التفسير

الإعجاز العلمي في القرآن الكريم وأنواعه وآيات الإعجاز العلمي في القرآن

الإعجاز العلمي في القرآن

ستتعرف في هذا المقال على الإعجاز العلمي في القرآن وهو موضوع يتناول ما ورد في القرآن من موضوعات علمية تتعلق بالحقائق الكونية التي لم تكن مدركة للبشر في زمن نزول القرآن ثم أثبتها العلم لاحقا؛ حيث يؤمن المسلمون بأن القرآن معجزة وأنه دليل على نبوة محمد بن عبد الله. تابع القراءة لمعرفة المزيد عن الإعجاز العلملي في القرآن.

الإعجاز العلمي في القرآن الكريم

الإعجاز العلمي هو ما ذُكر في القرآن الكريم أو السنّة النبويّة الشّريفة، ثمّ أثبتها العلم بعد عهد رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، ذلك أنّ القدرات البشريّة حينها لم تُمكّن أصحابها من إثباتها، وقد أظهرت هذه الإثباتات صدق رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، وعرّفه الدّكتور زغلول النّجار فقال: هو ورود مجموعة من الحقائق العلميّة في القرآن الكريم قبل ورودها من قِبل العلم، ثمّ جاء العلم بعد ذلك فأقرّ بها.

يمكنك مشاهدة مقالة القرآن الكريم

أنواع الإعجاز في القرآن

الإعجاز اللغويّ

هو نوعٌ من أنواع إعجاز القرآن، ويظهر ذلك في نظامه الصوتيّ، وألفاظه والمعاني المختصّة بها، بحيث لا تكون زائدةً عن المعنى، كما أنّها لا تحتاج إلى بيانٍ أو توضيحٍ، فضلاً عن أسلوب الخطاب الواضح الذي يُناسب مختلف الأصناف، سواءً العوام أو أصحاب العلم، وقدرته على إقناع العقل والعاطفة على حدٍّ سواءٍ، فلا يطغى جانبٌ على جابٍ آخرٍ، كما أنّه يوفّق بين العقل والعاطفة.

الإعجاز الغيبيّ

يُقصد بالإعجاز الغيبيّ الإخبار عن الغيبيّات التي تتعلّق بالماضي قبل مجيء الرسول عليه الصلاة والسلام، أو تلك التي تتعلّق بالحاضر زمن نزول القرآن، أو تلك التي تتعلّق بأحداثٍ مستقبليّةٍ لم تكن حصلت في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام، أو تلك التي ستحصل يوم القيامة، ومن الأمثلة على هذا النوع من الإعجاز قول الله -تعالى- في قصّة امرأة عمران: (ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلَامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ).

الإعجاز العلميّ

وهو اشتمال القرآن الكريم على أمثلةٍ علميّةٍ وقواعد تطبيقيّةٍ، ويُقسم الإعجاز العلمي إلى عدّة أقسامٍ؛ وهي: الإعجاز الطبيّ، والإعجاز العدديّ، والإعجاز الكونيّ، ومثاله نظرية تمدّد الكون التي تشير إلى أنّ الكون في حركةٍ دائمةٍ وفي حالةٍ من التوسّع المستمرّ، وذلك كما في قول الله تعالى: (وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ)، كما قام العلماء بإجراء دراساتٍ على ماء البحر الأبيض المتوسّط فوجدوا أنّه أكثر ملوحةً وحرارةً من المحيط الأطلسي علماً بأنّهما يلتقيان مع بعضهما في برزخٍ عند مضيق جبل طارق، وفي القرآن الكريم وردت آيةً تتعلّق بذلك، حيث قال الله سبحانه: (مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ*بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَّا يَبْغِيَانِ).

شاهد أيضاً أسهل طريقة لختم القرآن الكريم في رمضان

مظاهر الإعجاز العلمي في القرآن الكريم

  • مراحل خلق الجنين البشري في الرحم: تحدثت الآيات الكريمة عن مراحل خلق الإنسان في بطن أمه حيث يكون نطفةً، ثمّ علقة، ثمّ مضغةً، ثمّ يكون خلقًا آخر مكتملَ الأعضاءِ والحواس .
  • الحديث عن بصمة الأيدي واختلافها بين الناس: فقد أكد العلماء أنه لا يوجد إنسان على وجه الأرض تتشابه بصمة يده مع بصمة شخص آخر، وهذا ما أكدت عليه الآية الكريمة في قوله تعالى:(بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَنْ نُسَوِّيَ بَنَانَهُ).{القيامة:4}
  • الحديث عن نجاة فرعون ببدنه: فقد وصلتنا -نتيجة الحفريات الأثرية- جثة فرعون -الذي أغرقه الله سبحانه وتعالى في اليم- محنطة محفوظةً لم تبل، والعجيب أن الآيات الكريمة تحدثت عن نجاة فرعون ببدنه وبقائها آية للناس؛ كي يتعظوا بما يحدث للظالمين، قال تعالى:(فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَة) .{يونس:92}
  • الحديث عن توسع الكون: لاحظ علماء الفلك في العصر الحديث أن الكون في تمدد واتساعٍ مستمر، وهذا ما تؤكد عليه الآيات القرآنية الكريمة كما في قوله تعالى:(وَالسَّمَاء بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ).{الذاريات:47}
  • تشبيه حال الضالين الذي يرفضون اتباع الحق والهدى وضيق صدورهم بالبعد عن الذكر والقرآن بحال من يرتفع في السموات فيشعر في ضيق النّفس، فقد أثبت العلماء ومن خلال التّجربة أنّ من يصعد في السّماء ويرتفع يشعر بضيقٍ في التنفس بسبب نقص كميّة الأكسجين تدريجيّاً كلما ارتفع إلى الأعلى، وهذا يشبه حال الكفار والضالين، قال تعالى:(وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ ).{الأنعام:125}

تعرف على تفسير رؤية القرآن الكريم في المنام

أمثلة على الإعجاز العلمي في القرآن الكريم

هناك العديد من الأمثلة على الإعجاز العلميّ التي وردت في القرآن الكريم وقد أثبتها العلم لاحقاً، نذكر بعضها فيما ياتي:

  • الفرق بين ضياء الشّمس ونور القمر، قال -تعالى-: (هُوَ الَّذي جَعَلَ الشَّمسَ ضِياءً وَالقَمَرَ نورًا).
  • أشكال الجبال الظّاهرة على الأرض والباطنة داخلها، قال -تعالى-: (أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا* وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا)، فإنّ بُنية الجبال تحت الأرض يُضاعف حجمها خارج الأرض أكثر من خمسة عشر ضعفاً، وهو ما وصفه القرآن الكريم بقوله: (أَوْتَادًا)، حيث إنّ الجبال تقوم بتثبيت الأرض تحت الغلاف الصخريّ، مثلها مثل الوتد الذي يمتد من باطن الأرض إلى خارجها، ويكون الجزء الأكبر منه في الدّاخل.
  • مراحل خلق الجنين في بطن أمّه، حيث قال الله -تعالى-: (ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّـهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ).
  • ظُلمة المحيطات والأمواج الداخليّة في المياه، قال -تعالى-: (أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُّجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ اللَّـهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِن نُّورٍ)، وهو ما أثبته الغوّاصون الذين غاصوا إلى أعماق البحار باستخدام الآلات، فوجدوا هذه الظُّلمات التي تحدّثت عنها الآيات الكريمة.
  • قدرة الله -تعالى- في خلق البعوض، وهو نوع من أنواع الذُّباب، ويُسمّى أيضاً البقّ أو النّاموس، وقد ذُكر في قوله -تعالى-: (بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا).
  • قول الله -تعالى-: (لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ* وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ* أَيَحْسَبُ الْإِنسَانُ أَلَّن نَّجْمَعَ عِظَامَهُ* بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَن نُّسَوِّيَ بَنَانَهُ)، فقد أقسم الله -تعالى- بيوم القيامة، ثمّ أقسم بالنّفس اللّوامة، وبعد ذلك أظهر قدرته على إحياء الموتى وبعثهم، فالذي خلق أطراف الأصابع وسوّاها بعظامها الدّقيقة، والأظافر، والأعصاب الحسّاسة، مع اختلافها بين كل إنسان وآخر؛ قادر على إحياء الموتى، وبعثهم من أجل محاسبتهم على أعمالهم.

إقرأ أيضاً العمل بالقرآن الكريم يعني

السابق
أين توجد الكلى في جسم الإنسان, وهل يمكن فحص الكلى في المنزل؟
التالي
ما هو سرطان الدم وما أسبابه وأعراض سرطان الدم المتأخرة

اترك تعليقاً