أحاديث

أحاديث في فضل الذكر

أحاديث في فضل الذكر

حديث قدسي عن الذكر

عن أبو هريرة رضي الله عنه أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال :

إن لله ملائكة يطوفون في الطرق يلتمسون أهل الذكر ، فإذا وجدوا قوما يذكرون الله تنادوا : هلموا إلى حاجتكم . قال : فيحفونهم بأجنحتهم إلى السماء الدنيا ، قال : فيسألهم ربهم ، وهو أعلم منهم ، ما يقول عبادي ؟ قال : تقول : يسبحونك ويكبرونك ويحمدونك ويمجدونك ، قال : فيقول : هل رأوني ؟ قال : فيقولون : لا والله ما رأوك ، قال : فيقول : وكيف لو رأوني ؟ قال : يقولون : لو رأوك كانوا أشد لك عبادة ، وأشد لك تمجيدا وأكثر لك تسبيحا ، قال : يقول : فما يسألونني ؟ قال : يسألونك الجنة ، قال : يقول : وهل رأوها ؟ قال : يقولون : لا والله يا رب ما رأوها ، قال : يقول : فكيف لو أنهم رأوها ؟ قال : يقولون : لو أنهم رأوها كانوا أشد عليها حرصا ، وأشد لها طلبا ، وأعظم فيها رغبة ، قال : فمم يتعوذون ؟ قال : يقولون : من النار ، قال : يقول : وهل رأوها ؟ قال : يقولون : لا والله يا رب ما رأوها ، قال : يقول : فكيف لو رأوها ؟ قال : يقولون : لو رأوها كانوا أشد منها فرارا ، وأشد لها مخافة ، قال : فيقول : فأشهدكم أني قد غفرت لهم . قال : يقول ملك من الملائكة : فيهم فلان ليس منهم ، إنما جاء لحاجة . قال : هم الجلساء لا يشقى بهم جليسهم

أخرجة البخاري في صحيحة.

أحاديث في فضل الذكر

عن أبي هريرة – رضي الله عنه – أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال: من قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، في يوم مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب وكتبت له مائة حسنة، ومحيت عنه مائة سيئة، وكانت له حرزاً من الشيطان يومه حتى يمسي ولم يأت أحد أفضل مما جاء به إلا أحد عمل أكثر من ذلك)).

((ومن قال: سبحان الله وبحمده في يوم مائة مرة حطت خطاياه ولو كانت مثل زبد البحر)).

وعن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: ((من قال حين يصبح وحين يمسي: سبحان الله وبحمده مائة مرة لم يأت أحد يوم القيامة بأفضل مما جاء به إلا أحد قال: مثل ما قال أو زاد عليه)).

وعن أبي أيوب الأنصاري – رضي الله عنه – عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: ((من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير عشر مرار كان كمن أعتق أربعة أنفس من ولد إسماعيل)).

وعن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: ((كلمتان خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان، حبيبتان إلى الرحمن: ((سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم)).

وعن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: ((لأن أقول سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر أحب إلي مما طلعت عليه الشمس)).

وعن سعد – رضي الله عنه – قال: كنا عند رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فقال: ((أيعجز أحدكم أن يكسب كل يوم ألف حسنة)) فسأله سائل من جلسائه كيف يكسب أحدنا ألف حسنة؟ قال: ((يسبح مائة تسبيحة فيكتب له ألف حسنة أو يحط عنه ألف خطيئة)).

وعن جابر عن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: ((من قال سبحان الله العظيم وبحمده غرست له نخلة في الجنة)).

وعن عبد الله بن قيس – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: ((يا عبد الله بن قيس ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة؟ )) فقلت: بلى يا رسول الله، قال: ((قل لا حول ولا قوة إلا بالله)).

عن سعد بن أبي وقاص – رضي الله عنه – قال: جاء أعرابي إلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فقال: علمني كلاما أقوله: قال: ((قل: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، الله أكبر كبيراً، والحمد لله كثيراً، سبحان الله رب العالمين، لا حول ولا قوة إلا بالله العزيز الحكيم)) قال هؤلاء لربي فما لي؟ قال: ((قل: اللهم اغفر لي، وارحمني، واهدني وارزقني)).

وعن طارق الأشجعي قال: كان الرجل إذا أسلم علمه النبي – صلى الله عليه وسلم – الصلاة ثم أمره أن يدعو بهؤلاء الكلمات: ((اللهم اغفر لي، وارحمني، واهدني، وعافني، وارزقني)).

عن جابر بن عبد الله – رضي الله عنهما – أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال: ((إن أفضل الدعاء الحمد لله، وأفضل الذكر لا إله إلا الله)).

فضل الذكر و منزلة الذاكرين

 

الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللًّهِ ألا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ)[يونس:28].

نعم ذكر الله هو جلاء القلوب وصفاؤها ودواؤها، فكلما ازداد الذاكر في ذكره كلما ازداد محبة للقاء الله، فالذكر عبادة تشمل عدة أنواع من العبادات وتدخل في الكثير منها: إقامة الصلاة(وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي)[طه:14]، والصوم و قراءة القرآن و الزكاة والحج و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر و أن تشعر بمراقبة الله عز وجل كلها ذكر

سئل علي بن أبي طالب رضي الله عنه ما أعظم جنود الله؟ قال: “إني نظرت إلى الحديد فوجدته أعظم جنود الله, ثم نظرت إلى النار فوجدتها تذيب الحديد, فقلت: النار أعظم جنود الله. ثم نظرت إلى الماء فوجدته يطفئ النار, فقلت: الماء أعظم جنود الله, ثم نظرت إلى السحاب فوجدته يحمل الماء فقلت: السحاب أعظم جنود الله ثم نظرت إلى الهواء وجدته يسوق السحاب فقلت: الهواء أعظم جنود الله , ثم نظرت إلى الجبال فوجدتها تعترض الهواء فقلت: الجبال أعظم جنود الله , ثم نظرت إلى الإنسان فوجدته يقف على الجبال وينحتها. فقلت: الإنسان أعظم جنود الله, ثم نظرت إلى ما يُقعد الإنسان فوجدته النوم فقلت: النوم أعظم جنود الله, ثم وجدت أن ما يُذهب النوم فوجدته الهم والغم، فقلت: الهم والغم أعظم جنود الله , ثم نظرت فوجدت أن الهم والغم محلهما القلب فقلت: القلب أعظم جنود الله, ووجدت هذا القلب لا يطمئن إلا بذكر الله فقلت: إن الذكر أعظم جنود الله“.

فالناس ينقسمون بالنسبة لذكر الله إلى أصناف:

1- فمنهم من لا يذكر الله فهؤلاء قست قلوبهم عن ذكر الله فلا يذكرون الله أبدًا (ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً)[البقرة: 74].

نعم، إن قلوبهم أشد قسوة من الحجارة؛ لأن منها (لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ)[البقرة: 74] فلا تجعل قلبك أقسى من الحجارة قال تعالى: (فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ)[الزمر: 22]، وقوله تعالى: (مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ) سببه أن جميع الأسباب الطبيعية تنتهي إلى الذات الإلهية, كما أن ملكوت جميع الأشياء تصف بالشعور والإدراك، وقد ثبت هذا في محله، قال بعض المفسرين في شرح هذه الآية: “هذه القلوب أشد قسوة من الصخر الصلد, لا هي تقبل الحق ولا هي ذات حياة معنوية وكمال عقلي, لا تفور من داخلها عواطف الخير ولا تجد النصيحة والحكمة والعبرة من آذانها وعيونها سبيلاً إلى ضميرها ووجدانها الجاف والميّت, ولا تحني رأسها أمام العظمة والقدرة والآيات المحسوسة, مع أن صخور الجبال الشامخة تتساقط أمام قدرة الله وقهر آياته (وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ)[البقرة: 74]”.

إذن فهؤلاء أموات لا حياة فيهم أن قلوب هؤلاء لا تخضع أمام عظمة الحق وآياته، وليس سبب قسوة قلوب هؤلاء إلى هذا الحد هو طينتهم، بل إن ذلك من آثار أعمالهم التي أفقدت قلوبهم القابلية التي كانت موجودة فيها.

يقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “مَثَل الَّذِي يَذْكُر رَبّه وَاَلَّذِي لَا يَذْكُر رَبّه مَثَل الْحَيّ وَالْمَيِّت“, ويقول -صلى الله عليه وسلم-: “ما من قوم جلسوا مجلسًا وتفرقوا ولم يذكروا الله فيه إلا كأنما تفرقوا عن جيفة حمار، وكان عليهم حسرة يوم القيامة، وما مشى أحد ممشى لم يذكر الله فيه إلا كان عليه ترة، وما أوى أحد إلى فراشه ولم يذكر الله فيه إلا كان عليه ترة“, فمن جف لسانه عن ذكر الله تشرب كل باطل ولغو وفحش، ومن ترطب لسانه بذكر الله كان بعيدا عن كل لغو وفحش.

2- الذين لا يذكرون الله إلا قليلاً، فهؤلاء هم المنافقون الذين قال الله فيهم: (إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلاَّ قَلِيلا)[النساء:142]، فقلة الذكر علامة من علامات النفاق، فمجالس الغفلة التي لا يذكر فيها اسم الله، ولا يصلى فيها على نبيه -صلى الله عليه وسلم-، فهؤلاء من الغافلين الذين كان لهم الشيطان قرينًا (وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَانِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ)[الزخرف:36]، وهذا الصنف موجود بكثرة -عباد الله- سرى النفاق في دمهم، وجرى في عروقهم، ونسوا ما ذُكِّروا به؛ فقست قلوبهم عن ذكر الله، فتشربت كل باطل وزور، فأصبح غذاؤها، فتسممت وماتت على ذلك.

3- الذي عاهد الله على ذكره وشكره وحسن عبادته فألسنتهم وقلوبهم تلهج دائمًا بذكر الله، وهؤلاء قال الله فيهم: (وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا)[الأحزاب:35]، نعم لقد وعدهم الله بالمغفرة والأجر العظيم، فكلما ذكروا الله ذكرهم الله، “أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم، وإن تقرب إليّ بشبر تقربت إليه ذراعًا، وإن تقرب إليَّ ذراعًا تقربت إليه باعًا، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة“.

يقول ابن عباس: أي أن يذكر الله في الليل والنهار, في البر والبحر, والسفر والحضر, والغنى والفقر, والمرض والصحة, والسراء والضراء, والسر والعلانية, فالذاكرون لله -عز وجل- بين الغافلين بمنزلة الصابر في المعركة بين الفارين.

هذا الصنف هم أعوان الخير ومفاتحه، هم أهل الله وخاصته وهم قلة (وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ)[سبأ:13] يعيشون ويقتاتون على هذا الغذاء الروحي على ذكر الله تشربت أبدانهم وشربت نفوسهم منه ولم ترتوي، فاستيقظت ضمائرهم عبدوا الله حق عبادته حتى وصلوا درجة الإحسان: “أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك“.

كيف لا يكون هذا غذاؤهم ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: “ألا أخبركم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم، وأرفعها في درجاتكم، وخير لكم من إنفاق الذهب والفضة، ومن أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم، ويضربوا أعناقكم“, قالوا: بلى يا رسول الله. قال: “ذكر الله -عز وجل-“.

المهموم يكفيه قول: (لَّا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ)[الأنبياء:87] قالها يونس في بطن الحوت فأنجاه الله.

و الخائف أن تقول: حسبي الله ونعم الوكيل, قالها إبراهيم وهو في النار فقلبها الله بردا وسلاما عليه.

و من ضاق عليه رزقه فعليه بقول: أستغفر الله العظيم؛ فمن لازم الاستغفار جعل الله له من كل ضيق مخرجًا، ومن كل هم فرجًا، ورزقه من حيث لا يحتسب.

الذكر أفضل من الدعاء؛ لأن الذكر ثناء على الله -عز وجل- بجميل أوصافه وآلائه وأسمائه، والدعاء سؤال العبد حاجته؛ فأين هذا من هذا؟ ولهذا جاء في الحديث من شغله ذكري عن مسألتي أعطيته أحسن ما أعطي السائلين.

ولهذا كان المستحب في الدعاء أن يبدأ الداعي بحمد الله تعالى، والثناء عليه بين يدي حاجته، ثم يسأل حاجته، وقد أخبر النبي أن الدعاء يستجاب إذا تقدمه الثناء والذكر، وهذه فائدة أخرى من فوائد الذكر والثناء، أنه يجعل الدعاء مستجابًا.

فالدعاء الذي يتقدمه الذكر والثناء أفضل وأقرب إلى الإجابة من الدعاء المجرد، فإن انضاف إلى ذلك إخبار العبد بحاله ومسكنته، وافتقاره واعترافه، كان أبلغ في الإجابة وأفضل.

فضل الذكر وأهميته

 

لا شك أبداً أن للذكر أهمية بالغة في القرآن الكريم و السنة النبوية الشريفة كما في قوله تعالى: ﴿ فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ ﴾ [البقرة: 152]، وفي الحديث الشريف يمكن أن نشير إلى ما رُوي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (مَن سَبَّحَ اللهَ في دُبُرِ كُلِّ صَلاةٍ ثَلاثًا وثَلاثِينَ، وحَمِدَ اللهَ ثَلاثًا وثَلاثِينَ، وكَبرَ اللهَ ثَلاثًا وثَلاثِينَ، فَتْلِكَ تِسْعَةٌ وتِسْعُونَ، وقالَ: تَمامَ المائَةِ: لا إلَهَ إلا الله وحْدَهُ لا شَرِيكَ له، له المُلْكُ وله الحَمْدُ وهو علَى كُلِّ شيءٍ قَدِيرٌ، غُفِرَتْ خَطاياهُ وإنْ كانَتْ مِثْلَ زَبَدِ البحر).

فالذكر من خير الأعمال وأزكاها في التقرب إلى الله تعالى، لنيل رضاه، والفوز بمغفرته. وله أبلغ الأثر في حياة المسلم.

فيجب ألا يغفل المسلم إلى عُلوِّ شرف منزلة الذكر، وسُمو مكانته عند الله، حتى لا يفوته خيرٌ كثير.

ولا ريب أن الذكر فوقَ ذلك كله هو حصنٌ منيع للمؤمن من كيد الشيطان، العدوِّ اللدود لأهل الإيمان، فقد أخبرنا الله تعالى عز وجل عن عمل الشيطان مع الغافلين عن ذكر الله بقوله: ﴿ اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنْسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ أُولَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ ﴾ [المجادلة: 19]، وذلك حقًّا هو الخسران المبين.

وإذا كان للذكر كلُّ هذا الفضل، فما أحرانا إذًا بالإكثار منه، واعتماده سلوكًا عمليًّا في حياتنا اليومية، والاجتهاد في تحرِّي أوقات إجابته، كلما أمكن ذلك، لعلنا نفوز برضا الله تعالى.

ت الكثيرُ من الإشارات في القرآن الكريم، والأحاديث النبوية الشريفة في فضل الذكر؛ ففي القرآن الكريم نجد قوله تعالى: ﴿ فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ ﴾ [البقرة: 152]، وفي الحديث الشريف يمكن أن نشير إلى ما رُوي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (مَن سَبَّحَ اللهَ في دُبُرِ كُلِّ صَلاةٍ ثَلاثًا وثَلاثِينَ، وحَمِدَ اللهَ ثَلاثًا وثَلاثِينَ، وكَبرَ اللهَ ثَلاثًا وثَلاثِينَ، فَتْلِكَ تِسْعَةٌ وتِسْعُونَ، وقالَ: تَمامَ المائَةِ: لا إلَهَ إلا الله وحْدَهُ لا شَرِيكَ له، له المُلْكُ وله الحَمْدُ وهو علَى كُلِّ شيءٍ قَدِيرٌ، غُفِرَتْ خَطاياهُ وإنْ كانَتْ مِثْلَ زَبَدِ البحر).

ومن هنا يتبيَّن ما للذكر من أهمية بالغة في حياة المسلم، فالذكر من خير الأعمال وأزكاها في التقرب إلى الله تعالى، لنيل رضاه، والفوز بمغفرته.

فلينتبه المسلم إذًا إلى عُلوِّ شرف منزلة الذكر، وسُمو مكانته عند الله، ومِن ثَمَّ فإنه ينبغي على المسلم ألا يغفل عنه، فيفوته خيرٌ كثير.

ولا ريب أن الذكر فوقَ ذلك كله هو حصنٌ منيع للمؤمن من كيد الشيطان، العدوِّ اللدود لأهل الإيمان، فقد أخبرنا الله تعالى عز وجل عن عمل الشيطان مع الغافلين عن ذكر الله بقوله: ﴿ اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنْسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ أُولَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ ﴾ [المجادلة: 19]، وذلك حقًّا هو الخسران المبين.

وإذا كان للذكر كلُّ هذا الفضل، فما أحرانا إذًا بالإكثار منه، واعتماده سلوكًا عمليًّا في حياتنا اليومية، والاجتهاد في تحرِّي أوقات إجابته، كلما أمكن ذلك، لعلنا نفوز برضا الله تعالى.

ت الكثيرُ من الإشارات في القرآن الكريم، والأحاديث النبوية الشريفة في فضل الذكر؛ ففي القرآن الكريم نجد قوله تعالى: ﴿ فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ ﴾ [البقرة: 152]، وفي الحديث الشريف يمكن أن نشير إلى ما رُوي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (مَن سَبَّحَ اللهَ في دُبُرِ كُلِّ صَلاةٍ ثَلاثًا وثَلاثِينَ، وحَمِدَ اللهَ ثَلاثًا وثَلاثِينَ، وكَبرَ اللهَ ثَلاثًا وثَلاثِينَ، فَتْلِكَ تِسْعَةٌ وتِسْعُونَ، وقالَ: تَمامَ المائَةِ: لا إلَهَ إلا الله وحْدَهُ لا شَرِيكَ له، له المُلْكُ وله الحَمْدُ وهو علَى كُلِّ شيءٍ قَدِيرٌ، غُفِرَتْ خَطاياهُ وإنْ كانَتْ مِثْلَ زَبَدِ البحر).

ومن هنا يتبيَّن ما للذكر من أهمية بالغة في حياة المسلم، فالذكر من خير الأعمال وأزكاها في التقرب إلى الله تعالى، لنيل رضاه، والفوز بمغفرته.

فلينتبه المسلم إذًا إلى عُلوِّ شرف منزلة الذكر، وسُمو مكانته عند الله، ومِن ثَمَّ فإنه ينبغي على المسلم ألا يغفل عنه، فيفوته خيرٌ كثير.

ولا ريب أن الذكر فوقَ ذلك كله هو حصنٌ منيع للمؤمن من كيد الشيطان، العدوِّ اللدود لأهل الإيمان، فقد أخبرنا الله تعالى عز وجل عن عمل الشيطان مع الغافلين عن ذكر الله بقوله: ﴿ اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنْسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ أُولَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ ﴾ [المجادلة: 19]، وذلك حقًّا هو الخسران المبين.

وإذا كان للذكر كلُّ هذا الفضل، فما أحرانا إذًا بالإكثار منه، واعتماده سلوكًا عمليًّا في حياتنا اليومية، والاجتهاد في تحرِّي أوقات إجابته، كلما أمكن ذلك، لعلنا نفوز برضا الله تعالى.

فوائد ذكر الله للجسم

 

جميعنا يعلم أن ألسنتنا و أيدينا و جميع خلايا الجسم ستشهد علينا يوم القيامة كما في سورة النور

بسم الله الرحمن الرحيم (يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون).

توصل العلم والدراسات الحديثة أن هناك العديد من الخلايا، والتي مركزها اليدين، والكفين، متصلة بجميع أجهزة الجسم، وهذا يعنى أن التسبيح والتحميد والتكبير على أصابع اليدين، يجعل جميع أجهزة الجسم مثل القلب، والكلى، وغير ذلك، تذكر الله. ويشهد علينا يوم القيامة. بالذكر و التقوى.

– يزيل ذكر الله الهموم عن القلب، ويدخل فيه السرور والفرح والهناء.
– يجلب ذكر الله الرزق، كما أنه ينور قلب الإنسان ووجهه.
– يفتح ذكر الله أبواب المعرفة إلى الإنسان.

فوائد ذكر الله تعالى

 

للذكر فوائد روحانية لا تعد ولا تحصى ولكن نحاول أن نذكر بعضها لاستحضار معنى الذكر العميق على روح المسلم و حجبة عن السيئات و زيادة شعوره باستحضار الله عز وجل و مراقبته له .. و من هذه الفوائد :

– يساعد ذكر الله على طرد الشيطان، ورضا الرحمن سبحانه وتعالى.
– يعلم الإنسان أن الله سبحانه وتعالى يراقبه، مما يرتفع به إلى مرتبة الإحسان والتي بها يعبد العبد ربه كأنه يراه، حيث أن الغافل عن الذكر لن يتمكن من الوصول إلى مرتبة الإحسان بأي حال.
– يساعد الذكر العبد في أن يرجع العبد إلى ربه وأن ينوب إليه، كما أنه يقربه منها كثيرا.
– يساعد الذكر في التعظيم من مهابة الله سبحانه وتعالى في قلبه، أما من يغفل عن ذكر الله فيصبح حجاب الهيبة هش رقيق في قلبه.
– من أهم فوائد ذكر الله سبحانه وتعالى للعبد، قول الله عز وجل: (فاذكُروني أَذكُرْكُم)، فحتى إن لم يكن هناك فائدة للذكر سوى تلك الآية فكفى بها شرفا وفضلا.
– يزيل ذكر الله الوحشة بين العبد وربه، كما أنه يزيل ذنوب الإنسان ويحظ خطاياه.
– يساعد ذكر الله سبحانه وتعالى في أوقات العافية على معاونة العبد في وقت شدته.
– يساعد ذكر الله على غشيان الرحمة ونزول السكينة على الإنسان، بالإضافة إلى حفوف الملائكة عليهم السلام وحضورها إلى المجالس المتواجد بها الذاكرون.
– يحافظ الذكر الإنسان من الشعور بالحسرة والندم يوم القيامة.
– الذكر هو أحد الأسباب في نعم الله سبحانه وتعالى وعطاءه، فيهب الله سبحانه وتعالى الذاكرين أكثر من السائلين.
– الذكر هو أحد أبرز الأسباب في حصول الإنسان على الغرس في الجنة.
– الذكر هو نور الإنسان في دنياه وفي قبره وفي يوم القيامة، وهو سبب احساسه بالأمان وطمأنينة قلبه.
– الذكر هو الذي يساعد القلب على الحضور والتنبه، وزوال الغفلة.
– ذكر الله سبحانه وتعالى أن الذكر هو أساس شكره، فمن لم يذكر الله لم يكن شاكرا له.
– الذكر هو أحد الأسباب في حصول الإنسان على الكرامة عند ربه، حيث أن أكرم المتقين عند الله من كان لسانه دائما رطب بذكر الله.
– الذكر هو السبب في جلب النعم وصد النقم عن الإنسان.
– يساعد الذكر في أن ينشغل الإنسان عن الغيبة واللهو والنميمة وما إلى ذلك من آفات اللسان، فإن لم تنشغل نفس الإنسان بالحق انشغلت بالباطل.
– هناك فراغ في قلب كل إنسان لا يمكن لأي شيء أبدا أن يسده، سوى ذكر الله سبحانه وتعالى.
– الذكر هو السبب في أن يصدق الله سبحانه وتعالى عباده، حيث أنه يخبره بنعوت جلالته وأوصاف كماله، فعندما يصدق الله سبحانه وتعالى عباده يحشرهم مع الصادقين بوسع رحمته.

السابق
الخجل
التالي
كيف تستيقظ مبكرا

اترك تعليقاً