السحر نوع من أنواع الشرك وذلك لسببين ما هما؟

تم ذكر السؤال التالي: لماذا كان السحر كفرًا وشركًا؟  في مادة التوحيد بالفصل الدراسي الأول الخاص بالصف الثالث المتوسط، في الدرس الثالث عشر وعنوان هذا الدرس “عقوبة الساحر”، والإجابة المفصلة والنموذجية لهذا السؤال ستكون كالتالي:

السحر نوع من أنواع الشرك وذلك لسببين وهما:

السبب الأول

أنه لا يتوصل إليه غالبًا إلا بالشرك بالله تعالى.

ووجه ذلك: أن الساحر لا يتوصل للسحر الحقيقي إلا بمعونة الشياطين، وهم لا يمكن أن يعينوه حتى يتقرب إليهم بما يرضيهم من الكفر بالله تعالى والشرك به، ومن أوجه هذا الشرك: أن يذبح لهم، أو يأمر غيره بالذبح لهم من دون الله تعالى، أو يسجد لهم، أو يستغيث بهم، أو يطيعهم في إهانة القرآن الكريم بأن يكتبه بالقاذورات أو النجاسات، أو يتخذه نعلاً فيمشي عليه، أو غير ذلك من أنواع الكفر.

السبب الثاني

أن السحرة يظهرون للناس أن لهم القدرة على التصرف في الكون بأسباب خفية غير ظاهرة، مثل الإحياء والإماتة، والشفاء والإمراض، وعمل الخوارق الخارجة عن قدرة الناس، ومعرفة المغيبات، وموضع المفقودات، وهذه في حقيقتها لا تكون إلا لله تعالى، ويؤيد بها من شاء من أنبيائه ورسله عليهم السلام لبيان صدقهم في رسالتهم، فالسحرة بدعواهم هذه شاركوا الله تعالى في شيء من خصائص ربوبيته.

عقوبة الساحر في الدنيا والأخرة

لا تقتصر عقوبة الساحر على عقاب الناس له في الدنيا فقط بل يكون عقابه عند الله تعالى أشد وأعظم، وهذه العقوبة تنقسم إلى:

عقوبته في الدنيا

أجمع جمهور العلماء أن عقوبة الساحر في الدنيا هي القتل والذي يكون بأمر من ولي الأمر أو من يقوم مقامه لأنه يعامل كمعاملة المرتد، واستدلوا على رأيهم هذا بالأحاديث التالية:

• روى عبدالله بن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صل الله عليه وسلم قال ” من بدل دينه فاقتلوه”.
• عن أم حفصة رضي الله عنها زوجة النبي صل الله عليه وسلم “أن جارية لها سحرتها فأمرت بها فقتلت”.
• روي عن بجالة بن عبدة التميمي التابعي: أتانا كتاب من عمر بن الخطاب قبل موته بسنة: أن اقتلوا كل ساحر وساحرة فقتلنا ثلاثة سواحر.

عقوبته في الأخرة

يعاقب الساحر كالكافر في الأخرة حيث يهلكه هذا السحر والدليل على ذلك، ما رواه أبي هريرة رضى الله عنه أن النبي صل الله عليه وسلم قال ” اجتنبوا السبع الموبقات” قالوا: يا رسول الله وما هن؟ قال: “الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وآكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات”.

الخلاصة في 3 نقاط

1. السحر من الموبقات السبع التي تؤدي لهلاك فاعلها ووقوعه في الشرك بالله تعالى والكفر به.
2. جعل الله تعالى عقوبة السحر كعقوبة الشرك لأنه لا يمكن للساحر الوصول له إلا بعد أن يشرك بالله تعالى، كما أنهم يوهمون الناس أنهم يستطيعون التحكم في الأمور الغيبية والكونية بطرق خاصة بهم.
3. عقوبة السحر في الدنيا تكون القتل لأن الساحر هو شخص كفر بالله تعالى فتكون عقوبته كالمرتد، وفي الأخر يكون مصيره الهلاك ونار جهنم.