التفسير

الدروس المستفادة من سورة الحجرات وسبب نزولها

الدروس المستفادة من سورة الحجرات شملت عدد كبير من التوجيهات لكل مسلم، كما أن سورة الحجرات تؤكد على رسالة الرسول صلى الله عليه وسلم الذي كان يوجهها للمسلمين وهي تعلم الخلق الكريمة والتعرف على آداب الإسلام هذا ما نتناوله في مقالنا عبر موقعنا.

الدروس المستفادة من سورة الحجرات

سورة الحجرات قد نزلت على الرسول صلى الله عليه وسلم في المدينة المنورة، ومن المعروف أن كل السور القرآنية التي قد نزلت في المدينة المنورة تحمل الكثير من التوجيهات الأخلاقية التي يجب على كافة المسلمين أن يتعاملوا بها في حياتهم.

سورة الحجرات تركز على الأخلاق الكريمة ومظاهر الاحترام مع الرسول صلى الله عليه وسلم، الله سبحانه وتعالى كان يأمر الصحابة بالمعاملة الحسنة مع الرسول والتي منها عدم رفع الصوت على النبي عليه السلام وطاعته وعدم مخالفته في الأوامر التي يطرحها عليهم.

أما عن عدد آيات سورة الحجرات فتكون 18 آية وترتيبها في المصحف الشريف يكون في المركز التاسع والأربعين والسورة “في الجزء السادس والعشرين” أما ترتيبها في أحزاب القرآن يكون الحزب الثاني والخمسين.

أما عن الدروس المستفادة من سورة الحجرات تشمل عدد كبير من التوجيهات لكافة المسلمين من أجل التعامل بأخلاق مع الآخرين والدروس تشمل ما يلي:

  • أن لا نسيء الظن بالآخرين فأن الله سبحانه وتعالى قد نهانا عن إساءة الظن وأيضاً عن التجسس، فقال الله تعالى( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ۖ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا ۚ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ).
  • من الدروس المستفادة من سورة الحجرات عدم نقل الأخبار الكاذبة من شخص لآخر لكي لا تسبب ضرراً للأشخاص البريئة، فإن الله تعالى وصف الناقل للحديث في سورة الحجرات بأنه فاسد في الأرض.
  • التعرف على مبدأ الإصلاح بين أي شخصين متخاصمين، وإذا قمنا بالصلح بينهم يجب أن نحكم بالعدل فقال الله تعالى (إِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا ۖ فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَىٰ فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّىٰ تَفِيءَ إِلَىٰ أَمْرِ اللَّهِ ۚ فَإِن فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا ۖ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ).
  • يمكننا أن نتعلم من سورة الحجرات أن نحكم بين جميع خلق الله بالمساواة، فإن الله خلق كافة الشعوب سواسية فما يميز قوم عن قوم العمل الصالح والتوبة إلى الله عز وجل.
  • تجنب السخرية من الآخرين.
  • نداء الناس بأفضل الألقاب، وتجنب إيذاء سماعهم بالألقاب الغير مستحبة.
  • احترام الأشخاص الكبيرة والتعامل معهم بكل أدب.
  • الله عز وجل نهانا في سورة الحجرات بعدم رفع الأصوات على بعض.
  • التعامل مع الأخوة بالتفاهم، فأن مبدأ سورة الحجرات التسامح مع جميع المسلمين.
  • أن الله عز وجل خبير لكل ما يحدث في الكون.
  • من أفضل النعمات التي أنعمها الله على عباده هي الإيمان بالله الواحد الأحد.
  • عدم التفرقة، كما أن الله سبحانه وتعالى نهى عن العنصرية والتمييز.
  • إخبار الناس أن ميزان التفاضل بينهم “التقوى”.

ما سبب نزول سورة الحجرات؟

يوجد لنزول سورة الحجرات أسباب عديدة وكل سبب يختلف عن الآخر، وفي التالي سنذكر لكم سبب نزولها وبالتفصيل:

  • سبب نزول آية (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ) أن عمرو بن الخطاب وأبو بكر الصديق قاموا برفع أصواتهم أمام النبي صلى الله عليه وسلم، كما جاء في حديث الذي رواه عبد الله بن الزبير أنه قَدِمَ ركب من بني تَميمٍ على النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فقال أبو بكرٍ: أمِّرِ القَعْقاعَ بْنَ مَعْبَدِ بْنِ زُرارَةَ، قال عُمرُ: بل أمِّرِ الأقْرَعَ بْنَ حابِسٍ، قال أبو بكرٍ: ما أردتَ إلا خلافي، قال عُمرُ: ما أردتُ خلافكَ، فتَمارَيا حتى ارتفعت أصواتُهما، فنزل في ذلك: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تُقَدِّمُوا) حتى انْقَضَتْ).
  • سبب نزول آية (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ) أن الرسول صلى الله عليه وسلم دعا الحارث بن ضرار وهو والد زوجة الرسول عليه الصلاة والسلام إلى الإسلام فاستجاب إليه وأسلم وأمره بالزكاة واستجاب له أيضاً، كما أنه قال يا رسول الله أرجع إلى قومي فأدعوهم إلى الإسلام ودفع الزكاة، فمن استجاب وأسلم جمعت زكاته. واتفق مع الرسول على ذلك.
  • سبب نزول آية (إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِن وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ) أن هناك جماعة من العرب قالوا هيا بنا نذهب إلى هذا الرجل ويقصد بالرجل “رسول الله صلى الله عليه وسلم” كما قالوا إذا كان نبي فسوف نفرح به أنما إذا كان ملك فسنقعد تحت جناحه وورد هذا في حديث عن زيت بن أرقم رضي الله عنه فقال (اجْتَمَعَ أُنَاسٌ مِنَ الْعَرَبِ فَقَالُوا: انْطَلِقُوا بِنَا إِلَى هَذَا الرَّجُلِ فَإِنْ يَكُ نَبِيًّا فَنَحْنُ أَسْعَدُ النَّاسِ بِهِ، وَإِنْ يَكُ مَلِكًا نَعِشْ بِجَنَاحِهِ. قَالَ: فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأخبرته بما قالوا فجاؤوا إلى حجرة النبي صلى الله عليه وسلم فَجَعَلُوا يُنَادُونَهُ وَهُوَ فِي حُجْرَتِهِ: يَا مُحَمَّدُ يا محمد، فأنزل الله تَعَالَى: إِنَّ الَّذِينَ يُنادُونَكَ مِنْ وَراءِ الْحُجُراتِ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ قَالَ: فَأَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأُذُنِي، فَمَدَّهَا فَجَعَلَ يَقُولُ «لقد صدق الله تعالى قَوْلَكَ يَا زَيْدُ، لِقَدْ صَدَّقَ اللَّهُ قَوْلَكَ يَا زَيْدُ).
  • سبب نزول آية ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ” أن الصحابي ثابت بن قيس بن شماس كان يرفع صوته والنبي صلى الله عليه كان يؤذي سمعه عندما يتحدث معه.

آداب إسلامية من سورة الحجرات

  • من الآداب التي ذكرت في سورة الحجرات الإصلاح في قوله تعالى وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ * إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ”.
  • من الآداب التي وجدت في سورة الحجرات أيضاً تجنب التصرفات الذميمة وعدم الاستهزاء بالآخرين.
  • التعامل مع المؤمنين بكل احترام ففي قول الله تعالى يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ * إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ أُولَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ * إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ * وَلَوْ أَنَّهُمْ صَبَرُوا حَتَّى تَخْرُجَ إِلَيْهِمْ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾.
السابق
لماذا سميت سورة السجدة بهذا الاسم؟
التالي
تفسير حلم سورة آل عمران في المنام

اترك تعليقاً