الأسرة في الإسلام

انواع التربية؟ أنواع التربية؟ انواع التربيه؟

انواع التربية

مفهوم التربية وانواعها وخصائصها

تعريف التربية

مصطلح التربية في اللغة مشتق من فعل ربا، ويعني رعى، أو أنشأ، أو هذّب، أو أصلح، ويُطلق لفظ التربية بشكلٍ عام على الكائنات الحية التي تنمو، وتمتلك نفساً، وروحاً، وهذا المصطلح أطلق على فعل التهذيب، والرعاية للحيوانات أيضاً، فنحن نطلق لفظ التربية على الحيوانات الداجنة، والتي تنمو، وتعيش في كنف الإنسان، كأن نقول: تربية الدواجن، أو الطيور، أو المواشي وهكذا.

التربية اصطلاحاً

هي مجموعةٌ من الأفعال، أو الجهود التي تسعى إلى تغيير طبيعة الإنسان، وتهذيبها، وتطويرها، ضمن منهجيّة سلوكيّة، ونمائية مُنطلقة من مبادئ سليمة، تجعل الأفراد أكثر إيجابيةً، واندماجاً في المجتمع الذين يعيشون به.  بشكل عام يُمكن أن نقول إنّ التربية هي مجموعة الأفعال التي تدخل في باب الرعاية، والعناية، والتهذيب، وغايتها استكمال نقص الكائن الحيّ، بغية أن ينمو، ويتطوّر في جسده، ونفسه. تعرف التربية من وجهة نظر اجتماعيّة بأنّها: تمرير مجموعة من المعطيات الثقافية، سواء كانت أفكاراً، أو تصورات، أو معلومات، أو معارف، أو قيماً، وعادات، وتقاليد، أو رموز، وسلوكيات، وأفعال مرجعيّة وغيرها من المعطيات التي أوجدها المجتمع، أو جماعة معينة في مسارها الحياتيّ عبر الأجيال، وتحوّلت بعد ذلك إلى قيم مرجعيّة مثالية، يفترض أن يتمّ نقله إلى الإجيال القادمة لضمان التماسك الاجتماعي، والثقافي، والروحي الذي يتمّ نقله من خلال التربية. إن التربية هي نقل للنسق الثقافة المجتمعية إلى البنية اللا شعورية للفرد، حتى تصبح أُطراً مرجعية مُترسّخة في نفوس الأفراد؛ بحيث يتصرّف الأفراد وفقها بطريقةٍ بديهيّة، وطبيعيّة دون أي ترتيب.

خصائص التربية

لابد من أن تتوفر بعض الخصائص في التربية لتكون صالحةً، ومن الأفضل التعرف على خصائص التربية الإسلامية والالتزام بهذه الخصائص من أجل إنشاء أجيال واعية وقادرة على النهوض بمجتمعاتها، وهذه الخصائص هي:

  • الربانية؛ فالله تعالى هو الذي خلق الإنسان وهو الأكثر قدرة على معرفة ما يحتاجه وما يناسبه، وهذا يجعل التربية تتصف بالعدل والمساواة والقدسية فلا يمكن لأي شخصٍ أن يعترض عليها وإنما يقدّسها وينفذها بصورتها، بينما مناهج التربية التي يضعها الإنسان تحتوي على الكثير من الأخطاء والثغرات نتيجة قصور عقل الإنسان في إحاطة جميع أنواع البشر وصفاتهم وخصائصهم.

كما أن البشر يتفاوتون في مدى تقبلهم لما يؤمرون به وعندما يكون هذا المنهج من عند البشر فإن أشخاصاً لا يقبلون به بسبب نعرة الفوقية وعدم الانصياع والانقياد.

  • الشمول والعالمية؛ لتكون التربية صحيحة لابد من أن تشمل جميع جوانب حياة الناس، نظرياً وعملياً؛ حيث يستطيع من يتبعها أن يطبقها كما جاءت، وأن تكون صالحةً لجميع أنواع الناس والأمم؛ فليست مختصةً فقط بالمسلمين وإنما يمكن لكل من يرغب أن يطبقها في حياته للحصول على نتائج إيجابية جيّدة.
  • الوسطية؛ لابد أن تمتلك التربية أسلوب الوسطية للتمكن من تطبيقها على الجميع، فالضغط الشديد قد يولد الانفجار والتمرد، كما أن التساهل الشديد قد يؤدي إلى الإهمال.
  • الوضوح والواقعية، لابد من منهج التربية أن يكون واضحاً للجميع ليستطيع أي شخصٍ فهمه وتطبيقه، كما يجب أن يكون في نفس الوقت واقعياً ليستطيع الإنسان تطبيقه.

أهمية التربية

أهمّيّة التربية للفرد والمجتمع

التربية عنصر هامّ جدّاً وفعّال، سواء على المستوى الفرديّ وعلى المستوى الجماعيّ، فإن صلح الفرد صلح المجتمع، إذ إنّ المجتمع عبارة عن مجموعة من الأفراد الذين يرتبطون فيما بينهم بعلاقات مختلفة وهامّة، وللتربية الحسنة أهمّيّة كبيرة في العديد من المجالات نذكر منها:

  • تُساعد على تنشئة جيل حسن الأخلاق قادر على التعامل مع الإنسان على أساس أنّه إنسان لا على أيّ أساس آخر، ممّا يرفع ويعلي من قيمة المجتمع ككلّ، ويحسّن صورته وسمعته أمام المجتمعات الأخرى.
  • تعطي الفرد قبولاً واستحساناً بين مجموعة الأفراد، فالتربية الحسنة تُضفي على الإنسان أخلاقاً عالياً، ومثاليّة جميلة.
  • خطّ الدفاع الأول والأخير في وجه كلّ الشرور التي تعاني منها المجتمعات المختلفة، فكلما ارتفع مستوى التربية، كلما ارتفع مستوى الأخلاق، ممّا ينعكس بشكل إيجابي ّعلى مستويات الجرائم في المجتمعات والدول؛ فالمجتمعات الأخلاقيّة تنخفض فيها الجرائم بشكل كبير.
  • تجعل الفرد قادراً على العطاء والبذل بشكل أكبر، فالذي ينال قدراً عالياً من التربية يكون على قدرة عالية من الإحساس بغيره من الناس الذي يعانون الأمرَّين بسبب المشاكل التي تعترضهم، فتراه يساعد هذا، ويأخذ بيد ذاك بكل صمت وهدوء.
  • ترفع من سوية الإنتاج والعمل في الدولة، فالدولة التي يعيش على أراضيها مواطنون صلحاء، لن تعرف التراجع؛ فكلّ أيّامها ستكون عبارة عن درجات لسلم الرقي والرفعة، وليس على سلم الهبوط والانحطاط.

أنواع التربية في القرآن

  • التربية بالملاحظة 
  •  التربية بالعادة 
  • التربية بالإشارة 
  •  التربية بالموعظة وهدي السلف فيها 
  •  التربية بالترهيب والترغيب وضوابطها 

التربية الجسدية

إنَّ الاهتمام بالتربية الجسديّة من مقدِّمات التربيّة، حيث إنَّ الإسلام اهتم بإشباع الحاجات الجسميَّة للطفل كالحاجة إلى النوم، والحاجة إلى تناوُل الطَّعام، كما اهتم بتلبية وسائِل الترفيه من الألعاب التي تقوّي الجسد، وأمر بتوعية الأبناء حول الصحة الجنسيّة وتنظيم الميول بين الجنسين وتهذيبها.

يبدأ الاهتمام بالتربية الجسدية من قبل ولادة الأطفال، حيث إنَّ الإسلام أمر بالتغريب عند الزواج لحماية الأبناء من أية أمراضٍ قد تصيبهم نتيجة القرب، كما أمر الإسلام الأم بإرضاع طفلها بعد الولادة لزيادة قوة جسده، وأمرها بتوفير المتطلّبات الرئيسيّة التي يحتاج إليها جسم الطفل لينمو نمواً صحيحاً.

من أوجه التربية الجسديّة الصحيحة تعليم الأطفال غسل اليدين قبل الأكل، وتنظيف الأسنان، والتسمية قبل تناوُل الطعام، كما أنَّ تربية الأطفال على ستر العورة، والاستئذان عند الدخول على أحد، هي نوعٌ من التربية الجنسيّة التي يجب على الأسرة أن توفِّرها لأبنائها من أجل توعيتهم، كما أنّها تعتبر وقايةً لهم لأن فيها درءاً للكثير من فرص الإثارة والفتنة.

وسائل التربية

بيّنت الشريعة الإسلاميّة عدّة وسائل وأساليب وطرق لتربية الأبناء تربيةً إسلاميةً، وفيما يأتي بيان البعض منها:

  • تربية الأبناء بالرفق واللين، حيث قال الرّسول عليه الصّلاة والسّلام: (إن اللهَ يُحِبُّ الرِّفقَ في الأمرِ كُلِّه)، وممّا لا شكّ فيه أنّ الأبناء يفضّلون الرفق بالتعامل معهم، ويحبّون الآباء المهتمين بهم، والمُعينين لهم، من غير غضبٍ أو صراخٍ أو تضجرٍ، وإنمّا بالحِلم والحكمة والصّبر، فكل مرحلةٍ من المراحل العمريّة بحاجةٍ إلى اتباع وسيلةٍ ما، فالأطفال يحتاجون إلى اللعب والترفيه، أمّا التأديب والحزم فهما لمرحلةٍ معيّنةٍ، وليسا لمرحلة الطفولة، واستخدام الأساليب يجب أن يكون باعتدالٍ وتوسّطٍ، دون إسرافٍ أو تقتييرٍ، حتى يسهُل طاعة الأبناء لوالديهم، وعدم مخالفة أوامرهم، وعدم النفور منهم، وإن لم يكن الرفق واللين من أساليب الوالدين فقد يؤدي ذلك إلى العصيان والتمرّد عليهما، أو ربمّا يؤدي إلى زرع الخوف لدى الابن، ممّا يؤدي إلى الوصول به إلى الكذب، والخداع، والغش.
  • اللجوء إلى العقوبة عند الحاجة إليها فقط، وبحكمةٍ ورويّةٍ؛ وذلك بعدم اللجوء إلى العقوبة عند كل خطأ يرتكبه الابن، وإنمّا يلجأ الوالدين إلى العقوبة إن لم يجدِ الرّفق واللين أيّ نفعٍ، أو لم يتغيّر سلوك الابن بالنصيحة والأمر والنهي، وإن لجأ الوالدان إلى العقوبة فيُشترط بالعقوبة أن تكون مفيدةً، فإن كان الوقت الذي يقضيه الأولاد على التلفاز طويلاً مثلاً، فتكون العقوبة بتحديد البرامج التي يمكن لهم مشاهدتها، على أن تكون نافعةً، ومفيدةً، وخاليةً من المنكرات والفواحش، ويكون ذلك بتخصيص وقتٍ محددٍ دون تجاوزه، وإن تجاوزوا الوقت المحدّد يمكن اللجوء إلى حرمانهم من مشاهدة التّلفاز يوماً كاملاً مثلاً.
  • الحرص على القدوة الحسنة والصالحة للأبناء، فيجب على الوالدين أن يلتزموا بما يحثّوا عليه أبناءهم، وعدم العمل بما يخالف أوامرهم للأبناء، فمثلاً لا يمكن منع الأبناء من التدخين إن كان الوالد من المدخنين، وفي ذلك قال أحد السلف الصالح: (ليكن أول إصلاحك لبنيك إصلاحك لنفسك، فإنّ عيوبهم معقودةٌ بعيبك، فالحسَن عندهم ما فعلت، والقبيح ما تركت). الحرص على تربية الأبناء في بيئةٍ صالحةٍ، والبيئة الصّالحة هي البيئة التي تُثني على الأفعال الصّالحة، وتحترم القائم بها، وفي المقابل فإنّها البيئة التي تذمّ الأفعال القبيحة، وتذمّ القائم بها، ويجب الحرص على إقامة البيئة الصّالحة بمختلف الوسائل الممكنة، وذلك بالجهد المالي والنفسي والبدني، أو بإلحاق الأبناء بالمراكز والمؤسسات التي تدعم اهتماماتهم وهواياتهم، فقد قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته، الإمام راع ومسؤول عن رعيته، والرجل راع في أهله وهو مسؤول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها، والخادم راع في مال سيده ومسؤول عن رعيته، قال: وحسبت أن قد قال والرجل راع في مال أبيه ومسؤول عن رعيته، وكلّكم راع ومسؤول عن رعيته).
السابق
دواء جوينت آيس كولاجين jointace collagen علاج آلام التهاب المفاصل.
التالي
فوائد الزواج

اترك تعليقاً