العناية بالاطفال وحديثي الولادة

الفتق الأربي عند الرضع وأعراضه ومضاعفاته

الفتق الأربي عند الرضع هو مشكلة ما لم يتم تداركها وعلاجها منذ البداية ستؤدي لما لا يُحمد عقباه من مضاعفات وكوارث صحية، لذا وجب الاهتمام بفحص جسد الطفل منذ مولده لتبين ما إن كانت توجد به أي مشكلة بينة ينبغي علاجها، لذلك سنقوم من خلال موقعنا بتوضيح أسباب مرض الفتق الأربي عند الرضع ومتي يتم ظهوره عند الأطفال؟ وما هو هذا المرض؟

الفتق الأربي عند الرضع

أحيانًا ما يولد بعض الأطفال بمشكلات صحية أو جسدية، ومن هذه المشكلات الفتق الأربي، يؤرق هذا المرض الأطفال والرضع ويذهب عنهم النوم، كما يرهق هذا المرض الرضيع ويتعبه، الأمر الذي لا يستطع التعبير عنه سوي بالبكاء.

الفتق الأربي مشكلة ليست بجديدة، ويمكننا تعريفها كالآتي:

  • عيب خلقي يكون الطفل الرضيع مولودًا به ولم يصب به بعد الولادة، ويكون هذا الفتق نتاج ضعف في جدار البطن، مما يؤدي إلى هبوط جزء من الأمعاء إلي جدار البطن في منطقة بين البطن والفخذ تسمي (المنطقة الأربية)، وتكون نسبة اصابة الذكور من الرضع أعلي من نسبة الإناث.

يحدث هذا الفتق نتيجة عدم اكتمال نمو جدار البطن أو عدم نمو مفصل الفخذ أثناء وجود الطفل كجنين داخل الرحم، ويحدث ذلك بسبب الولادة المبكرة لهذا الطفل وقد يرجع ذلك إلى عوامل وراثية.

تسبب هذه المشكلة وجود بروز في القناة الأربية وهي عبارة عن ممر صغير للربط بين البطن والفخذ تسمح بمرور الأعصاب والأوعية الدموية، ويعبر من خلالها الحبل المنوي عند الرجال وأربطة دعم الرحم عند النساء، ووجود هذا الفتق يؤدي إلى ظهور مشاكل خطيرة في حياة المريض لا يمكن حلها إلا جراحيًا.

أعراض الفتق الأربي عند الأطفال والرضع 

على الأم مراقبة طفلها الرضيع في الشهور الأولى من الولادة وتفحصه بشكل مستمر والانتباه لأفعاله التي ربما تعبر عما يشعر به، لذلك نوضح أعراض هذا المرض لمساعدة الأم على فحص الطفل بناء على الأعراض الحقيقة للمرض، وذلك في الآتي:

  • أرق الرضيع بسبب شعوره بالتعب، وقد يكون العكس بحيث ينام الطفل لساعات طويلة من شدة الشعور بالإرهاق.
  • عدم رغبة الرضيع في الطعام.
  • البكاء المستمر بسبب الشعور بالألم.
  • آلام في التغوط لدي الرضيع بسبب حركة الأمعاء.
  • عدم تبرز الرضيع لمدة أكثر من ثلاثة أيام.
  • ظهور انتفاخ في إحدى جوانب البطن من الأسفل عند الرضيع.
  • وجود حساسية لدي الرضيع في منطقة وجود الفتق.
  • انعدام التركيز والوعي لدى الطفل.
  • صلابة الفتق، بحيث إذا قامت الأم بلمسه ستجد إنه قوي أشبه بالتحجر نوعًا.
  • ظهور سخونة في منطقة الفتق وتحولها للون الأحمر.

 الفتق الأربي عند الإناث الرضع

تكون نسبة إصابة للإناث الرضع من هذا الفتق أقل من نسبة الإصابة للذكور، بحيث تكون نسبة الإصابة بين الإناث والذكور هي واحد إلى ستة، ويظهر الفتق لدي الإناث عند سقوط جزء من الأمعاء إلى ممر قناة فالوب أو المبيض، مما يؤدي إلى ظهور هذا الجزء البارز أسفل جانب بطن الرضيعة، ويتم ملاحظته عند الكحة والبكاء ويختفي عند هدوء الرضيع وكفه عن البكاء.

مضاعفات الفتق الأربي

قد يؤدي إهمال أعراض هذا الفتق إلى تفاقم الوضع لدي الرضيع وتزداد خطورته على صحة الطفل، ويزداد الأمر خاصةً مع زيادة خوف وتوتر الطفل، لذا فإهمال العلاج يؤدي إلى الآتي:

  • انزلاق الأمعاء أكثر إلى القناة الأربية مما قد يؤدي إلى انسداد القناة.
  • حدوث اضطراب في الدورة الدموية.
  • تلف الأمعاء المنزلقة في القناة الأربية.
  • انسداد معوي لدي الرضيع ربما يصل إلى تسمم الدم.

علاج الفتق الأربي

عند ملاحظة ظهور أعراض هذا المرض عند الرضيع يجب على الأم استشارة الطبيب فورًا لعلاج الفتق قبل أن يؤدي لأمراض خطيرة لا يمكن حلها أو تؤذي الرضيع وتحول دون عدم شفاؤه بل قد تتسبب لوفاته لا قدر الله.

عندما تقوم الأم بزيارة الطبيب وسرد الأعراض البادية على الرضيع يبدأ الطبيب بفحصه جيدًا أولًا للتأكد من علة مرضه والتي تكون جلية في أسفل جانب الرضيع، وإذا لم يكن الفتق جلي يقوم الطبيب بفحص الرضيع بالرنين المغناطيسي أو السونار لإيجاد مكان الفتق.

يمكن علاج الفتق بدون جراحة من قبل الطبيب عن طريق محاولة إخراج الأمعاء من القناة الأربية وإعادتها لمكانها خارج الفتق، ومع تقدم العلم قد تم حاليًا صنع ملابس ضيفة يرتديها الرضيع لتساعد في عملية إعادة الأمعاء لموضعها، بدون أي تدخل جراحي.

إذا كانت الحالة تستدعي استخدام المنظار، عندها يتم إعطاء الطفل مخدر كلي، ثم يقوم بإدخال المنظار المصحوب بكاميرا لجسم الرضيع عن طريق شق فتحة في بطن الرضيع، وفتح شق آخر لإدخال المعدات الجراحية منه حتى يتمكن من إعادة الأمعاء إلى مكانها الطبيعي.

تفضل بعض الأمهات هذه الطريقة بسبب سرعة عودة الرضيع لحالته الطبيعية والحصول على نتائج فعالة، بالإضافة إلى عدم وجود آثار كبيرة للعملية على جلد الرضيع، كما أنها لا تسبب ألمًا كبيرًا كالعملية الجراحية.

يجب التحذير من أن العلاج من الفتق بالمنظار لا يقضي على الفتق نهائيًا، فقد يتعرض الطفل له في المستقبل مجددًا، أما علاج الفتق جراحيًا يكون عن طريق عملية جراحية يقوم فيها الطبيب بتخدير الرضيع والتخلص من الفتق نهائيًا.

علاج الفتق الأربي عند الرضع جراحيًا

يفضل أغلب الأطباء علاج الفتق عن طريق الجراحة لأنها أكثر فاعلية من الطرق الأخرى، بالإضافة لكونها حل نهائي للمشكلة، ومن ثم يستطيع الطفل لاحقًا ممارسة حياته بشكل طبيعي.

المشكلة هنا تكون في الأمهات حيث يكون لديها خوف من إجراء عملية جراحية لطفلها الرضيع، ظنًا منها أن الطفل لا يمكنه تجاوز هذه العملية، ولكن نقول للأمهات لا داعي للقلق فالعملية سهلة، ما عليها إلا أن تختار طبيب مشهود له بالبراعة ويكون مشهورًا ذا خبرة.

يقوم الطبيب بتخدير الرضيع كليًا أو جزئيًا، ثم يقوم بفتح شق جراحي عند مكان الفتق في أسفل جانب البطن، ويحتاج فتح هذا الشق إلى وجود دقة عالية أثناء العملية من قِبل الطبيب بسبب حساسية هذه المنطقة.

يقوم الطبيب بإعادة الأمعاء إلى مكانها الطبيعي ويقوم بسد الثقب الخلقي الذي وُلد الرضيع به، ثم يقوم الطبيب بخياطة مكان الشق لدي الرضيع لتنتهي هذه المشكلة مرة وإلى الأبد.

فترة النقاهة بعد عملية علاج الفتق الأربي

تختلف فترة تبعًا لنوع العملية، ففي حالة العلاج بالمنظار تكون فترة النقاهة أقل من الفترة في حالة العملية الجراحية، ذلك لأن العملية الجراحية تحتاج إلى فترة تصل لحوالي أسبوعين، ولكن العلاج بالمنظار يمكن الرضيع من العودة سريعًا إلى حالته الطبيعية لأنه لا يسبب الكثير من الألم لطفل، فيمكنه بعد إجراء العملية العودة إلى ممارسة حياته بشكل طبيعي دون مشكلات.

مضاعفات عملية الفتق الأربي عند الرضع

تخشى أي أم حدوث مضاعفات بعد العملية الجراحية للفتق، ولكننا نقول في هذا إن المضاعفات نادرة الحدوث، ولكن إن حدثت فتكون كالآتي:

  • تعرض الجرح للتلوث بعد العملية، لذلك يجب تنظيف الجرح جيدًا بعد العملية.
  • تعرض الجرح للنزيف بسبب إهمال الأم لنصائح الطبيب أحيانًا عند تحميم وتجفيف الرضيع بعد العملية.
  • قد يتعرض الرضيع لالتهاب رئوي وضيق في التنفس نتيجة لعملية التخدير التي لم يستطع جسم وعمر الرضيع تحملها.
  • في حالة عملية علاج الفتق بالمنظار، تتواجد احتمالية أكبر في عودة الفتق مرة أخرى.

نصائح للأمهات بعد انتهاء عملية الفتق الأربي عند الرضع

بعد الانتهاء من العملية الجراحية ينصح الطبيب الأم ببعض النصائح الواجب إتباعها بعد العملية حتى لا تحدث مضاعفات خطيرة، وهذه النصائح هي:

  • أن تقوم الأم بتغيير مكان الجرح بعد مرور فترة يومان على العملية وتجنب فعل ذلك فور الانتهاء من العملية.
  • عدم الكشف عن الجرح بعد العملية لعدم تلوث الجرح، ولكن يجب فقط الكشف عنه في مواعيد تغيير وتنظيف الجرح.
  • تجنب اقتراب المياه من الرضيع، لذا يجب ألا تقوم الأم بتحميم الرضيع إلا بعد مرور فترة من العملية.
  • تغيير حفاظ الرضيع ثلاث مرات أو أكثر في اليوم، للحفاظ على منطقة الجرح جافة وعدم تعرضها للبلل.
  • الالتزام بوضع الدهانات الطبية للطفل في مواعيدها حسب تعليمات الطبيب.
  • إذا تعرض الجرح للنزيف أو حدوث تورم للجرح وارتفاع في درجة حرارته، يجب الذهاب للطبيب فورًا واستشارته.
السابق
أسباب رفض الطفل للرضاعة الصناعية فجأة وكيفية التغلب عليها
التالي
ما هي فوائد اللوز والقيمة الغذائية له

اترك تعليقاً