بين الناس، لأنَّ فيه تعدٍّ على حقوق الآخرين وأكل لأموال الناس على غير وجه حق، وهذا يُسبب كراهية الناس للشخص الغاش نفور الناس منه وعدم تعاملهم معه، لأنَّ الناس يعتبرون الغاش من الناس الظلمة والخونة والكاذبين، كما أنَّ الغشاش ليس في قلبه رحمة، وهو أناني لا يُحب إلا نفسه، فالغش دليل على أنَّه طمّاع وبخيل ولا يكتفي بعطاء الله له.
  • محق البركة: يُسبب الغش محق البركة في الرزق، كما أنه يسبب ضعف الثقة بين أفراد المجتمع، ويجعل الغاش قليل الهمة وغير قادر على التحصيل، ويُفرز أجيالًا متواكلة فاشلة غير قادرة على التحصيل وتحمل المسؤولية،[١]كما أنَّ الغش دليل على خبث الغاش ودناءة نفسه، وهو من الأسباب التي تؤدي إلى تسلط الكفار والظالمين، ويحرم بركة العمر كما يحرم بركة المال.
  • زعزعة الثقة: يُعدّ الغش سببًا لزعزعة الثقة بين الناس في المجتمع، وهو سبب لقطع العلاقات والصلات بين الناس، ويُثير بينهم البغضاء والحقد، وينشر الفساد ويُضيع مصالح الناس، وهذا يجعل الناس ينظرون إلى الغاش نظرة ازدراء واحتقار.
  • إضاعة الحسنات: يُعدّ الغش سببًا لضياع الحسنات وحمل سيئات الآخرين لأنَّ الغاش يأخذ أموالهم فيعاقبه الله بأن يأخذ من حسناته ويضع عليه من سيئات من يغشّهم.

آثار الغش في الامتحانات

يترتّب على الغش في الامتحانات مخاطر عديدة يُذكر منها ما يأتي:

  • غضب الله تعالى، فالغش محرّم في كل الأحوال، وهو طريق لحرمان الله تعالى للغشاش من البركة وإجابة الدعاء.
  • عرقلة العملية التعليمية التربوية، والإخلال بأحد أهدافها، وهو تقييم الطالب وإعطاؤه العلامة التي يستحقها، فالتقييم للطالب الغشاش هو بمثابة تزييف وتحريف لنتائجه وفهمه للمادة التدريسية.
  • الإخلال بالمنظومة المجتمعية، فاعتياد الطالب على الغش سيدفعه للاستمرار به في امتحانات الثانوية والجامعة وحتى في امتحانات قبول الوظائف، وهذا ما يجعله فرداً سلبياً في المجتمع، يعتمد دوماً على غيره، ولا يتصف بالإبداع والإنتاج ولا يخدم أية مؤسسة يعمل فيها مستقبلاً، ولذلك فالغشاش مصدر خطر لأي مكان يتواجد فيه.
  • تساهُل المعلمين والمراقبين في موضوع الغش في الامتحانات وعدم وضع عقوبات واضحة له، يسبب في خلق جيل كامل يتصف باللامسؤولية واللامبالاة والاستهزاء بالقوانين والأنظمة، وهو ما يقود إلى مشاكل مجتمعية أكثر خطورة مستقبلاً.

علاج الغش

تُساعد الوسائل الآتية في القضاء على ظاهرة الغش:

  • التضرع إلى الله سبحانه وتعالى، والدعاء إليه بأن يكفينا بحلاله عن حرامه.
  • الإخلاص في العمل لله سبحانه وتعالى.
  • الأمر بالمعروف، والنهي عن النكر؛ بشرط أنْ يكون ذلك بالحكمة، والموعظة الحسنة.
  • التنشئة السليمة للأفراد داخل الأسرة، وينبغي أن تكون هذه التنشئة مستندة إلى أحكام الشريعة الإسلاميّة السمحاء.
  • العمل على تعزيز الثقة والإيمان بالله، وضرورة استشعار مراقبته لعباده.
  • الذهاب لزيارة القبور؛ وذلك من أجل تذكر الموت وأن الحياة فانية لا محالة.
  • الصبر في طلب الرزق المشروع، وبطريقة الحلال.
  • الرضا برزق الله سبحانه وتعالى؛ فالقناعة كنز لا يفنى.
  • الحرص على مجالسة الأخيار.
  • العمل على معاقبة كل من يتعامل مع الغش؛ وذلك لمنعهم عن تكرار تعاملهم معه.
  • العلم بأنَّ الغش حرام شرعاً.
  • توعية الناس حول مخاطر الغش، وبيان صوره لهم.
  • النظر إلى عواقب الغش الوخيمة سواء في الدنيا أو الآخرة.
السابق
آثار الكذب
التالي
أثر التكنولوجيا على التعليم سلباً وإيجاباً

اترك تعليقاً