أحكام شرعية

الذنوب ثلاثة أنواع

الذنوب ثلاثة أنواع

ستتعرف في هذا المقال على الذنوب ثلاثة أنواع, والذّنوب هي ترك ما أمر الله -تعالى- به من أوامر، وفعل ما حذّر منه -سبحانه- ممّا جاء الأمر بفعله أو النّهي عن تركه في الأحكام الشرعيّة، سواءً كان قولاً أو فعلاً، ظاهراً كان أو باطناً, فتابع القراءة لمعرفة المزيد عن الذنوب ثلاثة أنواع.

ما هي المعاصي التي تغضب الله

أكبر الذنوب: الشرك بالله، هو أعظم ذنبٍ، ثم يلي ذلك: قتل النفس بغير حقٍّ، ثم يلي ذلك: الزنا بزوجة الجار، ثم عقوق الوالدين -نسأل الله العافية- ثم شهادة الزور التي هي من أقبح المحرمات -نعوذ بالله- ثم الأيمان الغموس، الأيمان الفاجرة التي يُقتطع بها حقّ المسلم.
ثم بقية كبائر الذنوب: كالربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات الغافلات، وشرب المسكرات، وغير هذا من كبائر الذنوب، وهي كثيرة.

أنواع الذنوب

تعدّ الذنوب جميعها نوعاً من الخروج عن طاعة الله تعالى، وعصيان أمره ومخالفة شريعته، إلّا أنّها مع كونها مشتركةً في المعنى تتفاوت فيما بينها تفاوتاً عظيماً، وتتنوع بحسب ذلك إلى أنواع وأقسام عديدة، بيانها فيما يأتي:

  • أولاً: الكفر بالله

    وهو أعظم الذنوب وأقبحها على الإطلاق، حتى إنّ الله تعالى أخبر بأنّ العبد الذي يلقاه يوم القيامة وهو مذنبٌ لهذا الذنب لا يُغفر له أبداً، بل يخلّد في نار جهنم، قال الله تعالى: (إِنَّهُ مَن يُشْرِ‌كْ بِاللَّـهِ فَقَدْ حَرَّ‌مَ اللَّـهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ‌ ۖ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ‌).

  • ثانياً: البِدَع التي لا تؤدي بصاحبها إلى الكفر فهي غير مكفّرةٌ

    وتعدّ هذه الذنوب في المرتبة الثانية بعد الكفر والشرك بالله عزّ وجلّ؛ لأنّ صاحبها المبتدع يقول على الله -عزّ وجلّ- بغير علمٍ لديه، وهذا الفعل يعدّ قريناً للشرك بالله تعالى، قال تعالى: (وَأَن تُشْرِ‌كُوا بِاللَّـهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَن تَقُولُوا عَلَى اللَّـهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ).

  • ثالثاً: المعاصي بأشكالها، سواءً أكانت معاصٍ قلبية

    كالحسد والبغضاء، أو ظاهرة؛ كالسرقة وعقوق الوالدين والزنا ونحوها، وتأتي هذه في المرتبة الثالثة بعد الكفر والابتداع، كما يقسّمها العلماء إلى أنواع أيضاً، بيانها فيما يأتي:

    • الكبائر؛ وقد عرّفها العلماء بأنّها تشمل كلّ ذنبٍ ترتب عليه حدٍّ أو اتّبع بلعنةٍ أو غضبٍ أو نارٍ، والكبائر لا تكفّر وتغفر للإنسان بالأعمال الصالحة فحسب، بل لا بدّ فيها من التوبة النصوح، وإذا لقي الإنسان ربه بها كان أمره عائداً لمشيئة الله سبحانه، إمّا أن يغفرها له ويعفو عنه، وإمّا أن يعذّبه بالنار فترةً ثمّ يُدخله الجنة.
    • الصغائر؛ وهذه الصغائر تبقى على حالها ما لم تبلغ حدّ الكبيرة، ومثالها النظر إلى النساء وعدم غضّ البصر عنهن، وقد سمّاها الله -عزّ وجلّ- في القرآن الكريم باللمم، حيث قال: (الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ‌ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ)، ولأنّ ابتلاء الناس بهذا النوع من الذنوب كبيرٌ، فقد جعل الله تعالى سُبُل تكفيرها كثيرةٌ، وهذا دليل على رحمته بالعباد ورأفته بهم، فمن سبل تكفيرها اجتناب الكبائر، ومنها فعل الأعمال الصالحة، قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- في ذلك: (وأتبِعِ السَّيِّئةَ الحسَنةَ تَمْحُهَا)، مع ذلك فلا يجدر بالمسلم أن يستهين بهذا النوع من الذنوب، فقد حذّر الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- من فعل ذلك.

شاهد أيضاً ما هي الذنوب التي تحبس الدعاء

أنواع ذنوب الخلوات

ذنوب الخلوات هي المعاصي التي يرتكبها المرء في حال غيبته عن النّاس واختلائه بنفسه، ولا يدخل بها حديث النّفس الذي يطرأ أحياناً على خاطر الإنسان، ولكن إذا استرسل بها، أو استجلبها فإنّها تُعدّ من ذنوب الخلوات القلبيّة، ولا تدخلُ بها كذلك صغائر الذنوب التي لا يسلم منها أحد من العباد، دون استرسال بارتكابها، وقد ورد بيان حال أصحاب ذنوب الخلوات في قول النبي صلّى الله عليه وسلّم: (لأعلَمَنَّ أقواماً من أمَّتي يأتون يومَ القيامةِ بأعمالٍ أمثالِ جبالِ تِهامةَ بيضاءَ؛ فيجعلُها هباءً منثوراً، قال ثوبانُ: يا رسولَ اللهِ، صِفْهم لنا، جَلِّهم لنا لا نكونُ منهم ونحن لا نعلمُ، قال: أما إنَّهم إخوانُكم ومن جِلدتِكم، ويأخذون من اللَّيلِ كما تأخذون، ولكنَّهم قومٌ إذا خلَوْا بمحارمِ اللهِ انتهكوها)، ويظهر من الحديث أنّ المقصود بهم الذين لا يراعون لله -تعالى- حرمةً من المنافقين وأهل الرّياء، ومن كانت عنده الجرأة على الاستخفاف بحدود الله، فمن هؤلاء من تكون خلواته في مشاهدة الفضائيات الفاسدة، والنظر إلى المواقع الإباحية، ثمّ تجد هؤلاء لهم نصيب من الاستقامة في الظاهر، ولذا جاء الحديث مُحذِّراً لهؤلاء لئلّا يكون حالهم حال المنافقين.

وقول الرسول صلّى الله عليه وسلّم: (إِذَا خَلوا بِمَحَارِمِ الله) في الحديث السابق لا يعني بالضرورة خلوتهم في بيوتهم وحدهم، بل قد يكونون مع مَن هم على شاكلتهم، ويدخل في معنى انتهاك حرمات الله مَن إذا سمحت لهم الفرصة وقعوا في محارم الله، وشأن المنتهكين لمحارم الله -تعالى- أنّهم إمّا يستحلّون فعل ذلك لأنفسهم بعيداً عن مرأى النّاس، أو يبالغون فيها بالخلوات ويستمرؤونها وكأنّهم قد أمنوا مكر الله وعقوبته لهم، ومن هنا جاء النّص بالوعيد بحبوط أعمالهم، باعتبار أنّ ارتكابهم للذنوب في الخلوات يدلّ على عدم استشعارهم مراقبة الله -تعالى- واطّلاعه عليهم.

تعرف على دعاء غفران الذنوب قبل النوم

مشروعية التوبة

التوبة أمر واجب على كل مؤمن، في كل حال، ومن كل ذنب. والتائب يحبه الله، والتوبة من أسباب الفلاح في الدنيا، وأن الله يقبل التوبة من عباده ويتجاوز عن الذنوب مهما عظمت.

يشترط في التوبة عدة أمور هي :

  • الندم على فعل المعصية، حتى يحزن على فعلها ويتمنى لو لم يفعلها.
  • الإقلاع عن المعصية فورا، فان كانت في حق الله تركها، وإن كانت في حق المخلوق تحلل من صاحبها، ويكون ذلك بردها إليه أو بطلب المسامحة منه.
  • العزم على أن لا يعود إلى تلك المعصية مستقبلا.

إقرأ أيضاً دعاء قبل النوم يغفر الذنوب

السابق
تجربتي مع مشروع مطعم شاورما
التالي
فضل سورة البروج

اترك تعليقاً