أدبيات

الحالة الروائية في صورة فيلم”الحب تحت المطر” للأديب العالمي نجيب محفوظ

الحالة الروائية في صورة فيلم”الحب تحت المطر” للأديب العالمي نجيب محفوظ

أهم ما يميز الحالة الروائية في صورة فيلم “الحب تحت المطر” للأديب العالمي نجيب محفوظ هو التفاهم، فرغم أنه فيلم نادر، إلا أن الحالة التي يضفيها من مواجهات بين” مايقوله المجتمع” وما “نقوله نحن”، هي ما أضفت طابعًا مميزًا على سير الأحداث برواية الأديب العالمي نجيب محفوظ، والتي تحمل توقيعًا سينمائيًا للمخرج الكبير حسين كمال.

 

فريق عمل فيلم الحب تحت المطر

  • البطولة، الفيلم من بطولة عادل أدهم، وعماد حمدي، وسهير المرشدي، وأحمد رمزي، ومنى جبر، وحياة قنديل، وماجدة الخطيب، ومحمود قابيل، وحمدي أحمد، وصلاح نظمي.
  • التأليف، القصة من تأليف الأديب العالمي نجيب محفوظ، ومن سيناريو وحوار ممدوح الليثي، وإخراج حسين كمال.
  • الإنتاج، تم إنتاج الفيلم عام 1957، وهو فيلم بالألوان، ومدة الفيلم ساعتين.

الفيلم النادر الحب تحت المطر

رغم أن الرواية لم يكن لها حظ الشهرة التي أصابت قريناتها من روايات نجيب محفوظ، واللواتي تم تخليدهن في السينما مثل عصر الحب، والثلاثية (قصر الشوق، السكرية، بين القصرين)، وكذا زقاق المدق، واللص والكلاب وغيرها، إلا أنها نجحت في إبراز جانبًا إنسانيًّا لم يكن مُتداولًا في الصورة السينمائية وقتها.

 

أحداث فيلم”الحب تحت المطر”

  • تسير الأحداث في ظل الأوقات التي خاضتها مصر في حرب 73، وأثر ما كان يجول في البلاد وقتها على فئات الشعب.
  • تبدأ الأحداث عند حسني الذي يدير منزله للترفيه، والتسلية، ونجد أن أحداث الحياة، وعرض وجهات النظر دائماً تبدأ من عنده، فالنساء في الفيلم عن أصحاب العرض لوجهات النظر الخاصة بالمجتمع من جهة، والخاصة بما آلت إليه حياتهن من جهة أخرى.
  • وفي خط درامي يسير إلى حوار الحياة في منزل حسن، المخرج عادل مرزوق والذي يحاول استقطاب الجميع بعيدًا عن حياتهم باسم الفن والنجومية، فيتخلى الضابط عن أداء خدمته، من أجل اكتشافه كـ”وجه سينمائي” وبالتدريج يتخلى عن خطيبته.
  • وينتهي به المطاف مُشوّهًا نتيجة غيرة المخرج على النجمة المدلّلة، وتنجح هذه الحادثة في إكتشافه لكثير من الأمور، فيبحث أول ما يبحث عن خطيبته.
  • وتحاول خطيبته إيجاد مخرج لحياتها البائسة فتذهب لبيت حسن الذي تتعرف فيه على إحدى الفتيات، والتي تساعدها من التخلص من حملها، وتحاول الإيقاع بها، ولكنها ترفض.
  • في الوقت نفسه يكون خطيبها قد عاد إليها، بعد أن قرر مفارقة النجمة رغم تعلّقها به، ومفارقة كل ما أتى معها من حياة السينما والشهرة، وأن يعود إلى حياته الحقيقية إلى حبيبته.
  • وعندما تحاول الفتاة الإيقاع بينهما بذكر ما حدث، يواجهها الحبيب باعتزازه بخطيبته وتفهّمه لحجم الخطأ الذي تكون قد تعرضت له وقت غيابه وتخليه عنها.
  • وتتخلّى الخطيبة عن حياتها المستقبلية كزوجة، فتقع في براثن المخرج الذي يحاول الإيقاع بها، ولكنها عندما تنجح في النجاة منه، فيثأر أخوها لها، وتنتهي حياته في السجن بسبب قتله للمخرج.
  • ويقرر الأخ عمل دراسة ليستثمر بها وقته أثناء وجوده بالسجن، وتقرر هي العودة للفوز بخطيبها مرة أخرى.
  • ونجد أن هناك دور مواجه لحسني وهو عشماوي الرجل الذي يشهد الأحداث، ويجسّد الألم الذي عاشته البلاد في تلك الفترة، ويعلق علي ما يحدث دائمًا بحكمته.

رؤيا الفيلم والتعليق على الأحداث

  • من أبرز القضايا التي يعرضها الفيلم قضية حال البلاد الشرقيّة أوقات الحرب، وكيف أن حالة الاستعداد للحرب إذا خلقت في بعض النفوس خوف، وعدم الشعور بالأمان، خلقت في نفوس أخرى الصبر، والبشرى، والرغبة في استمرار الحياة.
  • ومن جهة أخرى نجد للتضحية أوجه كثيرة، وكيف يطرق الحب أبوابًا فيجعل هناك صلاحًا بالأحوال، واستقرارًا وأمانًا، حتى وإن كان الإقبال على الحرب يرنّ في الأرجاء يأسًا.
  • وبالنسبة لقضية الانسياق وراء الحب؛ وكيف أنه مهما طال اقتران الإنسان بالسلوك الخاطىء فسيأتي عليه الوقت الذي سيكون فيه رقيب نفسه.
  • جاءت عقدة الأحداث بالنسبة لحياة كل من أبطال الفيلم بدرجة محسوبة، بحيث لم تخلّ من ميزان أو خط سير الأحداث قبلها خاصةً وإذا تعرض لحادثة؛ كتلك التي شوهت وجه بطل القصة، أو أصابت الآخر بالعما، أو أصابت آخر بالسجن.
  • لقد نجح المخرج حسين كامل -رحمه الله- في إعطاء القصة صورة سينمائية رائعة ومؤثرة لتنقلنا إلى تلك المنطقة الحقيقية من المشاعر؛ فنثور لرؤية الفقر، ونحزن لرؤية العواقب الوخيمة في أحداث الأبطال، ونفرح لأجواء السعادة والاحتفال.
  •  ومن يعتد قراءة روايات نجيب محفوظ على يستطيع أن يستشف رصده لأكثر منحنيات الواقعيّة، وتجسيده للأبطال بصورة تخلو من المغالاة أو المبالغة.
  • فشخصيات نجيب محفوظ هي شخصيات حيّة، وليست ببعيدة عن واقعنا، وهذا ما أكّده حسين كمال عن طريق الاستعانة بالوجوه الشابة والجديدة وقتها من خلال هذا الفيلم.
  • في نهاية الفيلم ترتفع كلمة “البداية” لتحل محل النهاية؛ فالحوار الذي تم عرضه على لسان عاشقين في المشهد الأخير هو الذي أرسى دعائم أمور كثيرة تشكّلت وفقّا لها الحياة منذ الحرب وحتى يومنا هذا.
السابق
جماعة رأيكم في الدكتورة هيفاء التركي في الخبر للحقن المجهري؟
التالي
احذري اضطرابات الأكل فهي تؤثر على الخصوبة والحمل

اترك تعليقاً