الاسره والمجتمع

آثار الكذب

تعريف الكذب

يُمكن تعريف الكذب بأنّه سلوك اجتماعي مُكتسب يتمثّل بإيصال معلومات مزيّفة، وغير مُطابقة للواقع للأخرين، مع تبطين نيّة الخداع والمراوغة؛ وذلك بقصد تحقيق منافع، أو مكاسب معيّنة، أو للتهرّب من تحمّل مسؤولية أخطاء، وأفعال غير سويّة مرتكبة، الأمر الذي يُخلّف العديد من الأضرار، ويخلق الكثير من المشاكل بين أفراد المجتمع.

أسباب الكذب

إن أسباب الكذب تكون عادةً؛ طلبًا للحماية، إذ يلجأ الإنسان للكذب ما يخصه، أو لدفع بعض المشاكل، أو للوصول لما يريد، وفيما يلي شرحٌ لأسباب الكذب بالتفصيل:

  • حماية النفس: كثيرًا ما يكذب الإنسان لتجنب العواقب أو الخجل أو الحرج أو الصراع.
  • حصول الإنسان على ما يريد: ثاني أسباب الكذب الأكثر شيوعًا هو تحصيل الإنسان ما يريد، سواء كانت أشياء ماديةً كالنقود، أو غير مادية كالحصول على الاهتمام وجذب الانتباه.
  • حماية صورة الإنسان: يسعى الجميع لتكوين صورةٍ حسنةٍ عنهم عند الآخرين وكسب احترامهم، وقد يلجأ الفرد للكذب للتغطية على ما يظنه مؤثرًا سلبيًا على مكانته عند الناس.
  • حماية الموارد: يكذب الإنسان لتجنب إهدار الطاقة أو الوقت في عمل شيءٍ لا يريده، كالتهرب من حضور حفلة أو العمل على مشروعٍ ما، دون وجود راحةٍ للاعتراف بالحقيقة فيشكّل الكذب مخرجًا في هذه الحالة.
  • حماية الآخرين: قد يكذب الفرد بشأن رأيه فيما يخص غيره، كعرضٍ أو قصة شعر، حمايةً لمشاعر الأصدقاء والعائلة، كما وجدت الأبحاث أن الأطفال يكذبون على أهلهم لاعتقادهم بأن الأهل يشعرون بالسعادة عند سماع ما يريدونه.

آثار الكذب

لا شكّ بأنّ الله -تعالى- لم ينهَ عن فعلٍ أو أنكره؛ إلّا لقبح ذلك الفعل، أو لسوءٍ يلحق صاحبه، وذلك ينطبق على الكذب وأهله أيضاً، وزيادةٌ على أنّ الكاذب قد احتوى صفةً من صفات المنافقين، فإنّ أضرار الكذب العائدة على الكاذب كثيرةٌ في الدنيا والآخرة، وفيما يأتي بيان بعضها:

  • انعدام الأمن والطمأنينة في الدنيا، فإنّ الصدق طمأنينةٌ، والكذب ريبةٌ وترقّبٌ وشكٌ واضطرابٌ، وخوفٌ من انكشاف الحقيقة التي سعى الكاذب إلى إخفائها.
  • الكذب يمرّض القلب، فإنّ صاحبه يعاني من الضغط النفسي.
  • الكذب يمحق البركة، وينقص الرزق؛ ودليل ذلك قول رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (فإن صَدَقَا وبَيَّنَا بُورِكَ لهما في بَيْعِهِما، وإنْ كَتَمَا وكَذَّبَا مُحِقَتْ بَرَكَةُ بيَعْهِمَا)، فإنّ الكذب والخداع والتدليس سبب في محق الله -تعالى- البركة، وإن كان البيع الظاهر رابحاً.
  • الكذب يؤذي الملائكة، ويبعدها عن الكاذب، ودليل ذلك قول النبي صلّى الله عليه وسلّم: (إذا كذب العبدُ تباعد الملَكُ عنه مِيلًا من نتنِ ما جاء به).
  • الكذب سببٌ لبغض الناس، وسببٌ لسقوط الكاذب من أعين الناس، وضياع هيبته بينهم، وهوانه عليهم، وزهدهم فيه. الكذب يحرم صاحبه هداية الله -تعالى- وتوفيقه، ودليل ذلك قول الله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ).
  • الكذب سببٌ لحلول اللعنة على صاحبه، فتكون النتيجة بذلك، الطرد من رحمة الله عزّ وجلّ، ودليل ذلك قول الله تعالى: (ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِين).
  • الكذب يوصل صاحبه إلى الفجور؛ وهو الميل عن الحقّ، والاحتيال في رده، ويرشد الكذب إلى سوء الخاتمة، بسبب العادة السيئة التي تمسك بها صاحبها على الدوام، فكانت عاقبة الكاذب أن يُختم له بسوء جزاءً؛ لقبح عمله.
  • إنّ الله -تعالى- لا يكلم الكاذب، ولا ينظر إليه يوم القيامة؛ بغضاً له، ولقبيح صنيعه، ودليل ذلك قول الله تعالى: (ثلاثةٌ لا يُكلِّمُهم اللهُ يومَ القيامةِ، ولا ينظرُ إليهم: رجلٌ حلف على سلعةٍ لقد أعطى بها أكثرَ مما أعطى وهو كاذبٌ، ورجلٌ حلف على يمينٍ كاذبةٍ بعد العصرِ ليقتطعَ بها مالَ امرئٍ مسلمٍ).

آثار الكذب عند الأطفال

قد يبدو لكِ أنكِ لا تخطئين عندما تكذبين لحماية طفلك من الشعور بالخوف أو الألم، ولا تدركين أنه سيكتشف هذا الكذب عاجلًا أو آجلًا، وعندما سيحدث ذلك، سيؤدي إلى نتائج سلبية عديدة، وهي:

  1. ستقل ثقة طفلك فيكِ، وفي كل كلامك بعد ذلك، إلى أن تنعدم في وقتٍ ما.
  2. سيبدأ طفلك في الكذب بدوره، وسيجد مبررات كثيرة لذلك، مثلما تفعلين معه.
  3. لن يميز طفلك فيما بعد الزيف من الحقيقة، فأنتِ ووالده مصدر الحقيقة بالنسبة له، وعندما يفقد ثقته في هذا المصدر، ترتبك قدرته في الحكم على الأمور.

آثار الصدق

أمر الله -سبحانه وتعالى- عباده بالتحلّي بالصدق لما فيه من الثمرات والفوائد العديدة، لا سيّما على الفرد والمجتمع، ومن هذه الآثار ما يأتي:

  • راحة الفرد وطمأنينته: حيث يشعر الفرد بالسكينة والراحة رغم ما يترتّب عليه من التبعات في بعض المواقف نتيجة التزامه بالصدق.
  • نيل محبّة الله -عز وجل- ورضوانه: فالمؤمن الذي يلتزم الصدق في أقواله وأفعاله ينال محبة الله -سبحانه وتعالى- ورضوانه عنه، وبالتالي الفوز بجنّته يوم القيامة.
  • سلامة المعتقد: حيث يظهر على الصادق سلامة معتقده، وابتعاده عن الشرك ما خفي منه وما ظهر.
  • علوّ المنزلة في الجنَّة: حيث إنَّ الصدّيقين لهم منزلة رفيعة مع النبيّين والشهداء، لقوله تعالى: (وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا).
  • الصدق أصل البر، والكذب أصل الفجور: فالصدق كذلك ينفي صفة المنافقين عن المسلمين.
  • تفريج الكربات، وإجابة الدعوات، والنجاة من المهلكات.
  • المكانة المتميِّزة في الدنيا: وهذه المكانة يحظى بها الصادق بمحبَّة الصالحين وصحبة الصادقين له، ويحظى بمحبّة الله -عز وجل- له.
  • الوفاء بالعهود: ممّا يؤدي إلى تماسك المجتمع وترابطه، وانتشار المحبَّة بين أبنائه بسبب التزام أفراده بالصدق.
  • حصول البركة في البيع والشراء: فالصدق شرط لحصول البركة، وإن حصل ضد الصدق وهو الكذب كان سبباً لمحق البركة.
السابق
أهداف النشاط الثقافي
التالي
آثار الغش

اترك تعليقاً