ديني

الفرق بين التبني ورعاية اليتيم

حكم كفالة اليتيم في البيت

هناك فروق بين التبني وكفالة اليتيم .

أ‌- أما التبني : فهو أن يتخذ الرجل يتيماً من الأيتام فيجعله كأحد أبنائه الذين هم من صلبه ويدعى باسمه ولا تحل له محارم ذلك الرجل فأولاد المتبني إخوة لليتيم وبناته أخوات له وأخواته عماته وما أشبه ذلك . وهذا كان من فعل الجاهلية الأولى ، حتى أن هذه التسميات لصقت ببعض الصحابة كالمقداد بن الأسود حيث أن اسم أبيه ( عمرو ) ولكنه يقال له ابن الأسود باسم الذي تبناه .

وظل كذلك في أول الإسلام حتى حرم الله ذلك في قصة مشهورة حيث كان زيد بن حارثة يدعى زيد بن محمد ، وكان زوجاً لزينب بنت جحش فطلقها زيد .

عن أنس قال : لما انقضت عدة زينب قال رسول الله لزيد بن حارثة : ” اذهب فاذكرها علي فانطلق حتى أتاها وهي تخمر عجينهاقال : يا زينب ابشري أرسلني رسول الله يذكرك قالت : ما أنا بصانعة شيئاً حتى أُوامر ربي فقامت إلى مسجدها و جاء رسول الله صلى الله فدخل عليها “.

و في هذا أنزل الله قوله : ( و إذ تقول للذي أنعم الله عليه و أنعمت عليه أمسك عليك زوجك واتق الله وتخفي في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه فلما قضى زيد منها وطراً زوجناكها لكي لا يكون على المؤمنين حرج في أزواج أدعيائهم إذا قضوا منهن وطراً وكان أمر الله مفعولاً) الأحزاب/37 . رواه مسلم ( 1428 ) .

ب‌- وقد حرم الله تعالى التبني لأن فيه تضييعاً للأنساب وقد أُمرنا بحفظ أنسابنا .

عن أبي ذر رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول : ” ليس من رجل ادعى لغير أبيه وهو يعلمه إلا كفر ومن ادَّعى قوما ليس له فيهم نسب فليتبوأ مقعده من النار “. رواه البخاري ( 3317 ) ومسلم ( 61 ) .

ومعنى كفر : أي جاء بأفعال الكفار لا أنه خرج من الدين .

لأن فيه تحريم لما أحل الله وتحليل لما حرم .

فإن تحريم بنات المتبني مثلاً على اليتيم فيه تحريم للمباح الذي لم يحرمه الله تعالى واستحلال الميراث من بعد موت المتبني مثلاً فيه إباحة ما حرم الله لأن الميراث من حق الأولاد الذين هم من الصلب .

قد يُحدث هذا الشحناء والبغضاء بين المُتَبنَّى وأولاد المُتبنِّي .

لأنه سيضيع عليهم بعض الحقوق التي ستذهب إلى هذا اليتيم بغير وجه حق وهم بقرارة أنفسهم يعلمون أنه ليس مستحقاً معهم .

وأما كفالة اليتيم فهي أن يجعل الرجل اليتيم في بيته أو أن يتكفل به في غير بيته دون أن ينسبه إليه ، ودون أن يحرم عليه الحلال أو أن يحل له الحرام كما هو في التبني ، بل يكون الكفيل بصفة الكريم المنعم بعد الله تعالى ، فلا يقاس كافل اليتيم على المتبني لفارق الشبه بينهما ولكون كفالة اليتيم مما حث عليه الإسلام .

قال تعالى : ( … ويسألونك عن اليتامى قل إصلاح لهم خير ، وإن تخالطوهم فإخوانكم . والله يعلم المفسد من المصلح ولو شاء الله لأعنتكم إن الله عزيز حكيم ) البقرة/220 .

وقد جعل الرسول صلى الله عليه وسلم كفالة اليتيم سبباً لمرافقته في الجنة مع الملازمة .

عن سهل بن سعد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” وأنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا – وأشار بالسبابة والوسطى وفرج بينهما شيئاً – “ . رواه البخاري ( 4998 ) .

ولكن يجب التنبيه على أن هؤلاء الأيتام متى بلغوا الحلم يجب فصلهم عن نساء الكافل وبناته وألا يُصلح من جانب ويُفسد من جانب آخر كما أنه ينبغي العلم بأن المكفول قد تكون يتيمة وقد تكون جميلة تشتهى قبل البلوغ فيجب على الكافل أن يراقب أبناءه من أن يقعوا بالمحرمات مع الأيتام لأن هذا قد يحدث ويكون سبباً للفساد الذي قد يعسر إصلاحه .

ثم إننا نحث إخواننا على كفالة الأيتام وأن هذا من الأخلاق التي يندر فعلها إلا عند من وهبه الله الصلاح وحب الخير والعطف على الأيتام والمساكين ، لاسيما إخواننا في كوسوفو والشيشان فقد لاقوا من الضنك والعذاب ما نسأل الله تعالى أن يفرّج عنهم كربهم و شدائدهم .

والله أعلم .

شروط كفالة اليتيم

  1. إنفاق الكفيل على اليتيم من ماله الخاص حتى يكمل دراسته، أو تنتفي حاجته إليه، وأن تشمل تلك النفقه مسكن اليتيم، وملبسه، ونفقته، وعلاجه، وتعليمه، وكلّ ما يحتاج إليه، وذلك حسب مقدرة الكفيل.
  2. عدم أخذ الكفيل من مال اليتيم إلا إذا كان فقيراً، وبقدر ما ينفقه على حوائج اليتيم، ذلك أنَّ الأكل من مال اليتيم من كبائر الذنوب، قال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا).
  3. جواز استلام كافل اليتيم ما يخصص له من أموال يتبرع بها المحسنون شريطة أن يأخذ منها بقدر ما ينفقه على اليتيم.
  4. فصل الكفيل بين الأيتام متى ما بلغوا الحلم، فيفصل الذكور عن نساء الكافل وبناته، وكذلك الحال مع اليتيمة، وضرورة فصلها عن أبناء اليتيم حتى لا يقعوا بالمحظور معها.
  5. إحسان الكفيل إلى اليتيم وتربيته، وتعليمه كتاب الله تعالى، وتنشئته على الأخلاق الفاضلة الحسنة وإبعاده عن رفقاء السوء.

شروط التبني

  • عدم نسبة الطفل اليتيم إلى كافله إنما ينسب إلى والده الحقيقي الذي أتى من صلبه، أو أن ينسب إلى المنطقة التي جاء منها كأن يقال فلان الشامي، أو المقدسي نسبة إلى الشام أو القدس، أو أن يدعى بأخوة الإسلام.
  • تسمية اليتيم بعبد الله أو عبد الرحمن إذا استدعت الحاجة إلى نسبة الكفيل إلى والد في سجلات الأحوال المدنية، فكلّ العباد عباد الله ومنهم والد اليتيم. احتجاب اليتيمة عن كافلها إذا وصلت سن البلوغ، إلا أن تكون من صلبه أو من محارمه نسبا ورضاعة، أو بنتاً لزوجته التي دخل بها.
  • احتجاب المرأة عن اليتيم الذي تربيه إذا كان ابناً من غير أبنائها نسباً ورضاعة، ويرفع الحرج عنها إذا أرضعته أختها أو ابنتها أو أمها؛ لأنّها بذلك تكون خالته، أو أمه، أو أخته من الرضاعة.

اليتيم والمجتمع

لما كان الدين الإسلامي دين الرحمة، ومن أهم خصائصه الحث على المودة والشفقة والعناية والرعاية والعطف على الآخرين، كان من أهم ما جاء به الحث على رعاية الأيتام وقضاء حوائجهم، فاليتيم هو من فقد أبوه ولم يبلغ سن الحلم أو سن البلوغ، وذلك هو الأمر الذي يجعله في أشد الحاجة لمن يرعاه ويسانده ويقف إلى جواره، لعله يستطيع أن يعوضه ما فقده، ولذلك قال تعالى:(وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلَاحٌ لَهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَأَعْنَتَكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ(، وقد نهى الإسلام عن مجافاتهم أو اذلالهم أو الإساءة إليهم أبدا بالكلمة أو الفعل، حيث قال تعالى:(أَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَر)، وجاءت السنة النبوية المطهرة لتؤكد على ذلك، حيث أمرت بمراعاة نفسية اليتيم ورفع معنوياته و الاحسان إليه، ومن أهم ما يدل على ذلك أنه جعل الثواب في الدنيا بلين القلب وتيسير الحال أو في الآخرة بالثواب الجزيل في أقل شيء يمكن أن تقدمه لليتيم وهو المسح على رأسه، وقد جاء في الحديث أن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم يشكو قسوة قلبه فقال له صلى الله عليه وسلم:(أتُحِبُّ أنْ يلين قلبُك؟ فَقَالَ:نَعَمْ، قَالَ: ارْحَمِ الْيَتِيمَ، وَامْسَحْ رَأسَهُ، وَأَطْعِمْهُ مِنْ طَعَامِكَ، فَإِنَّ ذَلِكَ يُلَيِّنُ قَلْبَكَ، وَتَقْدِرُ عَلَى حَاجَتِكَ)، وكذلك جعل من يحسن إليهم رفيق النبي صلى الله عليه في الجنة وقد جاء في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(مَنْ أَحْسَنَ إِلَى يَتِيمَةٍ أَوْ يَتِيمٍ عِنْدَهُ كُنْتُ أَنَا وَهُوَ فِي الْجَنَّةِ كَهَاتَيْنِ، وَقَرَنَ بَيْنَ أُصْبُعَيْهِ السَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى(.

وكفى باليتيم فخرا أنه قد شابه سيد الخلق صلى الله عليه وسلم في يتمه، فقد مات أبوه قبل أن يولد ولم يقدر له رؤيته، ثم ماتت أمه وعمره ست سنوات، ليعيش لطيما يتيما، ويتولى تربيته عمه أبو طالب بعد ذلك، فلا يحزن اليتيم بل ينبغي أن يتسلى ببلوغه ذلك الشرف العظيم.

وأما أم اليتيم فيكفيها فخرا وثوابا إن أحسنت تربيته واتقت الله تعالى فيه، أن تأتي يوم القيامة تسابق النبي صلى الله عليه وسلم على باب الجنة وكفى بذلك نعمة لا لشيء إلا لقعودها على تربية ذلك اليتيم، وفي الحديث أنه صلى الله عليه وسلم قال:(أَنَا أَوَّلُ مَنْ يُفْتَحُ لَهُ بَابَ الْجَنَّةُ إِلا أَنَّهُ تَأْتِي امْرَأَةٌ تُبَادِرُنِي فَأَقُولُ لَهَا:مَا لَكِ وَمَنْ أَنْتِ؟ فَتَقُولُ: أَنَا امْرَأَةٌ قَعَدْتُ عَلَى أَيْتَامٍ لِي) فكفى بها نعمة.

وينبغي لليتيم مع كل ذلك الحث على الإهتمام به ورعايته والأمر بالإحسان إليه، ألا يتخيل أن يتمه هذا نقمة عليه، فيمنعه من النجاح والتقدم والتفوق، ويركن إلى الخمول والكسل والراحة ويكون عالة على المجتمع، بل ينبغي أن يكون ذلك حافزا له على التفوق والتقدم في حياته ودراسته وبناء مستقبله، ليستطيع خدمة وطنه وبلاده.

وإن كان الناس يحتفلون باليتيم يوما واحدا في السنة،  فإننا ينبغي لنا أن نعيرهم اهتمامنا ورعايتنا وأن نواليهم بالسؤال وقضاء حوائجهم طوال السنة، فليس من المعقول أن يقتصر دورنا على شهادة أو درع أو هدية في يوم ثم نهملهم بعد ذلك، أسأل الله تعالى أن يحفظ أيتامنا وأن ينشأهم في رعايته ومعيته، إن ولي ذلك وهو القادر عليه سبحانه.

 

كفالة اليتيم والزواج

فزواجك من أرملة لها أيتام، شامل لكفالة الأيتام، مع السعي على الأرملة، وإعفافها، وقصد الشهوة المباحة لا يُذم، بل جاء في صحيح مسلم عن أبي ذر ـ رضي الله عنه ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: وفي بضع أحدكم صدقة! قالوا: يا رسول الله، أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر؟! قال: أرأيت لو وضعها في الحرام أكان عليه وزر.

فننصحك بذلك، ونرجو أن يكون أفضل لجمعه بين الفضيلتين، وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: الساعي على الأرملة، والمسكين كالمجاهد في سبيل الله.

تعريف التبني

هو عملية يفترض فيها أن شخص ما يعطي الأبوة للآخر، عادة ما يكون هذا الشخص هو الوالد البيولوجي للابن وبذلك ، ينقل بشكل دائم جميع الحقوق والمسؤوليات ، جنبا إلى جنب وبخلاف الوصاية أو الأنظمة الأخرى المصممة لرعاية الصغار ، يُقصد بالتبني إحداث تغيير دائم في الوضع ، وهذا يتطلب اعترافًا اجتماعيًا ، إما من القانون أو الدين. من الناحية التاريخية ، قامت بعض المجتمعات بسن قوانين محددة تحكم التبني؛ حيث حاول آخرون تحقيق التبني من خلال وسائل أقل رسمية ، لا سيما عن طريق العقود التي حددت حقوق الميراث ومسؤوليات الوالدين . تميل النظم الحديثة التي نشأت في القرن العشرين إلى أن تكون عملية التبني محكومة شاملة القوانين واللوائح.

كم تكلفة كفالة اليتيم

الوسيط هو من يكون التواصل معه بدلا من الكافل نفسة ( بناء على طلب الكافل مسبقا ) سواء كانت الكفالة لمن يتبرع لهم بكفالة الايتام ( مثل والديه) او ممثل احد جهات المؤسسية او الفردية ؛ ومبلغ الكفالة محدد ( 250 ) ريال شهريا سواء لليتيم او ام الايتام .

لماذا حرم التبني في الإسلام

التبني محرّمٌ في الإسلام، والدليل على ذلك قول الله تعالى: (ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِندَ اللَّـهِ فَإِن لَّمْ تَعْلَمُوا آبَاءَهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ)،[١] وكان التبني جائزاً ومعروفاً قبل الإسلام، وبنزول الآية السابقة دُعي الصحابي زيد إلى حارثة بعد أن كان يُدعى بزيد بن محمد، وأقرّت الشريعة الإسلامية وجوب نسبة كلّ أحدٍ إلى أبيه، وعدم جواز التبني لأحدٍ، وفي المقابل تجوز التربية والرعاية لأي أحدٍ مع نسبته إلى أصله وأبيه.

السابق
بحث عن بيعة العقبة الاولى
التالي
الفرق بين زكاة المال والصدقة

اترك تعليقاً