الاسره والمجتمع

أثر التكنولوجيا على التعليم سلباً وإيجاباً

استخدام التكنولوجيا في التعليم

أصبحت التكنولوجيا في العصر الحديث تدخل في جميع مجالات الحياة، حيث قدمت العديد من التسهيلات لها، وزادت تطور المجتمعات ومواكبتها للحياة الحديثة التي تعتمد على الاتصالات والسرعة في كلّ جانبٍ من جوانبها، فكان للتكنولوجيا دورٌ مهمٌ في: التجارة، والطب، ومجال البحث وتحسينه وتطويره، وفي مجال التعليم.

كما كان للتكنولوجيا أثرٌ واضحٌ وكبيرٌ في مجال التعليم، حيث ظهر هناك مفهوم التعليم عن بعد والذي مكّن الطلاب من الحصول على المواد التعليمية والالتحاق بالجامعات والكليات العليا دون الحضور إلى هذه الأماكن، كما ظهر مفهوم التعليم الإلكتروني والذي جاء لخدمة الطالب والمعلم على حدٍ سواء، كما جاءت التكنولوجيا بنوعٍ آخر من أنواع التعليم وهو التعليم المدمج الذي يدمج بين التعليم المباشر بين الصفوف الافتراضية وبين التعليم الإلكتروني.

أثر التكنولوجيا على التعليم سلباً وإيجاباً

إيجابيات استخدام التكنولوجيا في التعليم:

من أبرز إيجابيات استخدام التكنولوجيا على العملية التعليمية ما يأتي:

  1. تحدد المحتوى التعليمي المطلوب للمحاضرة.
  2. تساعد بتعريف الطلاب على موضوع الدرس، أو المحاضرة قبل البدء فيها.
  3. تشكل المناقشة الجماعية التي تساعد على عملية الفهم.
  4. تمكّن الطلاب من الوصول إلى كم هائل من المعلومات بسهولة.
  5. تقدم الوسائط المناسبة، والغنية بالمعلومات؛ لتعزيز الفهم لدى الطالب.

سلبيات استخدام التكنولوجيا على التعليم:

فيما يأتي أبرز المساوئ المترتبة على استخدام التكنولوجيا الحديثة على التعليم داخل القاعة الصفية:

  1. احتمالية انشغال الطالب بما يلهيه عن الدرس، من خلال ما هو موجود على جهازه الخاص (كمبيوتر/لابتوب) وبالتالي تضييعه لما هو مهم.
  2. التحديق بشاشات الأجهزة الإلكترونية يخلق مشاكل عديدة أبرزها فقدان الطلاب لمهارة التواصل مع الآخرين؛ لاقتصار تواصلهم على التعامل مع الشاشات فقط.
  3. التعود على حل المسائل العلمية باستخدام الأجهزة الإلكترونية يتسبب في نمذجة أدمغة الطلاب على هذا النمط مما يسبب لهم بعض المشاكل، فيصبحون غير قادرين على حل هذه المسائل باستخدام الورقة والقلم في حال عدم توفر جهاز إلكتروني.
  4. محدودية استخدام الحواسيب داخل الغرف الصفية؛ سواءٌ في البحث عن المعلومات عبر محركات الإنترنت البحثية، أو في مجال معالجة النصوص.

أهمية التكنولوجيا في مجال التعليم

هُناك فوائد عِدّة لاستخدام التّكنولوجيا في التّعليم، ومنها:

  • جعل التّّعلم أكثر مُتعة: استخدام التّكنولوجيا في التّعليم جعل منه أكثر مُتعة بالنسبة للطُلاب، مما يزيد من دافعيتهم نحو التّعلُم، إذ يُمكن للدروس المُملة أن تُصبح أكثر مُتعة لهم عن طريق الأجهزة اللوحية والفيديو.
  • الوصول للمعلومات: استخدام التّكنولوجيا في التّعليم، بما في ذلك شبكة الإنترنت يُؤدي إلى زيادة قُدرة المُتعلمين على الوصول لكمٍ كبير ونوعيّ من المعلومات، والتي قد لا تكون مَذكورة حتى في المناهج الدّراسية، مما يوفر الكثير في وقت قصير، لكن من المهم للمعلم أن يزيد من وعي الطلاب بالطُّرق الصّحيحة للوصول للمعلومات الدّقيقة على شبكة الإنترنت.
  • جعل عملية التّعليم أسهل: استخدام التّقنيات الجديدة مثل تقنيات الفيديو وغيرها في عملية التّعلُم تُساهم في تَبسيط المعلومات للمُتعلمين، وفي جعل التّعليم أسهل على المُعلم من خِلال توفير وقته، ومُساعدته في زيادة إنتاجيته، ومَنحه مُدّة زمنية أطول للتركيز على المُتعلم، كما تُساهم من ناحية أُخرى في صُنع عملية التّعليم عن بُعد ناجحة وأكثر تَطوراً، وذلك عن طريق مَنح الطّالب فُرصة لإضافة أسئلته والحُصول على الأجوبة في ذات الوقت.
  • التّعاون والمُشاركة بين المُتعلمين: تُتيح التّكنولوجيا التّواصل المُباشر بين المُتعلمين، وبين المُعلمين وطُلابهم بكبسة زر، وهي بذلك تُسهل عملية التّعاون بينهم، مما يَمنح عملية التّعلم جُودة وسُهولة أكبر عندما يَتعلق الأمر بقيام الطُّلاب بعمل مشاريع مُشتركة.
  • المُساعدة على تَصوُّر المفاهيم: تُساعد التّكنولوجيا المُتعلم على تَصوُّر المفاهيم المُجردة، أو المفاهيم التي يَصعُب فِهمها بطريقة أيسر.
  • اشراك الطُّلاب وإيجاد مُتعلمين نَشِطين: إن التّكنولوجيا تَجعل التّعلم أكثر مُتعة، وبالتالي تُساهم في رفع التّعلم المُوجه ذاتياً لدى الطُّلاب، مما يُساعد على جعل المُتعلمين أكثر تفاعلاً مع العُلوم المُقدمة لهم.
  • الإسهام في إعداد الطُّلاب للمُستقبَل: في ظِل مركزية دور التّكنولوجيا في الحاضر والمُستقبَل يُصبح من الضّروري تَوظيف التّكنولوجيا في التّعليم، لإعداد جيل قادر على التّعامُل مع التّكنولوجيا وتوظيفها في التّعلُم، والبحث، والتّعاون، وحل المُشكلات، ليحظى بمُستقبَل مِهني أفضل، وليتمكن من التّعامل مع أي تكنولوجيا جديدة تُستحدث من دون خوف، من خلال مَنحه القُدرة على تعلم طُرق استكشاف التّكنولوجيا الجديدة.
  • تخطي عائق الزّمان والمكان: تُساهم التّكنولوجيا باستمرارية عملية التّعليم، بغض النّظر عن فارق الزّمان والمكان الذي يتواجد فيه كل من المُعلم والمُتعلم، إذ يمكن للمُتعلم أن يَفتح المواد التّعليمية عبر شبكة الإنترنت في أي وقت يُريده، مما يُسهل عليه جَدوَلة وقت تَعلمه ضِمن مهامه الحياتية الأُخرى، حيث إن هذه التّسهيلات تَجعل التّعلم حالة مُستمرة في حياة الأفراد لا تُواجه الكثير من العوائق.
  • مُساعدة الطّلاب ذوي الإحتياجات الخاصة على التّعلم: بوجود التّكنولوجيا تلاشت الكثير من مُعيقات التّعلم أمام الطّلاب ذوي الإحتياجات الخاصة، وهُناك أجهزة أو تطبيقات تُساعدهم على حل مُشكلاتهم ومَنحهم الفُرصة للإنخراط ضِمن العملية التّعليمية بسهولة أكبر.
  • سهولة في مُراقبة أداء الطلاب: من خِلال التّكنولوجيا يُمكن للمُعلم استخدام تقنيات تُساعده على إنشاء قوائم مُتعلقة بنسب أداء الطُّلاب، ومجموعات دائمة للنقاش معهم ومعرفة مُستوياتهم، كما تُساهم في صِناعة الإختبارات وإصدار العلامات بشكل مُباشر، مما يُسهل مُراقبة الاداء ويُعطي للمُعلم فُرصة لمُلاحظة الفُروق الفَردية والتّعامل معها.
  • تطوير مهارات القِراءة والكِتابة: تُساهم التّكنولوجيا في تَطوير مهارات القِراءة والكِتابة لدى الطّلاب وبلُغات عِدّة، إذ يُمكن استخدام الألعاب الإلكترونية المُخصصة لتعليم التّهجئة من خِلال الألغاز والألعاب المُسلية، كما يُمكن لألعاب الفيديو تعليم المُتلقي كيفية نُطق المُصطلحات، بالإضافة إلى مُساهمة التّكنولوجيا في تَطوُّر الكِتابة لدى الطُّلاب، إذ يجد المُتعلمون أن عملية الكِتابة أكثر تَسلية باستخدام لوحة المفاتيح منها باستخدام القلم.

أثر التكنولوجيا على المعلم

التكنولوجيا الحديثة تساعد المعلم بقدر كبير بحيث أنها توفر له المزيد من المعلومات والمعرفة بمختلف أشكالها، وبالاستعانة بالتكنولوجيا يسهل عليه مشاركة ونشر المواد العلمية بالإضافة للتعرف على جديد العلم في الأنحاء المختلفةٌ من العالم، ورفع جودة التعليم وتسهيل الحصول على العلم لكافة الطلاب، كما أنّ التكنولوجيا تسهل متابعة الواجبات من قبل المعلم، وتساعده وتسهل عليه عمليّة توجيه ومتابعة الطلاب.

استخدام التكنولوجيا الحديثة لا يجب أن يقلل من مكانة وأهمية المعلم، بل عليها أن تكون خير معين لكلٌ من المعلم والطالب والمسيرة التعليمة بشكل عام، ويجدر بالمعلم بذل المزيد من الجهود لمواكبة التطوّر السريع في أشكال التكنولوجيا المختلفة ليتمكن من تسخيرها في خدمة أنحاء التعليم المختلفة لتحقق القدر الأكبر من الكفاءة والمعرفة، فاستخدام الوسائل التعليمية المقروءة والمرئيّة يسهم بتسهيل وتبسيط وصول المعلومات للطالب وبالتالي الاستفادة بشكل أكبرللطالب، وتوفير الجهد والوقت على المعلم.

السابق
آثار الغش
التالي
كيفية الوقاية من حوادث السيارات

اترك تعليقاً