أحكام شرعية

الحكمة من مشروعية الصوم في القران الكريم والسنة النبوية

الحكمة من مشروعية الصوم في القران الكريم والسنة النبوية

للصوم حِكم جليلة ومقاصد عظيمة دلّ عليها القرآن الكريم في كثير من مواضعه، وذخرت السنة النبوية بالأحاديث التي تدُل عليها، فأعظم مقاصد الصيام هو: أن يستشعر الغني ما يُعانيه الفقير، كما أن الصوم يعلمنا الصبر، وكظم الغيظ، وغيرها من الصفات التي لا يستطع غير الصوم تعليمنا إياها، ولكي ينال قارؤنا الكريم شرف تحقيق تلك المقاصد؛ آثر موقعنا المُميز محتويات أن يكون هذا المقال عن الحكمة من مشروعية الصوم ؛ فهيا معَا نسعى للظفر بهذا الشرف.

 

حكمة مشروعية الصوم في القرآن الكريم

  • ثبتت مشروعية الصوم في القرآن الكريم، وفي السنة النبوية المُطهرة، وفي أقوال السلف الصلح من لدن النبي-صلى الله عليه وسلم- حتى يومنا هذا، فقال –تعالى-:” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (183)  “.
  • خصَّ الله –عز وجل- الذين ءامنوا بالنداء، ولم يقل: يا أيها الذين أسلموا؛ لأن الإيمان هو الاعتقادي القلبي الباطني، أما الإسلام فهو تصديق ظاهري، وما دام أن الصوم عبادة لا يعرف حقيقة صحتها إلا الله-عز وجل-؛ فناسب ذلك أن يقول: يا أيها الذين آمنوا، وبنى الفعل”كُتِب” للمجهول؛ لمعرفته فاعله الحقيقي وهو الله –سبحانه وتعالى-
  • خُتمت الآية الكريم بالحكمة من تشريع الصوم؛ فقال-تعالى-:” لعلكم تتقون”، فالحكمة التي من أجلها شرع الله الصوم هي تحقيق التقوى، فمن لم ينهه صيامه عن الفحشاء والمُنكر؛ فلا صوم له، ثم أردف رب العزة بالحديث عن الأحكام التي قد تطرأ على الإنسان في الصوم، فقال-تعالى-:” أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (184)،)

 

صوم الفريضة وصوم التطوع

  • حدّد الله –تعالى- أن الصوم ما هو إلا أيام معدودة من السنة، وفي هذا تشريع إلى عد جواز الصيام العام كله، وإنما صوم الفريضه” ثلاثون يومًا”، ومن أراد أن يتطوع إلى الله بصيامٍ في غير أيام هذا الشهر، فهذا يكون تطوعًا، وسيُجازيه الله عنه، ولكن من ترك الصيام في هذه الأيام لا إثم عليه، وأن من لم يستطع الصوم في هذه الأيام بسبب من الأسباب التي تُبيح له الإفطار؛ فعليه القضاء، فإن لم يستطع الصوم؛ فعليه الكفارة.
  • من أفطر في رمضان عمدًا دون أن يكون هناك سببٌ يُبيح له الصوم؛ فهذا عقابه شديد عن رب العزة، وعليه أن يُكفر عن هذا اليوم بصيام شهرين متتابعين، فإن أفطر في خلال الشهرين، فعليه أن يُعيد صيام الشهرين، وكأنه لم يصُم يومًا، فمن لم يستطع الصيام من المُفطرين عمدًا؛ فعليه الكفارة وهي إطعام ستين مسكينا من أوسط ما يُطعم من أهله أو من حوله، ثم أتبع ذلك عن شهر رمضان فقال –تعالى-:” شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (185).
  • سبب تفضيل شهر رمضان: هو أنه الشهر الذي أنزل الله فيه القرآن على خير اليشرية سيدنا محمد-صلى الله عليه وسلم- ليُبين للناس أمور دينهم، ويهدي به الناس ويُخرجهم من ظُلُمات الكفر إلى نور الإسلام، وليس هذا فقط؟ بل إن القرآن هو الأداة الذي يستطيع به الإنسان أن يفرق بين الحق والباطل، ويستظهر من خلاله الطيب من الخبيث، ثم أكّد –سبحانه- على ما قيل في الآية السابقة، أن من شهد الشهر من المُسلمين؛ وجب عليه صيامه؛ وقد اقترن الفعل” فليصمه” بالفاء الدالة على الترتيب مع التعقيب؛ ليُبين بأن تلك صيام فريضة لا يستطيع المُسلم أن يتهاون فيه إلا بعذرٍ من الأعذار التي يتعذر معها الصوم

ما الأعذار التي تُبيح للمسلم الفطر؟

وبيَّن الله –عز وجل- الأعذار وهي: المرض أو السفر؛ وقد اجتهد العلماء في استظهار المسافة التي تُجوز للمُسلم أن يصوم إذا سلكها، فقال بعضهم: 85 كيلو متر، ولعلّ تلك المسافة كانت تُجوز للمسلم الفطر في أيام السفر بالإبل، وما كان يُعانيه المُسافر من صعوبة بالغة في التنقل بين بلد وأُخرى، ولكن في عصرنا هذا وبسبب الظهور وسائل المواصلات التي تستطيع أن تنتقل من خلالها من بلد إلى بلدٍ في ساعات معدودة، ورُبما في دقائقَ؛ زيدت تلك المسافة إلى القدر التي لا يستطيع أن يُطيقه في تلك المسافة.

الحكمة من مشروعية الصوم في السنة النبوية

ووردت مشروعية الصوم في السنة النبوية المطهرة، ومن تلك الأحاديث التي تناولت تلك الفريضة،  ومنها حديث النبي-صلى الله عليه وسلم-:” من صام رمضان إيمانا واحتسابا؛ غُفر له ما تقدم من ذنبه” ولو تأملت في الحديث؛ لوجدت أن النبي قد قرن الصيام بالإيمان والاحتساب، فالمُسلم الذي لا يحتسب هذه العبادة لوجه الله خالصة له، لاشك في عدم تحديد ذلك الوعد له، وهو غُفران الذنوب، وقد أجمعت الأمة الإسلامية من لدن سيدنا المُصطفى، وحتى يومنا هذا على فرضية الصيام، وعلى وجوبه على كل مسلم ومسلم.

ومن خلال هذا المقال يُمكننا التعرف على الحكمة من مشروعية الصيام، وأدلة مشروعيته من خلال القرآن الكريم، والسنة النبوية المُطهرة، وإجماع الأمة الإسلامية على ذلك، كما استعرضنا في خضم هذا المقال الحديث عن الأعذار التي توجب الفطر، وما هو الواجب على من أفطر، سواء أكان إفطاره عن طريق العمد أو الخطأ

السابق
لقاح بريفنار – PREVENAR Vaccine يحمي الجسم من الإصابة بالعدوى التي تسببها بكتيريا المكورات الرئوية
التالي
التسجيل في جامعة أم القرى 1442 .. شروط القبول في جامعة ام القرى 2020

اترك تعليقاً