أدبيات

التوكل على الله

سنعرض فى هذة المقالة مفهوم التوكل على الله،جعلنا الله واياكم من المتوكلين

حقيقة التوكل على الله

التوكل هو في اللغة الاعتماد على الغير في أمر ما، وفي الاصطلاح: صدق اعتماد القلب على اللّه تعالى في استجلاب المصالح ودفع المضار من أمور الدنيا والآخرة وتحقيق الإيمان حيث لا يعطي ولا يمنع ولا يضر ولا ينفع سوى الله

اجمل ما قيل عن التوكل على الله

التوكل
التوكل: يعنى الثقة فى الله وتفويض كل أمر اليه وعدم التوكل على الغير فى عمل شىء ما ،وقد ذكر التوكل كثير فى القرآن الكريم ، قال تعالى “ومن يتوكل على الله فهو حسبه”،ولذلك فيجب معرفة أن التوكل على الله بصدق النية وقلبآ مطمئن أنه سيكون قادرآ على أن يتولى كل أمر من أمور حياتك .

يعرف التوكل أنه أحد شروط الأيمان بالله وذلك لأنه واحدآ من العبادات التى لا يراها غير الله ، ويتمثل التوكل فى صدق الأعتماد على الله والأحساس بالأمل فى تيسير كل شىء وعدم اليأس به وأن تكون واثقآ بالغيب وما عند الله .

أمثال عن التوكل

  1. أن الله يكفيك بقدر ما يعطيك.
  2.  لا توكل على ابن أدم ، فأن ابن أدم ليس له قوام ولكن توكل على الحى الذى لا يموت.
  3.  جاء أحدآ يسأل عالم “أنى أريد الخروج الى مكه ؛أفاخرج وأتوكل فقال له لو أردت أن تتوكل لخرجت ولم تسألنى”.
  4.  ملعون من كانت ثقته لأنسان مثله.
  5. التوكل على الله جماع الأيمان.
  6.  العز والغنى يجولان فى طلب التوكل ،فأذا ظفرا أوطنا.
  7.  أدرك أن لا أحد يقدر على هزيمتك ما دمت تتوكل على الله .
  8.  لو أنكم توكلون على الله حق توكله،لرزقكم كما يرزق الطير ،تغدوا خماصا وتروح بطانا.
  9.  قال تعالى “أن الله يحب المتوكلين”
  10.  “حسبنا الله ونعم الوكيل ” وهى الآيه التى تعد أحد أشهر أساليب التوكل على الله فى الدعاء وتفويض كل أمر اليه

 

ثمرات التوكل  على لله

من ثمرات التوكل على الله زيادة الأمل في الفوز بما يتمناه الإنسان والنجاة من المكروه، والانتصار على الباطل، فالمتوكل على الله حق توكله لا يعرف القنوط إلى قلبه سبيلا، ولا يغلبه اليأس، فقد عرف من كتاب الله عز وجل أن القنوط من لوازم الضلال، واليأس من توابع الكفر.. قال تعالى على لسان إبراهيم عليه السلام: قَالَ وَمَن يَقْنَطُ مِن رحْمَةِ رَبهِ إِلا الضآلونَ.

فما أحوج المسلمين اليوم إلى أوامر الله عز وجل وتوجيهات رسوله الكريم صلوات الله وسلامه عليه بالتوكل على الله وإخلاص النية في ذلك بعد الأخذ بكل الأسباب حتى يبارك الله في أعمالهم ويخلصهم من النفاق وكل المعاصي والذنوب التي ارتكبوها بسبب تكالبهم على الدنيا، وإهمالهم لواجباتهم، والتماسهم الرضا من المخلوق وإهمال الأسباب التي تجلب لهم رضا الخالق عز وجل.

ومن ثمار التوكل على الله العزة التي يشعر بها المتوكل، فترفعه مكانا عليا، وتمنحه ملكا كبيرا.

آثار التوكل على الله

إن التوكل على الله تعالى بالمنهج الصحيح يعطي نتائج وآثارًا إيجابية، تعود بالنفع والفوز للمتوكل في الدنيا والآخرة، ومن أبرز هذه الآثار ما يلي:

1 – دخول الجنة

إن التوكل على الله تعالى من خلال مفهومه الصحيح سبب في دخول الجنة والفوز برضى الله تعالى والقرب منه، وقد سبق الإشارة إلى الآيات القرآنية الدالة على ذلك، إلا أن رسول الله ﷺ أكدّ هذه الحقيقة بقوله: “يدخل الجنة من أمتي سبعون ألفًا بغير حساب. قالوا: ومن هم يا رسول الله قال: هم الذين لا يكتوون ولا يسترقون وعلى ربهم يتوكلون”

2 – النجاة من المهالك والشرور

ومن آثار التوكل على الله تعالى في الدنيا أنه ينجي صاحبه من شرور الأعداء ومكائدهم، وقد تكفّل الله تعالى بهذه الحماية في قوله جل ثناؤه: {وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ فَهُوَ حَسْبُهُ}، وقد ظهرت هذه الحقيقة، مع نبي الله إبراهيم عليه السلام حين أُلقي في النار، وحين قيل لرسول الله ﷺ إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم، بل إن نتيجة تلك المعاناة والصعاب التي لقيها الرسول ﷺ مع صحابته أثمرت وأينعت حين توكلوا على الله تعالى، حيث تحولت تلك المعاناة بفضل عقيدة التوكل إلى فتح وظفر ونشر للإسلام في الجزيرة العربية، ومن ثم في أرجاء المعمورة.

3 – الطمأنينة النفسية

بالتوكل على الله تعالى تهدأ النفس وتطمئن بالسكينة المنزلة عليها من بارئها، حين فوّضت أمورها وشؤونها إليه، يقول تبارك وتعالى: {وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ فَهُوَ حَسْبُهُ} أي أن الله تعالى يكفي عبده المتوكل عليه الهمّ والحزن والقلق والاضطراب، كما في قوله تعالى: {أَلَيْسَ اللَّـهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ}، ليس هذا فحسب؛ بل يجعله يعيش في ذروة السعادة النفسية في جميع أحواله، في السراء والضراء، وفي المنشط والمكره، وفي السر والعلن، لأنه على قناعة تامة أن الذي خلقه تكفل بكل حاجاته، وأنه أرحم به من الخلق جميعًا، ومن هذا المنطلق تعجب الرسول عليه الصلاة والسلام لأمر المؤمن الذي إذا أصابه سرّاء شكر الله تعالى وإن أصابته ضرّاء صبر عليها.

4 – الوقاية من شرور الشياطين وهمزاتهم

إن شرور الشياطين لا تدع الناس في راحة وهناء، ولكن المؤمن المتوكل على الله تعالى يتغلب عليها حين يسلم أمره لله تعالى ويستعين به، يقول عليه الصلاة والسلام: «إذا خرج الرجل من بيته فقال بسم الله توكلت على الله لا حول ولا قوة إلا بالله قال يقال حينئذ هديت وكفيت ووقيت فتتنحى له الشياطين فيقول له شيطان آخر كيف لك برجل قد هدي وكفي ووقي». فالتوكل على الله تعالى يقهر الشياطين ويدحرهم ويرد عليهم نزغاتهم وهمزاتهم.

5 – الإيجابية والإنتاج

ومن آثار التوكل على الله تعالى تكوين الإنسان الإيجابي في الحياة، من خلال جانبين مهمين هما: الجانب السلوكي الذي يتعامل فيه مع الآخرين بأخلاقه الإسلامية العالية، باللين والتسامح وحب الهداية والخير لهم، وهو الجانب الذي حث عليه رسول الله ﷺ بقوله: «حرم على النار كل هيّن ليّن سهل قريب من الناس» . وقوله: «إن خياركم أحسنكم أخلاقًا»

والجانب الثاني هو الجانب الإنتاجي الذي يبرز فيه أثر التوكل على الله تعالى في الالتزام بحقوق العمل وقوانينه، من حيث الدوام والقيام بالأعمال الموكلة على أتم وجه من غير كسل أو تهاون، وكذلك العمل على الإبداع والابتكار في المجال الذي يعمل فيه هذا الإنسان، بحيث لا يتوقف اجتهاده عند حد معين، بل يبذل ما لديه من مهارات ذهنية وعقلية وخبرات ومعارف في سبيل تحسين المجالات التي يعمل ضمنها وتطويرها بشكل مستمر، وذلك بالتوكل على الله تعالى وطلب العون والقدرة منه جل شأنه، وهو شأن المؤمن المتوكل على الله حق التوكل في كل حال وزمان ومكان.

6 – الرزق

ومن أهم آثار التوكل على الله تعالى بالنهج الذي رسمه رسول الله ﷺ حصول المتوكل على رزقه وحاجاته المعيشية، كما ورد في حديث البحث: «كالطير يغدو خماصًا ويروح بطانًا» لأن الله تعالى الذي خلق هذا الإنسان خلق معه رزقه ومعاشه من يوم ميلاده إلى يوم أجله، لقوله تعالى: {وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّـهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا ۚ كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ}. إلا أنه جل وعلا يريد من عباده أن يسعوا في طلب ذلك الرزق ويعملوا له ويأخذوا بأسبابه، ومن ثم يطلبوا منه جل ثناؤه التيسير في ذلك السعي ودوامه والبركة فيه، يقول تبارك وتعالى: {هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ ۖ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ} حيث طلب من عباده السعي وتكفل هو بتأمين الرزق لهم.

وفي موضع آخر في كتاب الله جاء الربط واضحًا بين التوكل على الله والرزق، في قوله تعالى: {وَمَن يَتَّقِ اللَّـهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا. وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ۚ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ۚ إِنَّ اللَّـهَ بَالِغُ أَمْرِهِ ۚ قَدْ جَعَلَ اللَّـهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا}.

التوكل على الله فى الزواج

هل الزواج محض رزق من الله تعالى أم أن للإنسان يدا في حدوثه ؟

هل يتم باختيار الإنسان أم أنه قدر من عند الله تعالى لا دخل للإنسان فيه ؟؟؟

ان الله تعالى خلق الإنسان مختارا فيما يتعلق بالإيمان والكفر والطاعة والمعصية، فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر، وهناك من يطيع الله تعالى رغم قدرته على معصيته ومخالفة أمره ، وهناك من يعصي الله تعالى وتطيعه جوارحه في ذلك بتسخير الله تعالى لها لخدمة الإنسان وعدم التمرد عليه حتى وان استعملها فيما لا يرضي الله عز وجل .

أما بالنسبة للأمور الخاصة بالإنسان من ميلاد وموت ورزق وأهل ومرض ومصائب أعاذنا الله منها فلا دخل للإنسان فيها إنما هي أقدار مكتوبة في الأزل لا يملك الإنسان أن يدفعها او يقدمها او يؤخرها .

والزواج هو رزق من الله تعالى كالمال والولد والزرع والعلم والمواهب المختلفة إلى غير ذلك من الأرزاق التي كلها تصل للإنسان بمشيئة الله تعالى وحده فإن شاء أعطى وإن شاء منع وعين منعه عطاء فإن منع عنا رزقا ما فقد أعطانا أمانا من ضرر قد يصاحب ذلك الرزق سواء في الدنيا أو في الآخرة فإنما الحياة الدنيا دار ابتلاء وفتن فالحمد لله على عطائه وله الحمد على منعه والخير فيما اختاره سبحانه .

جزاء التوكل على الله

{وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ}

جعل الله لكل عمل جزاء من جنسه، لكنه جعل جزاء التوكل عليه كفايته لعبده، فقال: {وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ}، ولم يقل نؤتِه كذا وكذا من الأجر، بل جعل نفسه سبحانه كافي من توكل عليه، فلو توكل العبد على الله حق توكله وكادته السماوات والأرض ومن فيهن لجعل له ربُّه من بين ذلك فرجا ومخرجا. وقول الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ بالِغُ أَمْرِهِ} جاء في موضع تعليل جُملة: {وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ}، أي لا تستبعدوا وقوع ما وعدكم الله به حين ترون أسباب النصر مفقودة، فإنَّ الله إذا وعد فقد أراد، وإذا أراد أمرا يسَّر له أسبابه، وذلك من حيث لا يحتسب الناس، فتصاريف الله خفية عجيبة، ولذلك كان قوله: {إِنَّ الله بالِغُ أَمْرِهِ}، ومعناه واصلٌ إلى مُرادِه، والبلوغ مجازٌ مشهور في إدراك الغاية.

قصص من التوكل على الله

قصة نبي الله موسى

لقد طغى فرعون وجنوده على نبيّ الله موسى -عليه السلام- ومن معَه من المؤمنين معه من بني إسرائيل، فما كان من نبي الله موسى -عليه الصَّلاة والسَّلام- إلَّا أن أمر من آمن معه من الناس بالتوكل على الله تعالى حتَّى يكونوا على أتم الاستعداد لمواجهة هذا الكرب ومواجهة طغيان فرعون، وليكونوا قادرين على الصبر على ما ينتظرهم من عذاب وهون، قال تعالى: “وَقَالَ مُوسَى يَا قَوْمِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُسْلِمِينَ * فَقَالُوا عَلَى اللهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ * وَنَجِّنَا بِرَحْمَتِكَ مِنَ القَوْمِ الكَافِرِينَ

قصة رسول الله مع أبي بكر في الهجرة

عندما هاجر رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- مع صاحبه أبي بكر الصديق -رضي الله عنه- دخلا غار حراء، وكانت ثلة من قريش تلاحقهم وتتبع آثارهم، فقال أبو بكر الصديق: “لو أنَّ أحَدَهم نظَر تحتَ قدمَيْه لَأبصَرنا مِن تحتِ قدَمِه، فقال النَّبيُّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم-: ما ظنُّك باثنَيْنِ اللهُ ثالثُهما؟” ، فنجا رسول الله وأبو بكر بفضل الله -سبحانه وتعالى

في معركة اليرموك

رأى المسلمون الأعداد الكبيرة التي حشدها الروم في تلك المعركة، فأرسلوا إلى خليفة رسول الله عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- يطلبون منه المدد والعون، فرد عليهم عمر بن الخطاب قائلًا: “إنَّه قد جاءَني كِتابُكُم تَستَمِدُّونَني، وإنِّي أَدُلُّكُم على مَن هو أَعَزُّ نَصْرًا وأَحصَنُ جُنْدًا، اللهُ عزَّ وجلَّ، فاستَنْصِروهُ؛ فإنَّ محمَّدًا -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- قد نُصِرَ يومَ بَدْرٍ في أَقَلَّ مِن عِدَّتِكُم، فإذا جاءَكُم كِتابي فقاتِلوهُم ولا تُراجِعوني” ، وهذه من قصص عن التوكل على الله سبحانه وتعالى، التي أثمرت خيرًا، فقد انتصر المسلمون في اليرموك بقوة الله وبتوكلهم عليه.

التوكل على الله “خطبة”

 

 

السابق
ما هو اللغو
التالي
العناية بالقدمين

اترك تعليقاً