نصائح طبية

الغذاء ومرض الصرع

مرض الصرع

مرض الصرع هو حدوث نشاط غير طبيعي للشحنات الكهربائية في الدماغ، يؤدي إلى التشنجات. يتأثر مرض الصرع بعدة عوامل يمكن أن تزيد من خطر حدوث نوبة الصرع، يجب على مريض الصرع تجنبها.

صرع الأكل

صرع الأكل هو شكل من أشكال الصرع المعجل المعقد، وأحد أنواع الصرع النادرة والتي تكون فيها النوبات محرضة من خلال تناول الطعام، وتعتمد أيضاً على عدة عوامل جينية، وعرقية في بعض الأحيان، وتناول وجبات دسمة غنية بالكربوهيدرات في أحيان أخرى، وغالباَ ما تختلف نوبات الصرع هذه من شخص إلى شخص.

الغذاء ومرض الصرع

الصرع كأحد الأمراض المزمنة ينطبق عليه ما ينطبق على غيره من وجوب الاهتمام بالجانبين الدوائي والغذائي للمريض، ويبقى السؤال هل هناك أغذية معينة تؤثر سلباً أو إيجاباً على مريض الصرع؟ وهو سؤال متكرر ويرد في أذهان الكثيرين، وسنتطرق لإجابة هذا السؤال في هذا المقال.

إن النظام الغذائي المتوازن من المجموعات الغذائية المختلفة يساعد الجسم والدماغ على العمل، وعليك عزيزي القارئ معرفة هذه المجموعات الغذائية من خلال اختصاصي التغذية، والغذاء المتوازن يساعد الإنسان على البقاء في صحة جيدة، وبالنسبة لمرضى الصرع فإن الغذاء المتوازن قد يساعد على تقليل خطر التشنجات لبعض الأشخاص الذين يعانون من الصرع، فإن تخصيص وجبات طعام خاصة بمريض الصرع يعطي المزيد من السيطرة على ما يأكله، وبعض الأشياء يمكن أن تساعد في جعل الطبخ أكثر أماناً إذا كان لدى المريض تشنجات، ولا توجد أطعمة محددة تؤدي إلى إحداث التشنجات..

ولكن كيف يؤثر النظام الغذائي على الصرع؟ الحقيقة أنه على الرغم من أن هناك القليل من الأدلة على أن اتباع نظام غذائي متوازن له تأثير مباشر على التتشنجات، وذلك لأنه يتوفر على العناصر الغذائية الأساسية ويحافظ على مستويات الطاقة لدى مريض الصرع لتبقى ثابتة، والنظام الغذائي المتوازن قد يساعد مريض الصرع أيضاً على الحفاظ على نمط نوم منتظم والحفاظ على نشاطه، وكلاهما جيد للصحة العامة، بينما علينا أن لا نغفل أهمية الحصول على قسط كاف من النوم، الأمر الذي من شأنه المساعدة في تقليل خطر التشنجات لبعض المرضى، إضافة إلى ذلك فإن نظاماً غذائياً يناسب المريض قد يساعده على الشعور بالإيجابية، وأنه أصبح أكثر قدرة على التركيز وأكثر سيطرة على حياته وعلى قدرته في اتخاذ القرارات المتعلقة بإدارة الصرع الخاص به.

وطالما نحن نتحدث عن النظام الغذائي المتوازن، دعونا نتساءل ما النظام الغذائي المتوازن؟، ويمكننا القول إنه هو الذي يتكون من الغذاء المتوازن من الكربوهيدرات والدهون والبروتينات والخضار والفواكه، وشرب الكثير من السوائل، فإنه من المتعارف عليه أن الكربوهيدرات توفر الطاقة، وهي تتواجد بكثرة في أطعمة مثل البطاطا والخبز والمعكرونة والأرز، والألياف (مما يساعد على إزالة النفايات من الجسم)، بينما تشمل الدهون الزيوت والأسماك الزيتية والمكسرات والبذور، الدهون التي تساعد الإنسان على امتصاص العناصر الغذائية بما في ذلك بعض الفيتامينات المهمة، وهذه الأطعمة تساعد على الحفاظ على خلايا الجسم صحية وتزوده بالطاقة، أما فيما يتعلق بالجسم تقوم البروتينات ببناء ودعم عضلات الجسم والهرمونات والأنزيمات وخلايا الدم الحمراء والجهاز المناعي، والبروتين يمكن أن يحصل عليه الإنسان من منتجات الألبان مثل الحليب والجبن، وأيضاً في اللحوم والأسماك والتوفو والفاصوليا والعدس والبيض، في حين أن الخضار والفواكه من مختلف الألوان توفر الفيتامينات والمعادن، كما أنها تساعد على حماية الجسم من العدوى، الأضرار التي قد تلحق بخلايا الجسم جراء تعرضه لبعض الأمراض والعوارض الصحية المختلفة.

نظام غذائي لمرضي الصرع

يتكون النظام الغذائي المتوازن بشكل عام من الكربوهيدرات والدهون والبروتينات والخضروات والفواكه، وشرب الكثير من السوائل. يستمر البحث في ما يصنع نظامًا غذائيًا صحيًا، وتتأثر الإرشادات الغذائية أيضًا بالمكان الذي نعيش فيه، واحتياجاتنا الصحية، وأسلوب حياتنا.

الكربوهيدرات

توفر الكربوهيدرات الطاقة وتوجد في الأطعمة مثل البطاطس والخبز والمعكرونة والأرز. توفر إصدارات الحبوب الكاملة من هذه الأطعمة الفيتامينات والمعادن والألياف الإضافية (التي تساعد على إزالة النفايات من الجسم).

الدهون

يمكن العثور على الدهون في الزيوت والأسماك الزيتية والمكسرات والبذور. تساعدنا الدهون على امتصاص العناصر الأخرى بما في ذلك بعض الفيتامينات المهمة، وتبقينا دافئين. فهي تساعد في الحفاظ على صحة خلايانا وتمنحنا الطاقة.

البروتينات

تعمل البروتينات على بناء ودعم عضلاتنا والهرمونات والإنزيمات وخلايا الدم الحمراء والجهاز المناعي. البروتين هو في مثل الحليب والجبن، والتوفو والفول والعدس والبيض وكذلك في الألبان والأسماك.

الخضروات والفواكة

توفر الخضروات والفواكه من مختلف الألوان الفيتامينات والمعادن. كما أنها تساعد في حمايتنا من العدوى وتلف خلايانا وأمراضنا. يُنصح حاليًا بأن نهدف إلى تناول خمس حصص على الأقل من الخضار أو الفاكهة يوميًا (جزء واحد تقريبًا حفنة).

عادةً ما يكون الطعام المطبوخ أكثر صحة عندما يتم طهيه على البخار أو المخبوزات أو المشوي أو المسلوق بدلاً من القلي. يساعدنا شرب الماء على العمل والتركيز ويقلل من خطر حدوث نوبات ناتجة عن الجفاف.

الأطعمة لمستويات طاقة ثابتة

يساعدك تناول الأطعمة التي تطلق مستويات الطاقة ببطء وثبات على الإحساس بالامتلاء لفترة أطول، وغالبًا ما توفر أليافًا أكثر من الأطعمة التي تطلق الطاقة بسرعة.
تشمل الأطعمة التي تعطي طاقة ثابتة ما يلي:
الحبوب الكاملة والخبز الحبوب والبذور. أرز بسمتي، طويل الحبة وأرز بني؛ المعكرونة. الشوفان والحبوب المصنوعة من الشوفان؛ البازيلاء والفاصولياء والبقول. الزبادي؛ المكسرات. البطاطا والبطاطا الحلوة.؛ الخضروات غير النشوية مثل البروكلي والبصل والطماطم، الفواكه مثل التفاح والكمثرى ومعظم التوت.
تتضمن الأطعمة التي قد تسبب ارتفاع سريع الطاقة ومن ثم الركود ما يلي:
خبز أبيض؛ الحبوب غير الحبوب الكاملة ؛ البسكويت والكعك. عسل؛ المشروبات والأطعمة عالية السكر. عصائر الفاكهة رقائق البطاطس الجزر الأبيض و التمر والبطيخ. بشكل عام، الأطعمة المصنعة أو المطبوخة جيدًا والفواكه الناضجة. يمكن أن تساعدك مستويات الطاقة الثابتة على الشعور بمزيد من النشاط، وقد تساعد التأثيرات الإيجابية للتمارين الرياضية أيضًا على تقليل النوبات لدى بعض الأشخاص المصابين بالصرع.

أنواع مختلفة من الدهون
توصي NHS بأن على البالغين تناول حصتين على الأقل من الأسماك أسبوعيًا. يجب أن يشمل ذلك جزءًا واحدًا من الأسماك الزيتية ولكن ليس أكثر من أربعة. هناك نصائح مختلفة للنساء والأطفال والرضع. لمزيد من المعلومات حول الأسماك الزيتية تتضمن الدهون التي يجب تجنبها حيثما أمكن ذلك الدهون “المتحولة” أو الدهون “المهدرجة” في الزيوت المعالجة كيميائيًا والبسكويت والكعك والسمن والأطعمة المقلية. يصعب على الجسم تحطيم هذه الدهون ، وقد ارتبطت بزيادة مستويات الكوليسترول التي تعد عامل خطر للإصابة بالسكتات الدماغية وأمراض القلب.

مكملات الفيتامينات والمعادن

بالنسبة لمعظم الناس، فإن النظام الغذائي المتنوع والصحي سيوفر جميع الفيتامينات والمعادن التي يحتاجونها، وقد يكون تناول المكملات الغذائية غير الضرورية ضارًا. على سبيل المثال، تحتاج النساء الحوامل أو اللواتي يخطّطنَ للحمل إلى تجنب تناول الكثير من فيتامين أ، الموجود في مكملات الكبد وزيت السمك مثل زيت كبد سمك القد. ومع ذلك إذا كنتِ بحاجة إلى مكملات أُخرى يمكن لطبيبكِ تقديم المشورة لكِ.

الاطعمة الممنوعة لمرضى الصرع

– الكربوهيدرات: أفادت الأبحاث المنشورة في مجلة “علم الأعصاب” في عام 2006، أن نصف المرضى الذين تم عالجهم عن طريق نظام غذائي يحتوي على أغذية تحتوي على نسبة سكر منخفضة، مما تسبب في تقليل نوبات الصرع بنسبة 90%.

تنصح جمعية الصرع المرضى المصابون بالصرع، بتجنب الأطعمة التي تعمل على ارتفاع نسبة السكر في الدم، والتي ترفع مستويات الجلوكوز في الدم، ومن هذه الأطعمة، الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات مثل البيتزا والمشروبات الغازية والخبز الأبيض والكعك، والأرز الأبيض، والمكرونة المصنوعة من الدقيق الأبيض، والرقائق.

بدلا من هذه الأطعمة يمكن اختيار أطعمة صحية، مثل تناول الحبوب الكاملة، والأرز البني، وخبز المصنوع من القمح الكامل، والمكرونة السمراء، والبقوليات مثل البازلاء، والفاصوليا، وفول الصويا، واللبن، والمكسرات، والفاكهة، والبنجر، والشمندر، والبيض، والخضروات الورقية، والجبن الغير مطهي.

– بعض الفواكه والخضروات: معظم الفواكه والخضروات تساعد على خفض نسبة السكر في الدم، وهذا يعني أنها لا تسبب ارتفاع في مستويات الجلوكوز في الدم، ولكن في حالة مرضى الصرع  فإن جمعية الصرع توصي بتجنب بعض أنواع الخضار والفاكهة، حيث أن هناك يعض الفاكهة او الخضروات التي تحتوي على نسبة عالية من السكر، ومن هذه الأطعمة المانجو والزبيب والموز والبطاطس المهروسة والتمر.

– الغلوتامات أحادية الصوديوم: يتم استخدام الغلوتامات أحادية الصوديوم كمواد حافظة ولإضافة نكهة على مجموعة متنوعة من الأطعمة، وقد أفادت بعض الأبحاث والدراسات التي أجريت في عام 2004 في مجلة “Neuroscience Letters”، أن زيادة نسبة  الغلوتامات أحادية الصوديوم يمكن أن تغير من أعصاب الفئران، وتؤدي إلى نوبات الصرع خاصة في الاشخاص المصابون بالصرع، لذلك من الأفضل تجنب هذا النوع من الأطعمة، وعلى الرغم من أنه لم يتم تحديد أي مقدار من الغلوتامات أحادية الصوديوم، ويمكن أن يسبب أو يزيد من حدة النوبات في الأشخاص الذين يعانون من الصرع.

– مكسرات الجنكة: قد أفاد بحث تم نشره في عام 2001 في مجلة “Epilepsia”، أن استهلاك كمية كبيرة من حبوب الجنكة يمكن أن يسبب القيء ونوبات الصرع بعد أربع ساعات من تناولها، وتنتشر مكسرات الجنكة عادة في كل من اليابان والصين، وقد أشارت الدراسة إلى أن هذا الطعام قد يتسبب في نوبات للأشخاص الذين لم يكن لديهم تاريخ مرضى مع مرض الصرع، والأشخاص الذين يعانون من مرض الصرع، فمن الأفضل عدم تناول كمية كبيرة من هذا النوع من المكسرات، لأنها تكون سامة للأعصاب.

– الكافيين: على الرغم من أن الكافيين قد لا يؤدي بالضرورة إلى الاصابة بنوبات الصرع  لكل شخص مصاب بالصرع، إلا أنه قد يزيد من مدة نوبات الصرع في ظروف معينة، ويشير تقرير تم نشره في نوفمبر عام 1987 في “المجلة الأمريكية للطب النفسي” إلى أن مادة الكافيين التي كانت تعطى قبل العلاج بالصدمات الكهربائية، وتزيد من متوسط ​​مدة نوبات الصرع التي تحدث خلال العلاج بالصدمات الكهربائية، وقد يضاعف الكافيين ​​مدة النوبة.

الأغذية المفيدة للصرع

هناك مجموعة من الأطعمة يجب على مريض الصرع أو كهرباء المخ الزائدة تناولها وهي :
1- الكبدة، اللحوم، المكسرات، الخضروات الورقية، الخميرة، الأطعمة التي تحتوي على الحديد، المشمش، السبانخ، البقوليات، الفول، عصير البرتقال.

2- تناول الأطعمة التي تحتوي على فيتامين سي لأنها تساعد على امتصاص الحديد في الجسم.
3- الأطعمة التي تحتوي على عنصر الماغنسيوم مثل؛ الخضروات الورقية، المكسرات، الحبوب.
4- الأطعمة التي تحتوي على المنجنيز مثل المكسرات، الحبوب الكاملة، صفار البيض، الأناناس، السلطة الخضراء.

5- الأطعمة التي تحتوي على عنصر الفسفور لأنها لها دور حيوي في الجسم بشكل عام والمخ بشكل خاص مثل؛ الأسماك، اللحوم، البيض، الحبوب.

6- البصل من الأطعمة المفيدة لمرضى الصرع، ويجب تناول بصلتين على الأقل في اليوم لأنه يعمل على تهدئة الجهاز العصبي، ويقلل من تشنج الشرايين.

7- تناول التوت الطازج سواء كان أحمر أو أسود، يفيد بشكل كبير لمن يعاني من مشكلة الكهرباء الزائدة في المخ.

8- زيت السمك من أكثر الأطعمة المفيدة للمخ وهو يحتوي على الأوميجا 3 بشكل كبير وهو يتواجد في السالمون، وسمك الماكريل، كما أنه يحتوي على الكولين الذي يدخل في المرسلات العصبية الموجودة في الدماغ فيؤدي إلى النشاط والفاعلية في المخ.

9- الأطعمة التي تحتوي على نسبة من المواد المضادة للأكسدة لأنها تعمل على حماية المخ من خطر الإصابة بالشوارد الحرة المسببة للسرطان.

علاج الصرع بالعسل

بجانب علاج الصرع بالأعشاب هناك العسل أيضًا الذى يحتوي على العديد من الفيتامينات،
وبه قيمة غذائية عالية يمكنها المساعدة في الكثير من الأمراض ومن بينها الصرع.

إذ يمكن للمصاب شرب كوب من القهوة محلي بالعسل كل صباح على معدة فارغة
وقبل النوم يمكنه تناول كوب من الماء الدافئ أو اللبن الدافئ المحلي بالعسل
ويستمر على ذلك لمدة أسبوع وسوف يجد نتيجة مذهلة وغير متوقعة.

هل يمكن الشفاء من الصرع نهائيًا؟

الصرع هو مرض مزمن ولا يمكن علاجه، ولكن الاكتشاف والعلاج المبكر لداء الصرع يعطى نتائج علاجية أفضل بنسبة كبيرة. تساعد الأدوية لحسن الحظ على التنظيم والحد من نوبات الصرع بشكل كبير وناجح.

كما أن الدراسات الحديثة تشير بأن 81% من الأشخاص الذين قاموا بإجراء عملية استئصال الجزء المسؤول عن الصرع، لم يواجهوا أي نوبات صرع لمدة ستة أشهر على التوالي.

وتشير هذه الدراسات أيضًا بأن 72% من الأشخاص، تخلصوا من نوبات الصرع نهائيًا لعشر سنوات.

يقوم الباحثون حاليًا بدراسات عديدة لاكتشاف علاج نهائي للصرع، ولكن الطرق الحالية كفيلة بالحد من نوبات الصرع وبالتالي تحسين حياة الإنسان على الصعيد الصحي والنفسي أيضًا.

نصائح لمرضى الصرع

مع وجود الكثير من ممنوعات مريض الصرع، إلا أنه لا يجوز أن يحرم مريض الصرع نفسه من ممارسة الأنشطة المختلفة، إليك بعض النصائح التي قد تساعدك في التأقلم مع مرضك وممارسة الأنشطة التي تريد:

  • في حال أردت الذهاب للمسبح مثلًا يفضل ألا تذهب لوحدك وان تخبر المسؤولين هناك عن طبيعة مرضك للمساعدة في حل احتجت لها.
  • يمكنك قيادة السيارة ويكون ذلك في حال عدم تعرضك لأي نوبة من نوبات الصرع لمدة أقلها عام كامل، ويعتمد ذلك على نوع الصرع والاستجابة للعلاج.
  • للحفاظ على سلامتك ننصحك بارتداء الخوذة عند قيادة الدراجة ومحاولة الابتعاد عن الشوارع الرئيسية المزدحمة عند قيادتها.
السابق
ما هو نظام الافلاس
التالي
ما هو الاقتصاد الرقمي

اترك تعليقاً