معلومات دينية

السور المستحب قراءتها في صلاة الاستخارة

ماذا يقرأ في صلاة الاستخارة (السور المستحبة)؟ حيث يحتاج المسلم إلى استخارة ربه في أمور حياته المختلفة، كما يحرص على معرفة أداء الصلاة بصورة صحيحة، بالإضافة إلى معرفة السور المستحب قرأتها أثناء أداء الصلاة والادعية النبوية الشريفة؛ لذا فسنعرض لكم من خلال موقعنا إجابة سؤال ماذا يقرأ في صلاة الاستخارة (السور المستحبة)، إلى جانب بعض المعلومات الخاصة بهذا الشأن.

ماذا يقرأ في صلاة الاستخارة؟

من المتفق عليه بين العلماء أن يقرأ المصلي ما يشاء من القرآن الكريم في صلاة الاستخارة، كما يستحب أن يقرأ في الركعة الأولى بعد الفاتحة: ﴿قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ﴾، وفي الركعة الثانية: ﴿قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ﴾، وتخصيص هذه السور في الصلاة؛ لأنها تؤكد إخلاص الرغبة وصدق التفويض، وإظهار الضعف أمام الله -عز وجل-.

كما استحسن بعض العلماء أن يزيد المصلي في صلاة الاستخارة على القراءة بعد الفاتحة قوله -تعالى-:


“وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ ۗ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ ۚ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ (68) وَرَبُّكَ يَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ (69)”
 (سورة القصص)، ويتم ذلك في الركعة الأولى.

في الركعة الثانية بعد قراءة الفاتحة يقرأ المصلي قوله -تعالى-:

“وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ۗ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا (36)”(سورة الأحزاب).

دعاء صلاة الاستخارة

ماذا يقرأ في صلاة الاستخارة (السور المستحبة)؟ هذه الصلاة التي يعلن فيها المسلم عن قلة حيلته وضعفه، واحتياجه لدعم الله ومساعدته في الاختيار، والتي يحرص المسلم على تأدية هذه الصلاة بأكثر طريقة صحيحة، حيث يدعو الله وقلبه ملئ بالأيمان واليقين.

من أهم الأدعية التي ذكرت في كتب السنة هو ما رواه الامام البخاري عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- قال: “كانَ رَسولُ اللَّهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- يُعَلِّمُنَا الِاسْتِخَارَةَ في الأُمُورِ كُلِّهَا كما يُعَلِّمُنَا السُّورَةَ مِنَ القُرْآنِ؛ يقولُ: إذَا هَمَّ أحَدُكُمْ بالأمْرِ، فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ مِن غيرِ الفَرِيضَةِ، ثُمَّ لْيَقُل”:

“اللَّهُمَّ إنِّي أسْتَخِيرُكَ بعِلْمِكَ، وأَسْتَقْدِرُكَ بقُدْرَتِكَ، وأَسْأَلُكَ مِن فَضْلِكَ العَظِيمِ؛ فإنَّكَ تَقْدِرُ ولَا أقْدِرُ، وتَعْلَمُ ولَا أعْلَمُ، وأَنْتَ عَلَّامُ الغُيُوبِ، اللَّهُمَّ إنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أنَّ هذا الأمْرَ خَيْرٌ لي في دِينِي ومعاشِي وعَاقِبَةِ أمْرِي فَاقْدُرْهُ لي ويَسِّرْهُ لِي، ثُمَّ بَارِكْ لي فِيهِ”.

“وإنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أنَّ هذا الأمْرَ شَرٌّ لي في دِينِي ومعاشِي وعَاقِبَةِ أمْرِي – أوْ قالَ: في عَاجِلِ أمْرِي وآجِلِهِ – فَاصْرِفْهُ عَنِّي واصْرِفْنِي عنْه، واقْدُرْ لي الخَيْرَ حَيْثُ كَانَ، ثُمَّ أرْضِنِي”.

رد علماء السنة على سؤال ماذا يقرأ في صلاة الاستخارة

لم يرد إلينا في علوم السنة قراءة سورة معينة بعد الفاتحة في صلاة الاستخارة، حيث يقرأ المسلم ما تيسر له من القرآن؛ لذلك فتعددت آراء علماء السنة والحديث حول هذ الشأن، وسنعرض أهمها فيما يلي:

  • ورد عن الامام العراقي أنه لم يجد من أحاديث الاستخارة ما يقرأ فيها.
  • فقهاء الحنابلة لم يقولوا بقراءة سورة معينة في صلاة الاستخارة.
  • الشيخ ابن باز وصفها مثل صلاة النافلة، يقرأ في كل ركعة الفاتحة وما تيسر من القرآن.
  • الشيخ ابن عثيمين يرى أن صلاة الاستخارة ليس لها سورة معينة، بل الفاتحة وما تيسر من القرآن.

كيفية صلاة الاستخارة

بعد معرفة ماذا يقرأ في صلاة الاستخارة (السور المستحبة)، يجب على المسلم معرفة أداء صلاة الاستخارة بشكل صحيح، حيث يتم أداء صلاة الاستخارة بالخطوات التالية:

  1. استحضار النية قبل الصلاة.
  2. الوضوء استعدادًا لصلاة.
  3. صلاة ركعتين غير صلاة الفرض.
  4. قراءة الفاتحة، وما تيسر له من القرآن.
  5. التسليم بعد الانتهاء من الصلاة.
  6. رفع اليدين والتضرع في الدعاء.
  7. بداية الدعاء بحمد الله والثناء عليه.
  8. الصلاة على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، بالصيغة الابراهيمية أي كما يقول المسلم في التشهد:” اللهمَّ صلِّ على محمدٍ وعلى آلِ محمدٍ كما صلَّيتَ على إبراهيمَ إنك حميدٌ مجيدٌ اللهمَّ بارك على محمدٍ وعلى آل محمدٍ كما باركتَ على آل إبراهيمَ إنك حميدٌ مجيدٌ”.
  9. ترديد دعاء صلاة الاستخارة كاملًا.
  10. تكرار دعاء صلاة الاستخارة مرة بالخير، ومرة بالشر حيث يقول: “إن كنت تعلم أن هذا الأمر خيراً لي مرة، ويعود ليقول: إن كنت تعلم إن هذا الأمر شرًا لي مرة أخرى حتى آخر الدعاء”.
  11. الصلاة على الرسول -صلى الله عليه وسلم- كما سبق في بداية الصلاة.
  12. ينهي المسلم صلاته ويتوكل على الله حتى يختار له الأفضل.

الأوقات المفضلة لصلاة الاستخارة

كما يحرص المسلم على معرفة ماذا يقرأ في صلاة الاستخارة (السور المستحبة)، كذلك يحرص على معرفة الأوقات المفضلة لأداء صلاة الاستخارة، حيث أوضح العلماء أنه لا يوجد وقت محدد لصلاة الاستخارة، حيث يجوز للمسلم أن يصلي ويدعو في أي وقت يشاء.

لكن يفضل الابتعاد عن الأوقات المكروه فيها الصلاة، وهي الفترة من بعد صلاة الفجر حتى طلوع الشمس، ومن بعد صلاة العصر حتى غروب الشمس، أما عن أفضل وقت لصلاة الاستخارة هو الثلث الأخير من الليل وحتى صلاة الفجر؛ لأنها من أوقات الدعاء المستجاب.

الفرق بين صلاة الاستخارة وصلاة الحاجة

يختلط الناس أحيانًا في التفرقة بين صلاة الاستخارة وصلاة الحاجة، فأما عن صلاة الاستخارة فقد شرعهًا الله للعبد عندما يعاني من الحيرة وعدم معرفة الاختيار الصحيح، أما صلاة الحاجة فقد شرعها الله للعبد عندما يرغب في إتمام أمر ما.

الأمور التي يستخير بها المسلم

يتضرع المسلم في صلاة الاستخارة بقلب خاشع، طالبًا من الله أن يمد له يد العون، وأن يرشده إلى الطريق الصحيح، ويحدد العلماء الأمور التي يستخير فيها المسلم كما يلي:

  • الاستخارة في كافة الأمور مهما كانت صغيرة.
  • أن تكون الاستخارة في أمور الدنيا المشروعة والمباحة، مثل: السفر، العمل، الزواج، البيع والشراء.
  • الاستخارة في الأمور الدينية والأحكام الشرعية التي مصدرها القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة.
  • لا تجوز الاستخارة في الأمور المكروهة أو المحرمة.

إجازة صلاة الاستخارة للغير

صلاة الاستخارة من الأعمال المستحبة للمسلم، وقد أجاز الفقهاء أن يستخير المسلم لغيره، وأخذوا هذا الجواز من حديث الرسول -صلى الله عليه وسلم- “مَنِ استطاع منكم أنْ ينفعَ أخاهُ فَلْيَنْفَعْهُ” (صحيح الجامع).

فلا مانع من أن تصلي الاستخارة، وهي في خلاصتها دعاء لأخيك أن يوفقه الله للاختيار الصحيح.

علامات استجابة صلاة الاستخارة

صلاة الاستخارة تدل على اقتراب العبد من ربه، والاستعانة به في كافة أموره؛ لذا فهي من العبادات العظيمة، حيث ينتظر المسلم بعدها العلامات والإشارات التي ترشده إلى الطريق الصحيح، ومن الطرق التي تساعد في معرفة نتيجة صلاة الاستخارة ما سنشير إليه فيما يلي:

  • الرؤية حيث يرى الشخص منامًا يحمل علامات ترشده للاختيار، ولكنها ليست شرط للرد على صلاة الاستخارة.
  • الشعور بانشراح الصدر والميل إلى شيء محدد، ويشعر بالراحة تجاه هذا الأمر، ويجد قلبه معلقًا به، ويستمر فيه وهو سعيد.
  • انقباض الصدر، والنفور والقلق والتوتر والضيق تجاه شيء محدد، والبعد عنه رغم أن قلبه كان معلقًا به من قبل.
  • افتقاد الشخص القدرة على تحديد حالته، فلا يشعر بانقباض الصدر ولا بالراحة النفسية، وفي هذه الحالة ينصح بإعادة صلاة الاستخارة مرة أخرى.

فوائد صلاة الاستخارة

إن صلاة الاستخارة من السنن المستحبة التي يؤديها المسلم المصاب بالحيرة للاختيار والمفاضلة بين بعض الأمور الحياتية، ومن فوائد صلاة الاستخارة ما سنعرضه لكم من خلال النقاط المقبلة.

  • هي وسيلة تساعد المسلم على الاختيار والتخلص من الحيرة.
  • تعلم المسلم التوكل على في كل أموره.
  • هي علاقة روحية تربط العبد بربه.
  • التخلص من العادات الجاهلية مثل: سؤال المنجمين، أو أي شيء يخرج المسلم من رحمة ربه.
السابق
فوائد حبوب الحلبة للتسمين قبل وبعد الأكل
التالي
كم تستغرق بطاقة الأحوال بدل تالف؟

اترك تعليقاً