الاسره والمجتمع

التربية وعلاقتها بالمجتمع

تعريف التّربية

للتربية دورٌ مهمٌ في حياة المجتمعات والشعوب، فهي عماد التطوّر والبنيان والازدهار، وهي وسيلةٌ أساسيّةٌ من وسائل البقاء والاستمرار، كما أنها ضرورةٌ اجتماعيّةٌ تهدف لتلبية احتياجات المجتمع والاهتمام بها، كما أنها أيضاً ضرورةٌ فرديّةٌ من ضرورات الإنسان، فهي تكوّن شخصيّته وتصقل قدراته وثقافته ليكون على تفاعل وتناسق مع المجتمع المحيط به ليسهم فيه بفعاليّة، ومن هنا شغلت التّربية الكثير من الباحثين والدّارسين على مر العصور، وكان لها قدرٌ لا يُستهان به من الدراسة والتحليل.

التربية وعلاقتها بالمجتمع

تتداخل العوامل المؤثرة في العملية التربوية، ويعد المجتمع واحداً من أهم تلك العوامل، فمنذ مرحلة مبكرة يبدأ الطفل بالتفاعل مع مجتمعه المصغر، أي أسرته، ليبدأ مرحلة إدراكية جديدة، ويبدأ معها أثر هذا التفاعل بالظهور على سلوكيات الطفل البسيطة، بحيث تتطور كفاءات الطفل وتنمو شخصيته وإدراكه، بالتزامن مع تطور تفاعله الاجتماعي، كنوع من أنواع تطور العلاقة الكردية بين التفاعل مع المجتمع وتأثيره على التربية بصفة عامة.

وتتمثل العلاقة بين التربية والمجتمع ضمن ثلاثة محاور رئيسية، تتنامى منذ الطفولة، أولها طبيعة السياق الاجتماعي الذي ينشأ فيه الفرد، خاصة على نطاق الأسرة التي تتولى شؤون الرعاية والتوجيه المباشرين، أما ثاني المحاور فهو ما يتعلّق بتطور الكفاءات المرافقة للنمو الطبيعي والنضوج الفكري، والمحور الثالث هو ذلك التصوّر الذي يكوّنه الفرد عن ذاته والمجتمع.

أهمية التربية للمجتمع

إن التربية عنصر هامّ جدّاً وفعّال، سواء على المستوى الفرديّ وعلى المستوى الجماعيّ، فإن صلح الفرد صلح المجتمع، إذ إنّ المجتمع عبارة عن مجموعة من الأفراد الذين يرتبطون فيما بينهم بعلاقات مختلفة وهامّة، وللتربية الحسنة أهمّيّة كبيرة في العديد من المجالات نذكر منها:

  • تُساعد على تنشئة جيل حسن الأخلاق قادر على التعامل مع الإنسان على أساس أنّه إنسان لا على أيّ أساس آخر، ممّا يرفع ويعلي من قيمة المجتمع ككلّ، ويحسّن صورته وسمعته أمام المجتمعات الأخرى.
  • تعطي الفرد قبولاً واستحساناً بين مجموعة الأفراد، فالتربية الحسنة تُضفي على الإنسان أخلاقاً عالياً، ومثاليّة جميلة.
  • خطّ الدفاع الأول والأخير في وجه كلّ الشرور التي تعاني منها المجتمعات المختلفة، فكلما ارتفع مستوى التربية، كلما ارتفع مستوى الأخلاق، ممّا ينعكس بشكل إيجابي ّعلى مستويات الجرائم في المجتمعات والدول؛ فالمجتمعات الأخلاقيّة تنخفض فيها الجرائم بشكل كبير.
  • تجعل الفرد قادراً على العطاء والبذل بشكل أكبر، فالذي ينال قدراً عالياً من التربية يكون على قدرة عالية من الإحساس بغيره من الناس الذي يعانون الأمرَّين بسبب المشاكل التي تعترضهم، فتراه يساعد هذا، ويأخذ بيد ذاك بكل صمت وهدوء.
  • ترفع من سوية الإنتاج والعمل.

علاقة التربية بمشكلات المجتمع

إن التربية تتأثر مباشرةً بالمجتمع، فمهما حاول المربي زرع القيم الحسنة فإن المجتمع سيكون له دور في زعزعتها أو تثبيتها، ولهذا فمن النادر جدًا وجود الصالحين في البيئات الطالحة أو العكس، ولكن بالـتأكيد هذه النُدرة لا تعني العدمية.

وتتأثر التربية بمشاكل المجتمع كثيرًا، ومن أبرز المشاكل التي يمكن أن تؤثر على التربية هي الفقر والبطالة، ولكن بالتأكيد الأمر ليس بهذه البساطة، فكل شخص تربى على الأسس والقيم المستمدة من الدين بالدرجة الأولى والعادات والتقاليد بالدرجة الثانية لا يمكنه أن يهدم صرح تربيته الشامخ من أجل مشاكل كهذه حتى لو كان تأثيرها كبيرًا في حياته، فالأبواب دائمًا مفتوحة للخير وللشر وعلى الإنسان أن يختار ما يتناسب مع قيمه ومبادئه وألا يبحث عن الطريق الأسرع فقط ليصل متناسيًا عدم تماشي هذا الطريق مع أخلاقه وقيمه التي تربى عليها.

التربية وعلاقتها بثقافة المجتمع

تعدّ التربية رافدًا أساسيًا في نقل الثقافة وتعزيزها داخل أيّ مجتمعٍ من المجتمعات، وهذا بحاجة إلى تخطي الأنماط التقليدية الموجودة داخل أيّ منشأة تعليمية والتي ترتكز فقط على المناهج التعليمية النظرية، بل بحاجة إلى الوسائل العملية كالمسرحيات، وإنشاء المعارض الثقافية الداعمة لمفهوم الثقافة، والحفاظ على هوية وتراث الشعب أو الإقليم الذي يعيشون بداخله.

فالعلاقة بين التربية والثقافة ليست مقصورةً فقط على الجانب التعليمي بهدف نقل ثقافة مجتمعٍ ما والحفاظ عليه، بل إن طبيعة العلاقة تتخطى ذلك في نقل الثقافة وتمثيلها على المستوى (الأممي) العالمي عبر عقد المؤتمرات السنوية الداعمة لمفهوم الثقافة، حيثُ إن إنشاء المؤتمرات التربوية وحياكتها بشكلٍ علمي رصين يصور اللغة والتراث والعادات والتقاليد والحضارة العريقة لبلدٍ ما، ومحاولة صياغتها بشكلٍ يعكس شخصية الباحث المحب لوطنه وبلده، والساعي لتطوير ثقافته.

السابق
استعلام عن وكالاتي وزارة العدل السعودية
التالي
عكس رسوم السداد للتمويل الشخصي

اترك تعليقاً