التجارية الإلكترونية

التداول بالعملات حلال ام حرام

ما هو تداول العملات

يقصدُ بتداولِ العملات ، أي تداولِ العملاتِ الأجنبيّةِ تحديدا ، ويكون ضمن ما يعرف بالبورصة ، أو سوقٍ ممتدّة في كافةِ دولِ العالم ، ويشتهرُ عالميّا كمصطلح إقتصادي بكلمةِ ( فوركس ) ، صرف فيه الكثير من المشاركين العملات ، كالبنوك العالميّة ، وأيضاً كالأسواق الماليّة ، وبعض المتداولين الأفراد ، وكذلك بعض المؤسساتِ الدوليّة ، وهو أكبر سوق مالي عالمي .

هل التداول بالعملات حلال أم حرام ؟

في البداية عليك أن تعلم عزيزي القارئ أن التداول بالعملات قديم جدًا، فقد كان في قديم الزمان أشخاص يقومون بمساعدة آخرين على أن يقوموا بتبديل مالهم، ويأخذون عمولة على ذلك، فعمليات الصرف كانت من العمليات الهامة في التجارة بين الناس، فقد كان هناك عمليات للبيع والشراء مرتبطة بالطعام والمواد الخام وكذلك الذهب.

وكانوا في العادة يقومون بتعيين شخص كوكيل على مثل هذا النوع من التجارة، وكل دور هذا الوكيل هو القيام بتنفيذ التجارة، سواء بيع أو شراء، أما الخسارة أو الربح فيتحملها بالكامل صاحب المال، ولم تجد الشريعة الإسلامية أي مشكلة في هذا النوع من التعامل ما دام قد توفر فيه كل الشروط التي وضعتها الشريعة الإسلامية.

وقياسًا على ما تقدم فتبادل العملات في الوقت الراهن اعتبره بعض الفقهاء أمرًا جائزًا، إلا أن هناك خلاف كبير بشأن الظروف التي يجب أن تتوافر لكي يصبح حلالًا، وقد ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم حديثًا يقول فيما معناه أن الذهب بالذهب والتمر بالتمر والملح بالملح، ومن هنا يتبادر السؤال ثانيًا: هل التداول بالعملات حلال ام حرام ؟ الحرمانية في التداول تأتي من مبدأ تحريم الربا، الذي حرمّه الإسلام تحريمًا قاطعًا، وعلى ذلك أي صفقة تتم أو عقد على أساس عنصر من عناصر الربا مُحرم شرعًا، وهذا ينطبق على الوسطاء في التداول في البورصة. فهذا الوسيط يقوم بالدفع نيابًة عن المتداول الأصلي، ويحدد نسبة من المال يأخذها من المتداول سواء خسر أو ربح، وفي هذه حرمانية كبيرة لأنها تدخل في نطاق الربا.

هل هناك فرق بين التداول على الإنترنت وبين التداول بالشكل المعتاد؟

لا يوجد فرق بين عمليات التداول التي تتم أون لاين وبين عمليات التداول التي تتم بالشكل الاعتيادي، ولكن هناك تداول إسلامي تختفي منه تمامًا شُبهة الربا، هذه الشبهة التي حرمها الإسلام شكلًا ومضمونًا واتفق على هذا جميع العلماء.
فتبادل الأنواع المختلفة من العملات أو السلع من خلال هذا النوع من التجارة وهي تجارة العملات بالتداول مُباح إذا كان بدون وضع فوائد من أي وسيط، إذًا الرأي النهائي في هذه المسألة هو التداول بشكل مباشر وبدون وسطاء وبدون فوائد هو الجائز، وقد حددت الشريعة الإسلامية مجموعة محرمات فيما يخص عمليات التداول وكانت كما يلي:

  • عدم وجود فوائد أو ربا.
  • عدم دخول الإنسان في مخاطرة زائدة قد تؤدي إلى إفلاسه.
  • عدم وجود شبهة المضاربة التي تندرج تحت القمار.

الفتاوى المختلفة حول حرمانية التداول بالعملات

اختلف الفقهاء فيما بينهما فيما يخص حرمانية التداول بالعملات أو ما يسمى بالبورصة والفوركس، فقد أجاز بعض هؤلاء العلماء التعامل في هذا المجال ما دام كان محتفظًا بالشروط التي وضعتها الشريعة الإسلامية.

وهذه الشروط كما ذكرنا هي أن يقوم الفرد بالتسليم والتسلم بنفسه، أي أن لا يكون هناك وسيطًا، وأن يكون هناك حضور من المشتري والبائع لتبادل العملات بينهما، وأيضًا عدم وجود شبهة ربا، وأن يكون هناك مبلغ محدد لا يتم وضع أي مبالغ زائدة عليه، أي أنه لا يقدم قرضًا مشروطًا.

وللوصول إلى إجابة دقيقة لسؤال هل التداول بالعملات حلال ام حرام يتطلب البحث المتعمق والقراءة الكثيرة فيما يخص كل هذه الأمور، والإطلاع على الأحاديث الصحيحة للرسول عليه أفضل الصلاة والسلام والتي تناول فيها هذه الأمور بدقة.

كما يجب الإطلاع على آراء الفقهاء الموثوق بهم، ثُم بعد ذلك تترك الحكم إلى نفسك وما تميل إليه فالحلال بيّن والحرام بيّن، أعاذنا الله وإياكم من شر الحرام وتبعاته.

السابق
عمله بيتكوين الالكترونية
التالي
العشرة المبشرين بالجنة

اترك تعليقاً