التفسير

الدروس المستفادة من آية الكرسي

الدروس المستفادة من آية الكرسي

تدبر آية الكرسي

(اللهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ).

آية الكرسي هي الآية 255 من سورة البقرة، وقد عُرفت آية الكرسي بكونها سيدة القرآن الكريم لما لها من مكانة عظيمة وبركات لا تعد ولا تحصى، وفي قراءة آيه الكرسي عبادة لله وراحة للقلب وهدوء للنفس وعلاج العديد من الأمراض النفسية و كذلك الجسدية، وقد يرجع هذا لأنها جمعت الكثير من أسماء الله الحسنى.

نزلت آية الكرسي في المدينة المنورة في الليل، ويقال إنّ جميع الأصنام في الدنيا خرت لنزولها، كما أنّ جميع الشياطين لاذت بالفرار حين نزولها لفضلها وقدرها عند المولى عز وجل

( الله لا إله إلا هو الحي القيوم ….)
1- هذه الآية موضوعها هو (الله) , فهي بمثابة النبذة التعريفية عنه سبحانه كما سيأتي.2- هذه الآية مشتملة على عشر جمل مستقلة ظاهراً مرتبطة المعاني باطناً.
3- بدأ باسمه سبحانه من دون سائر الأسماء الحسنى لأن هذا الاسم ( الله ) لا يشاركه فيه معه أحد سواه .
4- ثم بعد هذا الاسم جاءت كلمة التوحيد التي تفسر معنى( الله ) وهو الإله الذي لا معبود بحق إلا هو..
5- ثم بعد نفي جميع الآلة بيّن ما يختص به سبحانه عن سائر المعبودات من قوة وقدرة وملك ووجاهة وعلم فبدأ بالقوة والقدرة ( الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم ) ثم الممتلكات ( له ما في السماوات وما في الأرض ) ثم الجاه ( من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه ) ثم العلم ( يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ) ثم المشيئة ( ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء ) ثم الذات ( وسع كرسيه السماوات والأرض) ثم القدرة مع العلو والعظمه ( ولا يؤوده حفظهما وهو العلي العظيم ).
6- ( الحي ) وهذا أول ما يتبادر بذهن العبد تجاه معبوده هل هو حي أو لا ؟. وبدأ بها لأنها من أعظم الفروق بينه وبين كل معبود من دونه سبحانه فحياته أزلية أبدية , فهو متصف بجميع معاني الحياة الكاملة على وجهٍ يليق به سبحانه.
7- ولأن بعض الأحياء يحتاج من يقوم به ويساعده فأتبعه بصفة ( القيوم )، قائمٌ بنفسه وقائم بشؤون عباده ، ولا قِوام للموجودات بدون أمره , فهو(قائم على كل نفسٍ بما كسبت).
وهاتان الصفتان(الحي القيوم) تدلان على جميع الصفات لله تعالى دلالة تضمين ولزوم.
أي : من صفات الحي أن يكون سميعاً بصيراً متكلماً…إلخ.
ومن لوازم القيوم أن يكون عليماً حكيماً على كل شيء قدير سبحانه … إلخ.
8- ولأن القائم على شيء ما قد يكِلّ أو يملَّ أو يغفل ، اتبعها بقوله ( لا تأخذه سنه ) وهي الغفلة أو النعاس ، فمن كمال قيوميته أنه لا تأخذه السنة ولا النوم, وجاء في الحديث الصحيح: (إن الله لا ينام ولا ينبغي له أن ينام، يخفض القسط ويرفعه،
يرفع إليه عمل النهار قبل عمل الليل وعمل الليل قبل عمل النهار
حجابه النور لو كشفه لاحترقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه) رواه مسلم.
9- وكي لا يُظن أن عدم السِنه سببه نوم سابق ، جاء بنفي ذلك بقوله ( ولا نوم ).
10- ثم يتشوق السامع إلى معرفة ما الذي يملكه هذا الحي القيوم الذي لا تأخذه سِنةٌ ولا نوم ، فقال تعالى ( له ما في السماوات وما في الأرض ) وبدأ بالسموات لأنها في جهة العلو الدالة عليه فهو سبحانه العلى الأعلى.
11- وخص سبحانه السماوات والأرض بالذكر مع كونه يملك ما هو أكبر منهما , لكون العبد يعيش بينهما فالأرض تُقلّه والسماء تُظله.
12- ويكتمل هذا الملك إذا كان له جاه فقال ( مَن ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه ) ومن المعروف أن صاحب المنزلة والوجاهة جديرٌ بالشفاعة ، وزيادة على ذلك لا بدّ من أن يأذن سبحانه للشافع, فلا يتجاسر أحد على أن يشفع لأحد عنده إلا بإذنه.
13- ثم يكتمل هذا المُلك والجاه مع العلم التام , حيث إن كل ملك من ملوك الأرض لابد أن يعلم عن كل ما يدور في مملكته, والله له المثل الأعلى فيعلم مستقبلهم وحاضرهم وماضيهم وإنسهم وجنهم( ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتابٍ مبين).
14-ثم إن هذا العلم لا يطّلع أحد شيء منه وجاءت (شيء) نكرة في سياق النفي , فحتى الشيء البسيط من العلم لا يطلعون عليه إلا بمشيئته ، ( ولا يحيطون بشيءٍ من عِلمه إلا بما شاء ).
15- بعد هذا كله يتساءل السامع عن صفة هذا الحي القيوم ، فجاءت العبارة القرآنية ببلاغة جميلة, حيث جاءت صفة مخلوق يتعلّق بجزءٍ من ذاته سبحانه وهو الكرسي موضع قدمي الرب ، فهذا الكرسي يسع السماوات والأرض بل إن السماوات والأرض في الكرسي كحلقةٍ أُلقيت في فلاةٍ كما ورد عن النبي .
16- ومع صغر حجم السماوات والأرض بالنسبة لكرسي الرب سبحانه ، لا يعجزه ولا يثقله حفظهما(ولا يؤوده حفظهما).
17- وخُتمت الآية بقوله(وهو العلي العظيم) إشارة إلى أنه مع كونه يحفظ السماوات والأرض إلا أنه عالٍ بعظمته, مستوٍ على عرشه .

فضل آية الكرسي

صحّت أحاديث عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أنّ آية الكرسيّ هي أعظم آيةٍ وردت في القرآن الكريم، وورد في فضلها أنّها اشتملت على اسم الله -تعالى- الأعظم، ومَن داوم على قراءتها كانت لنفسه وبيته وأهله حرزاً ومانعاً من الشيطان وتسلّطه، وهي شفاءٌ من الداء بإذن الله سبحانه، إذ تقي صاحبها من السحر والعين والمسّ والحسد، والشعوذة والمشعوذين، وما ذلك إلاّ لمن حافظ على قراءتها فحفظته، ويختلف عن ذلك من استعملها كدواءٍ بعد إصابته بالمرض أو الأذى، ويُذكر في فضل آية الكرسي كذلك أنّها سببٌ لدخول صاحبها الجنة، قال النبي -صلّى الله عليه وسلّم-: (مَن قرأَ آيةَ الكرسيِّ دبُرَ كلِّ صلاةٍ مَكْتوبةٍ، لمّ يمنَعهُ مِن دخولِ الجنَّةِ، إلَّا الموتُ).

و من قرأ آية الكرسي عصم من وسوسة الشيطان كما في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ ( وَكَّلَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِحِفْظِ زَكَاةِ رَمَضَانَ فَأَتَانِي آتٍ فَجَعَلَ يَحْثُو مِنْ الطَّعَامِ فَأَخَذْتُهُ فَقُلْتُ لَأَرْفَعَنَّكَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ فَقَالَ إِذَا أَوَيْتَ إِلَى فِرَاشِكَ فَاقْرَأْ آيَةَ الْكُرْسِيِّ لَنْ يَزَالَ عَلَيْكَ مِنْ اللَّهِ حَافِظٌ وَلَا يَقْرَبُكَ شَيْطَانٌ حَتَّى تُصْبِحَ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَدَقَكَ وَهُوَ كَذُوبٌ ذَاكَ شَيْطَانٌ ) متفق عليه

و عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم :«يَا أَبَا الْمُنْذِرِ، أَتَدْرِي أَيُّ آيَةٍ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ مَعَكَ أَعْظَمُ»؟ قَالَ : قُلْتُ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ : «يَا أَبَا الْمُنْذِرِ، أَتَدْرِي أَيُّ آيَةٍ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ مَعَكَ أَعْظَمُ»؟ قَالَ: قُلْتُ: }اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ{ . قَالَ: فَضَرَبَ فِي صَدْرِي وَقَالَ :«وَاللَّهِ لِيَهْنِكَ الْعِلْمُ أَبَا الْمُنْذِرِ» [مسلم] .

فلعنا لاحظنا عظم شأن هذه الآية فقد ورد عن النبيّ – صلّى الله عليه وسلّم – العديد من الأحاديث التي تذكر فضل آية الكرسي، وتُوصينا بقراءتها، خاصة في أوقات ومواضع معينة ومنها:
قراءة آية الكرسي قبل النوم؛ حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا أوَيتَ إلى فراشِك فاقرأْ آيةَ الكُرسيِّ، فلن يزال عليك من الله حافظٌ، ولا يقربُك شيطانٌ حتى تصبحَ).

وأيضًا قراءة آية الكرسي دُبر كلّ صلاةٍ، وفي ذلك ورد عن النبيّ – صلّى الله عليه وسلّم – أنّه قال: (مَن قرَأ آيةَ الكُرْسيِّ في دُبُرِ الصَّلاةِ المكتوبةِ كان في ذِمَّةِ اللهِ إلى الصَّلاةِ الأخرى).
وقال كذلك: (مَن قرأَ آيةَ الكرسيِّ دبُرَ كلِّ صلاةٍ مَكْتوبةٍ، لم يمنَعهُ مِن دخولِ الجنَّةِ، إلَّا الموتُ).

وكذلك فعلينا قراءة آية الكرسي مع أذكار الصباح والمساء كما ورد عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، وأيضًا قراءة آية الكرسي من ضمن الرقية الشرعية الواردة عن النبي صلّى الله عليه وسلّم؛ للتحصين من العين، والحسد، والشرّ بعمومه.

فمن يقرأ الآية الكريمة في بيته تكون حارسة له، ‏ومن يقرأها في الليل يخرج الشيطان من بيته ولا يدخله حتى يصبح، ومن يقرأها في الفراش قبل النوم عن نفسه أو عن أولاده يحفظهم الله تعالى ولا يقربهم الشيطان حتى يصبحوا ويبعد ‏عنهم الكوابيس المزعجة، ومن يقرأها فى الصباح قبل أن يخرج من بيته فسوف يكون في حفظ الله تعالى إلى أن ‏يعود، ‏ومن يقرأها في الليل أو النهار بأي عدد (أقلها ثلاث مرات) تكون له وقاية وتشرح صدره وتزيل قلقه وهمه، هذا بالإضافة لما يناله من الأجر العظيم.

تفسير آية الكرسي وفوائدها

 

عند تفسير آية الكرسي نجد أن هنالك العديد من المعاني العظيمة والفوائد العقائدية فيها ومنها:

قوله سبحانه (اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ) هو تأكيد في أول جملة منها أنه لا يوجد معبود حق وبحق إلا الله، ولا يجوز عبادة إله غيره.

وقوله (الْحَيُّ الْقَيُّومُ) فيه استحقاق الله وحده للعبادة؛ لأنّه حيٌّ قيوم، فهو صاحب الحياة الكاملة المطلقة التي لا يسبقها عدم ولا يلحقها عدم، وهو القيوم المستغني عن جميع الخلق.

وقوله (لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ) يعني عدم غلبة النعاس عليه، والنعاس مقدمة النوم، وهذا الوصف يتضمن كمال الله واستغنائه وقيوميته، وفي هذا الكلام رد على من يعبد إله غير الله، فالله الذي لا يغلبه النعاس ولا النوم هو المستحق للعبادة.

وقوله (لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ) يبين عظمته سبحانه، فملك الله ملكٌ تام، فلا يستطيع أحد أن يتصرف في ملك الله إلا بإذن الله، وهذا من تمام ربوبيته.

ثم جاء الاستفهام في الآية استنكاريًا في قوله (مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ)؛ حيث يأذن الله للشفعاء أن يشفعوا، فلا يستطيع أن يشفع إلا بإذنه، وهو رد على المشركين الذين اتخذوا شفعاء من دونه فانصرفوا إلى عبادتهم.

ثم في قوله سبحانه (يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ) بيان أنّ الله عالمٌ بالكل، وهو دليل على إحاطة علمه بجميع المخلوقات، في الماضي والحاضر والمستقبل، وبعلمه بالكليات والدقائق والجزئيات، ويعلم أحوال خلقه جميعها، وبعد ذلك فلا أحد يحيط بعلم الله إلا هو.

وفي قوله أيضًا (وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ) دليل على كمال وعظمة الله، والكرسي هو موضع قدمي الله.

وقوله (وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا) يبين قدرة الله العظيمة فبعد ذكر ملكه وعظمته يذكر الله قدرته على حفظ هذا الملك، وهذا سهل يسير عليه سبحانه، وذلك فيه كمال قوته وقدرته، ثم يختم سبحانه بقول (وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ) أي أنّ لله صاحب العلو المطلق بعلو الذات والصفات.

و فيما جاء بتفسير آية الكرسي أنها سمّيت بهذا الاسم؛ لأنّها شملت ذكر الكرسيّ فيها، وتبدأ آية الكرسي بلفظ الجلالة، والإخبار أنّ الله -تعالى- المنفرد بالألوهية لجميع الخلق، وهو كذلك حيٌّ لا يموت أبداً، وأنّه قيومٌ لا تأخذه سنةٌ ولا نومٌ، ولا أقلّ من ذلك، وكذلك يُخبر الله -عزّ وجلّ- أنّه المالك للسماوات والأرض ومن فيهنّ، ولأجل كلّ هذا المُلك والعظمة؛ لا يقدر أحدٌ أن يشفع أمامه إلّا من أذن له، ويُؤكّد على علمه وإحاطته -جلّ وعلا- بما بين أيدي الخلق من خبايا وأمور، وأنّهم لا يحيطون بشيءٍ من هذا إلّا إذا أطلعهم عليه بأمره، ثمّ يذكر الله -تعالى- الكرسي؛ للدلالة على عظمته ووسع سلطانه ومُلكه، قال ابن عباس: الكرسيّ موضع القدمين، والعرش لا يُقدر أحدٌ قدره، ومع كلّ هذه العظمة والمُلك فإنّه سبحانه لا يكترث ولا يستثقل حفظ هذه السماوات والأرض ومن فيهنّ من خلائق.

فوائد من آية الكرسي

لقد ذكر العديد من الفوائد لآية الكرسي ولكن من أهم ما ذكر في ذلك: أنّها أعظم ما في القرآن الكريم من آياتٍ، بما حوت من صفات العظمة لله -تعالى-. ذكر الآية سعة علم الله -سبحانه-، وعظيم قدرته وإحاطته بسائر شؤون الخلائق وأمرهم. اليقين بأنّ الله -تعالى- لا تُعجزه العناية بالسموات والأرض ومن فيهنّ.

آيه الكرسي وأسرارها

 

يقول الله تعالى في آية الكرسي: “وسعَ كرسيّه السماوات والأرض”، ومن الواضح أن سبب التسمية جاء من ورودِ كلمة الكرسي في هذه الآية الكريمة، والكرسيُّ مخلوق عظيم فوق السماء السابعة غير العرش، وعنه قال عبد الله بن عباس رضي الله عنه: “هو موضع القدمين” أيّ قدمي الله سبحانه وتعالى، وقال بعض أهل العلم: “إنَّهُ العرش”؛ لأنَّ العرش يُسمَّى كرسيّ، والمشهور هو القول الأول إنَّهُ مخلوقٌ عظيمٌ فوق السَّماء السَّابعةِ غير العرش.
ويقصد بالكرسي أساس الحكم، وهو من الرموز التي تخص الملك، كما أنه دليل واضح على الألوهية المطلقة لله تعالى.

أسماء الله الحسنى التي وردت فيها

  • الله: وهو اسم جامع لكل معاني الألوهية وصفات الكمال.
  • الحي: ويشير الاسم إلى حياة الله الكاملة العظيمة.
  • القيوم: وهو الذي يستغني عن جميع خلقه ويقوم بنفسه، ويقوم بجميع الموجودات.
  • العليّ: ويدل هذا الاسم على ثبوت جميع معاني العلوّ له، علوّ لذاته، وعلو القدر والشأن، وعلو القهر والغلبة.
  • العظيم: يدل على جمع الله تعالى لكافة صفات الكبرياء والعظمة.
    ومن هذا نرى كيف أنه ترجع عظمة هذه الآية لجمعها لأصول الأسماء والصفات، كالوحدانية، والألوهية، والعلم، والقدرة، والملك، والإرادة، و ما إلى ذلك.

قال عنها الشيخ السعدي -رحمه الله-: “هذه الآية الكريمة أعظمُ آيات القرآنِ وأفضلُها وأجلها، وذلك لما اشتملت عليه من الأمور العظيمة والصفات الكريمة، فلهذا كثرت الأحاديث في الترغيب في قراءتها وجعلها ورداً للإنسان في أوقاته صباحاً ومساءً، وعند نومه، وأدبار الصلوات المكتوبات”

فوائد آية الكرسي

 

إن لآية الكرسي فوائد جليلة في تسخير القلوب

1- تضمن آية الكرسي جميع معانِي العبودية والألوهيَّة فلا أحد يستحق العبادة غيره تعالى، فعبادة غير الله ضلال وشرك وبطلان وظلم، وذكرت الآية صفات الله تعالى؛ فهو عز وجل لا يعتريه النعاس ولا الغفلة ولا النوم، ووصفته بأنه مالك السماوات والأرض وجميع المخلوقات والموجودات وهو الذي أمد المخلوقات بكل ما تحتاجه من أجل البقاء والاستمرار.

2- بيّنت الآيات الكريمة أن الشفاعة بيد الله عز وجل فالنبي والملائكة والأنبياء لا يستطيعون الشفاعة للمذنبين والعاصين إلا بإذن الله عز وجل، ولا يشفع الله إلا لمن أطاعه وحده واتبع رسله، ومتى ما أدرك الإنسان ذلك سخر قلبه لله وصلح عمله لما فيه الخير والفلاح.

3- تدل الآيات على علم الله سبحانه وتعالى بالكائنات جميعها، فالله يعلم ماضي المخلوقات ومستقبلها، وهو المدبر لكل الأمور من أصغرها لأكبرها كالجنين في رحم أمه، وهو الذي رفع السماء بغير أعمدة ويعلم ما تأكل وتشرب وتخطو المخلوقات جميعها، وهو الذي يعلم ما يدور في الأرض والسماوات والكواكب والمجرات جميعها، وفي إدراك الإنسان لذلك تنظيف لقلبه من حب الدنيا وشهواتها.

4- تعد آية الكرسي حافظة للإنسان من كل شر، فقراءتها في الصباح والمساء أو قبل النوم تحفظ الإنسان ولا يقربه الشيطان، وفي الآية حفظ للقلب والعقل والجسم.

5- آية الكرسي أعظم آية في القرآن الكريم، [قال رسول الله: يا أبا المُنْذِرِ، أتَدْرِي أيُّ آيَةٍ مِن كِتابِ اللهِ معكَ أعْظَمُ؟ قالَ: قُلتُ: اللَّهُ ورَسولُهُ أعْلَمُ. قالَ: يا أبا المُنْذِرِ أتَدْرِي أيُّ آيَةٍ مِن كِتابِ اللهِ معكَ أعْظَمُ؟ قالَ: قُلتُ: {اللَّهُ لا إلَهَ إلَّا هو الحَيُّ القَيُّومُ} قالَ: فَضَرَبَ في صَدْرِي، وقالَ: واللَّهِ لِيَهْنِكَ العِلْمُ أبا المُنْذِرِ].

6- يعد حفظها سببًا في دخول الجنة، وتساهم قراءتها المستمرة في حفظ الإنسان من كل عين وسحر وحسد، كما تحفظ الإنسان من الصباح إلى المساء، وتسهم في شفاء كل داء ومرض بإذن الله تعالى، وتصرف آية الكرسي عن الإنسان وساوس الشياطين وما يمكن أن تقترفه اليد فتندم عليه، فالله خير حافظًا وهو أرحم الراحمين وكلماته الأقدر على صرف الشياطين وخاصة عند النوم.

7- تساعد الآية في إدراك المؤمن لصفات الله تعالى، وبالتالي اجتناب نواهيه واتباع أوامره فهو الحي القيوم الذي لا ينام كما تساعد في صرف الإنسان عن حب الدنيا والشهوات.

عجائب آية الكرسي

 

القاعدة الأساسية للدين لما فيها من توحيد خالص.‏‏ وهى أشرف آية في القرآن.
‏هي آية جمعت أكثر من 17 أسم من أسماء الله الحسنى.‏ وقد نزلت ليلاً.‏
وهربت الشياطين، كما أن الكرسى هو أساس الحكم وهو رمز الملك. ‏و فيها الدالة على الألوهية المطلقة .

في بدايتها باسمه (الله) وفى نهايتها باسمه (العلى العظيم).‏ فهى ترفع معها كل من تعلق بها واستمسك بها .‏
‏ومن حفظها حفظته ورفعته معها إلى أعلى مقام واسمى منزلة. ‏

وقراءتها تخرج الشيطان من المكان،‏ لمن قرأها على منزلة قبل السفر فمنزله في حفظ الله

وفيها وقاية من كل أنواع الأمراض و ‏الآفات، وشرح للصدور، وكشف للهم والغم والكرب وحفظ للنفس والمال والأولاد.‏‎ ‎

سبب النزول

سأل بني إسرائيل رسولهم موسى:هـــل ينام ربك ؟؟؟
فقال موسي: اتقوا الله ؟؟؟
فناداه ربه عز و جل سألوك يا موسى هل ينام ربك ؟؟؟
فخذ زجاجتين في يديك و قم الليل، ففعل موسى، فلما ذهب منه الليل ثلثه نعس، فوقع ثم انتعش فضبطهما حتى اذا كان أخر الليل نعس موسى فسقطت الزجاجتان عنه فانكسرتا
فقال تعالى: ((يا موسى لو كُنت انام لسقطت السماوات و الأرض فهلكن كما هلكت الزجاجتان في يديك )))
و لهذا السبب أنزلت أية الكرسي

قوة آية الكرسي

 

استحباب قراءة آية الكرسي قبل النوم، لأن الشيطان قال إذا آويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي: (الله لا إله إلا هو الحي القيوم)، لكن استحباب قراءة آية الكرسي لم نأخذه من الشيطان بل من النبي صلى الله علية وسلم لأنه أقر ذلك، فالشيطان لا سمع له ولا طاعة، ولكنه لم يصير تشريعاً بكلام الشيطان ولكنه صار تشريع بقول النبي صلى الله علية وسلم: (صدقك وهو كذوب).

إن آية الكرسي تمنع شياطين الإنس والجن في ظاهر النص من أذية المسلم سواء أكان في الأمور الدينية والدنيوية، فتمنع الشيطان أن يقترب ممن قرأ هذه الآية، لأنه يقول: (ولا يقربنك شيطان)، فكلمة: (شيطان)، هذه نكرة تشمل الجن والإنس، وقوله: (ولا يقربنك): نفي تشمل الدينية والدنيوية، والنكرة في سياق النفي تقيد العموم.

ملائكة آية الكرسي

 

الملائكة هي جنود الله المجندة، تحفظ الإنسان المسلم من كل مكروه قد يصيبه بأمر من الله تعالى، قراءتك لآية الكرسي تسخر لك ملائكة تحفظك و تحميك من كل مكرو و تستغفر لك الله سبحانه وتعالى حتى تصبح .. وإذا قرأت على مريض بمرض الموت هونت عليه الملائكة سكرات الموت و طمأنت قلبه .. و إذا تليت آية الكرسي للمسلمين في قبورهم كانت لهم نور.

والملائكة تحفظ الإنسان في ماله وولده و ملكه و تيسر له من الخير ما فيه صلاح دينه ودنياه.. فمن قرأ آية الكرسي قبل النوم أمن على نفسه و على جاره من كل مكرو قدي يصيبه، و من قرأها حين يدخل بيته نزل الله الفقر من بين عينه و تخرج الشياطين و تحرسه الملائكة.

 

 

 

 

 

السابق
الامراض
التالي
الفرق بين السنة والعام في القرآن الكريم

اترك تعليقاً