الاسره والمجتمع

أسباب الوحدة

الوحدة والعزلة

إن الوحدة هي الرغبة الداخلية بالبقاء وحيداً والشعور بالانطواء والانعزال عن الآخرين والمحيط، حيث إنّ الغريزة الداخلية لا تُحفز على الذهاب وإنشاء علاقات والتواصل مع الناس، قد يشعر الذين يعانون من الوحدة بالرغبة بمخالطة الآخرين في بعض الأحيان ولكن لفترات قصيرة ويُفضلون البقاء في دائرة أصدقاء قليلة العدد، وحسب الدراسات فإن الوحدة من المشاعر الإنسانية التي تُعد من المشاعر الغريبة والأكثر تعقيداً وذلك لعدم وجود سبب مُحدد يُسفر سبب هذه الحالة، بل تختلف من شخص لآخر وبناءً على ذلك يختلف العلاج من شخص لآخر باختلاف المُسبب، وفي دراسات أُخرى فقد عُرفت الوحدة بأنها حالة ذهنية تصيب بعض الأشخاص ويشعرون من خلالها أنهم يرغبون بالعزلة وأنهم فارغون تماماً من الداخل.

أسباب الوحدة

يمكن للأسباب التالية أن تسبب الشعور بالوحدة:

التعرض للرفض من قبل الآخرين:

يتعرّض البعض للإيذاء والرفض من قبل الآخرين، من خلال الكذب عليهم، والسخرية منهم، وإهمالهم، بالإضافة إلى رفضهم من قبل العائلة أو الأصدقاء، كما يشمل الإيذاء إخبار الشخص بأشياء مُسيئة؛ مثل: “أنت شخص سيء” أو “نحن لا نريدك”، وفي حالات الاعتداء اللفظي والنفسي هذه يُحاول الشخص عزل نفسه عن تلك البيئة في مُحاولة منه لحماية نفسه منهم، وغالباً ما يرفض اقتراب الجميع منه، بما فيهم أولئك الذين يُمكنهم مُساعدته والوقوف إلى جانبه.

عمل الشخص من البيت:

فعمل الشخص من البيت يؤدي إلى صعوبة التحدّث عن أحواله وانعدام العلاقات التي تحمل معنى يُغني حياة الفرد، كلّها تدرج تحت أسباب الشعور بالوحدة، فقد يحسّ الشخص بكونه غير مقربٍ من أحد ما، بالرغم من الوقت الطويل الذي يقضيه برفقته، ويسهم قضاء الوقت مع المرتبطين أو العائلات بالأمر حين يكون الشخص أعزبًا، ويعدّ العيش بتأثير من الأمراض الجسدية أو العقلية عاملًا يزيد فرص الحدوث.

التقدم في المراحل العمرية:

فإن أصدقاء الطفولة يصبحون أقلّ عددًا وتتلاشى الصلات بينهم، ثمّ يحلّ مكانهم الزملاءُ في العمل أو الدراسة، والذين يساندون بعضهم البعض في سبيل الوصول لأهدافهم، وتعدّ كثرة العلاقات التي تقوم بأدوارٍ وظيفيةٍ فعّالة ضمن البيئة المحاطة بالشخص، أي الفئة التي تحقق أهدافًا عملية أكثر مما تحققه على صعيد الشعور، فئةً لا تدفع المرء لتجنب الأمر، بل تصنف سببًا ضمن أسباب الشعور بالوحدة.

فقدان شخص عزيز:

تحدث الوحدة في كثير من الأحيان نتيجة للحزن على فقدان وفراق شخص عزيز، وهو أمر طبيعي، حيث إنّ الكثير من الأشخاص أصبحوا وحيدين بعد فراق وخروج شخص كان مُميّزاً بالنسبة لهم من حياتهم، وخاصّةً إذا تفكّكت تلك العلاقة ولا يزالون يُحبونه ويتذكّرون مواقفهم معه، فكلّ إنسان يُحبّ أن يكون لديه أشخاص قريبون منه، لذا فإنّ تفكّك تلك العلاقة مع ذاك الشخص يُمكن أن يُسبّب مشاعر الحزن والوحدة الشديدَيْن.

الذكاء:

يُعتبر الذكاء والتطوّر الفكري أحد أسباب الوحدة في بعض الأحيان، حيث إنّ هناك أشخاص لديهم ذكاء وتفوّق عقلي يجعلهم يجدون صعوبة في قضاء بعض الوقت مع أشخاص ليسوا أذكياء مثلهم، فينعزلون عن من حولهم؛ لاعتقادهم بأنّهم لا يستطيعون التواصل مع أشخاص لا يفهمون الطريقة التي يُفكّرون بها، أو لا يفهمون مدى تفوّق قدراتهم العقليّة، وهذا يجعلهم يشعرون بالاختلاف الذي يمنعهم من الانسجام في المواقف الاجتماعيّة، ممّا يُسبّب الشعور بالوحدة.

أسباب أخرى للوحدة:

  • عامل الوراثة.
  • الانتقال إلى مكان جديد، وعدم القدرة على التأقلم.
  • الطلاق والانفصال.
  • الاضطراب النفسي مثل الاكتئاب.
  • انخفاض احترام الذات.
  • عدم الثقة بالنفس.

الشعور بالوحدة رغم وجود الناس

يوجد 7 أسباب لشعورك بالوحدة رغم تواجدك مع الناس:

  • أنت تسيء فهم ماهية الشعور بالوحدة.
  • أنت في حاجة إلى “تواصل” حقيقي.
  • تجد من الصعب أن تكون على طبيعتك.
  • ربما أنت لا تثق بأي أحد.
  • ربما تعاني من احد اضطرابات الشخصية.
  • ربما أن تعريفك للصداقة يحتاج مراجعة.
  • ربما أنك لا تعرف كيف تستقبل العطايا (من الآخرين).

سلبيات الوحدة

من الاثار السلبية للوحدة على صحتك ما يلي:

1- إضعاف مناعة الجسم

  • إن الشعور المطول بالوحدة قد يضعف جهاز المناعة لديك ويزيد من فرص إصابتك بالأمراض.
  • وجزء من ذلك يعود لكون الوحدة تحفز إنتاج بعض الهرمونات التي يتم إفرازها عادة عند الشعور بالتوتر والقلق، وتؤدي هذه الهرمونات لإضعاف فعالية جهاز المناعة.

2- ارتفاع ضغط الدم

  • يرجح الباحثون أن الشعور المستمر بالوحدة لفترة تتجاوز 4 سنوات، قد يسهم في الإصابة بارتفاع ضغط الدم، خاصة مع التقدم في العمر واتباع نظام غذائي سيء.

3- الابتعاد عن الرياضة

  • تساعد ممارسة الرياضة على الحفاظ على صحة الجسم والحالة النفسية للفرد عموماً. ولكن وعند الشعور بالوحدة أو البقاء وحيداً لفترة طويلة، فإن هذا قد يقلل من رغبتك في ممارسة التمارين الرياضية.
  • والخمول وقلة النشاط البدني وعدم ممارسة الرياضة هي أمور تنعكس سلباً على صحة الفرد الجسمية والعقلية كذلك.

4- تدني في القدرات العقلية

  • إن قدرة العقل على التفكير وحل المشاكل قد يتأثر سلباً مع العمر في حال كان الشخص يشعر بالوحدة الدائمة، كما أن الوحدة المطولة قد تزيد من فرص الإصابة بالزهايمر.

5- اللجوء للتدخين

  • إذا كنت تشعر بالوحدة، فإن هذا قد يزيد من رغبتك في إشعال سيجارة والبدء بالتدخين، وهي عادة لها أضرار جسيمة على صحتك.
  • إذ أن التدخين عادة ما يتم ربطه بالعديد من الأمراض، مثل: السكري، أمراض القلب، أمراض الرئتين… إلخ.
  • وقد يلجأ البعض وتحت الضغط النفسي والتوتر للسيجارة، وهو أمر قد لا يكون عابراً، لذا يجب استشارة الطبيب ووضع خطة للتخلص من هذه العادة السيئة.

6- إضعاف القلب

  • كلما شعرت بوحدة أكثر خلال حياتك، كلما زاد هذا من فرص إصابتك بأمراض تؤثر على صحة قلبك، مثل: السمنة، ارتفاع ضغط الدم، ارتفاع الكولسترول السيء.
  • ولدى النساء بشكل خاص، تزيد الوحدة من فرص إصابتهن بمرض القلب الإكليلي.

7- الاكتئاب

  • يؤثر الشعور بالوحدة على صحتك العقلية والنفسية، إذ أن الشعور المستمر بالوحدة يحفز ظهور مشاعر الفرد السيئة تجاه حياته ككل، وقد يسبب له هذا الشعور بالاكتئاب.
  • والاكتئاب هو حالة نفسية أخرى قد تؤدي بك إلى مزيد من العزلة، ما يجعل شعورك بالوحدة أسوأ.

8- زيادة الوزن

  • تزداد فرص كسب الوزن الزائد نتيجة الشعور المستمر بالوحدة، لأن الوحدة قد تجعلك تأكل أكثر من المعتاد أو قد تجعلك تلجأ لخيارات غذائية غير صحية، أو قد تتسبب في توقفك عن ممارسة الرياضة.
  • وزيادة الوزن سوف تعزز من مشاعرك السلبية وتزيدها حدة، وقد تجعلك أكثر عرضة للأمراض المرتبطة بزيادة الوزن، مثل: ارتفاع ضغط الدم، أمراض القلب، السكري.

9- مشاكل في النوم

  • قد تصبح أكثر ميلاً للتقلب في السرير ليلاً عاجزاً عن النوم عند شعورك بالوحدة، أو قد تواجه صعوبات في القدرة على الحصول على قسط كافي من النوم يومياً.
  • ومشاكل النوم ليلاً سوف تنعكس على حياتك نهاراً، فتتدنى قدرتك على التركيز ويصبح مزاجك سيئاً. كما أن مشاكل النوم قد تحفز إصابتك بعدة أمراض، مثل السكري والقلب وارتفاع ضغط الدم والسمنة.
  • جميعنا يشعر بالوحدة بين الفينة والأخرى، ولكن شعورك الدائم بالوحدة رغم محاولتك التواصل مع الاخرين، أو زيادة حدة ما تشعر به من اكتئاب وأرق، هي مؤشرات عليها أن تدفعك لزيارة الطبيب المختص والحصول على مساعدة طبية.

علاج الوحدة والحزن

  1. إن الوعي هو أول خطوة على طريق أي تغيير . فقد يتم التغلب على الوحدة، لكن هذا يرجع إلى الشخص نفسه . تعرف على السبب في شعورك بالوحدة .قم ببعض التدقيق الجدي الواقعي فيما تتوقعه من الآخرين ومن نفسك . اتخذ خطوة
    جريئة واخرج خارج حدود نفسك وستفاجأ بأنك عثرت على ما كنت تفتقده.
  2. لا تتسرع بالحكم على الناس ولا تحكم على الناس بناء على حادثة واحدة، وحاول تحديد أوجه التشابه معهم وتقبل اختلافاتهم عنك.
  3. إذا كان الخجل يسبب مشكلة لك، اشترك في دورة تدريبية على توكيد الذات مصممة خصيصا لمعالجة هذه المخاوف.
  4. اعمل على تنمية مهاراتك الاجتماعية (الطريقة التي نقدم بها أنفسنا، ونتصل بها مع الناس ).تعلم أن تكون متأكدا من ذاتك. تعلم أن تقول “مرحبا ” مع ابتسامة لمن حولك، أو أن تبدأ محادثة قصيرة عن الفصل أو المادة التي ستدرسها، أو أي شيء آخر. اتصل بالآخرين، وسوف تفاجأ بمدى استجابتهم لك إذا رأيت شخصا يعجبك في حرم الجامعة، لا تنتظر أن يأتي إليك، وقم بالخطوة الأولى من جانبك.
  5. عندما تكون وحدك استخدم الوقت بحكمة وقم بعملك. حول انتباهك إلى شيء آخر غير الوحدة.
  6. إذا كان من الصعب عليك أن تكون مع الناس من أجل التواصل الاجتماعي، فخذ دورة تدريبية وانضم إلى نادي الكتاب، أو الصالة الرياضية، أو إلى مجموعة طلابية، أو مارس هواية جديدة تتضمن مشاركة المجموعة.
  7. قم بعمل تطوعي من شأنه أن يمنحك فرصة للقاء أشخاص جدد . فالعمل التطوعي يعزز الثقة بالنفس.
  8. التفكير في طلب النصح. هذه الوسيلة من الوسائل الشائعة والفعالة للتعامل مع الوحدة. فهي تساعدك على فهم سبب المشكلة، وتغيير الأفكار والمشاعر السلبية، واستكشاف سبل التواصل مع الآخرين.

كيف تتخلص من الوحدة والاكتئاب

جرب الطرق التالية للتخلص من الوحدة والاكتئاب:

  • إنشاء طقوس اجتماعية: يمكن للشخص الذي يشعر بالوحدة أن يضع طقوساً اجتماعية للاختلاط بالآخرين، فمثلاً بإمكانه تخصيص ساعة أسبوعياً يقوم خلالها بالاتصال بأشخاص يعرفهم عن طريق إجراء مكالمات هاتفية معهم، أو إرسال رسائل نصية، أو التواصل عبر البريد الإلكتروني للاطمئنان عليهم أو لتحديد موعد زيارة، كما يُمكن تحديد يوم خلال الشهر يقوم فيه بالتعرّف على أشخاص جدد.
  • التعرف على أصدقاء جدد: يُشار إلى أنّ اختفاء الصداقات من حياة الإنسان يؤدّي إلى شعوره بالوحدة، وتسبب الوحدة زيادة في معدّل ضربات القلب وضغط الدّم، وبالتّالي ارتفاع خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدّموية، وذلك وفقاً لما أشارت إليه جولين لونستاد أستاذة علم النفس وعلوم الأعصاب في جامعة بريغهام يونغ، ويُشار إلى إمكانية التعرّف على أصدقاء جدد عن طريق التفكير بالطريقة التي تمّ فيها التعرّف إلى بعض الأصدقاء المفضّلين، هل تمّت خلال التطوّع في إحدى الأماكن أو خلال إحدى الفصول الدراسية أو عند اللعب ضمن فريق، كما يُمكن إنشاء صداقات جديدة عن طريق الاشتراك في نادٍ رياضي، واختيار نادٍ جديد بين الفترة والأخرى، إلى جانب محاولة الانضمام إلى فريق منظّم؛ بحيث يُصبح الشخص مجبراً على الحضور وقتما يُطلب منه ذلك.
  • العمل التطوعي: يُعدّ العمل التطوعي واحداً من الأعمال الجيّدة التي يُمكن ممارستها خلال وقت الفراغ، وفيه يقوم الشخص بتقديم مساعدة للآخرين، ويُشار إلى إمكانية القيام بالعديد من الأعمال التطوعية، مثل: تقديم المساعدة في أحد المطاعم المحليّة، أو تنظيف إحدى الطرقات، أو مساعدة شخص في التخلّص من التوتر والقلق وغيرها.
  • القراءة: إنّ القراءة واحدة من الطرق الفعّالة لتعزيز الإنتاجية وقضاء الوقت فيما هو مفيد؛ فهي تُحفّز نشاط العقل، وتُمكّن القارئ من معرفة المزيد من المعلومات المتعلّقة بالعالم المحيط، والناس الذين يعيشون فيه، وقد تؤدّي القراءة إلى تغيير مجرى حياة الشخص إذا تمّ اختيار المناسب من الكتب، ويُشار إلى إمكانية قراءة الكتب بأنواعها الخيالية أو غير الخيالية.
السابق
ما هو السن المناسب للزواج
التالي
هل وجود الصراصير في البيت يدل على السحر؟ والآثار المترتبة على وجودها؟

اترك تعليقاً