منوعات

الصفات الحميدة التي ينبغي أن نتحلى بها

الصفات الحميدة التي يتصف بها المسلم

أرشد الإسلام إلى مجموعةٍ مِن الأخلاق التي يَنبغي على المُسلم أن يتحلّى ويتَّصف بها، وقد كانت بعض هذه الأخلاق مُنتشرةً قبل الإسلام فجاءَ الإسلام وأعطاها الصبغة الإسلامية وميّزها بأن جعل لصاحِبها فضلاً أكبر ممّن استغنى عنها، وحثَّ المسلمين جميعاً على التخلُّق بها، ومنها ما نبَّه إليه الإسلام بشكلٍ خاص وأعطى من يتصف به مكانةً خاصّةً ودرجةً رفيعةً، ومِن أبرز الأخلاق التي دعا لها الإسلام والتي يجب على المسلمين جميعاً التحلي بها:

الأمانة

الأمانة تَعني حِفظُ الحقوقِ وأداؤها لأصحابها إذا طلبوها، والأمانة من الأخلاق التي كان يتَّصف بها النبي – صلى الله عليه وسلم – في الجاهلية؛ بل إنّه كان أكثر قومه أمانةً حتى إنّهم كانوا يضعون أموالهم ونتاج تجارتهم عنده ليحفظها لهم، وقد أَثنى الله تَعالى على الذين يتصفون بالأمانة وذَكَرهم في كِتابِه العزيز في عدة مواضع، وجَعَل الأمانة علامةً تدلّ على اكتِمال الإيمانِ وصدقه، كما جاء بيان فضل ومكانة الأمانة في كلام المصطفى -عليه الصلاة والسلام- في العديد من المواضع، منها قول النبي – صلى الله عليه وسلم – في الصحيح: (آيةُ المنافقِ ثلاثٌ: إذا حدَّثَ كذبَ، وإذا وعَدَ أخلفَ، وإذا اؤتُمِنَ خان)، فنَقيضُ الأمانة الخيانةُ التي هي إحدى علاماتِ النِّفاق كما يشير الحديث سالف الذكر.

الحِلم

الحلم هو الترَفّع عن مُبادلة النّاسِ الإساءةَ بالإساءَة والتحلّي بالصَّبرِ على ما يَصدر منهم من الإساءة القوليّة والفعليّة، والحلم صفةٌ ربانيّة؛ حيث إنّ من أسماء الله سبحانه وتعالى (الحليم) فعلى كل مسلمٍ أن يتحلى بالعلم في معاملاته الحياتيّة حتّى يكون مُسلماً بحق.

العِفَّة

هيَ الكفُّ عن المُحرَّماتِ واجتناب الوقوع بها والبعد عن مسالكها والطرق المؤدية لها، وترويضُ النَّفسِ عن طلبِها، والعفَّةُ خُلُقٌ من أخلاقِ الأنبياء، وعلامةٌ تدلّ على الإيمان والصلاح.

الحياء

الحياء خلقٌ يبعث على فعل كلّ أمرٍ حسن وترك كل شاذٍ أو قبيح، وهو من صفات المتّقين التي يحبّها الله؛ فقد قال النبي – عليه الصلاة والسلام -: (الإيمانُ بِضعٌ وستونَ شُعبةً، والحَياءُ شُعبةٌ منَ الإيمانِ)، فالحياء دليل على الخير ولا يأتي إلا بخير، وهو صفةٌ من صِفات الله – عز وجل – لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم (إنَّ اللَّهَ حييٌّ ستِّيرٌ يحبُّ الحياءَ والتَّستُّرَ، فإذا اغتسلَ أحدُكُم فليستَتِر) وهو خُلق النبي صلى الله عليه وسلم؛ فقد رَوى أبو سعيدٍ الخدري – رضي الله عنه – قال: (كان النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أشدَّ حَياءً منَ العَذراءِ في خِدرِها، فإذا رأى شيئًا يَكرَهُه عرَفناه في وجهِه)

من الصفات التي يتحلى بها المسلم.

الصدق

إنَّ خلق الصدق من مُتمِّمات الإيمان بالله -تعالى-، وقد أمرنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بتحرِّي الصدق، وهو مطابقة الإخبار لما هو عليه في الواقع، فعلى المسلم أن يصدق بأقواله ويكون صادقاً بأفعاله، وأن يعامل الناس كلُّهم بصفة الصدق.
والكذب صفة من صفات المنافقين، وهو إخبار بما هو مخالف للواقع، وقد كان أهل مكة يلقّبون رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالصادق الأمين قبل بعثته ونبوته، وقد قال الله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّـهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا).

الأمانة

الأمانة خلق حثَّ عليه الاسلام وهو ضدّ الخيانة، وهو من واجبات المسلم التي يجب أن يتَّصف بها، وعناصر الأمانة ثلاثة هي:[٣] أن يعفّ المسلم عما ليس له به حقّ. أن يؤدي حقوق الغير التي هي عنده. عدم تضييع الأمانات بإهماله، والتفريط بحفظها، وعدم المحافظة عليها. وإنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خير من حفظ الأمانة، فكان الناس يضعون أماناتهم عنده؛ لأنَّه كان أميناً، وقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (لا إيمانَ لِمَن لا أمانةَ له، ولا دِينَ لِمَن لا عهدَ له).

الحياء

أفضل أنواع الحياء وأعلاها مرتبة هو الحياء من الله -تعالى-، وهو شعبة من شعب الإيمان، والحياء لا يرجع على صاحبه إلّا بالخير، وهو خلق يمنع صاحبه من فعل الأمر المُشين، وإنَّ العلاقة بين الحياء والإيمان علاقة اضطراد.[٥] فكلّما زاد الإيمان في قلب المؤمن زاد حياؤه من الله -تعالى- وزاد حياؤه من الناس، والحياء من صفات رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقد كان أشدّ حياء من العذراء في خدرها.[٥] وقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (الإِيمَانُ بِضْعٌ وَسِتُّونَ ‌شُعْبَةً، وَالحَيَاءُ ‌شُعْبَةٌ مِنَ الإِيمَانِ).

الكرم

إن العطاء والكرم من صفات الإيمان، فالله كريم يحب الكرم، والكريم قريب من الله وقريب من الناس، أما الشّحّ والمنع فهو مرض قلبي، وهو من الموبقات والمهلكات، فالكرم يجذب قلوب الناس إلى الكريم المُنفق، والبخل ينفّر الناس من صاحبه.[٧] وقد كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- جواداً، وأجود ما يكون في رمضان، قال ابن عباس -رضي الله عنها-: (كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَجْوَدَ النَّاسِ، وَكَانَ أَجْوَدُ مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ حِينَ ‌يَلْقَاهُ ‌جِبْرِيلُ).

 

السابق
علاج التجمع الدموي بعد العمليات الجراحية
التالي
علاج ضعف حركة الحيوان المنوي بالاعشاب للدكتور سعيد حساسين, وهل يمكن حدوث حمل؟

اترك تعليقاً