الحياة والمجتمع

السيطرة على العقل

سحر السيطرة على العقل

يمكن ملاحظة ما يمكن أن يطلق عليه سحر التحكم بالعقل عند استخدام التنويم المغناطيسي، فعندما يريد أحد الأشخاص التحكم بعقل شخص آخر عن طريق التنويم المغناطيسي وينجح بهذا الأمر، فإنه يشعر كما لو أنه قام بشيء من السحر. “سِحر” كلمة لطيفة يتجاوب معها الأطفال بكل إيجابية، لكن لو حاولت ذكرها أمام البالغين، فإنهم إما سيضحكون معك أو عليك.

استخدم سحر العقل


ويصعب، بشكل عام، على الشخص البالغ التصديق بقدرة أحد الأشخاص على القيام بأعمال سحرية، ويعود السبب لهذا أنه اكتشف بعد بلوغه أن السحر الذي كان يعتقد بوجوده لم يكن سوى شيء زائف من نسج خياله. فضلا عن هذا، فإن الحديث عن سحر التحكم بالعقل يجعل المستمع يعتقد بأن هذا المصطلح يعود للتحكم، بشكل غير عادل، على عقل شخص آخر لجعله يستسلم.

منذ سنوات الطفولة، ونحن نتعلم بالمدارس أن كل شيء يحدث لسبب ما. لذا، فعندما يحدث شيء غير قابل للتفسير، فإننا حسبما ذكر موقع SelfGrowth، نحاول العثور على السبب لنتعايش معه أو لإيجاد الحل المناسب له.

لا يقتنع البعض بالفنون العقلية أو ما يسمى بسحر التحكم بالعقل، لكن لو قمت بتقييم ما يحدث في العالم من حولك، ستدرك بأن البعض يحصلون على كل ما يريدون، بينما البعض الآخر يضطرون للاستسلام. لا يمكن أن يكون هذا بسبب قوة المال، فليس شرطا أن تكون لدى الغني القدرة على الإقناع، وليس شرطا إهمال كل ما يقوله الفقير.

كل منا يرغب بالحصول على ما يريد من أجل تحقيق الأهداف التي وضعها أمام ناظريه، فهكذا تسير الحياة، كل منا يحدد هدفا معينا أو أكثر ومن ثم يبذل كل ما في وسعه لتحقيق ذلك الهدف. دائما ما يمنحنا الفشل شعورا بالإحباط، وبعض الناس لا يستطيعون تحمل مثل هذا الشعور. لذا فمن الأفضل دائما البحث عن السبب الكامن وراء حدوث أمر معين، وهنا يأتي دور سحر التحكم بالعقل.

ولتتمكن من إتقان الفنون العقلية، ينبغي عليك بداية أن تقتنع بالقدرة التي يمكن لسحر التحكم بالعقل أن يمنحك إياها. كما ويجب عليك أن تعلم بأنه لا يمكنك ممارسة هذا النوع من التحكم وتطبيقه على أرض الواقع بدون أن تتمرن جيدا لإتقانه.

في حال كانت لديك الرغبة الأكيدة للحصول على الحلم الذي تتمناه، وتريد أن تستخدم لهذا الغرض سحر التحكم بالعقل، عليك بداية أن تراعي بأن يكون الهدف قابلا للتحقيق. فضلا عن هذا، يجب أن تعلم أنه ورغم قدرة التنويم المغناطيسي على تمكينك من أن تجعل شخصا آخر يقوم بما تريد، فإنه يجب عليك مراعاة مشاعر الآخرين. فلو كنت تريد أن تحبك إنسانة معينة، ألا ترى أنه من الأفضل أن يتم هذا عن طريق إعجابها بشخصيتك بدلا من التأثير عليها عن طريق التحكم العقلي؟

لتتمكن من إتقان سحر التحكم بالعقل، يجب أن تتحلى بالتركيز والصبر والمثابرة والكثير من التمرين. كما وعليك أن تدرك أن استخدام هذا الفن العقلي يمكن أن يجعلك تحسن حياتك وطرق تفكيرك لو قمت باستخدامه بطريقة صحيحة. عندما تصبح متقنا لسحر التحكم في العقل، يجب عليك أن تتعلم السيطرة على رغباتك واحتياجاتك الخاصة، فليس من المنطق أن تستخدم هذا الفن فقط لتحقيق رغباتك بدون وجود أسباب وجيهة لتحقيقها.

السيطرة على عقول وقلوب الناس

قول أستاذة علم النفس في جامعة هارفاد “إيمي كادي” إن الناس تجيب عن تساؤل وحيد خلال اللقاء الأول، وتلك الإجابة تمثل الأساس الذي تقوم عليه علاقة العمل

تخيل أنك تقابل عميلاً محتملاً لأول مرة، أو صاحب عمل جديد، أو أي شخص آخر ترغب في تأسيس علاقة عمل معه، فما هي أكثر الأمور أهمية التي ينبغي إظهارها؟ هل تُظهر له مهاراتك وخبراتك وقدراتك على العمل؟ أم ينبغي عليك أن تُظهر له أنك مصدر للثقة وجدير بالمحبة؟

يعتقد كثير من الأشخاص أن مهاراتهم وخبراتهم وتجاربهم العملية وكذلك مميزاتهم التنافسية هي أكثر الأشياء أهمية. وعلى أي حال، إن كان على أحدهم أن يعين شخصاً ما لوظيفة معينة أو تنفيذ عمل مع شخص ما، فمن المؤكد أن ثمة حاجة لمعرفة ما إذا كان ذلك الشخص لديه الموهبة لإنجاز هذا العمل أم لا. ومن الطبيعي أن تسعى لإثبات جدارتك بأسرع ما يمكن.

قد يكون هذا الأمر طبيعياً، لكنه خاطئ

ترى كادي أن الحكم المبدأي على الشخص لا يرتبط كثيراً بما إذا كان لديه مهارات أو مميزات تنافسية. بل إن الناس تسأل نفسها لا شعورياً عندما يقابلونك للمرة الأولى، تساؤلاً وحيداً، وهو “هل أستطيع أن أثق فيه؟”.

تقول كادي إن الجدارة بالثقة (وتقصد المودة والمحبة) هي كل ما يتطلبه الأمر. حيث ذكرت في كتابها Presence، قائلة “وفقاً للنظرة التطورية، إن الأكثر أهمية بالنسبة لبقائنا على قيد الحياة، يكمن في معرفة ما إذا كان هذا الشخص يستحق الثقة”. كما تشير أبحاثها إلى ذلك.

وبكل تأكيد قد يفقد الشعور الطبيعي بالمحبة تأثيره سريعاً، ولا سيما إن لم يكن ثمة مميزات أخرى تظهر على السطح لدى الفرد. وفي ذلك التوقيت تحديداً، عندما يثبت الشخص جدارته بالثقة، ينبغي عليه أن يُظهر موهبته.

باختصار، يمكنك الآن أن تتخلص من السيرة الذاتية التي تكتبها في أقرب وقت؛ لأنك ربما تضيع وقتك. فأول شيء عليك إظهاره، هو أنك شخص يمكنه بناء علاقة رائعة، كما يمكنك المحافظة عليها أيضاً، وأنك تُحدث تأثيراً على الدوام (بالطبع بطريقة جيدة) على الناس الذين حولك، كما أنك تجعل الناس تنتابهم مشاعر أفضل تجاه أنفسهم.

وفي الحقيقة، هؤلاء هم الأشخاص الذين نفضّل جميعاً أن نراهم حولنا، ونريد أن نكون مثلهم.

لذا، كيف يمكننا أن نفعل ذلك؟ وكيف يمكن للشخص أن يصير جديراً بالثقة ومحبوباً أكثر، بطريقة موثوقة وغير مصطنعة؟

1- عليك أن تستمع أكثر مما تتكلم

اطرح الأسئلة، وحافظ على التواصل البصري مع من تخاطب. أظهر له التفاعل من خلال الابتسامة، أو العبوس، أو حتى الإشارة برأسك.

وعليك أيضاً أن تستجيب لخطابه، ولكن ألا تكون استجابة شفهية، وتلك هي الطريقة التي تجعلك تُظهر للشخص الآخر أنه أو أنها شخص مهم.

وإن تحدثت، لا توجه النصيحة إذا لم تُطلب منك. فالإنصات للآخرين يجعلك تبدو مهتماً بما يقولونه أكثر مما تفعله النصيحة؛ لأنك عندما تعرض النصيحة فإنك في أغلب الأحوال تجعل الحديث عنك أنت.

ألا تصدقني؟ حسناً، من منكما الذي سيقول في النهاية “هذا ما سأفعله”، أنت أم الشخص الآخر؟

يمكنك الحديث فقط عندما يكون لديك شيء هام لتقوله، ودائمًا تأكد من أن هذا الشيء “الهام”، هو أمر هام بالنسبة للشخص الآخر، وليس لك أنت.

2- عليك أن تسلط الضوء على الآخرين

ليس ثمة من يحصل على المديح الكافي، فلا يوجد من لا يحب المدح، لذا عليك أن تبدأ بإخبار الآخرين عن الأمور التي فعلوها جيداً.

انتظر، هل تقول إنك لا تعرف ما هو الشيء الذي فعلوه جيداً؟ ياله من أمر مخجل، إن وظيفتك تكمن في أن تعرف ذلك. إنها وظيفتك في أن تعرف مبكراً. ولن يقدر الناس المديح الذي توجهه إليهم وحسب، بل إنهم أيضاً سيقدرون حقيقة أنك تهتم بما يكفي لما يفعلونه.

وفي المقابل سوف يشعرون أنهم حققوا إنجازاً إلى حد ما، ولكنهم سوف يشعرون أيضاً بأهمية كبيرة، وسوف يحبونك لأنك جعلت تلك المشاعر تنتابهم.

3- لا تمارس السماع الانتقائي

بعض الأشخاص- وأنا على يقين أنك تعرف بعضاً من هؤلاء- لا يستطيعون أن يسمعوا أي شيء يخبرهم به شخص آخر يشعرون بطريقة ما أنه أقل منهم.

وبكل تأكيد أنت تتحدث إليهم، لكن تلك الكلمات التي تلقيها على مسامعهم لا تُحدث أي صدى في عقولهم، لأنهم في الحقيقة لا ينصتون إليك.

فالناس الذين يحظون بانطباع أول رائع لدى الآخرين، عادة يستمعون جيداً، وهم يجعلوننا جميعاً- بغض النظر عن موقعنا أو حالتنا الاجتماعية أو حتى “المستوى” الذي نحن عليه- نشعر أن لدينا شيئاً مشتركاً بيننا وبينهم.

والسبب في ذلك أننا جميعاً بشر.

4- نحِّ أغراضك جانباً

توقف عن تفحص هاتفك المحمول، ولا تنظر إلى شاشة الحاسوب، وتوقف عن التركيز على أي شيء آخر، ولو لدقيقة واحدة. فلا يمكنك التواصل مع الآخرين إن كنت مشغولاً بأغراضك أيضاً.

عليك أن تهبهم اهتمامك الكامل، وقليل من الناس يهبون الآخرين هذا الاهتمام، وهو هدية جديرة أن تجعل الآخرين يشعرون أنهم يريدون أن يكونوا حولك، وتجعلهم يتذكرونك.

5- أعطِ قبل أن تأخذ، بل ولا تتوقع أنك ستأخذ أبداً

لا تفكر أبداً في المقابل الذي ستحصل عليه. بل ركز على ما يمكنك أن تقدم. فالعطاء هو الطريقة الوحيدة لإقامة علاقة وارتباط حقيقي.
وعليك التركيز، بصورة جزئية أو لوهلة، على ما يمكن أن تحصل عليه من الشخص الآخر في المقابل، كما ينبغي عليك أن تُظهر أن الشخص الوحيد الذي يهتم بحق هو أنت.

6- لا تتصرف بغرور

الأشخاص الوحيدون الذين يشعرون بالإعجاب بوجهك المتجهم، وتكلفك، وغرورك، هم أنفسهم الأشخاص الذي يعانون من نفس الصفات، وهي التجهم والتكلف، الغرور. لكن باقى البشر لا يعجبون بمثل هذه الصفات. فنحن نشعر بالغضب والتجنب وعدم الراحة ونكره هؤلاء الأشخاص بمجرد أن يتواجدوا في الغرفة.

7- معرفتك بالآخرين هي الأكثر أهمية

أنت بالفعل تُدرك ما تعلمه، فأنت على علم بآرائك ووجهات نظرك. لكن كل هذا ليس مهماً لأنك تعلمه جيداً فليس بإمكانك تعلم شىء جديد من نفسك، لكن ما تجهله هو ما يعرفه الناس.

وأتحدث هنا عن كل شخص، ليس مهماً رجل أو إمراة، فعليك أن تتعلم منه ما لا تعرفه، وهذا يجعل الآخرين في دائرة أكثر أهمية منك، لأنك بإمكانك التعلم منهم.

8- انتقِ كلماتك

 

الكلمات التي تختارها تؤثرعلى اتجاه الآخرين، على سبيل المثال أنت لست ذاهباً للاجتماع ولكنك ذاهب لمقابلة أشخاص آخرين. لا تتصرف وكأنك تستعد لتقديم عرض، بل تصّرف وكأنك ذاهب لمشاركة أفكار رائعة مع أشخاص آخرين.

أنت لست ذاهباً إلى صالة الألعاب الرياضية، ولكنك تعمل على تحسين صحتك ولياقاتك البدنية. أنت لا تقوم بإجراء مقابلة مع موظف جديد، ولكنك في طريقك لاختيار شخص عظيم للانضمام لفريق عملك.

جميعاً نحتاج أن نوثق صلتنا بمعاني السعادة والحماس وكذلك الأشخاص الأوفياء، فالكلمات التي تختارها بإمكانها مساعدة الآخرين على الشعور بأنهم أفضل كما تجعلك تشعر أيضاً بأنك الأفضل.

9- لا تناقش فشل الآخرين

نعترف أننا جميعاً نود سماع قليل من الثرثرة، وأننا جميعاً نحب سماع القليل من النميمة. المشكلة هنا أننا لا نحب بالضرورة الأشخاص الذين يقدمون لنا أطباق النميمة ولا نحترمهم بالطبع. لذا لا تضحك على الآخرين، فحينما تفعل ذلك سوف يتسائل من حولك ما إذا كنت سخرت منهم.

10- اعترف باخفاقاتك بسهولة

يُفترض دوماً أن الأشخاص الناجحين لديهم جاذبية باعتبارهم أشخاص ناجحين. هذا النجاح يخلق هالة من التأثير تقريباً تشبه البريق. أنت لا تحتاج أن تظهر نجاحك بشكل لا يصدق لتصنع الانطباع الأول . فكثير من الأشخاص الذين يمتلكون الكاريزما يمكنهم أن يبهروا الآخرين لاحقاً. عليك فقط أن تلقي حجراً في الماء وتنصرف.

لكن يجب عليك أن تكون شخصاً صادقاً لتحظي بالجاذبية ، كن متواضعاً وشارك الآخرين كل شىء صغير يعترض طريقك، اعترف بأخطائك، كن أنت من يحكي عنها واضحك عليها.

ليس عليك السخرية من الآخرين بل السخرية من نفسك، حينها لن يضحك الآخرون عليك، بل سيضحكون معك، وسيحبونك أكثر حين تفعل ذلك وسيودون البقاء حولك أكثر.

السيطرة على العقل الباطن

العقل الباطن

في حين أن العقل الواعي لافت للنظر، فإن العقل الباطن هو أكثر إذهالاً، كما أن عقلك الواعي يعالج خياراً واحداً أو عملاً واحداً في الوقت الواحد، أما عقلك الباطن في الوقت الواحد يقوم بمعالجة خيارات وإجراءات كثيرة.

بمجرد أن ينشط عقلك الباطن، فإنه يظل مصراً على قائمة أهدافك اللاوعية، واختياراتك اللاواعية، وإجراءاته لتحقيقها حتى تتحقق، وتشير الأبحاث إلى أنه ليس من الممكن أن تترأس اللاوعي الخاص بك ومع ذلك هناك بعض الأنشطة والتمارين التي قد تسمح لك للوصول إلى توسيع وعيك بما يوجد بعقلك الباطن، ثُم القيام ببعض التحكم الواعي لتحقيق أهدافك التي يقف عقلك الباطن في طريقها.

خطوات السيطرة على العقل الباطن

هناك خطوات يمكن للشخص اتباعها للسيطر على عقله الباطن، وهي كالتالي:

ممارسة حديث النفس الإيجابي

استبدل حديث النفس السلبي الموجود داخلك بجمل التأكيدات، فسوف تتحول لغتك بتغيير العقلية الخاصة بك وبتجاوز الإجراءات والأفكار السلبية وغير الواقعية التي يطلقها اللاوعي، فاستعض عن عبارة "لا أستطيع أن أفعل هذا" بعبارة "أستطيع أن أفعل ذلك"، وبدلاً من أن تقول "لا أستطيع" اصرخ وقل "سوف أنجح".

إذا أمسكت نفسك وهي تقوم بالانزلاق إلى الكلام الذاتي السلبي، فقم بالتوقف فوراً مع اتخاذ نفس عميق، ثم انظر لماذا كنت تقول لنفسك أنك لن تنجح. قم بالتعرف على العوامل التي تسبب لعقلك الباطن أن يصبح سلبياً، ولاحظ أن هذه العوامل هي محفزات وتحديات، وجدد التأكيد على نفسك بعد ذلك.

إن هذا التحول في لغتك لن يحدث بين عشية وضحاها، عليك أن تبقى إيجابياً أثناء العمل نحو تخليص نفسك من التوقعات والسلوكيات السلبية الموجودة في اللاوعي.

صياغة شعار إيجابي

عندما ينشأ القلق أو التوتر لديك، فعليك القيام بتهدئة أعصابك وقمع الأفكار السلبية بتكرار تعويذة وُضعت شخصياً لتناسبك، والاستخدام المستمر للمانترا (التعويذة) هو إخضاع الأفكار والإجراءات السلبية التي تنشأ عن عقلك الباطن وتحديد الأفكار السلبية، ثم قم بالأعتراف مع نفسك بأن ما لديك من أحكام ذاتية سلبية ليس لها أساس من الصحة، فعليك بإنشاء تعويذة الشفاء من خلال التعرف على تلك اللأفكار التي تستعملها للحكم على نفسك.

قم بصياغة اثنين من التغنّيات الإضافية التي تعبر عن نفس الفكرة، وقم باستخدامها بالتبادل، وقم بتحديد بقعة في الجسم كأرض للإيجابية، تلك البقعة يمكن أن تكون قلبك أو معدتك، وضع يدك على الفور عليها وأنت تردد ذلك الشعار الذي حددته لنفسك، ثم قم بالتركيز على العمل بكل ثقة.

إذا كنت تشعر أنك لست جيداً بما فيه الكفاية، فقم بالتغني بعبارة “أنا جيد بما فيه الكفاية”، “أنا أستحق”، أو “أنا لا أستحق كل هذا العناء”.

ممارسة التصور

التصور، أو التمرين العقلي، هو وسيلة رائعة للتواصل مع وتدريب عقلك الباطن وتحقيق أهدافك، عليك أن تبدأ تمارين التصور التي تتطلب منك فقط استخدام 1-2 من حواسك، جرب محاولة تصور كل التفاصيل لصورة أو كائن مألوف، وكلما أصبحت تتقن هذا العمل توجه نحو تصور مشاهد كاملة من الأفلام أو الذكريات.

قم بملاحظة الأصوات والروائح والألوان والقوائم والأذواق أثناء التصور، وعند اكتساب القدرة على التركيز ودقة التصور بالتفاصيل، عندها ستكون قادراً على أن تبدأ بتصور نفسك تحقق أهدافك، ومن الضروري أن تصور نفسك بشكل واقعي قدر الإمكان. لا تُطل الحديث عن السلبيات أو تصورات نفسك بالفشل، ولكن تصور نفسك تقوم بالنجاح وتحقق الهدف الخاص بك.

لا تنسَ أن تتصور أهدافاً محددة حول ما الذي تريد تحقيقه، وقُم بتحديد الموقع والوقت، والظروف المحيطة بنجاحك، فعليك التفكير بالتفاصيل أكبر قدر ممكن

كيفية السيطرة على عقول الآخرين

السيطرة على العقول عن بعد

في منتصف التسعينيات كان عمر جيسي مورتون 16 عاما عندما هرب ليلحق بجولة لفرقة روك ويكسب عيشه من عائدات المخدرات المتداولة خارج الحفلة الموسيقية. وأُلقي القبض عليه وسجن بتهم تتعلق بالمخدرات، وفي أحد السجون في ولاية فيرجينيا الأميركية، صار بن لادن قدوته، وأصبح (هو نفسه) يجنّد أفرادا للقاعدة. ويقال إنه ألهم بعض الذين خططوا لإرسال الطائرة المتحكم بها عن بعد والمحملة بالمتفجرات إلى البنتاغون.

وبعد ما يسمى بعملية “عكس التحول” وعمله في مكتب التحقيقات الفدرالي، يشاع -على نطاق واسع- أنه اليوم يسعى للعمل بمهنة جديدة لاسترجاع قلوب وعقول  أولئك الذين ساعد على زرعهم سابقا لمحاربة الغرب. وفي حديث لصحيفة “نيويورك تايمز” في (آب/أغسطس) أعلن مورتون أنه: “100 في المائة خال من التطرف”.

نعم هناك اختلافات واضحة بين مخاوف الماضي والحاضر من السيطرة على العقل، ولكنها جديرة بالملاحظة، ومع ذلك كثيرا ما تتبع الخبراء رائحة افتراضات خفية حول طبيعة العقل والجماعة تفوح من ماضي الحرب الباردة

يفترض مورتون تفسيرا نفسيا معينا لحالته؛ فهو يصف نفسه باعتباره شخصا قامت طفولته المضطربة بالتمهيد للقرارات اللاحقة التي غيرت حياته، حيث ازداد الشعور بالخذلان في مدرسة أخفقت في حمايته من سلوك أمه وإساءتها له. ويرى مورتون أنه، في سن المراهقة، كان يزرع رغبات الانتقام مجذوبا نحو خطابات الاستقطاب للأصولية، واقعا في براثن الزعماء أصحاب النفوذ المعادين للغرب.

ولكن كيف ولماذا بعض الناس “تتحول” بهذه الطريقة أو تلك؟ وإلى أي مدى يستطيع “زارع فكر التطرف” أو “نازع التطرف” تجاوز الإرادة الواعية للعقل البشري؟ كل هذا قد يبدو وكأنه معضلة جديدة، ولكن في الواقع قد شهد العالم هذا الأمر من قبل.

إن الجدل الحالي حول التطرف يحمل وجه شبه مع مخاوف سابقة في القرن العشرين من “غسيل المخ”! في مشروع بحثي اسمه “الدوافع الخفية” بتمويل من ويلكوم ترست (ومقرها في بيركبيك، جامعة لندن) نستكشف تاريخ غسل الدماغ، نرصد الأفكار والتجارب والخيال والخرافات والسياسات التي تبلورت في خمسينيات القرن الماضي، وحازت صدارة اهتمام علماء النفس.

شوهدت في ضوء التاريخ، حالات مثل مورتون، وعادة ما تأخذ الطريقة التي تفسر بها منحى مألوفا. نعم هناك اختلافات واضحة بين مخاوف الماضي والحاضر من السيطرة على العقل، ولكنها جديرة بالملاحظة، ومع ذلك كثيرا ما تتبع الخبراء رائحة افتراضات خفية حول طبيعة العقل والجماعة تفوح من ماضي الحرب الباردة.

في الواقع حدث هذا أكثر مما نعبأ بالاعتراف به، ونحن الآن نروي حياة هؤلاء “الآخرين المتطرفين”.. إن الكشف عن تراث الحرب الباردة و”غسيل المخ” مهم لسبب آخر كذلك، فالعديد من الأطروحات الكبيرة التي تناولت هذا الموضوع، والتي ظهرت منذ أكثر من نصف قرن، لا تزال تقدم رؤى تستحق التذكير الآن.

العقلية الإرهابية
يسعى صانعو السياسات والباحثون إلى تتبع أوجه الشبه بين الحالات مثل حالة  مورتون، وتفسير دوافع أولئك الذين “يفسدون”. ولكن قد يصرفنا  التركيز على الأمراض الظاهرة لأفراد معينين عن الظروف الاجتماعية والسياسية الكامنة التي تغرب مجتمعات بأكملها أو جماعات سكانية كبيرة.

ومن المؤكد أن حياة الأفراد قد تعطي أدلة تشير إلى أولئك الذين من المحتمل أن يكونوا عرضة لذلك، ولكنها يمكن أن تقدم أيضا اطمئنانا وهميا، كما لو أن المشكلة -ببساطة- ستكون موجودة داخل مجموعة فرعية منعزلة تبث سمها.

اعلان

إن الإدانة واسعة النطاق اليوم بأن هناك “سمات راديكالية إرهابية” جوهرية قد تكون بمثابة العلامات والمؤشرات لكون هذا الشخص متطرفا أو إرهابيا، قد تكون دلالة ارتباك شديد.! وقد لا تبين أي تطور في المعرفة العلمية، بل بالأحرى اليأس والفشل في شرح الأزمة عن طريق قَصر المناقشة على تشخيص حالات نفسية وراء طبيعية.

من سمات الأشخاص المعرضين للميل إلى الإرهاب: الميل إلى الإثارة والمغامرة، والشعور بالتهديد وانعدام الأمن، والشعور بالغضب والتطلع للسلطة
وفي الواقع، فإن العديد من السمات التي تُناقَش بشكل روتيني كعلامات للعقول الإرهابية هي من أكثر العواطف البشرية شيوعا، وفي غاية البداهة والوضوح. نشرت في قائمة من 22 نقطة عام 2015 كجزء من استراتيجية مناهضة الإرهاب التي تتبعها الحكومة البريطانية وخاصة ضمن نطاق القسم الخاص “بالمنع”.

ويمكن للمعايير المقترحة لأولئك المعرضين لخطر “قابلية الميل للإرهاب” أن  تحدد مصير أي فرد منا في أي وقت، وتشمل تلك السمات أمورا مثل: الميل إلى الإثارة والمغامرة، والشعور بالتهديد وانعدام الأمن، والشعور بالغضب والتطلع للسلطة. وهناك بالفعل جدل حول الأساليب المستخدمة لبناء مثل هذه القوائم والسمات، وكذلك حول وعي أولئك الذين يستخدمونها بالطبيعة المخيفة لهذه الفئات. ىوقد يكون من الأفضل لصانعي السياسات قراءة المزيد من الروايات والمذكرات المتعلقة بالعنف السياسي والإرهاب لاستخلاص مدى تعقد الأمر.

وينفي ذلك أي اعتقاد يفيد أن نوعا محددا مسبقا من الأفراد الخطرين يمكن تأطيرهم أمنيا بشكل مسبق، وقد سلط كل من جوزيف كونراد في المسلسل التليفزيوني “العميل السري” ومؤخرا فيليب روث في فيلم “ذي أميركان باستورال” أو “الرعوية الأميركية” الضوء على حقيقة أن “الإرهابي” هو أيضا شخص وإنسان، وليس مجرد ترس في آلة. فنحن كبشر أكبر من مجموع التأثيرات الاجتماعية، ولسنا مجرد حالات يمكن التنبؤ بها من خلال عمليات مجردة.

إن رواية “إيما كلاين” الأكثر مبيعا، الفتيات (2016) هي “وصف سميك” خيالي ومقنع لما يمكن أن يقود شخصا  للانغماس والخروج من أعمال العنف المروع التي ترعاها المجموعة. تستكشف القصة الجاذبية الكاريزمية لزعيم العامة القاتل في ولاية كاليفورنيا -رجل يتشابه كثيرا مع تشارلز مانسون-  برواية امرأة شابة. التي تشكّل عددا لا يحصى من العوامل الشخصية -بغض النظر عن الحظ- عملية دخولها وخروجها من طائفة وهمية مرعبة. والفكرة هنا أن القصة تخصها فقط، ولوصف ما يخص ظروف وقصص الأعضاء الآخرين سنحتاج رواية لكل منهم.

 

بسط فرويد  الطابع المزدوج، حيث أصر على اعتبار بعض السمات العامة للإنسان على الرغم من  كونه قد برهن أن لا أحد منا ثابت ولا متسق داخليا، ولا تتشابه قصة أكثر من شخصين أبدا، وتبدو حالاته كما الروايات أكثر منها ملفات دراسة الهوية.

حتما يؤثر علينا تاريخنا أحيانا بصورة صادمة، ونحن نعلم أن كثيرا من الناس الذين يرتكبون جرائم مروعة (القتلة المسلسلون مثلا) كثيرا ما كانوا يمرون بماض مخيف ومروع، ولكن لا تمثل الأعداد الكثيرة للأطفال الذين عانوا من طفولات مروعة تهديدا على القانون. يمكننا النظر للوراء ووضع افتراضات واستنتاجات كثيرة عن الآثار المدمرة لبيئات النشأة المعينة، وطرق التربية والخبرات الاجتماعية. ولكن لا يمكننا أن نتنبأ بثقة بأن الظروف الاجتماعية (أ) سوف تنتج بالضرورة السلوك (ب) في الإنسان (ج)، بعد أشهر أو سنوات لاحقة.

روبرت جاي ليفتون، هو أحد أكثر المعلقين على أساليب الإقناع القسري خلال الحرب الباردة ألقى الضوء في كتاباته على ما أسماه التخدير النفسي، وكذلك على طوائف بعينها، وإجراءات التلقين، ومختلف جوانب الإقناع الغامضة على وجه العموم. ساعد كتابه الذي يحمل عنوان إعادة تشكيل الفكر وسيكولوجيا الشمولية -وهو عبارة عن دراسة عن غسيل المخ في الصين- على تشكيل هذا المجال.

وأوضح كيف لعمليات مختلفة -حددها- أن تضمن السيطرة على الوسط الاجتماعي، واللغة المقدسة، والتلاعب الخفي، وسيادة المذهب على الخبرة وممارسة السلطة الكاملة على الحياة والموت، القدرة على ترك الضحية عرضة  للحزبية والتلقين. وفي الوقت نفسه، رفض ليفتون الافتراض بأن هناك طريقة موثوقة ذات مسار سريع لتصنيع الأشخاص الآليين، ولذا كان حذرا من تبني مصطلح “غسيل المخ”.

ليس الناس مجرد روبوتات، على الطريقة الساخرة في أكثر الأعمال شهرة عن فترة الحرب الباردة والتحكم بالعقول في الحرب الباردة فيلم (المرشح المنشوري) – نسبة إلى منشوريا في الصين (1962).

القصة وراء “غسيل المخ”

صيغ مصطلح “غسل الدماغ” عام 1950، في الوقت الذي كانت فيه الديمقراطيات الليبرالية -التي تخشى من اندلاع النازية مرة أخرى في ألمانيا، أو في أي مكان آخر- ما زالت تمر بالآثار العصيبة لتلك الفترة، وتتزايد المخاوف من “الستالينية” و”الشيوعية ” وما كان يعرف حينها باسم “الشمولية “.

واعتبرت الحرب الباردة ساحة ممتازة للمعارك النفسية، وحلبة للمباريات التي بلا نتيجة بين “الحرية” و”الطغيان”. في الوقت نفسه، استكشفت مجموعة من القصص إمكانية تحقيق الآلية النفسية. ونوقشت مخاطر غسيل المخ في العلوم الإنسانية، وصورت في الثقافة الشعبية في أفلام مثل “غزو مختطفي الأجساد” (1956). وقد نوقش الصراع العظيم بين “المجتمع المفتوح” و”أعدائه” في عدد من الأعمال المؤثرة في الأربعينيات وبعدها، على يد الفلاسفة والاقتصاديين.

في العقود التي تلت هزيمة هتلر، غالبا ما شبهت النفسية من قبل الليبراليين بالدولة: بها التعددية، والتسامح، والانفتاح على الأصوات المعارضة، وهيكل من “الضوابط والتوازنات”، كان ينظر إليها على أنها صورة للعقل الصحي الطبيعي.

وصيغ مصطلح “الشمولية” لنقل المعادلة النفسية للاستبداد، كما ظهرت مصطلحات جديدة أخرى مثل (Menticide) أو “قتل العقل” في الخمسينيات من القرن الماضي، واستحوذت على الشعور النفسي والتهديد الاقتصادي والسياسي الذي يشكله التقدم العالمي للشيوعية.

بيد أنه غالبا ما حجب مفهوم “غسيل المخ “، الذي لا يقل عن “التطرف”، أكثر بكثير مما أظهر. ويمكن أن يكون كلا المصطلحين وسيلة للتكاسل ورفض التقصي أكثر في تاريخ وماضي الأفراد، بدعوى الافتراض بأن الطريقة التي يتصرف بها الناس يمكن أن تكون معروفة مسبقا. ويمكن أن يخدم كلا المصطلحين أيضا على اعتبار أي أيديولوجية معارضة لا تزيد عن كونها مجرد تنويم مغناطيسي شامل، فالتطرف وغسيل المخ علامات حديثة -وعلمية على ما يبدو- للحكاية القديمة للنداهة.

أصبحت قصة غسيل المخ -باعتباره علما حديثا خطيرا- جرعة أخبار يومية تمتد على جانبي المحيط الأطلسي، ففي عام 1953 وفور انتهاء الحرب الكورية، اتخذت مجموعة من 21 أسيرا أميركيا قرارا هاما، وهو عدم العودة إلى وطنهم الولايات المتحدة، وأن يعيشوا بدلا من ذلك في الصين.

أحد جنود المارينز يقتاد سجناءً كوريين شماليين أثناء الحرب الكورية عام 1953 (مواقع التواصل)

أسقط “اختيارهم” جبلا من الانتقادات على رؤوسهم، وأصبح محور جدال عن حركة تحول جماعي بعد الحرب الباردة. وقد أثارت تصرفات الجنود هجمات شرسة، حيث وصموا بأنهم “ليسوا أميركيين” أو “منقلبين” هرعوا باختيارهم للعدو، فضلا عن الكثير من الذعر الذي لحق بهؤلاء. و لم يعتبرهم الكثيرون “مرتدين” فحسب، بل كذلك حالات تحتاج لعلاج نفسي، وعلت الهتافات “أحضروا الأطباء النفسيين!”.

اعلان

ديفيد هوكينز كان أصغر هؤلاء الـجنود الـ21، والذي تبين أن حياته الماضية  -مثل مورتون- مليئة بالتقلبات المثيرة والانعطافات فكانت عامل جذب للكثير من وصمات العار، عاش عدة سنوات في ظل حكم “ماو تسي تونغ” للصين قبل عودته إلى الولايات المتحدة لمواجهة الفحوصات العدائية، خاصة تلك الهجمة التليفزيونية  في برنامج مايك والاس عام 1957.

عندما التقينا بهوكينز العجوز عام 2014، كان حينها يعيش في لوس أنجلوس، وحدثنا عن رؤيته “لتحوله” مع زملائه الأسرى العشرين، وتفكيرهم في الرجوع عن القرار، حكى عن الماضي المضطرب الذي خلفه وراءه، والخبرات السيئة في مرحلة الطفولة والمراهقة، والتوترات الأسرية، ومن ناحية أخرى، روح المغامرة التي كانت عنده وبحثه الدائم عن شواطئ جديدة يرسو بها. واعترف هوكينز بعناده الخاص الذي كان دافعا من الدوافع عندما أثار غضبه عدم اكتراث المسئولين بقرارهم حول العودة للوطن. وكان قرار البقاء في الصين “وليد اللحظة”.

ووصف الآخرون الذين مكثوا في بكين (منهم الجندي الأميركي الأفريقي، كلارنس آدامز، والذي ألف مذكرات ذات صدى نشرت بعد وفاته تحت عنوان “حلم أميركي” في عام 2007) رحلتهم الشخصية المعقدة وتجاربهم مع العنصرية. وأصروا على أنهم كانوا يتصرفون بشكل مستقل، معلنين حقهم في صنع طريقهم الخاص بهم في العالم، ويتصرفون كما يحلو لهم. كانت معاني اختياراتهم، وما إذا كان هناك دور لعمليات اللاوعي زرعت الأفكار بداخلهم محل نقاش لا نهاية له في الولايات المتحدة. وتناحر الخبراء المتنافسون مع بعضهم حول حقيقة الأمر، وقلة منهم -فقط- من نظروا لتصرفات الجنود بوصفها تعبيرا عن الحرية الحقيقية.

ومع ذلك في عام 1953، لم يكن هوكينز على دراية بالتسمية التي أطلقت عليه أنه “تعرض لغسيل المخ ” على الإطلاق، ولكنه -لاحقا- منح المصطلح بعض المصداقية، فقد نسجه بقوة في فهمه الذاتي لنفسه آخذا بالاعتبار التحليل النفسي لفرويد، وبناء على اقتراح من أطباء نفسيين، بدأ في النظر فيما إذا كانت خبراته مرتبطة بـ”اضطراب إجهاد ما بعد الصدمة”، وهي حالة “اكتشفت” نتيجة التجارب العسكرية الأميركية خلال الكارثة العسكرية الأخلاقية للتدخل الأميركي في فيتنام.

صورة لـ الكولونيل تشارلز ميليكين الذي استند إلى دراسة خلصت إلى أن الجنود الأميركيين الذين عادوا من العراق كانوا أكثر عرضة للإبلاغ عن تعاطي الكحول والصراعات العائلية وأعراض الاكتئاب واضطراب ما بعد الصدمة بعد ستة أشهر من فور عودتهم.

وقابل هوكينز تسميات أخرى مثل متلازمة ستوكهولم (وتستخدم لوصف مشاعر التعاطف والدفاع التي يكونها الرهائن في بعض الأحيان تجاه خاطفيهم، سميت هكذا بعد حادثة سطو على البنك السويدي في عام 1973) وهي طريقة أخرى للتفكير في رده على السبب القسري. إن أوجه الشبه بين طريقة هوكينز ومورتون في استكشاف الجانب النفسي لخيارات حياتهم، والمحاولات العديدة التي أجريت -فيما بعد- لتفسير أسباب هذه القرارات تثير أسئلة مثيرة للاهتمام، ليس فقط حول صنع القرار السياسي، ولكن أيضا حول ما الذي يمكن أن تعنيه أو تخفيه مفاهيم مثل “غسيل المخ” أو “التطرف”.

والذي يتضح من النظر إلى قصص الرجلين كليهما، ووابل التشخيصات التي تقال عنهما، هو شدة المخاوف والخيالات والإسقاطات المعنية والشكوك المتزايدة التي لا يمكننا حلها، حول الدوافع الفعلية والمعقدة للتفاعلات البشرية .

يمكن لوضع مفهوم غسيل المخ أو التطرف النفسي في السياق التاريخي أن يخدم عددا من الأغراض، على الأقل التحذير من الرغبات السياسية والمخاوف، وكيفية أن كلا منهما قد يقدم مفاهيم محايدة. ولعل الطموحات التي يمكن أن ينظر إليها في جهود الحرب الباردة لوضع “غسيل المخ “، أو على الأقل نظرية غسيل المخ، على أساس علمي راسخ، تدفعنا للتوقف والتفكير قليلا.

وقد تؤدي محاولات النماذج العامة عن كيفية جذب الأفراد إلى التطرف، أو الانفصال عنه فيما بعد، إلى تحقيق بعض المكاسب، ولكنها -أيضا- تخاطر بالتقليل  من شأن تعقيد تركيبة الإنسان والسياقات الاجتماعية والسياسية التي يتعرض لها. ومع ذلك، فمن المهم أن يكون كل من واضعي السياسات والسياسيين والباحثين متّسمين بقدر من الشفافية قدر الإمكان حول نموذج السمات العقلية والشخصية الذي يفترضونه، ولماذا يفترضونه؟

قد يكون هناك احتمال أكبر لإجراء حوار جاد حول طبيعة التطرف -منعه وعكسه-  فقط إذا بدأنا بالنظر أكثر إلى استخدام المصطلحات نفسها، والوظائف التي يمكن أن تؤديها، والافتراضات المضمنة التي قد تحملها.

السيطرة على العقول pdf

رابط الكتاب : اضغط هنا 

الكتاب الاخر لتحميله :اضغط هنا 

السيطرة على العقل الباطن pdf

رابط الكتاب : اضغط هنا 

قراءة عقول الآخرين

السابق
مفهوم الشخصية القوية
التالي
أسباب السعال المزمن وعلاجه

اترك تعليقاً